صحيفة الاتحاد:
2025-04-08@03:58:32 GMT

الإمارات بين «الكبار» بمؤشرات النقل

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

هالة الخياط (أبوظبي)
في عام الاستدامة 2023، كثّفت الجهات المحلية والاتحادية في الدولة، جهودها لدعم حلول النقل المستدام، عبر توفير بدائل نقل مستدامة وصديقة للبيئة، منها مركبات الأجرة الذكية والكهربائية والهجينة، والحافلات الذكية والكهربائية، والدراجات الهوائية والسكوترات، بما يدعم استراتيجيات الدولة للحد من الانبعاثات الكربونية، وبما يعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد والبيئة، ويدعم أهداف رؤية القيادة الحكيمة في إرساء مدن ذكية ومستدامة وأكثر ملاءمة للعيش في المستقبل.

 
تمتلك الدولة مرافق نقل وبنى تحتية تُعد من بين الأفضل والأكثر تطوراً على المستوى العالمي، وتمتاز وسائل النقل العامة بمستواها الفائق من حيث الجودة والكفاءة، ما جعلها ضمن قائمة الـ 20 الكبار عالمياً في المؤشرات الخاصة بقطاع النقل خلال العامين الماضيين.
وتستثمر الإمارات في أنظمة نقل جماعي جديدة ومستدامة، مثل نظام السكك الحديدية الخفيفة والسريعة «مترو دبي، ترام دبي»، ومشروع القطار عالي السرعة، ضمن توجهاتها، لتقليل الانبعاثات الناجمة عن وسائل النقل، لا سيما وأنها تعد من أسرع مصادر الانبعاثات المتزايدة حول العالم.
وتتنوع وسائل النقل العامة، لتحقق تطلعات واحتياجات سكان الدولة والسياح، بما في ذلك الحافلات، المترو، الترام، سيارات الأجرة ووسائل النقل البحري، التي تتكامل معاً لتربط المناطق الحضرية داخل الدولة، بما يضمن التنقل السهل والآمن للركاب والمسافرين. 
استشراف المستقبل
وتستشرف الإمارات المستقبل بتطوير قطاع نقل ذكي ومستدام، حيث تدرس الجهات المعنية في الدولة العديد من البدائل، فمن المركبات ذاتية القيادة إلى التاكسي الجوي، ووحدات النقل المعلقة وقطار المستقبل «الهايبرلوب»، وهذه كلها أفكار مطروحة وقيد الدراسة لتنفيذها خلال السنوات المقبلة في الدولة. 
وتؤكد القطاعات المعنية بقطاع النقل في الدولة التزامها بدعم النقل المستدام، والتوجه القائم نحو استخدام المركبات ذات الانبعاث المنخفض، باعتماد أفضل المواصفات والمعايير الخاصة بوسائل النقل المختلفة، وتطبيق أحدث التقنيات في هذا القطاع، وتحفيز أفراد المجتمع على التوجه أكثر نحو استخدام المركبات الصديقة للبيئة، في إطار الحرص على تعزيز معايير جودة الحياة في الإمارة. 

ذاتية القيادة
وتعمل الإمارات على إرساء البنية التحتية اللازمة، من تشريعات وتكنولوجيا متطورة لاستخدام المركبات ذاتية القيادة، وتعزيز وسائل النقل الذكي والمستدام. وشهد العامان 2022، 2023 تشغيل مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات، والذي يتضمن حتى الآن أسطولاً من (17) مركبة ذاتية القيادة تعمل تحت العلامة التجارية «TXAI» ضمن شبكة مسارات تتوزع على مواقع مختلفة في الجزيرتين، بالإضافة إلى توفير خدمة الحافلة الصغيرة ذاتية القيادة (Mini-Robobus)، وتشغيل (15) محطة للشحن الكهربائي. كما تم تشغيل نظام النقل الجماعي (ART)، في جزيرتي ياس والريم، وهو نظام نقل جماعي يعمل بالطاقة الكهربائية، ويشبه الترام لكن من دون سكك حديدية. 
وفي دبي، تم الإعلان عن تجربة تشغيل أول رحلة لمركبات «شيفروليه بولت» الكهربائية ذاتية القيادة، في منطقة جميرا 1، وذلك تمهيداً لتوفير الخدمة للجمهور في 2024، ضمن استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة بهدف تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول 2030، وبما يخدم تطلعات دبي المستقبلية ومساعيها المتواصلة لتقديم نموذج رائد عالمياً في مجال أنظمة النقل والمواصلات.
البصمة الكربونية
ولتقليل البصمة الكربونية في قطاع النقل بالحافلات، حرصت الهيئات المحلية في كل إمارة على تحديث أسطول الحافلات باستمرار وتشغيل أحدث الحافلات الصديقة للبيئة، حيث تتميز غالبية تلك الحافلات المزودة بمحركات «يورو 6» بمطابقتها المواصفات الأوروبية الخاصة بالانبعاثات الكربونية المنخفضة. 
وتتجه كافة الهيئات المعنية بالنقل بالدولة إلى تحقيق وسائل نقل عام عديمة الانبعاثات بحلول عام 2050.
ومواكبة للتطورات المتسارعة في هذا القطاع، يتعاون مركز النقل المتكامل في الوقت الراهن مع مدينة شانغوون الكورية، ومعهد النقل الكوري لتعزيز ريادة إمارة أبوظبي في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة، وذلك من خلال إرساء البنية التحتية لشحن وتشغيل حافلات تعمل بالهيدروجين، ووضع وتصميم المواصفات لمحطة التزود بالوقود الهيدروجيني، وإعداد إجراءات تشغيل وصيانة حافلات الهيدروجين في أبوظبي، بهدف تخفيض البصمة الكربونية، وإرساء بيئة نقل مستدامة تعزز جودة الحياة في الإمارة.
كما تشكل مركبات الأجرة الصديقة للبيئة (هجينة وكهربائية وغاز طبيعي) نسبة عالية من مركبات الأجرة في الإمارة، حيث تشكل 80% من أسطول مركبات الأجرة في أبوظبي البالغ 6,390 مركبة، ومن بينها 2,556 مركبة هجينة تشكل 40% من الأسطول، وتحقق انخفاضاً في استهلاك الوقود بما يقرب من 50% بالمقارنة مع المركبات العادية من الفئة نفسها. كم يضم أسطول مركبات الأجرة 2,492 مركبة تعمل باستخدام الغاز الطبيعي، أي ما يمثل 39% من مركبات الأجرة العاملة في الإمارة، حيث يُعد الغاز الطبيعي بديلاً نظيفاً وآمناً واقتصادياً لتشغيل مركبات الأجرة، ويسهم في خفض كبير للانبعاثات الملوثة للهواء مما يحقق الاستدامة البيئية. وفي السياق نفسه، يبلغ عدد المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية بالكامل ضمن أسطول مركبات الأجرة 30 مركبة، منها 25 مركبة أجرة خاصة (ليموزين) و5 مركبات أجرة عامة، فيما يخطط المركز إلى زيادة هذه النسبة خلال الفترة المقبلة لتعزيز الاستدامة البيئية. 

