شهد قطاع الصحة في مصر على مدار السنوات التسع الماضية تطوراً كبيراً ، فضلاَ عن إهتمام الدولة المصرية بتعزيز منظومة الرعاية الصحية والخدمات الطبية في مصر و التعاون مع منظمة الصحة العالمية.

وسعت الدولة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بتطوير شامل للمنظومة الصحية شملت اطلاق مبادرات رئاسية تشمل جميع الفئات العمرية، وتدشين مشروع التأمين الصحي الشامل لجميع المصريين يغطي كل الأمراض، فأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة 100 مليون صحة.

أول دولة في العالم

من أبرز ما تحقق في عام 2023 هو نجاح الدولة المصرية في تحقيق هدف إعلان مصر خالية من فيروس سي بعدما كانت من الدول الأعلى عالميا في انتشار الفيروس بين المواطنين، حيث استهدفت مبادرة 100 مليون صحة الكشف أيضا عن الأمراض الغير سارية حيث قدمت المبادرة العلاج لـ1.8 مليون مريض بالسكر و10 ملايين مرضي بالضغط .

وشملت إطلاق المبادرة الرئاسية للكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية، في الفترة من أكتوبر 2018 إلى أبريل 2019، حيث صدر توجيه رئاسي باستمرار المبادرة لطلاب المرحلة الإعدادية لمدة 5 سنوات، والتي ساهمت في خفض معدل الإصابات الجديدة بالفيروس بأكثر من 92% سنوياً، وتم فحص أكثر من 90 مليون مواطن على مستوى الجمهورية.

يذكر أن المسح العشوائي للعينات في عام 2008، أظهر أن نسبة انتشار فيرس سي في مصر تقدر بنحو 9% من إجمالي عدد السكان، فأطلق الرئيس المبادرة والتي تمكنت من فحص ما يقرب من 70 مليون مواطن، ووضعت 2.5% مليون مريض على قائمة الأدوية العلاجية.

وتتضمن المبادرات تحت مظلة "100 مليون صحة"، إطلاق مبادرة الاكتشاف المبكر وعلاج مرض سرطان الكبد في مارس 2022، والتي تعد امتداداً لمبادرة الكشف عن فيروس سي والأمراض غير السارية.

ويشار إلى أنه في أكتوبر 2023 أعلنت منظمة الصحة العالمية حصول مصر على "المستوى الذهبي" على مسار القضاء على التهاب الكبد سي بعد تشخيص 87% من المصابين بفيروس سي وتقديم العلاج لـ93% من المرضى ما دفع منظمة الصحة العالمية لمنح مصر "الشهادة الذهبية" لخلوها من فيروس سي بعد تجاوز الغايات المحددة لهذا المستوى من منظمة الصحة العالمية.

ووفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية يعني بلوغ "المستوى الذهبي" أن مصر أوفت بالمتطلبات البرمجية التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد سي إلى المستويات التي تؤهل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد سي.

وقد صرح حينها المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن مدير عام منظمة الصحة العالمية سلم الرئيس شهادة المستوى الذهبي على مسار القضاء على فيروس "سي" في مصر، مقدما التهنئة لمصر وموضحا أنها أصبحت الدولة الأولى في العالم التي تحصل على هذا الإشهاد، بعد تحقيقها في زمن قياسي، قصة نجاح عالمية يحتذى بها، في التحول من كونها أعلى الدول من حيث ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس "سي" إلى أول دولة في العالم تصل لهذا المستوى المتميز في القضاء على الفيروس.

وقال الدكتور تيدروس أدحهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "إن المسيرة التي قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد سي في العالم إلى بلد حقق مسار القضاء على المرض في أقل من 10 سنوات"، هي مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به.

وأعدت وزارة الصحة والسكان متمثلة في اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، خطة للقضاء على فيروس سي من 5 أهداف، جاء على رأسها خلال المرحلة الأولى إجراء مسح طبي للمرضي بالمستشفيات والوحدات والمراكز التابعة لوزارة الصحة، وذلك عن طريق الكشف عن الأجسام المضادة للمواطنين الذين يزيد أعمارهم عن 18 سنة، حوالي 30 مليون مواطن من جميع المحافظات، وذلك من خلال طريقتين الكشف فى الأقسام الداخلية بالمستشفيات وتكون جميع النتائج مسجلة بالمركز القومي لمعلومات الصحة.

