الإمارات.. إنجازات في الأرض والفضاء
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
سعيد أحمد (أبوظبي)
بتوجيهات القيادة الرشيدة، واصلت الإمارات خلال عام 2023 مسيرتها من العمل والإنجاز، واضعة بصمتها الريادية في القطاعات كافة، من الأرض إلى الفضاء، وتتطلع في العام الجديد إلى المزيد من الإنجازات وفق رؤى واستراتيجيات قصيرة وطويلة المدى تستهدف تعزيز رفاهية أبناء الوطن.
خلال عام 2023، شهدت الإمارات مؤتمرات وأحداثاً عالمية وإنجازات عظيمة في كافة المجالات عززت مكانتها العالمية، وكان أبرزها انطلاق أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، خاضها رائد الفضاء الإماراتيش سلطان النيادي، لمدة 6 أشهر، على متن المحطة الفضائية الدولية، بالإضافة إلى استضافة الدولة الحدث الهام في مجال تغير المناخ وهو مؤتمر الأطراف «كوب 28»، الذي حظي باهتمام عالمي واسع، وحقق نجاحاً كبيراً.
كما لعبت الإمارات دوراً مهماً وحيوياً في مجال الإنقاذ والبحث وتقديم المساعدات الإنسانية ودعم الأشقاء والأصدقاء المتضررين من الزلزال المدمر في كل من سوريا وتركيا، وكذلك دعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، من خلال عمليتي «الفارس الشهم 2 و3»، واللتين أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتنفيذهما، لمد يد العون للأشقاء والأصدقاء المتضررين.
كوب 28
استضافت الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين «كوب 28» في نوفمبر الماضي في إكسبو دبي، وسعت الدولة خلال المؤتمر إلى توحيد العالم نحو حلول جريئة وعملية لمكافحة تغير المناخ، وحشدت الجهود لتسريع خفض الانبعاثات ودعم الدول الأكثر تضرراً.
وجاء المؤتمر تزامناً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، بأن يكون عام 2023 عاماً للاستدامة تحت شعار «اليوم للغد»، حيث شهد إجراء أول تقييم عالمي للجهود المستمرة على مدار عامين لتحديد مدى التقدم الذي أحرزته الحكومات المعنية في تنفيذ خطط العمل المناخي لمواجهة الاحتباس الحراري والقضايا البيئية الأخرى ذات الأولوية القصوى.
وشكل مؤتمر «كوب 28» فرصة وطنية لتضافر جهود جميع الأطراف من أجل التعاون وتوحيد الأصوات، وتعزيز العمل المناخي لضمان مستقبل مستدام، ووسيلة لتعزيز مكانة الإمارات على خريطة الدول الرائدة عالمياً في قيادة جهود اقتراح الحلول المستدامة للتحديات المناخية.
استشراف مستقبل الحكومات
شهدت الإمارات انعقاد القمة العالمية للحكومات 2023 تحت شعار «استشراف مستقبل الحكومات»، وجمعت تحت مظلتها نخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصناع القرار ورواد الأفكار والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية من مختلف دول العالم، وتم تبادل الخبرات والمعارف والأفكار التي تسهم في تعزيز التنمية والازدهار حول العالم. وتعد القمة العالمية للحكومات برنامجاً عالمياً لتبادل المعرفة بين الحكومات، تنقل البشرية نحو عصر جديد من المسؤولية والمساءلة، لتتخذ الحكومات خطوات إضافية لخدمة المواطنين بشكل أفضل، حيث أنشئت هذه المنصة في العام 2013 تجسيداً للرؤية المستنيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، بهدف بلوغ آفاق جديدة من التميز والشمولية، وشهدت أكثر من 1600جلسة وورشة عمل، وأكثر من 38 ألفاً من الحضور، وأكثر من 25 ألف الحضور الافتراضي، وأكثر من 1550 متحدثاً، و80 اتفاقية ثنائية، كما شاركت فيها 40 منظمة، و25 ألف مورد إعلامي و200 مؤسسة إعلامية.
