من المرجح أن تؤثر رئاسة كازاخستان الدولية الحالية لمنظمة شنغهاي للتعاون على مسار هذه التكتل الدولي؛ إذ تتبنى أستانا سياسة خارجية متعددة الاتجاهات تتجنب الاعتماد المفرط على أي كيان منفرد، مع تعزيز المصالح الوطنية.

ذلك ما خلص إليه روس بيلابي في تقدير موقف بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي (Geopolitical Monitor) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أنه "في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، حظيت أنشطة المنظمة باهتمام كبير، ونظرا لعضويتها المتوسعة، فإنها تظهر طموحات عالمية مع الرغبة في التأثير على الأحداث الإقليمية والعالمية".

ولفت إلى أن "المنظمة تأسست في عام 2001، وضمت كازاخستان والصين وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، ثم اتسع نطاق نفوذها بشكل كبير، ليشمل الهند وإيران وباكستان كدول أعضاء، وأفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا كدول مراقبة، وأرمينيا وأذربيجان وكمبوديا ونيبال وسريلانكا وتركيا "كشركاء في الحوار"، ويمثل ضم السعودية مؤخرا (كشريك حوار) وتوقيع مذكرتي تفاهم مع قطر ومصر توسعا ملحوظا في نطاقها.

وتابع أن "هذه الدول مجتمعة تمثل جزءا كبيرا من القارة الآسيوية، وتساهم بـ30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتضم 40% من سكان العالم، وهذا الانتشار الواسع النطاق يؤكد على إمكانات المنظمة".

اقرأ أيضاً

عبر إيران والسعودية.. منظمة شنغهاي تعيد تشكيل التوازنات الدولية

أهداف المنظمة

و"تدور أهداف المنظمة المعلنة حول تعزيز العلاقات والتعاون بين الأعضاء، وضمان السلام والأمن، والدعوة إلى "نظام دولي سياسي واقتصادي جديد وديمقراطي وعادل وعقلاني"، بحسب بيلابي.

وأضاف أن "هذه الأهداف قد تشير إلى نية إعادة تشكيل العلاقات الدولية، وربما تحدي النظام العالمي القائم (أحادي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة)، مما قد يوفر بديلا للنظام العالمي".

وأردف أنه "في المناخ الجيوسياسي الحالي، والتوترات المتصاعدة بين القوى الكبرى، يصبح دور المنظمة محوريا على نحو متزايد، وموقفها الجماعي تجاه القضايا الدولية الرئيسية من الممكن أن يؤثر بشكل كبير على الآراء والسياسات العالمية".

و"يمتد نفوذ المنظمة إلى ما هو أبعد من مجرد القوة الاقتصادية والديموجرافية، فالمواقع الاستراتيجية لأعضائها والموارد الطبيعية والقدرات العسكرية تجعلها لاعبا رئيسيا في ديناميكيات الأمن الإقليمي"، كما زاد بيلابي.

واستطرد: "وتركيز المنظمة على المبادرات الأمنية المشتركة وجهود مكافحة الإرهاب يسلط الضوء على دورها في تشكيل السلام والاستقرار الإقليميين، وتركيزها على التعاون الاقتصادي واللارتباط، وخاصة عبر مشاريع مثل مبادرة الحزام والطريق (الصينية)، يضعها كحافز للتكامل الاقتصادي الإقليمي والتنمية".

اقرأ أيضاً

عضوية دول الخليج في منظمة شنغهاي للتعاون... ماذا تعني؟

نهج مميز

بيلابي قال إنه "مع تولي كازاخستان رئاسة المنظمة بين يوليو/تموز 2023 والشهر نفسه من 2024، يبرز نهج مميز داخل المنظمة إلى الواجهة.. وفترة ولاية كازاخستان مهيأة للتأثير على مسار المنظمة، وخاصة في سياق سياستها الخارجية المتعددة الاتجاهات".

وبيَّن أن "هذا النهج السياسي ينطوي على التعامل مع قوى عالمية متعددة وتكتلات إقليمية في وقت واحد، وتجنب الاعتماد المفرط على أي كيان منفرد، مع تعزيز المصالح الوطنية، وعمليا يعني ذلك سلوك مسار دبلوماسي يسعى إلى إقامة علاقات تعاونية مع مجموعة متنوعة من البلدان والمنظمات".

و"تسمح مثل هذه الاستراتيجية لكازاخستان بالحفاظ على درجة من الاستقلالية والمرونة في الشؤون الدولية، ويشير هذا النهج إلى استمرار المعارضة للتوجهات التكتلية والأيديولوجية في التعامل مع التحديات الأمنية، مما يوفر توازنا دقيقا داخل المنظمة"، وفقا لبيلابي.

