موقع النيلين:
2025-01-26@06:50:22 GMT

المقاومة الشعبية.. حين آن أوانها

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT


لم تتوقف الدعوة للوقوف في جانب القوات المسلحة ونصرتها بالرجال والمال والأقوال والأفعال منذ انطلاقة الرصاصة الأولى في تمرد قوات الدعم السريع على #الجيش وحرب المليشيا على الشعب السوداني، ومع ذلك لم يهب #الشعب_السوداني للدفاع عن نفسه وأمواله وأعراضه مثلما فعل خلال اليومين الماضيين عقب السقوط المدوي لمدينة #ود_مدني عاصمة #ولاية_الجزيرة في يد عصابات التمرد واستباحتهم لبقية مدن وقرى الولاية.

سنحاول في هذا المقال أن نبحث في دلالات الزخم الذي أحدثه إنطلاق المقاومة الشعبية، وما إذا كانت أمراً عابراً أم أنها حدث سيكون له ما بعده.

وأبدأ بالتذكير أنه منذ الأسبوع الأول للحرب، أدرك كثيرون أن مخططاً لكسر ظهر #السودان والقضاء على ما تبقى فيه من رمزية الدولة بدأ تنفيذه، وأنه يتعين على كل قادر أن ينهض لمقاومة ذلك المخطط بكل ما أوتي من حِيلة. وقد سارعت أعداد مقدرة من الشباب وبعض الكهول إلى الإلتحاق بمعسكرات #القوات_المسلحة في ولاية الخرطوم مقدمين أنفسهم وخبراتهم لخدمة الجيش السوداني، فمنهم مِن قضى نحبه ومنهم مَن ينتظر.

وبعد أن أطلق القائد العام للجيش نداءه للاستنفار استجابت مجموعات كبيرة من الشباب السوداني فانخرطت في معسكرات التدريب العسكري وفي جهود الإسناد المدني للمجهود الحربي، ودخل بعضهم ميدان المعركة بالفعل.

ولم تكتف قطاعات واسعة من أهل السياسة وأهل الإعلام بالمتابعة والفرجة، بل تصدت منذ الأيام الأولى لما اعتبرته مؤامرة تستهدف بقاء الوطن وأصل وجوده، وبذلت كل معارفها ومقدراتها وعلاقاتها – كل في مجاله – لفضح المخطط والتبصير بخطورته والتصدي لحملات التزييف التي يقودها أنصار التمرد للتغبيش على وعي الرأي العام المحلي والدولي، وإسناد القوات المسلحة، وما تزال هذه الفئة ممسكة بوسائلها كما يمسك المقاتلون ببنادقهم.
لكن هذا كله لم يكن وحده كافياً لكي تنطلق المقاومة الشعبية بالشكل الذي انطلقت به الآن؛ ومن المؤكد أن هنالك جملة من الأسباب تضافرت لتقود إلى ذلك، لكن السبب الأهم في تقديري، والأخطر، هو تعاظم الإحساس لدى قطاعات واسعة من السودانيين أن جيشهم الذي طالما وقفوا بجانبه، غير قادر على تحقيق نصر حاسم على التمرد وبالتالي حمايتهم من الإنتهاكات وأعمال القتل والسلب التي ترتكبها المليشيا، ولا يهم هذه القطاعات كثيراً البحث في أسباب ذلك، وما إذا كان عدم تحقيق نصر حاسم بعد تسعة أشهر من الحرب أمراً مقصوداً في حد ذاته أم هو عجز له أسباب موضوعية !!

لأربع سنوات متتالية، ظلت مجموعة المجلس المركزي في قوى الحرية والتغيير، والقوى الإقليمية والدولية التي تدعمها، تعمل على هدم الصورة الذهنية المشرقة للقوات المسلحة في أذهان السودانيين، في إطار خطتها لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وقد ظلت تتهمها تارة بالوقوف ضد إرادة الشعب في حكم ديمقراطي مستقر، وتارة بعدم القدرة على قتال الأعداء، وتارة بالأدجلة والانحياز السياسي، ولا شك أنها أحرزت تقدماً معتبراً في رسم صورة مشوهة للجيش وجنوده.

لكن أداء القوات المسلحة خلال أربعة أشهر من التصدي للتمرد كاد يمحو مجهود السنوات الأربع التي مارست خلالها قوى الحرية والتغيير كافة أشكال التشويه، واستعادت القوات المسلحة صورتها المشرقة في ضوء تصديها للمؤامرة التي كانت تستهدف بقاء الوطن وأصل وجوده، واستبسال أفرادها وضباطها للدفاع عن رمزية الدولة وإفشال محاولات التمرد المستميتة لاحتلال مقر القيادة وحصون القوات المسلحة بالعاصمة القومية.