الشهم 2
بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظ الله، تم إطلاق عملية «الفارس الشهم 2»، بمشاركة وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ودائرة الصحة أبوظبي، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، لدعم الأشقاء والأصدقاء المتضررين من الزلزال المدمر في كل من سوريا وتركيا، واستمرت أكثر من 5 أشهر. وتعد عملية «الفارس الشهم 2» التي انطلقت في 6 فبراير 2023، من أنجح العمليات الموحدة التي نفذتها المؤسسات الوطنية الإماراتية، والتي تم تحديد أولوياتها بالتنسيق مع السلطات في البلدين المتضررين، وذلك تجسيداً لنهج دولة الإمارات الإنساني البارز، وتنفيذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة في دعم الأشقاء والأصدقاء.
الشهم 3
كما أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
وسارعت دولة الإمارات منذ بدء الأزمة بتقديم المساعدات والإمدادات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة، كما وجه صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، بتقديم مساعدات بمبلغ قدره عشرون مليون دولار، بالإضافة إلى إقامة مستشفى ميداني متكامل داخل قطاع غزة، ضمن عملية «الفارس الشهم 3».
ووصل عدد طائرات الشحن إلى 123 طائرة، وبلغ إجمالي المساعدات الإغاثية 9153 طناً، منذ بداية الجسر، فيما وصل عدد شاحنات النقل البري إلى 63 شاحنة، وتم إنشاء 3 محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية 600 ألف جالون يومياً. واستقبلت دولة الإمارات 338 حالة مرضية، بالإضافة إلى 620 حالة في المستشفى الإماراتي الميداني بغزة، الذي تبلغ سعته أكثر من 150 سريراً ويضم أقسام الجراحة العامة وجراحة العظام والأطفال والنساء، والتخدير وعناية حثيثة للأطفال والبالغين، بجانب عيادات في تخصصات الباطنية، والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة، إضافة إلى خدمات الأشعة المقطعية، ومختبر وصيدلية والخدمات الطبية المساندة. أخبار ذات صلة الإمارات تكتب «التاريخ» في مجلس الأمن «الفارس الشهم».. الإمارات «سند» الأشقاء والأصدقاء
السكك الحديدية
أصبح قطاع السكك الحديدة يحتل أهمية متقدمة في الإمارات أكثر من أي وقت مضى، وذلك لدوره في تحقيق مستهدفات المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، حيث تختلف وسائل النقل في الإمارات بأشكالها وتميزها ومستواها الفائق من حيث الجودة والكفاءة، بما يضمن انسيابية التنقل الآمن للركاب والمسافرين، وسهولة الترابط الاجتماعي وحركة التجارة.
وشهدت دولة الإمارات في السنوات الأخيرة، طفرة غير مسبوقة في الاستثمار في البنية التحتية للسكك الحديدية، وتعتبر هذه الاستثمارات بمثابة شهادة على الدور المحوري الذي يلعبه هذا القطاع في دفع التقدم والازدهار في المنطقة، كما أن التقارير المتخصصة تشير إلى أن سوق السكك الحديدية العالمي سيشهد نمواً سنوياً يبلغ 3% حتى العام 2027، ليصل حجم السوق العالمي إلى 230 مليار دولار بين عامي 2025 و2027.
وشهدت إمارة أبوظبي في مايو الماضي، مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للسكك الحديدية، الذي يعد أحد أهم المؤتمرات والمعارض في المنطقة، شارك فيه 300 جهة، وحضره أكثر من 10 آلاف مشارك، بينهم 400 متحدث متميز، تنافسوا في تقديم حلول مبتكرة لتطوير قطاع النقل.
كونجرس الأرشيف
استضافت أبوظبي فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف 2023، لأول مرة في الشرق الأوسط في الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر الماضي، تحت شعار «إثراء مجتمعات المعرفة» ونظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك».
