مواده تتفاعل مع الأطعمة.. استشاريان لـ(البلاد): «بلاستيك المايكرويف» محفوف بالمخاطر
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
جدة – ياسر خليل
حذر استشاريان من استخدام العلب البلاستيكية في تسخين الأطعمة داخل المايكرويف؛ إذ إن البلاستيك قد يطلق مع مواده داخل الأطعمة، وبذلك يصبح الأمر محفوفًا ببعض المخاطر الصحية. وأوضحا أن هناك بعض الأواني الزجاجية المخصصة لتسخين الأكل داخل المايكرويف وهي آمنة وأفضل من الناحية الصحية.
ويقول أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا: “من السلوكيات المفروضة نهائيًا هو تسخين الأكل في علب البلاستيك داخل المايكرويف، لأنه مع حرارة المايكرويف قد يطلق البلاستيك بعض المواد التي استخدمت في إعداده نحو الطعام المراد تسخينه، فالأفضل والآمن صحيًا استخدام الأواني الزجاجية المخصصة لتسخين الأكل في المايكرويف”.
وتابع: ” يتكون البلاستيك من سلاسل طويلة من البوليمرات، التي تتشكل من ارتباط جزيئات أصغر تسمى المونومرات، ويضاف إلى هذه البوليمرات العديد من المركبات الكيميائية، التي يطلق عليها (الملدنات) لجعل البلاستيك أكثر ليونة حتى يلائم الغرض الذي يُصنع من أجله، ومن أشهر هذه الملدنات مادة بيسفونيل، والمعروفة باسم (بي بي إيه) وهي مادة مسؤولة عن جعل البلاستيك أشد صلابة ومتانة، وكذلك مادة الفثالات لجعله أكثر مرونة ومن ثم سهولة تشكيله، ووفق المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية بالولايات المتحدة فإن المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك تنفصل وتتفكك مع ارتفاع درجة الحرارة داخل الميكرويف حتى تتسرب إلى الطعام وتختلط بمكوناته، مما تسبب اضطرابات الغدد الصماء، وتحدث خللا في هرمونات الجسم مثل هرمون الأستروجين والتستوسيترون”.
وقال الأغا: “يعتقد البعض أن الأواني البلاستيكية المدون عليها آمن للميكرويف لا تعني أنها لا تشكل خطرًا على الصحة أو أن مواد كيميائية لن تتسرب مع تعرضها للحرارة، بقدر ما تعني قدرة هذا النوع تحديداً من البلاستيك على مقاومة الانصهار وتحمل الحرارة؛ لذا يجب الابتعاد نهائيًا عن البلاستيك في تسخين الأطعمة”.
وخلص البروفيسور الأغا إلى القول: “هناك دراسات عديدة حذرت من تسخين الأكل في العلب البلاستيكية داخل المايكرويف؛ منها دراسة أجراها فريق من جامعة نبراسكا لينكولن في الولايات المتحدة من خلال تجارب باستخدام عبوات حفظ طعام مصنوعة من مادة البولي بروبيلين، والبولي إيثيلين؛ إذ كشف الدراسة أن مليارات الجزيئات التي يبلغ عرضها نانومترًا يمكن إطلاقها من العبوات البلاستيكية إلى الطعام في هذه الحالة، كما كشف الباحثون أن تسخين الماء أو منتجات الألبان في جهاز الميكروويف من المرجح أن يقدم أعلى تركيزات نسبية من البلاستيك، قد تكون ضارة بالأمعاء والعمليات البيولوجية الرئيسة في الجسم”.
من جانبه، يقول استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد المدني: “عندما يتم تسخين البلاستيك، فإنه يطلق مواد كيميائية ضارة مثل BPA والفثالات التي يمكن أن تدخل الأطعمة والمشروبات، والأفضل صحيًا استبدال البلاستيك بالزجاج، فالزجاج على عكس البلاستيك يعتبر أكثر أمانًا للتسخين داخل المايكرويف”.
وأشار إلى أن المواد المليّنة للبلاستيك حينما تتعرّض للحرارة في الميكروويف، تتحلل وتتحرر من الأوعية البلاستيكية الحافظة للطعام لتلوث بعد ذلك الطعام الموضوع فيها، فالإنسان الذي يواظب دومًا على تسخين الطعام في الأوعية البلاستيكية يبتلع من حيث لا يدري مواداً كيميائية مخلة بالغدد الصماء.
وأضاف: “توضح تقارير عدة صادرة عن كلية الطب في جامعة هارفرد، أن إعادة تسخين الطعام بالموانئ البلاستيكية، يشكل ضرراً كبيراً على الصحة ، وذلك لأن البلاستيك مصنوع من مواد كيميائية ضارة يمكن أن تتسرب إلى الطعام خلال تسخينه، ما يؤدي إلى مشاكل صحيّة وآثار جانبية خطرة، ومن المضاعفات المحتملة: الإضطرابات الأيضية، إنخفاض الخصوبة، أمراض المناعة الذاتية، تحفيز الربو، وصولاً الى تحفيز نموّ الأورام السرطانية ، كما أكد باحثون في تقرير آخر أعده المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية في الولايات المتحدة الأمريكية أن تسخين المأكولات في أوان بلاستيكية مضر بالصحة، لأن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى انفصال مركبات كيميائية مضرة تحتوي عليها هذه الأواني ومن ثم تختلط بالغذاء”.
ونصح المدني في ختام حديثه بتجنب استخدام البلاستيك في تسخين وحفظ الطعام نهائيًا، عدم استخدام الملاعق البلاستيكية في تحريك الشاي أو تناول الأكل، والتخلص الآمن من العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وعدم استخدام البلاستيك في تناول العصائر والماء والبديل المناسب هو الكاسات الورقية.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مؤتمر" التلوث بمخلفات البلاستيك.. توحيد الجهود نحو مستقبل أخضر" يعلن توصياته
أعلن مؤتمر "التلوث بمخلفات البلاستيك: توحيد الجهود نحو مستقبل أخضر" الذي تنظمه شعبة البيئة البحرية التابعة للمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في الإسكندرية، عن توصياته في ختام فعاليات المؤتمر الذي استمر لمدة يومين (5-6 نوفمبر)، بحضور ممثلين عن الجهات التنفيذية، وأساتذة باحثين، وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني.
حوافز ضريبية للشركات
وأوضحت الدكتورة علا عبد الوهاب، رئيسة شعبة البيئة البحرية، في توصيات ختام المؤتمر، ضرورة تحديث وتطبيق السياسات البيئية على المستوى الوطني للحد من استخدام أكياس البلاستيك أحادية الاستخدام، مع تشديد الرقابة والعقوبات على المخالفين. كما تضمنت التوصيات تطبيق حوافز ضريبية للشركات لتشجيعها على تبني حلول بلاستيكية صديقة للبيئة، وتعزيز البنية التحتية لإعادة التدوير عبر الاستثمار في الموارد وإنتاج منتجات معاد تدويرها، خصوصًا في المدن الكبيرة والساحلية، لمنع انتشار النفايات البلاستيكية، وتوفير صناديق إعادة التدوير في الأماكن العامة لضمان سهولة الوصول إليها.
ودعت التوصيات أيضًا إلى إطلاق حملات توعية مستمرة ومستدامة عبر وسائل الإعلام المختلفة، للتوعية بمخاطر البلاستيك وأهمية الحد من استخدامه. وشددت على تعزيز البحث العلمي في دراسة التأثيرات الصحية للبلاستيك، مع توفير المزيد من الدعم للأبحاث التي تدرس تأثيرات البلاستيك، وخاصة الميكروبلاستيك، على البيئة البحرية والسلسلة الغذائية.
مراكز بحثية متخصصةكما أوصت بإنشاء مراكز بحثية متخصصة في التلوث البلاستيكي وتأثيراته على البيئة، وتوفير التمويل اللازم للمشروعات البحثية التي تهدف إلى تطبيق حلول جذرية للتلوث البلاستيكي.
وتضمنت التوصيات وضع آليات مستدامة لإصلاح البيئات البحرية المتضررة من خلال تفعيل سياسات حماية المناطق الساحلية والشعاب المرجانية المتضررة بسبب التلوث البلاستيكي، ودعم برامج تنظيف وتأهيل هذه المناطق، وتشجيع المبادرات المحلية التي تركز على تنظيف الشواطئ.
إشراك المجتمعات المحليةأما على صعيد حماية الحياة البحرية، فقد أوصى المؤتمر بإشراك المجتمعات المحلية في الجهود البيئية من خلال التطوع والدعم المجتمعي، وتحفيز الشركات والمجتمعات على تبني ممارسات صديقة للبيئة عبر إطلاق شهادات بيئية للجهات التي تتبنى سياسات خضراء وتدير نفاياتها البلاستيكية بفاعلية. وأوصى المؤتمر بتقديم مكافآت للشركات الملتزمة بيئيًا، وتشجيع الأحياء والمجتمعات المحلية على تنظيم حملات تنظيف دورية وزيادة الوعي بشأن النفايات، وتقديم الدعم اللوجستي لها.
فعاليات المؤتمروشملت فعاليات المؤتمر جلسات حول مكافحة التلوث البلاستيكي وإدارة المخلفات الصلبة بعنوان "التحديات والفرص"، وجلسات حول الابتكار والصناعة في مجال البلاستيك والبيئة بعنوان "تعزيز الحلول المستدامة وإعادة التدوير". وفي اليوم الثاني، تناولت الجلسات مكافحة التلوث البلاستيكي من خلال التقنيات العلمية وجهود المجتمع المدني، إلى جانب جلسات حول مخلفات البلاستيك والمايكروبلاستيك وتأثيراتها على المناخ والبيئة الساحلية.