أخبار ذات صلة الإمارات تكتب «التاريخ» في مجلس الأمن الإمارات.. إنجازات في الأرض والفضاء

تطبيقات تنقل ذكية
وتتيح الكثير من تطبيقات الهواتف الذكية إرشاد سكان الدولة والسياح للوصول إلى وجهاتهم، اختصاراً للوقت والمسافات، وبما يحقق معايير الاستدامة، فبالإضافة إلى تطبيق «خرائط جوجل» الواسع الانتشار عالمياً، والذي يمكن استخدامه في كافة أرجاء دولة الإمارات، فإن تطبيق «سنيار» يوفر نظاماً موحداً للملاحة على مستوى دولة الإمارات أيضاً، ويساعد المستخدمين على الاستدلال على العناوين بسهولة وكفاءة. 
فيما يتيح موقع «درب» حلول التنقل، اعتماداً على نظام المعلومات الجغرافية للتنقل داخل إمارة أبوظبي، وتتيح تطبيقات «سمارت درايف» ونظام «مكاني» و«هير» تخطيط الرحلات، وتحديد المواقع في دبي من دون الحاجة إلى الارتباط مع شبكة الإنترنت. 
مسارات الدراجات 
وتوفر مختلف إمارات الدولة مسارات آمنة ومتكاملة للقيام بجولات على الدراجات الهوائية و«السكوتر»، باعتبارها إحدى وسائل النقل الصديقة للبيئة، ولتعزيز جودة الحياة، وتوفير بنية تحتية تمتاز بمعايير عالمية تحقق التوجهات الداعمة لصحة المجتمع وسعادته.
وتعتبر هاتان الوسيلتان من وسائل النقل الصديقة للبيئة ومنخفضة التكلفة، ولا تخلف انبعاثات ملوثة للهواء، وتقلل الازدحام وبصمة الفرد الكربونية. وفي أبوظبي، تم تشغيل خدمة نقل جديدة بالحافلات العامة توفر مساحة داخل الحافلة تسمح لمستخدمي الدراجات الهوائية بنقل دراجاتهم معهم في الحافلات، بما يعزز ثقافة النقل المستدام باستخدام وسائل التنقل الخاصة بهم، عبر شبكة النقل بالحافلات العامة، وإكمال الميل الأخير من الرحلة إلى وجهتهم من وإلى مراكز المدينة الرئيسة، ومناطق الجذب السياحي والترفيهي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الاستدامة النقل المستدام البيئة الحافلات الكهربائية المركبات الكهربائية الصدیقة للبیئة ذاتیة القیادة مرکبات الأجرة وسائل النقل فی الإمارة فی الدولة

إقرأ أيضاً:

أكاديميون: الإمارات تقدّم منهجاً إنسانياً متكاملاً لدعم أطفال فلسطين

برزت دولة الإمارات كأحد أهم الدول الداعمة إنسانياً للقضية الفلسطينية، ولاسيما فئة الأطفال، التي كان لها النصيب الأكبر من رعاية واهتمام الدولة، حيث عملت على توفير الرعاية الصحية والتعليم للأطفال الفلسطينيين، ودعمهم نفسياً واجتماعياً.