وأخذت فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف، حيزاً واسعاً في القدرة التحولية لتوفير المعلومات وإمكانية الوصول إليها في المجتمعات الحديثة، وتركزت أعمال الدورة على محاور «السلام والتسامح»، و«التقنيات الناشئة - السجلات والحلول الإلكترونية»، و«الثقة والأدلة»، و«الإتاحة والذكريات»، و«المعرفة المستدامة والكوكب المستدام.. الأرشيف وتغير المناخ».
وجاء المحور المناخي تزامناً مع استضافة دولة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي تعد إحدى أبرز الفعاليات على الأجندة الدولية للعمل المناخي. وتعكس استضافة كونجرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي التزام دولة الإمارات الراسخ بالحفاظ على التراث الثقافي، وتعزيز أهمية الأرشيف في مجال المحافظة على المعلومات وضمان الوصول إليها. ويؤدي الأرشيف والمكتبة الوطنية في الدولة دوراً رائداً في صون التراث الثقافي، في حين يعد كونجرس المجلس الدولي للأرشيف منصة لتعزيز أهمية الأرشيف بوصفه أحد مجالات التعاون الدولي وأدوات تمكين التواصل الحضاري.
مؤتمر الراديوية
استضافت دولة الإمارات، المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية (WRC-23)، التابع للاتحاد الدولي للاتصالات ITU، والذي يعقد كل أربع سنوات، ويضم السلطات الحكومية الوطنية، وهيئات تنظيم الاتصالات، إلى جانب ممثلين عن مستخدمي خدمات الاتصالات الراديوية ومورديها الرئيسيين، وذلك بهدف إجراء مناقشات تنظيمية تقنية بالغة الأهمية على الصعيد العالمي.
الكونجرس الإعلامي
شهدت فعاليات الكونجرس العالمي للإعلام 2023 في دورته الثانية، التي أقيمت في أبوظبي على مدى 3 أيام، نقاشات وحوارات ثرية في «استشراف مستقبل قطاع الإعلام»، بمشاركة عالمية واسعة حققت أرقاماً قياسية جديدة، وشملت نخبة من المتحدثين والشركات العارضة والعلامات التجارية.
كما شهدت النسخة الثانية من الكونجرس العالمي للإعلام، ارتفاعاً كبيراً في عدد المشاركين والحضور، حيث بلغ عددهم 23 ألفاً و924 زائراً، بزيادة 76.5% في نسبة الحضور، مقارنة بعام 2022، وارتفع عدد الدول المشاركة إلى 172 دولة، بمشاركة 31 دولة للمرة الأولى، واستقطاب 77 متحدثاً بارزاً من قطاع الإعلام في 18 دولة، واتسعت مساحة المشاركة إلى 32 ألف متر مربع.
طاقة المستقبل
كشف منظمو القمة العالمية لطاقة المستقبل، الفعالية العالمية الرائدة التي ركزت على مجالي طاقة المستقبل والاستدامة، عن نجاح فعاليات الدورة 14، التي أقيمت في يناير الماضي بمركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، والتي جمعت على مدى ثلاثة أيام أبرز الجهات العالمية المعنية بالطاقة والاستدامة، بهدف الاطلاع على مجموعة من التحليلات الدقيقة والنتائج الواعدة لتسريع اعتماد الاقتصاد الدائري والطاقة النظيفة على مستوى المنطقة والعالم على حد سواء.
وتعد القمة منصة ملهمة تغطي جميع مفاصل قطاع الاستدامة من خلال ستة معارض وخمسة منتديات متخصصة، تناولت كل منها أهم التحديات الملحة الراهنة أمام قطاع الطاقة وغيرها من الآثار، التي شملت العديد من القطاعات المختلفة، وركزت على سلسلة المعارض والمنتديات على مجالات متنوعة تمثلت في الطاقة والمياه والطاقة الشمسية والمدن الذكية والمناخ والبيئة، كما شهدت القمة إطلاق مركز ابتكارات الهيدروجين على هامش معرض ومنتدى الطاقة، والذي بحث في الحلول الحالية والمستقبلية لتعزيز الدور المحوري الذي يلعبه الهيدروجين الأخضر في رحلة تحول الطاقة.
