محمد زكي عيد يكتب: أهمية منتجات الألبان عالميا وأهم الدول المنتجة لها
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تعتبر منتجات الألبان ذات أهمية كبيرة عالمياً في التغذية والزراعة والاقتصاد. وتعتبر منتجات الألبان مصدراً غنياً بالمغذيات الأساسية والبروتينات والفيتامينات والمعادن ولها فوائد صحية عديدة.
لذلك سنستعرض في السطور الآتية بعض الأسباب التي تجعل منتجات الألبان مهمة عالمياً وكذلك أهم الدول المنتجة لها علي مستوى العالم.
تحتوي منتجات الألبان على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية الأساسية المهمة لصحة الجسم. فهي تحتوي على الكالسيوم الضروري لتقوية العظام والأسنان والبروتينات التي تعمل على بناء وإصلاح الأنسجة والفيتامينات مثل فيتامين د وفيتامين ب12 وفيتامين a، والمعادن الأخرى مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم.
ثانياً :- الأثر الاقتصادي:
أصبحت صناعة منتجات الألبان تشكل جزءًا هامًا من الاقتصاد العالمي. ويوجد العديد من المزارع ومنشآت الإنتاج والمصانع المعنية بإنتاج وتجهيز منتجات الألبان في جميع أنحاء العالم. كما توفر هذه الصناعة فرص عمل للمزارعين والعمال. وكذلك تساهم في النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة في العديد من الدول.
ثالثاً : غذاء أساسي:
تُعتبر منتجات الألبان جزءًا أساسيًا من نظام التغذية في العديد من الدول. فاللبن ومشتقاته مثل الزبادي والجبن والزبدة يستهلكون بشكل واسع في العديد من الوجبات والوصفات. وبالإضافة إلى ذلك يُستخدم اللبن في صنع العديد من المنتجات الغذائية الأخرى مثل الحلويات والخبز والمشروبات.
رابعاً : الفوائد الصحية:
تعتبر منتجات الألبان جزءاً هاماً في النظام الغذائي الصحي. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن استهلاك الألبان بانتظام يمكن أن يساهم في الوقاية من العديد من الأمراض مثل هشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. كما أنها تحتوي على البروبيوتيك بكتيريا وهي بكتيريا نافعة تعزز من صحة الجهاز الهضمي.
خامساً : التجارة الدولية:
يتم تصدير منتجات الألبان بكميات كبيرة إلى جميع أنحاء العالم. حيث تعتبر الدول الرائدة في إنتاج منتجات الألبان مصدراً رئيسياً للتجارة الدولية. حيث يتم استيراد هذه المنتجات من قبل العديد من الدول. تساهم صادرات منتجات الألبان في تعزيز العلاقات التجارية بين الدول وتوفير الدخل الاقتصادي.
سادساً: مصدر هام للتغذية للنمو السكاني:
في ظل زيادة عدد السكان العالمي، تلعب منتجات الألبان دوراً هاماً في تلبية احتياجات التغذية الأساسية. فهي توفر مصدراً مهماً من الغذاء الغني بالبروتينات والمغذيات للأفراد من جميع الأعمار، وخاصة الأطفال والشباب الذين يحتاجون إلى بناء وتطوير أجسامهم.
سابعاً : التكنولوجيا والابتكار:
تشهد صناعة منتجات الألبان تقدماً تكنولوجياً مستمراً وابتكارات في مجالات عديدة مثل معالجة اللبن وإنتاج الألبان النباتية والعضوية والوظيفية كما تساهم التكنولوجيا في تحسين جودة المنتجات وتطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات وتفضيلات المستهلكين.
