«داليا».. خريجة آثار تتحول إلى سيدة أعمال بصناعة إكسسوارات يدوية
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
رجحت كفة الهواية لدى داليا الشابة العشرينية خريجة كلية الآثار، ولم تعمل في مجال دراستها، إذ فرّغت طاقتها وكرّست وقتها للعمل في تصنيع الاكسسورات من الطين الصلصال، وكلما واصلت العمل زاد شغفها به، خاصة إذا لمست سعادة في عميلاتها من الفتيات والنساء، بارتداء قطعة اكسسوار مُعدّ لها خصيصا بيد رشيقة وعين فنانة.
داليا رمزي شابة تبلغ من العمر 23 عام، تقول في حديث خاص لـ«الوطن» إنها أنهت الدراسة في جامعة دمنهور، بكلية الآداب قسم الآثار الروماني واليوناني لافتة إلى شغفها بالدراسة وتميزها كما حصلت على تقديرات جيدة في درجاتها، معلقة: «اعتقدت إن من حبي للآثار مش هشتغل غير في محال دراستي، لكن فوجئت بموهبة شغل الإكسسوارات وكملت شغل وطورت نفسي أكتر».
تتابعت داليا أنها شغفت حبا بصناعة الاكسسوارات من الطين الصلصال، لافتة إلى بداية مشروعها بحوالي ألف جنيه بشراء الأدوات والخامات للانطلاق في المشروع متناهي الصغر، والذي توجهه الموهبة والشغف.
أشرت إلى تعلمها أكثر من خلال فيديوهات «اليوتيوب» وأصبحت تعتمد على ذاتها أكثر من ذي قبل، لدرجة احترفت العمل في وقت قصير.
توضح داليا أنها لمست بداخلها حلم أن يكون لها مشروع كبير، وتكون سيدة أعمال ولم تستبعد تحقيق إنجازات فيه فبدأت وواصلت العمل فيه، معتمدة على شغل الهاند ميد «يدوي» وتجميع الخامات وتشكيلها بجهدها الذاتي؛ لتصل بأعلى منتج جودة ومظهر جمالي جذاب، يداعب الفتيات والنساء فيزداد الطلب عليه.
تشير داليا إلى صناعة القرط «حلق» وإكسسوارات البنات من الطين الصلصال، إذ تشكل الطين وتجعله لينا كما شاءت وتنعمه، ثم تدخله الفرن على درجة حرارة مناسبة مدة نصف ساعة وتستعيده من الفرن، ثم تقوم بسنفرته وتجعله أملس ثم تركب له الإكسسوارات ليصبح جاهزا للارتداء، وأدوات بسيطة وطين صلصال وفتافيت سكر.
تقول داليا إنها بدأت المشروع ببضعة جنيهات، إذ أن المبلغ الذي بدأت به كان ضئيلًا، لافتة إلى أنها ذاع صيتها وبدأت النساء والفتيات يطلبن منها، وتتراوح قطعة الإكسسوارات ما بين 35 جنيها، حتى 80 جنيها فحقق لها مصدر دخل ثابت، معلقة: «الحلم أوله فكرة والسعي وراه يجعله حقيقة، وأنا حققت حلمي بسهولة ولسة عايزة أكبر واتوسع، وسعادتي مش بس بالدخل المادي من المشروع لكن سعادتي لما بنت أو ست تفرح بحاجة اتعملت مخصوص لها».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
هل تتحول ليبيا إلى ممر لدعم حزب الله عسكريا بعد انهيار مسار سوريا؟
أثارت معلومات تم تداولها بخصوص إمكانية تحول ليبيا إلى ممر بديل، لقيام إيران بإرسال الأسلحة إلى حزب الله، في لبنان، بعدما تم تدمير ممر "سوريا_العراق" البري، عدّة تساؤلات عن مدى حقيقة الأمر أو دقة المعلومات المتداولة أساسا.
وبحسب تقرير تحليلي لمركز "ألما" العبري فإنّ: "هناك دور محتمل لدولة ليبيا كجزء من مسار جديد للدعم الإيراني لحزب الله اللبناني، بعد انهيار الممر البري عبر العراق وسوريا، مؤكدا استغلال إيران للأوضاع غير المستقرة في دول مثل السودان وليبيا، لتعزيز قدراتها اللوجستية في دعم حزب الله"، وفق مزاعمه.
"وضع مثالي ودور لحفتر"
أشار تقرير مركز "ألما" الذي يتخذ من "الجليل" مقر له، إلى أنّ: "الحدود المشتركة بين السودان وليبيا غير خاضعة للرقابة بشكل كبير، ما يجعل ليبيا منطقة جذابة لإيران لـ"تهريب الأسلحة" والموارد المالية، وكذلك تميّز الوضع الليبي بالانقسام السياسي وعدم الاستقرار الأمني، ما يوفر بيئة مثالية للإيرانيين لتنفيذ عملياتهم دون مواجهة مقاومة كبيرة".
