صحيفة الاتحاد:
2024-07-01@05:10:21 GMT

أحزاب «اليمين» تتصدر المشهد في دول أوروبية

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

عبد الله أبو ضيف (القاهرة)

أخبار ذات صلة موجة نفوق غير مسبوقة للمحار في إسبانيا أوروبا تتفق على قواعد جديدة بشأن المهاجرين

في ظل الموقف الاقتصادي المتأزم في الكثير من بلدان القارة الأوروبية، وزيادة موجات الهجرة واللاجئين، وجدت أحزاب اليمين المتشدد بيئة خصبة النمو وتقديم أجندة مختلفة عن «اليسار»، محاولة استمالة الناخبين من خلال برامج العيش الكريم وتوفير فرص العمل والشفافية.


ويرى رئيس مركز بروكسل للأبحاث رمضان أبو جزر أن هناك أسباباً عدة لتنامي أحزاب اليمين واليمين المتشدد في معظم الدول الأوروبية، يرجع أهمها وبشكل واضح إلى تراجع القدرة الشرائية وتراجع الاقتصادات وزيادة موجات الهجرة واللاجئين والتي تعتبرها هذه الأحزاب السبب الرئيسي في التراجع الاقتصادي.
وقال أبو جزر، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تنامي أحزاب اليمين واضح في هولندا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا والتي وصلت فيها الزعيمة اليمنية مارين لوبين دورتين متتاليتين لمنافسة الرئيس إيمانويل ماكرون.
وأشار إلى أن المنافسة على فرص العمل سبب رئيسي أيضا يشجع الأوروبيين على انتخاب أحزاب اليمين المناهضة للهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى أجندتها الواضحة لمحاربة الإرهاب.
وبيّن إن اليمين الأوروبي يحاول تقديم أجندة مختلفة عن اليسار، محاولاً استمالة الناخبين من خلال برامج العيش الكريم وتوفير فرص العمل والشفافية، فيما يحاول انتقاد اليسار الحاكم في البلدان التي لم يصل إليها، إلى جانب محاولة خلخلة الثقة بينها وبين الطبقة العمالية.
وفي هذا السياق، قال رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات الاستراتيجية أحمد الياسري في تصريح لـ «الاتحاد»: «إن صعود الأحزاب  اليمينية في أوروبا تسبب في مزيد من الانقسام داخل القارة العجوز حول القضايا الرئيسية والتي لطالما كان اليسار أكثر توازناً في التعاطي معها عالمياً»، متوقعاً حدوث صدامات في الغرب مع الوقت نظراً للاختلاف الشديد في الأيديولوجيا السياسية بين الأطراف المختلفة. 
من جهته، اعتبر مستشار منظمة الصحافة الدولية بباريس الدكتور خالد سعد زغلول، فوز أحزاب اليمين المتشدد في أوروبا، لا يشكل مفاجأة بعد إفلاس أحزاب اليمين واليسار التقليدية، وفشل جميع الحكومات في احتواء الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها الدول الأوروبية ولم تلب احتياجات شعوبها. 
وقال زغلول في تصريح لـ«الاتحاد»، إنه بعد عقود من تجاهلها، حققت هذه الأحزاب انتصارات واسعة وتحولت إلى جزء من العملية السياسية، بل أحد طرفي المعادلة الانتخابية بشكل دائم في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا وهولندا والسويد والنمسا واليونان، مؤكداً أن هذه الأحزاب أصبحت ذات ثقل شعبي وفاعلة سياسياً حتى لو لم تشارك في السلطة إلا أنها تظل مؤثرة على الرأي العام وتقود حركات المعارضة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أوروبا

إقرأ أيضاً:

في ندوة الانتخابات الفرنسية وصعود أسهم اليمين المتطرف.. «صالون البوابة» يناقش الوضع السياسي في فرنسا وتأثيره في المشهد الدولي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تدخل فرنسا مرحلة حرجة خلال الأيام القليلة المقبلة؛ حيث يتوجه الشعب الفرنسى لانتخاب برلمان جديد بعد قرار الرئيس إيمانويل ماكرون فى العاشر من شهر يونيو الجارى بحل «الجمعية الوطنية الفرنسية»، إثر النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الأوروبية الأخيرة.
وقال ماكرون عقب إعلان نتائج الانتخابات الأوروبية: «أعلن حل الجمعية الوطنية وسأوقع بعد قليل مرسوم إجراء الانتخابات التشريعية للدورة الأولى فى ٣٠ يونيو، والدورة الثانية فى ٧ يوليو»، وأضاف أن نتيجة الانتخابات الأوروبية «ليست نتيجة جيدة للأحزاب التى تدافع عن أوروبا»، مضيفا أن «صعود القوميين والديماغوجيين يشكل خطرا على أمتنا».
وكان اليمين الفرنسى بقيادة جوردان بارديلا فاز بالانتخابات الأوروبية فى فرنسا بحصوله على نسبة تراوح بين ٣١.٥ و٣٢.٥ من الأصوات أى ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون على ما أظهرت تقديرات معهدى الاستطلاع إيفوب وأيبسوس.
وحل فى المرتبة الثانية حزب الأغلبية الرئاسية مع ١٥.٢ فى المئة من الأصوات وأتت فى المرتبة الثالثة تشكيلة الاجتماعى الديموقراطى رافاييل جلوكسمان مع ١٤ فى المئة.
ويشكل ذلك فشلًا ذريعًا لأغلبية الرئيس الفرنسى التى كان التجمع الوطنى اليمنى يسبقها فى انتخابات العام ٢٠١٩ بنقطة مئوية واحدة بحصوله على ٢٣.٣٤ فى المئة مقابل ٢٢.٤٢ فى المئة للأغلبية الرئاسية.
وصوب منتقدو ماكرون سهام النقد على قراره مؤكدين أنه يخاطر بمستقبل فرنسا، بعد أن رد على هزيمته فى الانتخابات الأوروبية بالإعلان عن انتخابات تشريعية مبكرة.

جانب من الندوة

وفى هذا الإطار نظم "صالون البوابة" ندوة تحت عنوان «الانتخابات الفرنسية وصعود أسهم اليمين»، بحضور الدكتور إميل أمين، الباحث السياسي والمتخصص فى الشئون الدولية، الذى قدم تحليلًا عميقًا ومفصلًا حول الوضع السياسي فى فرنسا وتأثيره في المشهد الدولي. 
كما تحدث الدكتور توفيق أكليمندوس، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية فى القاهرة، عن تطورات اليمين السياسى فى أوروبا وتأثيرها على السياسة الدولية.
وشهد "صالون البوابة" مناقشات حامية حول آخر التطورات السياسية فى فرنسا وكيفية تأثيرها على المشهد الدولي، وشارك الحضور بأسئلة واقتراحات حول الانتخابات الفرنسية وتأثيرها على قطاع غزة.
وقال الدكتور توفيق أكليمندوس، الباحث السياسى والمتخصص فى الشئون الدولية، إن أكبر جالية مسلمة فى أوروبا موجودة فى فرنسا وأكبر جالية يهودية موجودة فى فرنسا أيضا، وهو رمز لنجاح الثورة الفرنسية والاهتمام باليهود موجود عند فرنسا بشكل كبير، والدليل ذلك منح حقوق المواطنة كاملة لغير المسيحيين.
وأضاف "أكليمندوس" أن الرأى العام الفرنسى قبل عملية طوفان الأقصى التى شنتها المقاومة الفلسطينية فى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ضد مستوطنات غلاف غزة، لم يكن يهتم كثيرا بالقضية الفلسطينية إلا أن الأمر اختلف بعد ذلك.
فى الوقت نفسه؛ أشار أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية فى القاهرة، إلى أن إسرائيل تقلب الحقائق حتى حينما ترتكب مجازر ضد الفلسطينيين، ولفت إلى أن ما حقيقة يحدث فى منطقة الشرق الأوسط لا يصل إلى الداخل الفرنسى لأن الفكرة السائدة هناك أن المسلم يعتدى على اليهودى لأسباب متعددة.
من بينها المشاهد التى رأها المواطن الفرنسى بنفسه من عمليات إرهابية طالت العاصمة باريس على مدار السنوات القليلة الماضية، إلى جانب أن أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١ فى واشنطن ونيويورك لا زالت عالقة فى ذهن المواطن الغربي.
ونوه إلى أن الأوساط الرسمية والدبلوماسية فى فرنسا، لها نظرة مختلفة إلى حد ما للأوضاع فى الشرق الأوسط، وعلى يقين بأن السياسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى أمرا خطيرا.