لكن الانتكاسات التي حدثت في دارفور، وانسحاب حاميات الجيش في نيالا والجنينة وزالنجي والضعين، أحدثت أثراً سالباً لدى قطاعات واسعة من الرأي العام، برغم أنها كانت مفهومة، كون تلك الحاميات صمدت لثمانية أشهر في ظل ما يشبه الحصار وانقطاع الإمداد والتموين، غير أن وقع سقوط تلك الحاميات على أهل الوسط والشمال والشرق لم يكن مثل وقع سقوط ود مدني الذي حدث بلا قتال تقريباً، ولهذا جاء الوقع أليم شديد، وهو الذي أرسل رسالة سالبة في بريد الرأي العام أن جيشكم غير قادر على حمايتكم، وربما غير راغب !!

تحتاج القوات المسلحة السودانية، كونها الآن الحاكم الفعلي للدولة وكونها الطرف الذي يقود القتال، إلى مجهود خرافي لاستعادة صورتها كحامي لمقدرات الوطن ومدافع عن أملاك وأعراض أهله، وهي مهمة، وإن بدت عسيرة في المدى القصير، لكنها غير مستحيلة على المدى المتوسط، وقد تهيأت لها الظروف الموضوعية بقيام تيارات المقاومة الشعبية في شمال السودان وشرقه، وستقوم المقاومة الشعبية حتى في ولايات الوسط، فهي التي ستشكل الحاضنة السياسية والشعبية لجيش البلاد، وأداته الأبرز في مقاومة السلوك الهمجي والطائش للمليشيا ومقاومة الضغوط والمساومات الخارجية وتحرير أرض السودان كلها من كل غادر وخائن وطامع في خيراتها وفرض هيمنته عليها.