كذلك نجد أن هناك العديد من الدول التي تعتبر روادًا في إنتاج منتجات الألبان عالميًا. تتأثر قائمة هذه الدول الرائدة بعوامل مثل حجم السكان والتقاليد الثقافية والتوافر المحلي للموارد الطبيعية. وفيما يلي بعض الدول التي تشتهر بإنتاج منتجات الألبان:
1. الهند:
تعتبر الهند أكبر منتج ومستهلك لمنتجات الألبان في العالم. تتمتع الهند بتاريخ طويل في تربية الأبقار والماعز، ويعتبر اللبن ومشتقاته جزءًا أساسيًا من نظام التغذية الهندي. كما أن الهند تعد أحد أكبر مصدري منتجات الألبان إلى الأسواق العالمية.
2. الولايات المتحدة الأمريكية:
تعتبر الولايات المتحدة أحد أكبر منتجي منتجات الألبان في العالم. تتميز الولايات المتحدة بوجود صناعة رائدة للألبان. حيث تشمل منتجاتها اللبن والجبن والزبدة والزبادي. وتعتبر الولايات المتحدة مصدرًا رئيسيًا للصادرات العالمية من منتجات الألبان.
3. الصين:
تعتبر الصين واحدة من أكبر منتجي ومستهلكي منتجات الألبان في العالم. وفي السنوات الأخيرة شهدت الصين زيادة في الاهتمام بمنتجات الألبان وزيادة الاستهلاك المحلي والصادرات.
4. روسيا:
تعتبر روسيا واحدة من أكبر الدول المنتجة لمنتجات الألبان في العالم. تشتهر روسيا بإنتاج اللبن والجبن والزبدة والزبادي. وتعد الألبان جزءًا أساسيًا من نظام التغذية الروسي التقليدي.
5. البرازيل:
تعتبر البرازيل أحد أكبر منتجي منتجات الألبان في أمريكا اللاتينية. تشتهر البرازيل بإنتاج اللبن والجبن والزبادي.
6. فرنسا:
كذلك تشتهر فرنسا بصناعة الألبان ذات الجودة العالية. حيث تشتهر فرنسا بإنتاج الجبن الشهير ومنتجات الألبان الفاخرة الأخرى، وتعتبر جبنة كاممبير وروكفور والبري بعض الأمثلة البارزة.
يؤخذ في الاعتبار أن هذه الدول ليست الوحيدة في إنتاج منتجات الألبان على مستوى العالم، وهناك العديد من الدول الأخرى التي تلعب دورًا مهمًا في هذا المجال، مثل ألمانيا ونيوزيلندا وهولندا وأستراليا وبلجيكا وإيطاليا والدنمارك واليابان وغيرها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة العدید من الدول
إقرأ أيضاً:
WP: البابا فرنسيس كان عالميا في عصر القوميين المتشددين الجامدين
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحفي إيشان ثارور قال فيه إن البابا فرنسيس كان يعتبر نفسه "عالميا"، ولكن ليس بالمعنى الذي يقصده من ينتقدون "العولمة". حيث يُستخدَم مصطلح "العالمي" غالبا بصيغة الازدراء.
ولسنوات، ألقى القوميون اليمينيون في الغرب، على وجه الخصوص، مسؤولية إخفاقات مجتمعاتهم ومشاكلها على عاتق دعاة "العولمة"، مقدمين صورة كاريكاتورية للنخب الثرية المسافرة ببذخ، والتي تسعى وراء رأس المال متعدد الجنسيات والمخططات الكوزموبوليتانية على حساب مواطنيها.
وتشكل الرسالة المناهضة للعولمة جوهر الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب: فهي تُلقي بظلالها على تحركات الإدارة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين والطلاب الأجانب، وتؤجج حماس رؤية ترامب الحمائية في محاولته إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي من خلال فرض تعرفات جمركية شاملة.
كما شكل ازدراء أجندة "العولمة" انتقادات اليمين للبابا فرنسيس، رجل الدين اليسوعي الأرجنتيني الذي توفي، الاثنين بعد إصابته بسكتة دماغية وفشل في عمل القلب. وقد دفع دعمه لحقوق المهاجرين، ونشاطه في مجال تغير المناخ، وقبوله المشروط للمثلية الجنسية، اليمينيين الأمريكيين إلى تصويره على أنه بابا "الصحوة"، متعاطف مع "لاهوت التحرير" في الأمريكتين الذي ينتقده تقليديو الفاتيكان والمحافظون الغربيون.