على اليمين الدكتور أمين أميل وعلى اليسار الدكتور توفيق أكليمندوس


وقال الدكتور توفيق أكليمندوس، إن اليسار في فرنسا حصل على ٢٨ ٪ من أصوات الناخبين بينما حصل اليمين على ٣٥ ٪ من الأصوات وجاء حزب الرئيس ماكرون متأخرًا، لافتا إلى أن اليسار الفرنسى يتعاطف مع القضية الفلسطينية لأسباب إخوانية، وهو أمر له أصداء كبيرة فى الأوساط الطلابية.
وأضاف أكليمندوس أن قرار الرئيس الفرنسى بإجراء انتخابات مبكرة كان مفاجئا ويجهل نبض الشارع الفرنسى بشكل جيد فى الوقت الحالي، مشيرا إلى أن ماكرون متزعم التفكير الأوروبي، وله مشروع اقتصادى طموح جدًا ويعمل على تحسين مستوى حياة الفرنسيين.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الفرنسية فى القاهرة، إن المانيا تحتاج إلى يورو قوى لأنها كانت محتكرة صناعة السيارات وماكينات المصانع، لذلك فإنها تحتاج إلى يورو قوي، لذلك فإن قانون تحديد ساعات العمل فى فرنسا أسعد الجانب الألمانى ولأنه أغرق الجانب الفرنسي.
وأوضح أكليمندوس، أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والرئيسين السابقين فرانسوا أولاند ونيكولا ساركوزى جاؤوا من أجل الإصلاح وأولاند كان صاحب حس سياسى إصلاحي، ولكن ماكرون كان معه مشروع اقتصادى بالغ الأهمية، واقتحم المشكلات لأنه كان متعجلا وذو ميول سلطوية.
وأكد أكليمندوس، أن احتجاجات السترات الصفراء التى اجتاحت فرنسا فى عام ٢٠١٨ تركت أثرًا سلبيًّا فى مشوار الرئيس ماكرون، الذى تسبب فى أزمة اقتصادية بسبب ضخ المبالغ الكبيرة فى فترة جائحة كورونا.
واستهل الدكتور إميل أمين، الباحث السياسى والمتخصص فى الشئون الدولية، حديثه فى "صالون البوابة" بالتذكير بالعنوان الرئيسى للصحف الفرنسية تعليقا على إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس فى ٢٦ يوليو عام ١٩٥٦ وكان العنوان هو "استيقظ يا شارل مارتيل"، فى إشارة إلى القائد العسكرى الفرنسى الذى أوقف دخول المسلمين إلى فرنسا فى معركة بلاط الشهداء التى جرت عام ١١٤ هجرية الموافق ٧٣٢ ميلادية وكانت بداية لما جرى للمسلمين فى الأندلس بعد ذلك.
وأضاف الدكتور أميل أمين أن فرنسا ينظر إليها على أنها الابنة البكر للكنيسة الكاثوليكية، مبديا خشيته من وقوع شيء مخيف فى الأيام المقبلة فى البلد الأوروبي، لأن السعى وراء "العم سام" – وفق تعبيره - أغرق فرنسا، مشيرًا إلى تصريح البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الأسبوع الماضى قال: أريد أوروبا للجميع، وليست أوروبا المتطرفة.
وتساءل هل تستمع الشعوب الأوروبية لنصيحة بابا الفاتيكان أم لا، مشيرا إلى إصدار وثيقة الأخوة الإنسانية فى عام ٢٠٢٠ والتى تنادى بتجاوز ثقافة الإقصاء والذهاب إلى ثقافة اللقاء.
وقال الباحث السياسى والمتخصص فى الشؤون الدولية، إن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان رفع شعار أوروبا عظيمة مرة أخرى، وأنه نقل الشعار من الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، مدللا بذلك على التأثير الأمريكى على القارة العجوز.
ونوه "أمين" فى الوقت نفسه، إلى وجود فارق بين الولايات المتحدة وأوروبا، يتلخص فى أن اليمين الأوروبى ليس مغرقا فى الهواء الديني، ويميل إلى تعظيم القومية عن الدين، موضحا أن الولايات المتحدة يطلق عليها دولة علمانية الهوية دينية الهوى، بينما اليمين الأوروبى يميل إلى تعظيم القومية أكثر من الهوية الدينية.
وأشار إلى تصريح جوزيف بوريل المسئول السابق للسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى قبل حوالى عام الذى قال فيه إن "أوروبا حديقة لها أسوار والآخرين يريدون أن يقفزوا من هذه الأسوار".
وقال الباحث السياسى والمتخصص فى الشؤون الدولية، إن ستيف بانون مستشار الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ترك الولايات المتحدة الأمريكية وذهب لنشر التطرف فى أوروبا، لافتا إلى أنه بفعل المد اليمينى يتوقع العديد من المحللين حرب أهلية فى أمريكا بسبب انتشار اليمين المتطرف.