حلم زايد
حققت الإمارات حلم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالوصول إلى الفضاء، بعد أن انطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، في أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، استمرت لمدة 6 أشهر، على متن محطة الفضاء الدولية.
شارك فيها النيادي بأكثر من 200 تجربة علمية، بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية وجامعات إماراتية، حيث شملت التجارب مجالات متنوعة، تمثلت في زراعة النباتات، والعلوم الإنسانية، وتقنيات استكشاف الفضاء، وسلوكيات السوائل، وعلم المواد، وإنتاج البلورات، وغيرها من التجارب العلمية التي تفيد المجتمع العلمي العالمي والباحثين والطلبة في دولة الإمارات والعالم. ونجح النيادي، خلال المهمة، في تحقيق عدد من الإنجازات المهمة، كان أبرزها خوضه أول مهمة سير في الفضاء في تاريخ العرب، رافقه فيها رائد الفضاء ستيفن بوين من وكالة ناسا، إلى جانب مهامه العلمية على متن محطة الفضاء الدولية، شملت جانباً مجتمعياً أيضاً، تجسد في 19 فعالية سُميت سلسلة «لقاء من الفضاء»، تحدث خلالها بالصوت والصورة إلى الجمهور في مختلف مناطق الدولة، وحضرها أكثر من 10 آلاف شخص ما بين طلاب وعشاق لعلوم الفضاء.
وكانت عودة رائد الفضاء سلطان النيادي إلى الأرض، بعد 6 أشهر قضاها في محطة الفضاء الدولية، تعد إنجازاً تاريخياً للإمارات بإكمال أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، وإجراء الأبحاث والدراسات التي شكلت نتائجها رافداً كبيراً للمسيرة العلمية العالمية، وجسدت نهج الدولة في بناء مستقبل يستند إلى اقتصاد المعرفة.
زراعة الأعضاء
أصدرت حكومة الإمارات في سبتمبر الماضي، تعديلات على القانون الاتحادي رقم 5 لسنة 2016 في شأن التبرع وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة، تتضمن اشتراطات وضوابط إضافية لتنظيم عملية التبرع وزراعة الأعضاء، إضافة إلى تحديد اختصاصات المركز الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة.
ويختص المركز الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة، بتنظيم إجراءات التبرع وعمليات استئصال وحفظ ونقل وزراعة الأعضاء البشرية وأجزائها والأنسجة.
ويهدف القانون الجديد إلى تنظيم عمليات وإجراءات استئصال ونقل وزراعة الأعضاء البشرية وأجزائها والأنسجة والتبرع بها، لضمان فاعلية النظام الصحي في الدولة، إضافة إلى دعم ثقافة التبرع بالأعضاء وأجزائها والأنسجة البشرية من خلال تعزيز ممارسة الحق في التبرع، وضمان التوزيع العادل للأعضاء البشرية وأجزائها والأنسجة المتبرع بها على المرضى، وفقاً لأوضاعهم الصحية من دون الاعتداد بالجنس، أو العرق أو الديانة أو الوضع الاجتماعي أو المادي.
ويسعى القانون إلى حماية حقوق كل من المتبرع والمنقول إليه، وتوفير الرعاية الصحية الملائمة لكل منهما، ومكافحة الاتجار في الأعضاء والأنسجة البشرية ومنع استغلال حاجة المريض أو المتبرع، وتطبيق الحلول المبتكرة في استئصال ونقل وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة، إضافة إلى تعزيز فرص التعاون والتكامل مع الدول الخليجية في مجال نقل وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة.
الإمارات للدواء
أعلنت حكومة دولة الإمارات في أكتوبر، عن إنشاء مؤسسة الإمارات للدواء، بهدف ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي موثوق للصناعات الدوائية والطبية، وتعزيز عملية البحث والتطوير في القطاع، وتهيئة البيئة المناسبة لجذب الاستثمارات الدوائية.
