جدة – ياسر خليل

حذر استشاريان من استخدام العلب البلاستيكية في تسخين الأطعمة داخل المايكرويف؛ إذ إن البلاستيك قد يطلق مع مواده داخل الأطعمة، وبذلك يصبح الأمر محفوفًا ببعض المخاطر الصحية. وأوضحا أن هناك بعض الأواني الزجاجية المخصصة لتسخين الأكل داخل المايكرويف وهي آمنة وأفضل من الناحية الصحية.

ويقول أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا: “من السلوكيات المفروضة نهائيًا هو تسخين الأكل في علب البلاستيك داخل المايكرويف، لأنه مع حرارة المايكرويف قد يطلق البلاستيك بعض المواد التي استخدمت في إعداده نحو الطعام المراد تسخينه، فالأفضل والآمن صحيًا استخدام الأواني الزجاجية المخصصة لتسخين الأكل في المايكرويف”.

وتابع: ” يتكون البلاستيك من سلاسل طويلة من البوليمرات، التي تتشكل من ارتباط جزيئات أصغر تسمى المونومرات، ويضاف إلى هذه البوليمرات العديد من المركبات الكيميائية، التي يطلق عليها (الملدنات) لجعل البلاستيك أكثر ليونة حتى يلائم الغرض الذي يُصنع من أجله، ومن أشهر هذه الملدنات مادة بيسفونيل، والمعروفة باسم (بي بي إيه) وهي مادة مسؤولة عن جعل البلاستيك أشد صلابة ومتانة، وكذلك مادة الفثالات لجعله أكثر مرونة ومن ثم سهولة تشكيله، ووفق المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية بالولايات المتحدة فإن المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك تنفصل وتتفكك مع ارتفاع درجة الحرارة داخل الميكرويف حتى تتسرب إلى الطعام وتختلط بمكوناته، مما تسبب اضطرابات الغدد الصماء، وتحدث خللا في هرمونات الجسم مثل هرمون الأستروجين والتستوسيترون”.


وقال الأغا: “يعتقد البعض أن الأواني البلاستيكية المدون عليها آمن للميكرويف لا تعني أنها لا تشكل خطرًا على الصحة أو أن مواد كيميائية لن تتسرب مع تعرضها للحرارة، بقدر ما تعني قدرة هذا النوع تحديداً من البلاستيك على مقاومة الانصهار وتحمل الحرارة؛ لذا يجب الابتعاد نهائيًا عن البلاستيك في تسخين الأطعمة”.

وخلص البروفيسور الأغا إلى القول: “هناك دراسات عديدة حذرت من تسخين الأكل في العلب البلاستيكية داخل المايكرويف؛ منها دراسة أجراها فريق من جامعة نبراسكا لينكولن في الولايات المتحدة من خلال تجارب باستخدام عبوات حفظ طعام مصنوعة من مادة البولي بروبيلين، والبولي إيثيلين؛ إذ كشف الدراسة أن مليارات الجزيئات التي يبلغ عرضها نانومترًا يمكن إطلاقها من العبوات البلاستيكية إلى الطعام في هذه الحالة، كما كشف الباحثون أن تسخين الماء أو منتجات الألبان في جهاز الميكروويف من المرجح أن يقدم أعلى تركيزات نسبية من البلاستيك، قد تكون ضارة بالأمعاء والعمليات البيولوجية الرئيسة في الجسم”.


من جانبه، يقول استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد المدني: “عندما يتم تسخين البلاستيك، فإنه يطلق مواد كيميائية ضارة مثل BPA والفثالات التي يمكن أن تدخل الأطعمة والمشروبات، والأفضل صحيًا استبدال البلاستيك بالزجاج، فالزجاج على عكس البلاستيك يعتبر أكثر أمانًا للتسخين داخل المايكرويف”.