 وبالتزامن مع إحياء ذكرى "يوم الطفل الفلسطيني"، الذي يوافق 5 أبريل(نيسان) من كل عام، لفت أكاديميون إلى أهمية الدعم الدور الإماراتي في دعم الطفول الفلسطينية، وأهمية الجهود التي تبذلها الدولة في هذ المجال. 
وقالت أستاذ مشارك في قسم الممارسة الصيدلانية والعلاجات الدوائية بجامعة الشارقة، الدكتورة نادية راشد علي المزروعي، إن "الإمارات تحرص على تقديم دعم متواصل للأطفال الفلسطينيين، إدراكاً منها لأهمية الرعاية الصحية والتعليمية في بناء مستقبلهم، وأنشأت مستشفيات ومراكز طبية، مثل مستشفى الشيخ زايد في رام الله، وساهمت في تجهيز المستشفيات بغزة بالمعدات الطبية والأدوية. كما أطلقت الإمارات حملات تطعيم موسعة ضد الأمراض، وبرامج لمكافحة سوء التغذية، لضمان نمو صحي للأطفال".

برامج متكاملة 

وقالت: "إلى جانب الرعاية الصحية، تدعم الإمارات برامج التأهيل النفسي للأطفال المتأثرين بالأوضاع الصعبة، عبر مبادرات كالتي تنفذها مؤسسة خليفة الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي، لتوفير بيئة آمنة ومستقرة. كما شملت المساعدات تقديم الغذاء والملابس والمستلزمات المدرسية، لتعزيز حق الطفل الفلسطيني في حياة كريمة وتعليم جيد"،
وتابعت: "هذا الدعم يعكس التزام الإمارات برسالتها الإنسانية، ويؤكد دورها الفاعل في تقديم الإغاثة والمساندة، إيمانًا بأن الاستثمار في صحة وتعليم الأطفال هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا لفلسطين."

ومن جانبه أشار الدكتور ظافر أحمد إلى أن "سجل دولة الإمارات حافل بالمبادرات الإغاثية والإنسانية التي أطلقتها الدولة وقيادتها لدعم أطفال فلسطين وتعزيز حقوقهم، وضعت الدولة في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة".

مبادرات شاملة 

وأوضح أن "المبادرات الإماراتية الإنسانية لدعم التعليم في غزة كثيرة، منها توفير مرافق تعليمية متكاملة في مدينة الإمارات الإنسانية للأطفال والطلبة القادمين من قطاع غزة برفقة ذويهم، ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، التي تهدف إلى علاج 1000 طفل فلسطيني في مستشفيات الدولة، إضافة إلى استضافة 1000 مصاب بالسرطان من مختلف الفئات العمرية، ولتعزيز التعليم ودعم الطلاب في مخيمات الإيواء بقطاع غزة قامت الإمارات ضمن عملية الفارس الشهم 3 بتوزيع القرطاسية والمواد الدراسية اللازمة لضمان سير العملية التعليمية، كما قامت بتوزيع ملابس شتوية وطرود صحية على طلاب المدارس في مخيمات النزوح، لدعم الأطفال في مواجهة فصل الشتاء القاسي، وتوفير احتياجاتهم الأساسية".

حياة كريمة 

وقال الدكتور جاد خليل: "تولي دولة الإمارات اهتماماً خاصاً بتوفير حياة كريمة للأطفال في مختلف أنحاء العالم، لا سيما في الدول المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية، مع تركيز واضح على دعم أطفال فلسطين، عبر مبادرات ومساعدات شملت الصحة والتعليم والغذاء."

وأضاف: "يعد دعم القطاع التعليمي وتمكين طلبة غزة من تلقي العلم أحد مجالات مساعدات الإمارات الإنسانية الأساسية، انطلاقاً من إيمانها بأن التعليم أحد أهم حقوق الطفل الأساسية، وضمن عملية "الفارس الشهم 3"، أرسلت الإمارات مطلع العام الجاري طائرة إغاثية محملة بـ 40 طناً من الحقائب المدرسية ومستلزمات تعليمية للأطفال، بهدف مساعدة الطلبة على مواصلة تعليمهم في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها القطاع".

مقالات مشابهة

  • 45 مليار درهم إيرادات فنادق الإمارات خلال 2024
  • جهة الشرق..فتح باب التطبيقات الذكية للنقل
  • لمنع الاستغلال.. حملة مرورية مكبرة على مواقف الأجرة بالفيوم
  • ركنة تسجل أقل درجة حرارة في الإمارات
  • الإمارات: دعمنا للشعب الأفغاني راسخ ومستمر
  • خلفان الرومي.. قامة وطنية خالدة في ذاكرة الإمارات
  • الابتكار الثقافي.. تصميم المستقبل بمقاييس إماراتية
  • المرور العامة: منع مرور مركبات الحمل الكبيرة على جسر المثنى
  • أكاديميون: الإمارات تقدّم منهجاً إنسانياً متكاملاً لدعم أطفال فلسطين
  • الوطني للأرصاد يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت على الدولة