جانب من الندوة


وبين أمين، أن العلاقات الصينية الإيطالية قبل جائحة كورونا كانت وطيدة للدرجة التى دفعت إيطاليا إلى التفكير فى الخروج من الاتحاد الأوروبى والدخول فى اتحاد مع الصين لكن الأمر توقف بفعل صعود اليمين.
وأكد أن هناك صحوة يمينية فى قارة أوروبا بتولى زعماء من اليمين مقاليد الحكم فى عدد من الدول وعلى رأسهم رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجينا ميلوني، إلى جانب صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" واصفا هذا بـ"المشهد المخيف".
وأشار "أمين" إلى نظرية الاستبدال الكبير التى تتحدث عن تصاعد نسبة الجاليات العربية والمسلمة والأفريقية فى فرنسا فى ظل "الشتاء الديموغرافي" للأوروبيين الذين لا ينجبون بكثرة، لذا يمكن أن يحدث عملية إحلال بين هذا وذاك.
وقال إن زعيمة اليمين فى فرنسا مارين لوبن، ترحب بالمهاجرين الذين يقدمون إضافة إلى المجتمع الفرنسي، مشيرا إلى أن زعماء اليمين فى أوروبا لديهم تحفظ كبير من أن تؤدى موجات الهجرة إلى "زلزال ديموغرافي".

مقالات مشابهة

  • انتخابات فرنسا.. أقصى اليمين يتصدر
  • نتائج أولية: اليسار المتشدد في فرنسا يحصل على 28.5% من الأصوات في الانتخابات التشريعية
  • نتائج أولية: اليمين المتطرف في فرنسا يتصدر الأحزاب بحصوله على 33% من أصوات الناخبين
  • أحزاب اليمين في النمسا والتشيك والمجر تشكل مجموعة برلمانية واحدة في الاتحاد الأوروبي
  • خلاف بين قطبي اليمين المتشدد بإسرائيل.. اتهامات علنية بين سموتريتش وبن غفير
  • بدء الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا
  • الانتخابات التشريعية.. كيف يؤثر فوز اليمين المتطرف أو اليسار على الاقتصاد الفرنسي؟
  • بينها الهجرة والعلاقات الدولية.. مقارنة بين برامج الأحزاب الفرنسية
  • في ندوة الانتخابات الفرنسية وصعود أسهم اليمين المتطرف.. «صالون البوابة» يناقش الوضع السياسي في فرنسا وتأثيره في المشهد الدولي
  • الانتخابات التشريعية الفرنسية.. هل ستحدد غزة رئيس وزراء باريس القادم؟