وقد نصح ستيفن بانون، مستشار ترامب السابق، نظراءه اليمينيين المتطرفين في أوروبا ذات مرة بأن ينظروا إلى البابا على أنه "عدو".
وقد أصر معهد ليبانتو، وهو مركز أبحاث كاثوليكي متشدد ثار ضد بابوية فرنسيس، مرارا وتكرارا على أن البابا يقوم بعمل "شيوعي".
أثار قرار البابا عام 2021 بالاعتذار عن الفظائع التي ارتكبها الغزاة الإسبان باسم الكنيسة الكاثوليكية في العالم الجديد في القرن السادس عشر، غضبا في إسبانيا، حيث سخر متحدث باسم حزب "فوكس" اليميني المتطرف قائلا: "لا أفهم كيف يمكن لبابا يحمل الجنسية الأرجنتينية أن يعتذر نيابة عن الآخرين".
ولم يسلم فرنسيس من غضب زملائه الأرجنتينيين أيضا، حيث صرح الرئيس الأرجنتيني المتشدد خافيير ميلي في مقابلة قبل توليه منصبه بأن البابا "ممثل لليسار الشرير". مع أنه أصبح أكثر تصالحا، وتجاهل اختلافاتهم "البسيطة" في بيان حزن فيه على وفاة فرنسيس.
ومن المفارقات الطفيفة أن أحد آخر الاجتماعات الرئيسية للبابا فرنسيس كان مع نائب الرئيس جيه دي فانس، وهو متحول إلى الكاثوليكية، ويصور نفسه منذ ذلك الحين على أنه قومي "ما بعد ليبرالي"، في إشارة إلى تقليد معين من التفكير الكاثوليكي الرجعي.
وفي الأسابيع الأولى من رئاسة ترامب، حاول فانس صياغة نزعته القومية في إطار المصطلحات الكاثوليكية في العصور الوسطى، مستشهدا بمفهوم "ordo amoris" أو "نظام الحب" أو "الإحسان"، الذي يوحي بأن المرء لديه التزام أكبر تجاه أولئك الأقرب إليك من الأبعد.
حتى أيامه الأخيرة، لم يكن لدى فرنسيس وقت لمثل هذه الحجج. كتب في رسالة حديثة إلى أساقفة الولايات المتحدة: "إن عملية ترحيل الأشخاص الذين غادروا أراضيهم في كثير من الحالات لأسباب تتعلق بالفقر المدقع أو انعدام الأمن أو الاستغلال أو الاضطهاد أو التدهور الخطير للبيئة، تضر بكرامة العديد من الرجال والنساء وأسر بأكملها، وتضعهم في حالة من الضعف والعجز بشكل خاص".
في ولاية ترامب الأولى، أشار فرنسيس إلى أن بناء البيت الأبيض للجدران الحدودية وفصل الآباء طالبي اللجوء عن أطفالهم يجعل الرئيس "غير مسيحي".
وفي خطابه بمناسبة عيد الفصح، الذي ألقاه نائب عنه نهاية هذا الأسبوع، ندد البابا بالكراهية السائدة في أي عصر يزداد تطرفا. وجاء في النص: "كم يثار الازدراء أحيانا تجاه الضعفاء والمهمشين والمهاجرين. أدعو جميع من يشغلون مناصب المسؤولية السياسية في عالمنا ألا يستسلموا لمنطق الخوف".
وقد أمضى البابا فرنسيس سنوات يحاول بإصرار مواجهة هذا الخوف من الغريب. وغسل أقدام المهاجرين العرب طالبي اللجوء في أوروبا، وتوسل أن يسامحه مسلمي الروهينجا في حفل عام بعد أن اتهمه منتقدوه بالتقصير في دعم محنتهم خلال زيارة له إلى ميانمار عام 2017، حيث تعامل سلطاتها الأقلية المضطهدة كدخلاء عديمي الجنسية.
