قال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وعضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إنه لا توجد فرصة حقيقية للخروج من أزمة قطاع غزة، إلا من خلال الجهود المصرية التي تهدف إلى تسوية سياسية للأزمة، في ظل انشغال العالم بالكثير من الأزمات السياسية الأخرى.

وأوضح "فرحات"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "بالورقة والقلم"، المذاع على فضائية "ten"، مساء السبت، أن الحرب على قطاع غزة  تأتي في  ظل هيمنة اليمين المتطرف الديني في دولة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن المجتمع الإسرائيلي أصبح أكثر تطرفًا بصورة كبيرة قبل عملية طوفان الأقصى، فهو من قام باختيار هذه الحكومة المتطرفة.

وأضاف أن هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الحرب على قطاع غزة، لس إعادة هيبة دولة الاحتلال؛ ولكن الهدف الحقيقي من هذه الحرب، تجنب محاكمته وتحميله مسؤولية ما حدث في عملية طوفان الأقصى، وإعادة بناء فرص وجوده مرة أخرى في الحياة السياسية في دولة الاحتلال، خاصة وأن "نتنياهو" ليس رقمًا سهلاً في الحياة السياسية الإسرائيلية. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمد فايز فرحات

إقرأ أيضاً:

سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (2)

تعددت أشكال الحروب الثقافية؛ المسألة أكثر تعقيداً من جمع تفاصيلها فى مجرد مقال أو حتى عشرات المقالات، لكن نستطيع أن نعرج على بعض التفاصيل التى تكشف حقيقة تلك الحرب. وربما تصبح باباً لمن يريد أن يتعمق بشكل أكبر.

سبق أن تحدثنا، فى مقال الأسبوع الماضى، عن السينما وهوليوود. واليوم أردت أن أعود بالتاريخ إلى السبعينات، مع ظهور أشرطة الكاسيت، والتى كانت المتنفس الأهم فى العمل الدعوى لجماعات الإسلام السياسى مجتمعة، بعد أن استلهموا التجربة الإيرانية وانتشار أفكار ثورة الخومينى من خلال أشرطة الكاسيت. وفى السبعينات بالتحديد عرف الإخوان أشرطة الكاسيت، لكن فى مقالى اليوم لن أتحدث عن المحاضرات والخطب الدينية وتداولها عبر تلك الأشرطة، فقد تناولها العديد من الباحثين والمهتمين برصد تاريخ الحركة الإسلامية، إنما سأتحدث عن النشيد الإسلامى وأثره فى نفوس الأطفال، ومع ظهور الكاسيت أصبح تداوله أمراً مهماً لنشر الأفكار الدعوية بعيداً عن منابر المساجد والأشكال التقليدية للدعوة!

الأناشيد الموجهة للأطفال من خلال تلك القنوات دشن لها فى سبعينات القرن الماضى شاب سورى يُدعى «رضوان خليل عنان»؛ كان ابن الخامسة عشرة فى حينها مغرماً بالأغنيات الوطنية التى يصدح بها المطربون العرب فى الإذاعات المختلفة، تأثر بالنغمة القومية التى أغنت الكلمات المغناة فى تلك المرحلة، فعمل على تلحين وغناء أناشيد إسلامية حديثة ممزوجة بروح الأغنية الوطنية واللحن الحماسى اختلفت عن شكل النشيد الدينى القديم، ليصبح ذلك الشاب الصغير فى أدبيات الجماعات الإسلامية رائداً لما اصطلح على تسميته بـ«النشيد الحركى»، أو «النشيد الإسلامى الحديث»، واشتهر على إثر ذلك بين أبناء الصحوة الإسلامية فى العالم باسم «أبومازن».

فى الثامنة عشرة من عمره كان أبومازن قد انتهى من تسجيل تسعة أشرطة تضمنت أناشيد حركية كتب أشعارها سيد قطب وأحمد حسن الباقورى وعبدالحكيم عابدين وإبراهيم عزت ومحمد إقبال.

ورغم أن النشيد الدينى معروف وموجود تاريخياً منذ عهد النبوة إلا أن رغبة جماعات الإسلام السياسى فى أسلمة تفاصيل الحياة على طريقتهم الخاصة دفعتهم لتدشين النشيد الإسلامى الحديث، المعتمد على الإنشاد الحماسى والكلمات الرسالية، والقائم على ألحان أشبه بنسق المارشات العسكرية والأناشيد الوطنية.

مع موجات الربيع العربى وانفتاح عالم الفضاء المرئى والمسموع أمام جماعات الإسلام السياسى انتشرت العديد من القنوات الموجهة للأطفال والتى تمتزج برامجها بمناهج التربية المعتمدة لتلك الجماعات، فبعد أن كانت المناهج التربوية للنشء داخل الجماعات الدينية مقتصرة على من يحضرون الأسر والتجمعات المغلقة أصبح من السهل إيصال محتوى أى جماعة عن طريق نشيد إسلامى أو فيلم كارتون أو برنامج دينى موجه للأطفال. وتخصصت قنوات أخرى فى النشيد الإسلامى الموجه للطفل؛ مع إدراكهم لقوة النشيد فى إيصال الرسائل المطلوبة بشكل أفضل وأسرع

رصد نشأة النشيد الحركى وتتبع تطوره تاريخياً وصولاً إلى انتشار قنوات الأطفال التى تنشر تلك الأناشيد داخل كل بيت، إلى جانب ذلك الأثر التى تركته فى نفوس أعضاء جماعات الإسلام السياسى، يطرح سؤالاً مهماً عن الأبواب الخلفية التى تنتهجها الجماعات لنشر أفكارها والوصول لأكبر قدر من معتنقى أفكارها، حتى وإن كانت مجرد قناة للأطفال تقدم أناشيد دينية لا تجد الأسر أى غضاضة فى أن يستمع لها أطفالهم، فهى فى عرف الأسر أولاً وأخيراً مجرد أناشيد إسلامية! يدندنها الأطفال، ولا ضير من بعض المرح واللعب، وفى النهاية هم لا يزالون أطفالاً، وللأسف تلك النظرة هى الأخطر فى التعامل مع الحروب الثقافية، فالطفولة هى البذرة الأولى والأهم فى تشكل ثقافتنا!

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ404 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • القاهرة الإخبارية: مشروع قانون الاستخبارات يشعل أزمة جديدة في حكومة نتنياهو
  • تطورات اليوم الـ403 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • أزمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب استمرار الحرب في غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: القمة العربية الإسلامية تستهدف البحث عن طرق للخروج من أزمة غزة
  • سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (2)
  • تطورات اليوم الـ 402 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • 400 يوم من الإبادة والتطهير العرقي.. ومجاعة حقيقية شمال غزة
  • أستاذ العلوم السياسية: لن يكون لحماس دور في معبر رفح وشمال غزة يظل محتلا
  • بسبب الحرب.. أزمة داخل الجيش الإسرائيلي