المقاومة الشعبية.. حين آن أوانها
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
لم تتوقف الدعوة للوقوف في جانب القوات المسلحة ونصرتها بالرجال والمال والأقوال والأفعال منذ انطلاقة الرصاصة الأولى في تمرد قوات الدعم السريع على #الجيش وحرب المليشيا على الشعب السوداني، ومع ذلك لم يهب #الشعب_السوداني للدفاع عن نفسه وأمواله وأعراضه مثلما فعل خلال اليومين الماضيين عقب السقوط المدوي لمدينة #ود_مدني عاصمة #ولاية_الجزيرة في يد عصابات التمرد واستباحتهم لبقية مدن وقرى الولاية.
سنحاول في هذا المقال أن نبحث في دلالات الزخم الذي أحدثه إنطلاق المقاومة الشعبية، وما إذا كانت أمراً عابراً أم أنها حدث سيكون له ما بعده.
وأبدأ بالتذكير أنه منذ الأسبوع الأول للحرب، أدرك كثيرون أن مخططاً لكسر ظهر #السودان والقضاء على ما تبقى فيه من رمزية الدولة بدأ تنفيذه، وأنه يتعين على كل قادر أن ينهض لمقاومة ذلك المخطط بكل ما أوتي من حِيلة. وقد سارعت أعداد مقدرة من الشباب وبعض الكهول إلى الإلتحاق بمعسكرات #القوات_المسلحة في ولاية الخرطوم مقدمين أنفسهم وخبراتهم لخدمة الجيش السوداني، فمنهم مِن قضى نحبه ومنهم مَن ينتظر.
وبعد أن أطلق القائد العام للجيش نداءه للاستنفار استجابت مجموعات كبيرة من الشباب السوداني فانخرطت في معسكرات التدريب العسكري وفي جهود الإسناد المدني للمجهود الحربي، ودخل بعضهم ميدان المعركة بالفعل.
ولم تكتف قطاعات واسعة من أهل السياسة وأهل الإعلام بالمتابعة والفرجة، بل تصدت منذ الأيام الأولى لما اعتبرته مؤامرة تستهدف بقاء الوطن وأصل وجوده، وبذلت كل معارفها ومقدراتها وعلاقاتها – كل في مجاله – لفضح المخطط والتبصير بخطورته والتصدي لحملات التزييف التي يقودها أنصار التمرد للتغبيش على وعي الرأي العام المحلي والدولي، وإسناد القوات المسلحة، وما تزال هذه الفئة ممسكة بوسائلها كما يمسك المقاتلون ببنادقهم.
لكن هذا كله لم يكن وحده كافياً لكي تنطلق المقاومة الشعبية بالشكل الذي انطلقت به الآن؛ ومن المؤكد أن هنالك جملة من الأسباب تضافرت لتقود إلى ذلك، لكن السبب الأهم في تقديري، والأخطر، هو تعاظم الإحساس لدى قطاعات واسعة من السودانيين أن جيشهم الذي طالما وقفوا بجانبه، غير قادر على تحقيق نصر حاسم على التمرد وبالتالي حمايتهم من الإنتهاكات وأعمال القتل والسلب التي ترتكبها المليشيا، ولا يهم هذه القطاعات كثيراً البحث في أسباب ذلك، وما إذا كان عدم تحقيق نصر حاسم بعد تسعة أشهر من الحرب أمراً مقصوداً في حد ذاته أم هو عجز له أسباب موضوعية !!
لأربع سنوات متتالية، ظلت مجموعة المجلس المركزي في قوى الحرية والتغيير، والقوى الإقليمية والدولية التي تدعمها، تعمل على هدم الصورة الذهنية المشرقة للقوات المسلحة في أذهان السودانيين، في إطار خطتها لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وقد ظلت تتهمها تارة بالوقوف ضد إرادة الشعب في حكم ديمقراطي مستقر، وتارة بعدم القدرة على قتال الأعداء، وتارة بالأدجلة والانحياز السياسي، ولا شك أنها أحرزت تقدماً معتبراً في رسم صورة مشوهة للجيش وجنوده.
لكن أداء القوات المسلحة خلال أربعة أشهر من التصدي للتمرد كاد يمحو مجهود السنوات الأربع التي مارست خلالها قوى الحرية والتغيير كافة أشكال التشويه، واستعادت القوات المسلحة صورتها المشرقة في ضوء تصديها للمؤامرة التي كانت تستهدف بقاء الوطن وأصل وجوده، واستبسال أفرادها وضباطها للدفاع عن رمزية الدولة وإفشال محاولات التمرد المستميتة لاحتلال مقر القيادة وحصون القوات المسلحة بالعاصمة القومية.