وخالف السابقة البابوية ليجادل في عام 2023 ضد القوانين العلمانية المناهضة للمثليين، قائلا: "إن المثلية الجنسية ليست جريمة".
وقال ماركو بوليتي، كاتب سيرة البابا والمتابع لشؤون للفاتيكان منذ زمن طويل، لصحيفة "واشنطن بوست": "كانت صورته صورة السامري الصالح، ومن خلاله، كانت الصورة التي رسمها للكنيسة هي صورة السامري الصالح".
وكان فرنسيس يرى نفسه "عالميا"، ولكن ليس بالمعنى الذي يقصده من ينتقدون "العولمة". في خطاب ألقاه العام الماضي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، معقل العولمة، قال فيه إن "عملية العولمة" كشفت عن "الترابط بين دول العالم وشعوبه"، وبالتالي حملت "بعدا أخلاقيا جوهريا". ودعا الدول والشركات إلى تعزيز "نماذج عولمة بعيدة النظر وسليمة أخلاقيا" وتوجيه "السعي وراء السلطة والمكاسب الفردية" لتحقيق مصلحة عامة أكبر.
وفي عام 2018 حث على "عولمة التضامن"، داعيا إلى دعم الفقراء والعالقين في مناطق الحروب أو الغارقين في الكوارث الإنسانية.
ويعلق ثارور أن هذه المناشدات غالبا ما تهمل، وتبدو متناقضة تماما مع النظرة العالمية للبيت الأبيض، حيث استند ترامب إلى المصلحة الوطنية الضيقة لتبرير تقليص المساعدات الإنسانية الأمريكية لبقية العالم وتقليص اللوائح والتعهدات البيئية.
في عام 2017، أهدى فرنسيس ترامب نسخة من رسالته البابوية المكونة من 192 صفحة حول البيئة، والتي أشارت إلى الإجماع العلمي القوي حول تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، ودعا إلى اتخاذ إجراءات جذرية للحد من الانبعاثات الكربونية.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي، الذي لا يعرف عنه حب القراءة، لم يأخذ الرسالة على محمل الجد، حيث خرجت الولايات المتحدة لاحقا من اتفاقية باريس للمناخ.
وانتخب فرنسيس من قبل مجمع في عام 2013، بعد أن خرج العالم من الأزمة المالية العالمية. لكن السنوات التي تلت ذلك شهدت موجات من الأزمات وعدم الاستقرار.
فشلت الدبلوماسية الدولية في وقف الحروب البشعة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في أوكرانيا وغزة، حيث دعا فرنسيس منذ فترة طويلة إلى وقف إطلاق نار دائم. وهز وباء كورونا العالم.
وفي الديمقراطيات الغربية، اتسعت فجوة التفاوت الاقتصادي واستمرت المؤسسة الليبرالية في الانهيار، وبرزت الشعبوية اليمينية الغاضبة إلى الواجهة.
ليس من الواضح أي كاردينال سيخلف فرنسيس، ولكن هناك احتمال بأن تسفر ردة فعل عنيفة من المحافظين المتشددين عن خليفة أكثر عقائدية. ستكون شخصيةٌ كهذه أقل عدائية مع ترامب وفانس، لكنها ستذكر الآخرين بالخسارة التي حصلت برحيل هذا البابا.
قالت بريجيت ثالهامر، الراهبة النمساوية التي كانت تقف بجانب نافورة في ساحة القديس بطرس بعد ظهر الاثنين، لصحيفة "واشنطن بوست": "كان لا يزال صوتا، صوتا أخلاقيا، أخلاقيا بمعنى أنه دافع عن السلام والعدالة وكرامة الناس. ويراودني السؤال: من يُمكن أن يكون هذا الصوت الآن؟".