بدورها، ذكرت صفحة "Israel-Alma" على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أنّ: "الجنرال الليبي خليفة حفتر قد يكون له دور في الأمر كون قواته تسيطر على شرق وجنوب ليبيا، وهي المناطق التي قد تُستخدم كممرات جديدة لطهران بخصوص إرسال إمدادات لحزب الله في لبنان"، بحسب تقديراته.
"تحليل غير دقيق"
مراقبون ليبيون تحدثوا لـ"عربي21" وأكدوا أنّ: "المعلومات الواردة في التقرير، والتي نقلتها منصة ليبية محلية غير دقيقة، ولا توجد أي علاقات بين ليبيا وإيران تسمح للأخيرة بالإقدام على هذه الخطوة".
ومن جانب آخر، أبرز المراقبين أنّ: "الخلافات بين أميركا وإيران الآن تجعل أي مسؤول عربي يسارع بالابتعاد عن طهران أو عقد أي صفقات معها خوفا من الغضب الأميركي الذي يمكن أن يتعرض له".
وفي محاولة لتتبع المسار المزعوم، وفقا للتقرير، رأينا أن الحل هو الجنوب الليبي، عبر بعض الممرات البرية الصحراوية الخاضعة لسيطرة قوات حفتر عبر حدود السودان، في مناطق خاضعة لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي" وكذلك بعض الممرات القليلة في الشرق الليبي.
جرّاء ذلك، باتت المعضلة الأكبر تكمن في: كيفية إيصالها إلى لبنان برا كونها لا ترتبط بأي حدود مع ليبيا، لكن هنا يمكن التحايل على الأمر عبر البحر إلى تركيا ثم إلى لبنان، وهذا يحتاج موافقات وتنسيق عالي جدا يجعل المقترح غير قابل للتطبيق. ما أثار السؤال: هل تتحول ليبيا فعلا إلى مسار جديد لإرسال أسلحة إيرانية إلى حزب الله في لبنان؟ وما المسار المتبع لذلك؟
"افتراء إسرائيلي"
رأى المحلل السياسي الليبي وخبير العلاقات الدولية، أسامة كعبار، أنّ: "التقرير الإسرائيلي بخصوص هذا المسار الإيراني "المزعوم" يصنف ضمن الأخبار الكاذبة، والتى لها هدف ومراد آخر، وهذا ذكرنا بما سوقته الحكومة الإسرائيلية بقطع المقاومة لرؤوس الأطفال أثناء عملية 7 أكتوبر، والتي ثبت من بعد زيفها".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أنّ: "هذه القرية من قبل مركز بحثي إسرائيلي المستهدف منها تحديداً الجيش السوداني، خاصة بعد الانتصارات التى حققها في دحر قوات مرتزقة "حميدتي" في الخرطوم وقرب هزيمتها في إقليم دارفور، يأتي هذا التقرير ليشكل نقطة لتسليط الضوء على الحدود الليبية-السودانية" حسب تقديره.
وأضاف: "الهدف تأليب الإدارة الأميركية حتى يمكن لتدخل أمريكي-إسرائيلي وتنفيذ ضربات جوية على أهداف مزعومة تحت مظلة قوافل تهريب إيرانية، ولم يقدم التقرير الإسرائيلي أية أدلة على مزاعمه، وبمتابعتي لأحداث المنقطة بشكل دقيق جداً منذ عملية طوفان الأقصى، لم أرى أية شبهة لتحركات إيرانية في هذا الحزام "السوداني-الليبي".
أمر وارد بدعم تركي"
في حين قال الباحث التونسي في العلاقات الدولية وشؤون ليبيا، بشير الجويني، إنّ: "العلاقات بين إيران وليبيا شهدت تغيرات ملحوظة، خاصةً بعد 2011، وبعد سقوط نظام القذافي، لاحظنا أن إيران لم يكن لها دور بارز في المشهد الليبي، إذا ما قارناها بدول أخري من نفس المحور مثل، تركيا، وروسيا".
وأشار الجويني، في تصريحات لـ"عربي21" إلى أنه: "في السنوات الأخيرة لاحظنا أن هناك تحسن تدريجي في العلاقات بين البلدين، حيث قدم السفير الليبي الجديد أوراق اعتماده متزامنةً مع دعوات لتعزيز التعاون السياسي والاقتصاد، كما رأينا في محطات سابقة دعم إيران لحكومة الوفاق الوطني الليبية في بعض المواقف، خاصةً في العلاقة بتركيا"، وفقا لكلامه.
وتابع: "هناك تحسن نسبي في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات الطاقة، والبيئة، وبعض الأطراف تتحدّث عن وجود دعم غير مباشر لبعض الفاعلين في ليبيا، بل هناك تقارير تحدثت عن وصول شحنات أسلحة إيرانية إلى ليبيا".
وختم الباحث التونسي في العلاقات الدولية وشؤون ليبيا، بالقول: "رغم أنه لم يتم تأكيد هذه المسألة بشكل مباشر، إلا أن جزءا كبيرا من هذا المجال متعلق بلاعب آخر أساسي وهو تركيا، ما يجعل التعاون واردا".