وتابع: "ولذلك، فإن تركيز المنظمة سيتحول نحو أشكال تعاون أكثر شمولا وتنوعا، مع الاعتراف بالمصالح والاهتمامات المتنوعة لأعضائها ومعالجتها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حلول أكثر استدامة وتعاونية للتحديات التي تواجهها المنطقة".

واعتبر أن "قمة المنظمة المزمع انعقادها في أستانا العام المقبل ستشكل لحظة حاسمة تستحق المراقبة، وستقدم نظرة ثاقبة حول كيفية قيام كازاخستان ونهج سياستها الخارجية متعدد الاتجاهات بتشكيل استراتيجيات المنظمة واستجاباتها للنسيج المعقد للتحديات الإقليمية والعالمية المعاصرة".

"إن منظمة شنغهاي للتعاون، بعضويتها المتوسعة وأهدافها الطموحة، تقف عند منعطف حاسم في سعيها إلى اكتساب قدر أعظم من النفوذ العالمي. ومن الممكن أن تحدث تصرفات وقرارات المنظمة بصمة على الساحة العالمية. كما أن قدرتها على الاستفادة بشكل فعال من قوتها الجماعية وموقعها الاستراتيجي ستحدد دورها في تشكيل المشهد الجيوسياسي المستقبلي"، كما ختم بيلابي.

اقرأ أيضاً

عبر شنغهاي.. الرياض تقترب من بكين ولا تحرق جسورها مع واشنطن

المصدر | روس بيلابي/ جيوبوليتيكال مونيتور- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: منظمة شنغهای

إقرأ أيضاً:

رحلات مباشرة بين شنغهاي وأبوظبي لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي

أعلنت خطوط شرق الصين الجوية عن إطلاق رحلات جوية مباشرة تربط بين مدينتي شنغهاي وأبوظبي، وذلك اعتباراً من 28 أبريل (تيسان) 2025، في خطوة تعد الأولى من نوعها لشركة طيران صينية، وتعزز من الروابط الاقتصادية والسياحية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية.

ووفقاً لصحيفة "تشاينا ديلي"، سيتم تشغيل الخط الجديد بالتعاون مع شركة "الاتحاد للطيران"، الناقل الوطني لدولة الإمارات، حيث ستسير الرحلات أيام الاثنين والأربعاء والخميس والسبت، لتنطلق من مطار شنغهاي بودونغ الدولي وتعود من مطار أبوظبي الدولي في نفس اليوم وفقاً للتوقيت المحلي.
وتعكس هذه الخطوة الأهمية الاستراتيجية لأبوظبي ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، حيث توفر الإمارة بيئة اقتصادية داعمة بفضل موقعها الجغرافي المتميز، وسياسات المناطق الحرة، وحضورها القوي في قطاعات الطاقة والخدمات المالية، مما يسهم في تعزيز توسع الشركات الصينية عالمياً.
ومن المتوقع أن يسهم هذا المسار الجوي في تعزيز الترابط بين منطقة دلتا نهر اليانغتسي ومنطقة الخليج، مما يسهل حركة الأعمال والسياحة، إضافة إلى دعم قطاعي الضيافة والطيران في كل من شنغهاي وأبوظبي، بما يعزز من النمو الاقتصادي المشترك ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون المستقبلي.

مقالات مشابهة

  • رحلات مباشرة بين شنغهاي وأبوظبي لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياحي
  • وزير الزراعة يبحث مع منظمة ميرسي كور مشكلات القطاع الزراعي
  • هل تعيد سياسة أمريكا غير المعترفة بالقانون تشكيل النظام العالمي؟
  • اختتام البرنامج التدريبي الـ(2) لرواد الأعمال بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية
  • شراكة أكاديمية جديدة بين جامعتي "القاهرة" و"شنغهاي الدولية" لتعزيز التعاون المصري الصيني
  • 17 يوليو .. قرعة الملحق الآسيوي المؤهلة للمونديال
  • المملكة تستضيف اجتماع اللجنتين التنفيذية والتوجيهية الدولية لمجلس البحوث العالمي استعدادًا لاجتماعه السنوي الـ13 في الرياض مايو القادم
  • المملكة تستضيف اجتماع اللجنتين التنفيذية والتوجيهية الدولية لمجلس البحوث العالمي
  • منظمة حقوقية توثق أكثر من 692 انتهاكاً حوثياً ضد المدنيين في صنعاء خلال 2024
  • «التعاون الإسلامي» تقدم مرافعة للعدل الدولية حول عدم التزام إسرائيل تجاه المنظمات الأممية