بينما تتمثل المرحلة الثانية في التأكد من العينات التي نتجت عن المسح وجاءت إيجابية، وعمل تحليل "Bcr"، وفي حالة تأكد الإصابة، يأتي دور المرحلة الثالثة ببدء العلاج.

وتأتي المرحلة الرابعة، لفحص ما بعد العلاج بـ"BCR"، وذلك بعد الانتهاء من العلاج بـ3 أشهر.

بينما المرحلة الخامسة والأخيرة تتمثل في تنظيم حملة إعلامية للمسح الشامل عن فيروس سي فضلا لتوفر خط ساخن خاص بالمسح الشامل بالتعاون مع وزارة الاتصالات.

وفي عام 2018 تم إطلاق "المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سي والأمراض غير المعدية"، ونتيجة وجود وسائل للاكتشاف السريع لفيروس سي، التي تسرع من إدخال بيانات المريض على المنظومة الصحية المتطورة التي توضح الإصابة بفيروس سي، وبدءا من أكتوبر 2018 وحتى أبريل 2019 كان يتم فحص نحو نصف مليون شخص يوميا في جميع الأماكن.

بعد ذلك يتم تحويل المريض للوحدة المعالجة الأقرب لسكنه بميعاد محدد، لتلقى العلاج لمدة 3 أشهر وتصل نسبه الشفاء إلى 95% من هذه الأدوية الحديثة، وجميع الفحوصات تتم بالمجان.

ومن خلال هذا الإنجاز انخفضت نسبة انتشار فيروس سي بنسبة أقل من 5%، بعدما كانت تصل إلى 22%، وبذلك وصلنا للمعدل المطلوب الذي كانت تستهدفه منظمة الصحة العالمية في 2030، كما أن هذا الإنجاز تم تسجيله، في أكبر فحص طبي يجرى في العالم، ولم تتمكن دولة إجرائه حيث تم فيه تنفيذ فحص 60 مليون شخص.

طفرة في القطاع الصحي

في هذا الصدد قال الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة الأسبق، في تصريحات سابقة لــ"صدى البلد" إن النظام الصحي في مصر حقق نجاحاً كبيراً خاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث تم القضاء على فيروس سي في غصون سنوات قليلة، وهذا كان من ضمن أحلام العديد من الدول حول العالم، فضلاً عن مواجهة وباء كورونا من خلال توفير غرف عناية مركزة، واستقبال الطوارئ، وتسهيل الأدوية والعلاج، مشيداً بقدرة النظام الصحي على الصمود وهو يعتبر من أهم الاختبارات لنظام الصحة في مصر، والذي أثبت نجاحه بجدارة، فالنظم الطبية تُختبر بقدرتها على التعامل مع الكوارث والأوبئة.

وقال الدكتور محمد المنيسي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، إن هناك تطور غير مسبوق فى إدارة الأزمة الصحية التي كانت متراكمة على مر التاريخ.

وأضاف خلال تصريحات إعلامية، أن الإدارة بدأت بالقضاء على فيروس سي، ثم توالت بالمبادرات الصحية، موضحا أنه كان هناك إرادة حكيمة ظهرت ورؤية واضحة وتنفيذ خطة تنفيذية وتوفير الدواء فى 24 مركز فى بداية الأمر داخل القاهرة.

وتابع الدكتور محمد المنيسي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، أنه تم القضاء على فيروس سي فى مدة زمنية قصيرة، ثم بدأت المبادرات الصحية، وتم فحص 90 مليون مواطن، لافتا إلى أن الصحف العالمية تشيد بدور مصر في القضاء على فيروس سي.

إشادات برلمانية؛

من جانبه، أشاد النائب الدكتور علي مهران، رئيس لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، بنجاح الدولة المصرية في الوصول العادل لرعاية مرضى فيروس التهاب الكبد الوبائي سي، وتخليص الشعب المصري من هذا المرض الذي فتك بآلاف المرضى.

وأوضح مهران، أن حصول مصر على شهادة من منظمة الصحة العالمية بخلو مصر من فيروس سي تأكيد على نجاح الدولة بقيادة الرئيس السيسي في تطوير منظومة الصحة وتوفير كافة الخدمات الطبية اللازمة لهم، وتحقيق رؤية مصر 2030.

وأكد رئيس لجنة الصحة بالشيوخ، أن القضاء على فيروس سي خلال شهور قليلة باستخدام الأدوية المصرية وبالمجان، أبهر العالم أجمع.

