المقاومة في الضفة.. نقطة تحول مفصلي في إطار الصراع المحتدم مع العدو الصهيوني
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
يمانيون – متابعات
مَن يقرأْ المشهد جيداً منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” يدركْ أن العمليات العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة شكلت نقطة تحول مفصلي في إطار الصراع المحتدم مع العدو الصهيوني بعد أن أعادت الاعتبار للهوية الجامعة بين فصائل المقاومة، وأعادت أيضا تكوين الوعي حول وحدة العمل المقاوم الفلسطيني من النهر الى البحر.
واستنهضت معركة “طوفان الأقصى” مناطق الضفة الغربية المحتلة التي برزت كساحة قادرة على قلب موازين المعركة من عمق الكيان الصهيوني، وبالتالي وجود قناعة استراتيجية بخيار المقاومة ضد الاحتلال باعتباره طريق الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه.
وقد جاءت عملية “طوفان الأقصى” كاختبار جديد لمقاومة الضفة الغربية فكانت رديفاً أساسياً في المعركة التي انخرطت فيها سريعاً، وتمكنت من فرض نمطهما الخاص، التي جسدت فيه الهبة الواحدة، والكلمة الواحدة، ورابطة الدم المشتركة الواحدة التي سألت في المعركة نفسها، فلا حدود تمنع هُوية المقاومة الفلسطينية من الاكتمال.
ولم تعد معادلة “طوفان الأقصى” محصورة مع غزة، فصفائح الضفة تحركت تحت أقدام العدو على طول وعرض مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلتين والتي حققت انجازا استراتيجيا متعدد الأبعاد، يتمثل في وحدة الفصائل المقاومة، وفي ربط الساحات وعدم تكريس فصل غزة عن الضفة والقدس وكامل فلسطين المحتلة.
وعلى الرّغم من الجهود الكبيرة التي بذلها العدو الصهيوني في مواجهة المقاومة في قطاع غزة وحصرها في مناطق القطاع، وصناعة نماذج لمناطق هادئة بعيدة عن المواجهة والضغط، فإنّ العمليات الأخيرة في الضفة المحتلة أثبتت أن هذه النماذج فاشلة، وأن خطر تنامي مقاومة الضفة الغربية بعد معركة “طوفان الأقصى” وصل إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها.
ومنذ بدء معركة “طوفان الأقصى” ارتفع مسلسل عمليات المقاومة الفلسطينية في مختلف مناطق الضفة والقدس التي استهدفت قوات العدو وقطعان المستوطنين وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات منهم منذ بداية معركة طوفان الأقصى.
وهنا وثق (مركز معلومات فلسطين – مُعطى) أكثر من 3000 عملية في الضفة والقدس، من بينها 2100 مواجهة مع قوات العدو وقطعان المستوطنين، و800 عملية إطلاق نار، منها 300 عملية نوعية أسفرت عن مقتل عشرة صهاينة.
وأوضح معطى أن إجمالي عدد مناطق المواجهة في محافظات الضفة بلغ 332، بينما خرجت 491 مظاهرة ومسيرة في مدن مختلفة.
واستشهد أكثر من 326 فلسطيني وأصيب أكثر من 3800 آخرين، فيما اعتقل العدو الصهيوني أكثر من 4840 فلسطينيًا.
وعلى عكس التوقعات الأمنية للعدو، التي تُفيد بالسيطرة على الوضع في الضفة المحتلة مع تشديد القبضة الأمنية، برزت فئات مقاومة جديدة من الفلسطينيين نحو مواجهة العدو الصهيوني .
وفي هذا السياق كشف مصدر خاص لموقع “قدس برس”، عن تأسيس كتيبة جديدة للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة، ونواتها الرئيسية بالبلدة القديمة في مدينة نابلس (شمال)، تحت اسم “كتيبة أحفاد الياسين”.
ووفق المصدر، فعناصر الكتيبة “ينتمون بالأساس لفصائل المقاومة كافة، لكنهم يعملون تحت مظلة الكتيبة، بعيدا عن أي حسابات تنظيمية”.
وقال مصدر مقرب من “الكتيبة”: “إنهم يفتحون قلوبهم قبل أيديهم لضم كل من يؤمن بنهج اندحار المحتل من أراضينا”.. مضيفا: “أبناء الكتيبة موجودون في جميع محافظات الضفة المحتلة، وأيضا في الداخل المحتل، وهم على أهبة الاستعداد للتصدي لأي اقتحام صهيوني”.
فالعمل الفصائلي في الضفة لم يتوقف على صعيد المقاومة العسكرية حيث أطلق نشطاء فلسطينيون، حملة لكتابة العبرات، ورسم الصور الداعمة للمقاومة الفلسطينية على كافة جدران المدن والبلدات في الضفة، وذلك تحدياً للعدو وإسناداً للمقاومة الفلسطينية في غزة.
ودعا الناشطون، الشباب الثائر إلى إعادة أمجاد الانتفاضة والتعبير عن دعمهم للمقاومة ورفضهم للاحتلال، عبر الخط على الجدران وتعليق اللافتات، وإبراز رموز وشهداء الشعب الفلسطيني والمقاومة، وتوزيع البيانات في الشوارع والطرقات.
وتأتي الحملة عقب، توزيع العدو لمنشورات ولصقها على شوارع الضفة الغربية، تحذر الشبان من انخراطهم في أعمال المقاومة، أو نشرهم لأي مواد تدعم المقاومة الفلسطينية، خصوصاً مع التأيد الكبير للمقاومة خلال معركة طوفان الأقصى.
وبالتالي فإن ما جسدته المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة ضد الكيان الصهيوني ليست من ناحيتها جولة قتال إضافية، بل بداية معركة طويلة هدفها كسر العدوان الصهيوني الظالم على الشعب الفلسطيني.
وقد رسخت وثبتت عمليات المقاومة الفلسطينية نفسها كعنوان واضح ومحدد، وكذلك برهنت هذه الفصائل أنها جسم واحد يقاتل ويضحي ويقاوم من أجل كل فلسطين المحتلة.
فما يميز عمليات المقاومة الحالية في الضفة هو مشاركة مقاتلي حركتي حماس والجهاد الإسلامي مع مقاتلين من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في مجموعات مسلحة موحدة، ومن أبرز تلك المجموعات “كتيبة جنين” في مخيم جنين ومجموعة “عرين الأسود” وكتيبة “مخيم بلاطة” في نابلس.
وهنا يمكن القول: إن مختلف جبهات مناطق الضفة ليست بعيدة عن مسار عملية “طوفان الأقصى”، وبالتالي فهي تحمل أبعاداً استراتيجية وتغيرات أساسية في المعركة مع الكيان الصهيوني، سيكون لمفاعيل تداعياتها نتائج، أهمها التأكيد أن الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم وسيواصل عملياته العسكرية البطولية ضد الاحتلال رغم كل الصعاب والتحديات.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الضفة الغربیة المحتلة المقاومة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی العدو الصهیونی طوفان الأقصى مناطق الضفة فی الضفة أکثر من
إقرأ أيضاً:
مسؤولون فلسطينيون يدينون إحراق "مستوطنين مسجد مردا" شمال الضفة الغربية المحتلة
القدس المحتلة - اتهم مسؤولون فلسطينيون الجمعة 20ديسمبر2024، مستوطنين بحرق مسجد في قرية مردا شمال الضفة الغربية المحتلة، وكتابة شعارات عنصرية معادية للعرب على جدرانه، فيما اعتبر الامن الداخلي والشرطة الاسرائيلية أنّ هذه الحادثة "بالغة الخطورة".
وأفاد محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل بأنّ "مستعمرين اقتحموا قرية مردا فجر الجمعة وأحرقوا مسجد "بر الوالدين" في القرية وكتبوا شعارات انتقامية وعنصرية ضد العرب والمسلمين، وأخرى تنطوي على تهديدات بالقتل والانتقام من أهالي القرية".
وحمّل "الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة المسؤولية الكاملة عن جريمة المستعمرين"، مطالبا "المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لحماية الشعب الفلسطيني ومساجده وكنائسه وممتلكاته".
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إنّ "مستوطنين تسللوا فجر اليوم الجمعة الى قرية مردا شرق سلفيت في شمال الضفة وأضرموا النار في مسجد القرية وكتبوا على جدرانه شعارات باللغة العبرية".
وأظهرت صور تم التداول بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي شعارات مكتوبة باللون الأسود، تتضمّن عبارات مثل "الموت للعرب" و"إسرائيل ستبني المعبد المقدس".
وأضاف الشهود أن "الاهالي تمكنوا من إخماد الحريق قبل أن يمتد الى كل المسجد، وقد اقتصرت الاضرار على مدخله".
أفاد مصوّر وكالة فرانس برس في مكان الحادث بأنّ أهالي القرية كانوا يتجمعون في المسجد لتقييم الاضرار.
واعتبر محافظ سلفيت عبد الله كميل أنّ الحادث ليس منعزلا، مشيرا الى انّ "قرية مردا تتعرض بشكل دائم لاعتداءات من قوات الاحتلال ومستعمرين، عن طريق الاقتحامات وعمليات ترويع المواطنين وإغلاق البوابات الحديدية المنتشرة على مداخلها والاعتقالات وغير ذلك، فيما تتكرر هذه الأفعال= في معظم مناطق المحافظة".
وذكر بيان مشترك لجهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة الاسرائيلية باللغة العربية أن الجهازين شرعا "بالتحقيق للتدقيق في ملابسات حادثة الحرق التي وقعت هذه الليلة في القرية الفلسطينية مردا في منطقة السامرة" شمال الضفة الغربية.
وتابع البيان "بحسب الشبهات، أُحرق المسجد عمدا وكُتبت شعارات" على جدرانه، مضيفا "في إطار تقييم الوضع الذي أجراه جيش الدفاع وجهاز الأمن العام وشرطة إسرائيل، تقرر إجراء تحقيق مشترك".
وأردف البيان "ننظر الى هذه الحادثة على انها بالغة الخطورة وسنعمل بصورة حازمة لإحالة الجناة إلى القضاء ومحاكمتهم بشكل صارم".
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية الجمعة إحراق مستوطنين مسجد قرية مردا، معتبرة أنّ "الاعتداء عنصري بامتياز، ويشكل ترجمة لحملات تحريض واسعة ضد شعبنا يمارسها أركان اليمين المتطرف الحاكم، وامتداد لمسلسل طويل من الانتهاكات وجرائم ميليشيات المستوطنين المسلحة والمنظمة المدعومة رسميا من حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو".
وطالبت الخارجية الفلسطينية الأمم المتحدة بـ"تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
وتصاعد العنف منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس واسرائيل في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفقا لوزارة الصحة في رام الله. قُتل ما لا يقل عن 803 فلسطينيا في الضفة الغربية إثر هجمات للجيش الاسرائيلي أو برصاص مستوطنين.
كذلك، أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.
Your browser does not support the video tag.