العبيد أحمد مروح

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

ارتعاد الجنجويد

زخم عالي من المقاطع إزدحمتْ به الوسائط بعضهُ لمركبات قادمة من ليبيا ، الأنباء تُفيد بتدمير عدد كبير منها خلال معارك مع القوات المشتركة و نسور الجو ، أعقب ذلك بذل ملاحظ على غير العادة لصور قائد ثاني المليشيا و شقيق مالكها ( عبد الرحيم ) و هو الكاره للظهور ، البعض فسّر الأمر في سياق إثبات أنه لم يُصَبْ بعد اإنتشار خبر إصابته في معارك الصحراء و محاولة إخلاءه إلى ( ليبيا ) التي ربما نجحت ، تهديدات أيضا للفاشر الصامدة و عويل من ضربات موجعة لمواقعهم و توعد لولاياتي ( اشمالية ونهر النيل ) و حملات إنتقامية تستهدف المواطنين ( بنيالا ) و بعض المدن ، كل هذا التخبط مؤشر لحالة من السَعَار تعتري المليشيا .
صيد مؤلم
مقاطع مصورة و منشورات متواترة عن أحداث مؤسفة بدولة الجنوب بلغتْ خسائرها الأفدح أرواح طاهرة لشماليين أصدرت شرطة الجنوب بيان بخصوصهم ، المؤسف أن هذه الأحداث شَحنَها خطاب كراهية يخدم أغراض سياسية تبنته فئات معلومة ثم إنبرت تتأسف ، المتاجرة بالأرواح والمواقف و توظيف الأحداث المؤسفة والحساسة هو إمتداد لإفتقار الأخلاق و إفلاس الرؤي و المبادئ .
صيد مُضْحِك
قائد المليشيا ( برشم ) الهارب من أمام جحافل متحرك ( الصياد ) تاركاً متعلقاته يُلقي القبض على مركبة قتالية للمليشيا تغيّر غرضها من الهجوم على المدنيين الى ترحيلهم و توزيع الغذاء بالثمن و قد أستُعرِضتْ جوالات ( الكول ) بشكل يوحي بالبطولة ويسيل له لعاب أهل الذوق الدارفوري اللذيذ إطعاماً المُفيد صحياً .
صيد متوقع
مقاطع فيديو لمُصابين من عناصر الحركات المسلحة المسماة ( قوات حماية المدنيين ) ادعاءاً التي أعمى بصيرة قادتها اللهاث خلف الدرهم والمناصب الضرار فإصطفت مع المليشيا ، المشهد يحوي تصرفات وألفاظ لاتنتمي للإنسانية و يفضح ما إجتهدت آلة المليشيا في إخفاءه من إنتهاكات و إدعاءات و هو أمر متوقع .
صيد مُخزِي
إستهداف محطات الكهرباء و المياه و الذي خلّف ضيقاً مضافاً للمواطن ثم ملاحقته في صفوف المياه والخبز بالقصف الممنهج أمر يؤكد إفتقار المليشيا للأخلاق ، غياب الشجب والإدانة من أبواق الإستهداف التي تُهاجم القوات المسلحة بالظنون أمر يدعو للأسف وغير مُستغرب .
صيد حزين
قائمة من الأسماء إنتشرت على الوسائط تتحدث عن شهداء الأسر من النظاميين برتُب مختلفة في سجن سوبا ، حوت القائمة إثنين من الدُفعة الكِرام نشهد لهم بالصبر و حسن السيرة تقبل الله الجميع ، القائمة إستدعت من الذاكرة الإسفيرية النقيب عثمان بطل قاعدة النجومي الجوية الذي حاكت ثباته الجبال الراسيات و هو يستعصي على أوباش المليشيا إستنطاقاً .
صيد مؤلم
منشور على الوسائط يتحدث عن إعدام معلمة شنقاً على باب دارها بقُرىٰ شمال بحري التي تتعافي مع كل تقدم للقوات المسلحة ، الشهيدة التي تصدّتْ للجهل جل عمرها إصطادها رُغم بذلها ، المليشيا نفت الأمر بشكل فطير بيد أنه لم يُسْتنكر أو يُسْتغرب لانه متسق مع نهجها المعتاد في الوحشية ، لها الرحمة .
صيد متفائل
مقاطع كثيرة تبعث على الفرح والتفاؤل لعودة الحياة الى مدينة الجمال ( مدني ) ، الشاب المثابر ( عبد الرؤوف طه ) يضيف الى رصيد تغطيته السابقة لأحداث ( سنار ) ملمح طموح من حواري ( مدني ) و هو يرسل جرعاته الإيجابية تباعاً ، التحية عبره لجميع شباب الإعلام الهادف الإيجابي .
صيد عالمي
يتأهب البيت الأبيض لإستقبال ساكنه الجديد العائد للرئاسة بحقائبه المزدحمة و المحشوة بالملفات و السودان واحدها ، أبرز تصريحاته و طاقمه هو المباشرة في تسمية الداعم الرئيس للمليشيا كمؤشر لموجة إبتزاز قد تساعد في إنهاك العدو فالمعلوم أن العالم يعمل وفقاً لمصالحه و الرئيس القادم حصيف في إستثمار المواقف بشكل ضاغط و إستنزافي فاللهم عليك باعدائنا دون إستثناء .
صيد لئيم
أحد عناصر مرتزقة المليشيا شنّ حملة على شركائه السياسين فضحاً و تعرية ، يبدو أن المصابين لم يقووا على الصمود فهرعوا إلى أحد مُلّاك المليشيا خوفاً و إرتعاداً ليعود الأمر إلى ( المسكين ) أن يوقف الضرب و يُنْكِر صِلتهُ بالمليشيا و يُعلنْ ذلك علىٰ الملأ و هو الذي غاصت و جاست أنامله بحثاً و تنقيباً في الجيوب و حقائب اليد في رحلة الحج و بذل فروض الولاء للروبوت ( باديس ابابا ) ، الموقف برمته يُعْبِّر عن غياب المبدأ و سيطرة المال في شراء الذِّمم لصالح المليشيا المملوكة لأُسرة ( دقلو ) ، ضُعف الراجي و المُرتجىٰ و المرجو .
صيد مؤثر
مشهد لعدد من الشباب يقطعون نهر النيل سباحةً لمعانقة القوات المسلحة بالضفة الأُخرىٰ بعد أن تنامىٰ إلى سمعهم تقدمها نحو تطهير الكثير من المناطق ، المشهد معبر و مؤثر يدعو للفخر و يُثْبِتْ ما تحرص المليشيا و أبواقها على نفيه من إرتباط اللُحمة بين القوات المسلحة و شعبها .

مقدم ركن حسن ابراهيم محمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كوستي.. لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية القومية تبحث أدوار المقاومة في حرب الكرامة والاسناد المقدم من المستنفرين
  • رئيس الهيئة الشعبية السودانية لإسناد القوات المسلحة وبناء السودان يشيد بإلتقاء الجيوش الذي يمثل نهاية المليشيا
  • الجبهة الشعبية تبارك بتحرر أسرى جدد وتؤكد أن المقاومة تواصل فرض إرادتها على العدو
  • تجمع قوى تحرير السودان: الإنتصارات التي تحققت تؤكد عزيمة القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية
  • يحيى السنوار: قائد المقاومة الذي دقّ باب الحرية بالدماء
  • المقاومة الشعبية بالشمالية تهنئ جماهير الشعب السوداني والقوات المسلحة بالانتصارات التي تحققت
  • «مصر» جذور اللوتس التي لا يمكن اقتلاعها.. موسوعة القوات المسلحة في معرض الكتاب
  • ارتعاد الجنجويد
  • الجيش الروسي ينجح في تحرير بلدة سولينويه بجمهورية دونيتسك الشعبية
  • لواء البراء بن مالك: أيقونة التضحية في معركة السودان ضد التمرد