وأوضح مهران، أن المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة هى الأضخم في التاريخ حيث قدمت 414 خدمة لـ 96 مليون مواطن بتكلفة 32.2 مليون جنيه.

وتابع رئيس لجنة الصحة بالشيوخ، قائلا: القطاع الصحي شهد طفرة غير مسبوقة في الارتقاء بالقطاع وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتوفير رعاية صحية شاملة للجميع من خلال المبادرات الرئاسية والتي كانت بمثابة الحل الجذري للقضاء على بعض المشكلات.

وكذلك قال النائب محمد رضا البنا، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن تسليم منظمة الصحة العالمية للرئيس عبد الفتاح السيسي، شهادة المستوى الذهبي على مسار القضاء على فيروس "سي" في مصر، وأنها أصبحت الدولة الأولى في العالم التي تحصل على هذا الإشهاد، بعد تحقيقها، في زمن قياسي، شهادة عالمية بتحقيق إنجاز كبير تؤكد أهمية الجهود التي بذلتها الدولة المصرية للقضاء على مرض فيروس سي.

وأضاف "البنا"، أن شهادة منظمة الصحة العالمية بخلو مصر من فيروس سي تثبت أن المبادرات الصحية التي أطلقها الرئيس السيسي أتت بثمارها، وتؤكد أن الدولة لديها إرادة وقادرة على تحقيق إنجازات عديدة في القطاع الصحي، فمصر تحولت من دولة فيها أكبر معدلات الإصابة بالفيروس إلى دولة خالية من فيروس سي وبأدوية مصرية.

ولفت عضو مجلس النواب، إلى أن هناك مبادرات رئاسية كبيرة أطلقها رئيس الجمهورية وعلى رأسها مبادرة 100 مليون صحة تؤكد أن ملف الصحة على رأس أولويات القيادة السياسية، موضحا أن ذلك يصب في تعزيز حقوق الإنسان، والتي تطبقها الدولة المصرية في مفهوها الشامل، والتي تشمل حق الإنسان في الحياة وفى الصحة والتعليم وحياة كريمة وغيرها.

العدوي: اكتشاف عقار لعلاج فيروس سي كان ثورة في عالم الدواء.. فيديو وزير الصحة الأسبق: فيروس سى كان بمثابة وصمة للمصريين.. فيديو

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصحة مصر فيروس سي منظمة الصحة العالمية التهاب الكبد سي منظمة الصحة العالمیة القضاء على فیروس سی التهاب الکبد سی مسار القضاء على المستوى الذهبی الدولة المصریة القضاء على فی ملیون مواطن من فیروس سی للقضاء على فی العالم ملیون صحة من خلال فی مصر

إقرأ أيضاً:

أمريكا توقف مساهماتها المالية في منظمة التجارة العالمية

 

 

جنيف- رويترز

أفادت ثلاثة مصادر تجارية لرويترز بأن الولايات المتحدة أوقفت مساهماتها في منظمة التجارة العالمية، في الوقت الذي تُكثف فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب جهودها لخفض الإنفاق الحكومي.

وتنسحب إدارة ترامب من دعم مؤسسات عالمية مشيرة إلى أن الدعم يتعارض مع سياساتها الاقتصادية القائمة على مبدأ "أمريكا أولا". وتخطط للانسحاب من بعضها، مثل منظمة الصحة العالمية، كما خفضت مساهماتها في مؤسسات أخرى في إطار مراجعة شاملة للإنفاق الاتحادي.

وتأثرت منظمة التجارة بالفعل بقرار أمريكي في 2019، خلال ولاية ترامب الأولى، بمنع تعيين قضاة جدد في أعلى محكمة استئناف بها، مما أدى إلى تعطل نظامها الرئيسي لتسوية النزاعات جزئيا. وكانت واشنطن قد اتهمت هيئة الاستئناف التابعة لمنظمة التجارة بتجاوز صلاحياتها في النزاعات التجارية.

وبلغت الميزانية السنوية للمنظمة، التي تتخذ من جنيف مقرا لها، 205 ملايين فرنك سويسري (232.06 مليون دولار) في 2024. وكان من المقرر أن تساهم الولايات المتحدة بنحو 11 بالمئة من هذه الميزانية بناء على نظام رسوم يتناسب مع حصتها في التجارة العالمية، وذلك وفقا لوثائق عامة لمنظمة التجارة العالمية.