وأشار إلى أن المواد المليّنة للبلاستيك حينما تتعرّض للحرارة في الميكروويف، تتحلل وتتحرر من الأوعية البلاستيكية الحافظة للطعام لتلوث بعد ذلك الطعام الموضوع فيها، فالإنسان الذي يواظب دومًا على تسخين الطعام في الأوعية البلاستيكية يبتلع من حيث لا يدري مواداً كيميائية مخلة بالغدد الصماء.

وأضاف: “توضح تقارير عدة صادرة عن كلية الطب في جامعة هارفرد، أن إعادة تسخين الطعام بالموانئ البلاستيكية، يشكل ضرراً كبيراً على الصحة ، وذلك لأن البلاستيك مصنوع من مواد كيميائية ضارة يمكن أن تتسرب إلى الطعام خلال تسخينه، ما يؤدي إلى مشاكل صحيّة وآثار جانبية خطرة، ومن المضاعفات المحتملة: الإضطرابات الأيضية، إنخفاض الخصوبة، أمراض المناعة الذاتية، تحفيز الربو، وصولاً الى تحفيز نموّ الأورام السرطانية ، كما أكد باحثون في تقرير آخر أعده المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية في الولايات المتحدة الأمريكية أن تسخين المأكولات في أوان بلاستيكية مضر بالصحة، لأن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى انفصال مركبات كيميائية مضرة تحتوي عليها هذه الأواني ومن ثم تختلط بالغذاء”.

ونصح المدني في ختام حديثه بتجنب استخدام البلاستيك في تسخين وحفظ الطعام نهائيًا، عدم استخدام الملاعق البلاستيكية في تحريك الشاي أو تناول الأكل، والتخلص الآمن من العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وعدم استخدام البلاستيك في تناول العصائر والماء والبديل المناسب هو الكاسات الورقية.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الهمدان والصداع بعد الأكل .. هل له علاقة بالذبحة الصدرية؟

قال الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، إن الشعور بأعراض مثل الإرهاق الشديد (الهمدان) والصداع بعد تناول الطعام، نادرًا ما يرتبط بالذبحة الصدرية.

أوضح خلال تقديمه برنامج «رب زدني علما» على قناة «صدى البلد»، أن هذه الأعراض قد تكون مقلقة، لكنها ليست بالضرورة علامة على الإصابة بالذبحة الصدرية.

أشار الدكتور موافي إلى أن فحص "رسم القلب" العادي لا يكفي لتشخيص الذبحة الصدرية بدقة، وأن الفحص الأنسب في هذه الحالة هو "رسم القلب الإجهادي"، ومع ذلك، بيّن أن نحو 15% من الأشخاص الذين يخضعون لهذا الفحص قد تظهر لديهم مشكلات في القلب رغم كونهم أصحاء.

وأضاف أن التشخيص الدقيق للذبحة الصدرية يتم من خلال تصوير الشريان التاجي، سواء باستخدام الأشعة المقطعية أو القسطرة القلبية، لضمان تحديد الحالة بدقة وتوفير العلاج المناسب.

مقالات مشابهة

  • الهمدان والصداع بعد الأكل .. هل له علاقة بالذبحة الصدرية؟
  • رجل دخل موسوعة جينيس بسبب الأكل.. يلتهم خروفا وزنه 15 كيلوجراما في 30 دقيقة
  • احذر.. مادة في الطعام تهدد بالسرطان
  • مناقشة حشد التمويل لممرات مائية خالية من البلاستيك
  • احذر.. هذه المادة تقلل خصوبة الرجال وتسبب السرطان
  • محافظ الدقهلية يتفقد الإدارات الخدمية التي تقدم خدمات مباشره للمواطنين داخل الديوان العام
  • ندوة تثقيفية بجنوب سيناء للتوعية بالمخاطر داخل بيئة العمل
  • ما سر سيلان الأنف عند تناول الطعام الحار؟
  • رئيس جامعة بنها يتفقد مطابخ الجامعة.. تناول وجبة غداء للاطمئنان على جودة الطعام
  • ترامب وإيلون ماسك.. علاقة محفوفة بالمخاطر