وتعتبر المؤسسة جهة رسمية مختصة بتنظيم وترخيص المنتجات الطبية والدوائية ومنتجات الرعاية الصحية والمكملات الغذائية، وذلك في إطار رؤية واستراتيجية القيادة الحكيمة، لترسيخ مكانة بارزة للدولة في قطاع التصنيع الدوائي والطبي، بما يعزز تكامل المنظومة الصحية في دولة الإمارات واستدامتها، في ظل صدارتها على مستوى المنطقة، من حيث سرعة دراسة واعتماد الملفات التنظيمية للأدوية والمنتجات الطبية والمكملات الغذائية، مما يعزز الأمن الدوائي ويحسن جودة حياة المرضى وأفراد المجتمع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الفضاء سلطان النيادي فلسطين غزة الفارس الشهم 3 کونجرس المجلس الدولی للأرشیف الأشقاء والأصدقاء فی تاریخ العرب دولة الإمارات الفارس الشهم رئیس الدولة تغیر المناخ رائد الفضاء إضافة إلى حفظه الله قطاع غزة فی مجال أکثر من
إقرأ أيضاً:
“الفارس الشهم 3” تجسد مبادرات الإمارات خلال عام في قطاع غزة
التزاماً بدورها الإنساني والإغاثي المُعتاد، سارعت دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، منذ اللحظات الأولى إلى إغاثة الأشقاء الفلسطينيين؛ إذ تعتبر من أوائل الدول التي استجابت للأزمة الإنسانية في غزة، وركزت جهودها على علاج الجرحى والمصابين وتوفير الإغاثة العاجلة للأسر المتضررة، وتقديم الدعم للقطاعات الحيوية والصحية الهامة، وذلك ضمن عملية “الفارس الشهم 3” التي تعد من أكبر العمليات الإغاثية في القطاع.
– المستشفى الميداني الإماراتي
في خطوة إستراتيجية، أنشأت دولة الإمارات خلال العام الماضي المستشفى الميداني الإماراتي الذي ما زال يعمل رغم استمرار العمليات العسكرية والمخاطر في محافظة رفح بغزة، ويضم أقساما متعددة وعيادات متخصصة لعلاج الجرحى والمصابين، حيث قُدم العلاج لـ 48 ألفا و704 مُصابين.
– المستشفى الإماراتي العائم
وأرسلت دولة الإمارات مستشفى عائما إلى ميناء العريش في جمهورية مصر العربية، بعد تجهيزه بالإمكانيات كافة لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين وتقديم الرعاية الصحية واجراء العمليات الجراحية النوعية لهم، بالإضافة إلى العيادات الخارجية المختلفة لاستقبال المرضى يومياً، حيث تم علاج 5040 حالة منذ تفعيله.
– مبادرة الأطراف الصناعية
وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن مبادراتها في دعم سكان غزة مبادرة الأطراف الصناعية ضمن “عملية الفارس الشهم 3” لمساعدة المصابين وتلبية لاحتياجات مبتوري الأطراف جراء الحرب في قطاع غزة.
وتهدف المبادرة إلى توفير أطراف صناعية متطورة لهذه الحالات، ما يسهم في تحسين حياة المتضررين وتمكينهم من استعادة بعض من قدرتهم على الحركة والاعتماد على أنفسهم.
وتشمل المبادرة أيضا توفير الدعم النفسي والتأهيل الطبي، ما يساعد المستفيدين على التأقلم مع وضعهم الجديد.
– دعم القطاع الصحي
ولعبت الإمارات دوراً محورياً في دعم القطاع الصحي المتضرر في غزة، والمستشفيات التي توقفت معظمها عن الخدمة، حيث قدمت 736.25 طن من المساعدات الطبية، بما في ذلك الأدوية والإسعافات والمستلزمات والأجهزة الطبية، إلى جانب الإسهام في إعادة تأهيل وتوسعة المستشفيات والمراكز الصحية التي تضررت خلال الحرب.
وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أطلقت دولة الإمارات مبادرة لإجلاء 1000 طفل و1000 من مصابي السرطان من قطاع غزة إلى الإمارات، بهدف توفير العلاج الطبي المتخصص لهم؛ حيث يشمل الدعم تغطية تكاليف العلاج وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى الرعاية الصحية للتخفيف من معاناتهم، خاصة في ظل نقص الإمكانات الطبية.
كما أطلقت دولة الإمارات حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها لتقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني الشقيق، خصوصاً الأطفال، استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها.
وتوفر الحملة التي تنفذ بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف والأونروا، جرعتين من لقاح شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل في غزة دون سن 10 سنوات، لوقف انتشار الفيروس ومنع تفشي المرض في القطاع.
– النقل الإستراتيجي
وأرسلت دولة الإمارات المساعدات الانسانية والطبية جواً وبراً وبحراً إلى قطاع غزة في أعقد عملية نقل إستراتيجي تضمنت 273 طائرة شحن و5 سُفن شحن بضائع محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية، بالإضافة إلى 6 سفن من قبرص إلى قطاع غزة، وأدخلت 1284 شاحنة إلى القطاع بإجمالي أكثر من 34 ألف طن.
– عملية طيور الخير
وأطلقت قيادة العمليات المشتركة عملية “طيور الخير” والتي تنفذها طائرات “C17” التابعة للقوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لإسقاط المساعدات الإنسانية على المناطق المعزولة والتي لا تصل إليها المساعدات في قطاع غزة، حيث بلغ عدد عمليات الإسقاط حتى الآن 53 إسقاطا وإجمالي المساعدات التي تم إسقاطها 3623 طناً من المساعدات الإغاثية والإنسانية.
– مشاريع المياه
وأنشأت دولة الامارات 6 محطات تحلية مياه في مدينة العريش المصرية بقدرة إنتاجية تبلغ مليوني غالون يومياً، يجري ضخها إلى قطاع غزة ويستفيد منها أكثر من مليون نسمة في ظل النقص الحاد الذي يعاني منه السكان.
وعلى الرغم من حجم الدمار الهائل، لم تتوان الإمارات عن تقديم المساعدات الطارئة للبلديات والهيئات المحلية في قطاع غزة، حيث قدمت مجموعة من صهاريج نقل المياه وأخرى للصرف الصحي، ومعدات أساسية لمصلحة مياه بلديات الساحل.
وقامت دولة الإمارات بتنفيذ مشاريع إصلاح خطوط المياه والآبار المتضررة والشبكات المدمرة في محافظتي خانيونس وشمال غزة، لتسهيل حصول السكان على المياه في مناطق سكنهم، وتحسين ظروفهم المعيشية.
– الدعم الإغاثي والإنساني
بين الركام ومشاهد النزوح، يبرز دور الإمارات الرئيسي في تقديم المساعدة والدعم للقطاعات الحيوية المختلفة في غزة، إضافة إلى الوقوف بجانب العائلات النازحة، حيث واصلت فرق “عملية الفارس الشهم 3” التطوعية، حملات توزيع المساعدات الإنسانية على العائلات في المحافظات ومراكز الإيواء المختلفة، وقدمت مساعدات إنسانية شملت توزيع خيام الإيواء، والملابس والكسوة الشتوية والطرود المتنوعة الغذائية والصحية ومنها أيضاً الطرود التي تحتوي على مستلزمات الأطفال الأساسية، ووزعت التمور والخضروات والمنظفات، والخبز والمياه.
– استمرار الالتزام بالدور الإنساني
بعد مرور عام على تنفيذ كبرى العمليات الإغاثية في قطاع غزة، أكدت دولة الإمارات مجدداً التزامها بمواصلة تقديم الدعم بمختلف أشكاله لأهالي القطاع، من أجل إسعاف الوضع هناك، وهو دعم يعكس موقفها الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، والسعي للتخفيف من معاناته، والعمل على تحسين جودة حياة أبنائه في ظل الظروف الصعبة.