وقال مصدران مطلعان إن مندوبا أمريكيا أبلغ اجتماعا للمنظمة بشأن الميزانية في الرابع من مارس آذار بأن مدفوعات واشنطن لميزانيتي 2024 و2025 مُعلقة ريثما تُراجع مساهماتها في المنظمات الدولية وأنه سيُبلغ المنظمة بالنتيجة، لكن لم يحدد تاريخا.

وأكد مصدر تجاري ثالث رواية المصدرين، وقال إن منظمة التجارة تدرس "خطة بديلة" في حال توقف التمويل لفترة طويلة، دون الخوض في تفاصيل.

وطلبت المصادر الثلاثة عدم نشر أسمائها نظرا لأن اجتماع الميزانية كان خاصا ولم يُعلن رسميا عن توقف التمويل الأمريكي. ولم يُرد البيت الأبيض حتى الآن على طلبات للتعليق.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن ترامب وقع الشهر الماضي أمرا تنفيذيا يوجه وزير الخارجية ماركو روبيو بإعادة النظر بشأن جميع المنظمات الدولية التي لدى الولايات المتحدة عضوية فيها خلال 180 يوما "لتحديد ما إذا كانت تتعارض مع المصالح الأمريكية". وأضاف "يخضع تمويل منظمة التجارة العالمية، إلى جانب منظمات دولية أخرى، للمراجعة حاليا".

وقال مسؤول من مكتب الممثل التجاري الأمريكي اليوم الجمعة إن وزير الخارجية يجري "مراجعة عامة لتمويل الولايات المتحدة لجميع المنظمات الدولية.... مكتب الممثل التجاري الأمريكي ينسق مع وزارة الخارجية فيما يتعلق بمنظمة التجارة العالمية".

وقال إسماعيل ديانج المتحدث باسم منظمة التجارة إن مساهمات الولايات المتحدة كانت في طريقها، لكنها "علقت بسبب توقف جميع المدفوعات للوكالات الدولية".

وأضاف "بشكل عام، يمكن للمتأخرات أن تؤثر على القدرة التشغيلية لأمانة منظمة التجارة العالمية. لكن الأمانة تواصل إدارة مواردها بحكمة، ولديها خطط جاهزة لتمكينها من العمل في ظل القيود المالية التي تفرضها أي متأخرات".

وحتى نهاية ديسمبر 2024، بلغت متأخرات الولايات المتحدة 22.7 مليون فرنك سويسري (25.70 مليون دولار)، وفقا لوثيقة لمنظمة التجارة العالمية حصلت عليها رويترز، مصنفة أنها "سرية" بتاريخ 21 فبراير.

وبموجب قواعد منظمة التجارة العالمية، يخضع أي عضو يتخلف عن سداد مستحقاته لأكثر من عام "لإجراءات إدارية"، وهي سلسلة من الخطوات العقابية التي تزداد صرامة كلما طالت مدة عدم سداد الرسوم.

وأكد اثنان من المصادر التجارية لرويترز أن تصنيف الولايات المتحدة الآن يجعل ممثليها غير قادرين على رئاسة هيئات المنظمة أو استلام وثائق رسمية.

ولم يتسن لرويترز التأكد بعد مما إذا كانت المنظمة تطبق هذه الإجراءات بالفعل على الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية تصنّف زلزال ميانمار “حالة طوارئ قصوى” وتحذر من تفشي الأمراض
  • الصحة العالمية: وفاة أكثر من 300 شخص جراء تفشي وباء الكوليرا في أنغولا
  • منظمة الصحة العالمية تواجه عجزا ماليا في 2025 جراء وقف المساعدات الأمريكية 
  • مئات القتلى بـ«وباء الكوليرا» في أنغولا.. الصحة العالمية تستنفر
  • منظمة الصحة العالمية تخفض موازنتها بواقع 20% بعد انسحاب واشنطن
  • منظمة الصحة العالمية تدرس خفض موازنتها 20% عقب تجميد المساعدات الأمريكية
  • بعد انسحاب واشنطن .. منظمة الصحة العالمية تخفض موازنتها بواقع 20%
  • بسبب تراجع التمويل الأميركي.. منظمة الصحة العالمية تقترح خفض الوظائف وتقليص الميزانية
  • أمريكا توقف مساهماتها المالية في منظمة التجارة العالمية
  • واشنطن توقف مساهماتها في ميزانية منظمة التجارة العالمية