لكن الانتكاسات التي حدثت في دارفور، وانسحاب حاميات الجيش في نيالا والجنينة وزالنجي والضعين، أحدثت أثراً سالباً لدى قطاعات واسعة من الرأي العام، برغم أنها كانت مفهومة، كون تلك الحاميات صمدت لثمانية أشهر في ظل ما يشبه الحصار وانقطاع الإمداد والتموين، غير أن وقع سقوط تلك الحاميات على أهل الوسط والشمال والشرق لم يكن مثل وقع سقوط ود مدني الذي حدث بلا قتال تقريباً، ولهذا جاء الوقع أليم شديد، وهو الذي أرسل رسالة سالبة في بريد الرأي العام أن جيشكم غير قادر على حمايتكم، وربما غير راغب !!
تحتاج القوات المسلحة السودانية، كونها الآن الحاكم الفعلي للدولة وكونها الطرف الذي يقود القتال، إلى مجهود خرافي لاستعادة صورتها كحامي لمقدرات الوطن ومدافع عن أملاك وأعراض أهله، وهي مهمة، وإن بدت عسيرة في المدى القصير، لكنها غير مستحيلة على المدى المتوسط، وقد تهيأت لها الظروف الموضوعية بقيام تيارات المقاومة الشعبية في شمال السودان وشرقه، وستقوم المقاومة الشعبية حتى في ولايات الوسط، فهي التي ستشكل الحاضنة السياسية والشعبية لجيش البلاد، وأداته الأبرز في مقاومة السلوك الهمجي والطائش للمليشيا ومقاومة الضغوط والمساومات الخارجية وتحرير أرض السودان كلها من كل غادر وخائن وطامع في خيراتها وفرض هيمنته عليها.
العبيد أحمد مروح
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
دمر 27 دبابة إسرائيلية.. القوات المسلحة تنعى البطل محمد المصري
كتب- محمد سامي:
نعت القيادة العامة للقوات المسلحة، البطل محمد المصري أحد أبطال حرب أكتوبر1973 الذي وافته المنية صباح اليوم عن عمر يناهز 76 عامًا.
وقالت القوات المسلحة، في بيان، الخميس: كان للفقيد دور بطولي في حرب أكتوبر المجيدة حيث عبر ضمن الموجات الأولى للعبور، وشارك في تدمير 27 دبابة إسرائيلية من بينها دبابة العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190 المدرع الإسرائيلي.
وأضافت القوات المسلحة، أنه نتيجة لأعماله البطولية تم منحه نجمة سيناء عام 1974، كما كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية بعنوان (نصر أكتوبر1973.. حكاية شعب) والتي أقيمت بمناسبة الذكرى 51 لانتصارات أكتوبر المجيدة.
وتتقدم القوات المسلحة لأسرته بخالص العزاء داعين المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
القوات المسلحة محمد المصري حرب أكتوبر1973تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة يوم حزين.. وفاة صائدي الدبابات والطائرات بحرب أكتوبر 1973 أخبار دمر دبابة عساف ياجوري.. أبرز المعلومات عن صائد الدبابات محمد المصري أخبار وفاة محمد المصري صائد الدبابات في حرب أكتوبر أخبار ما حدث غير مسبوق.. مدير الكلية البحرية الأسبق يكشف رسائل المناورة أخبار أخبار مصر قبل تشغيله.. آخر تطورات إنشاء مبنى الركاب الجديد بمطار برج العرب منذ 16 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر محافظ القاهرة يستقبل محافظ العاصمة اليابانية طوكيو منذ 54 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر سفير موريتانيا يطلب من شيخ الأزهر زيادة المنح الدراسية المخصصة لأبناء منذ 55 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر قطع المياه عن 13 منطقة بالسلام والمرج السبت المقبل منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر قوات الدفاع الشعبي والعسكري تنظم عددًا من الأنشطة والفعاليات منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر وزير العمل: تطوير البنية التحتية للمديريات وميكنة جميع الخدمات قريبًا منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخباردمر 27 دبابة إسرائيلية.. القوات المسلحة تنعى البطل محمد المصري
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك يوم حزين.. وفاة صائدي الدبابات والطائرات بحرب أكتوبر 1973 غرق لنش سياحي في البحر الأحمر.. وإنقاذ 30 أجنبيا ومصريا طقس الساعات المقبلة.. أمطار على السواحل الشمالية والعظمى بالقاهرة 27 مئوية 28القاهرة - مصر
28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك