الأب بدر: مسيحيو غزة يعلموننا كيف يجب أن يكون عيد الميلاد عميقًا في القلوب
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
على الرغم من زمن عيد الميلاد، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المستمرّ في كافة مناطق قطاع غزة، في الوقت الذي فيه يشجب رجال دين مسيحيون استمرار هذه الهجمات على السكان المدنيين، ولم يسلم منها المجتمع المسيحي المتضائل في القطاع.
وقال الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، "كان عيد الميلاد هذا العام حزينًا، ونحن نرى مسيحيي غزة يحتفلون به محاصرين داخل كنيسة العائلة المقدّسة"، الكنيسة الكاثوليكيّة الوحيدة في القطاع.
ومع ذلك، "يوجد داخل الكنيسة العديد من المرضى الذين لا يجدوا أية خدمات طبيّة أو معونة"، في إشارة إلى 700 شخص يحتمون داخل الكنيسة منذ اندلاع الحرب. ويضيف الأب بدر: "يحمل الأب يوسف أسعد، نائب كاهن الرعيّة، المناولة المقدسة للجميع بعد القداس اليومي، خاصة للمصابين الذين لا يستطيعون السير".
ويوضّح الأب بدر "هذه رسالة عظيمة لهذا الكاهن في هذا الوقت العصيب. إنّه يقوم بإرشاد الناس وتشجيعهم روحيًّا ورعويًا. ونحن نبقى على تواصل معهم، نواسيهم، ونعلمهم أنّنا ما زلنا نأمل أن تتوقف الحرب وتعود الحياة إلى طبيعتها"، لافتًا إلى أنّه "ستكون هناك حاجة إلى الكثير من الجهود لإعادة إعمار غزة. لكنهم اليوم، يطلبون الدعم والخلاص من الرّب".
قُتلت امرأتان مسيحيتان، ناهدة خليل أنطون وابنتها سمر كمال أنطون، في 16 ديسمبر، خلال تواجدهما داخل مجمّع دير العائلة المقدّسة. وقال الأب بدر: "الناس خائفون بعد هذا الحدث الأليم. إنهم ينامون داخل الكنيسة، وليس في مرافقها أو في مبنى المدرسة القريبة منها".
أضاف: "وعلى الرغم من الألم والمعاناة بسقوط العديد من الشهداء والجرحى، فقد زار وفد من كنيسة العائلة المقدّسة، يوم عيد الميلاد، كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، الكائنة في مدينة غزة أيضًا. قد أظهرت هذه الفتة أنه يمكننا أن نكون معًا في وحدة، وأن إيماننا يمكن أن يكون عظيمًا وسط الصعاب".
تقول السيّدة سهير انسطاس، التي كانت مقيمة وابنتها في كنيسة العائلة المقدّسة لمدّة 42 يومًا تحت القصف، للموقع الكاثوليكيّ الإلكتروني: "كانت الأوضاع مخيفة جدًا. لقد مررنا بحروب عديدة في غزة، لكن ما يحدث الآن هو الأكثر رعبًا. أنت لا تعلم إن كان لديك يوم آخر أم لا".
وانسطاس، الأردنيّة الفلسطينيّة، حاصلة على الجنسيّة الكنديّة وهو ما مكّنها من مغادرة القطاع، هي وابنتها، في 14 تشرين الثاني الفائت. تقول: "حتى موعد مغادرتي من القطاع، كان لدينا في الكنيسة ما يكفي من الماء والغذاء لمواصلة العيش حتّى موعد الهدنة الإنسانيّة الأخيرة. أمّا اليوم، وعندما أتصل بأصدقائي داخل الكنيسة أجد بأنّ الأمور هناك سيئة جدًا".
تضيف: "لا يبدو أن المأساة قد انتهت. لقد كان الأمر متعبًا للغاية عندما كنّا هناك. والآن أصبح الخوف والتعب الذين يشعرون به الناس ثلاثة أضعاف". وتتابع: "تعتقد بأنك ستشعر بخير عندما تغادر، لكنك تشعر بالذنب عندما تترك الجميع خلفك".
وأعرب الملك عبدالله الثاني عن أسفه لغياب مظاهر الفرح والسلام في المنطقة، في عيد الميلاد لهذا العام.
وقام الأردن بإنزال مواد غذائيّة ومساعدات إنسانيّة، عبر الجو، إلى الأشخاص الذين يقطعت بهم السبل في كنيسة القديس برفيريوس، والتي تعد أقدم كنيسة في القطاع، عشية عيد الميلاد. وخلال الهدنة الإنسانيّة، قدّمت الهيئة الخيريّة الهاشمية طرود إغاثية للذين لجأوا إلى رعيّة العائلة المقدّسة.
يقول الأب بدر: "أعتقد أنّ الجيش الأردني كان بمثابة بابا نويل لنا هذا العام، حيث قدّم هذه الهدايا إلى المحتاجين عشية عيد الميلاد".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: داخل الکنیسة عید المیلاد
إقرأ أيضاً:
كيف طوّر العلماء رقعة يمكنها إصلاح القلوب المتضررة؟
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلة العلوم، نيقولا ديفيس، قالت فيه إن "الباحثين توصلوا إلى طريقة لإصلاح القلوب المريضة لمساعدتها على العمل فيما تم الترحيب به باعتباره تطورا رائدا للأشخاص الذين يعانون من قصور القلب المتقدم".
وبحسب دراسة حديثة، فإن قصور القلب يؤثّر على أكثر من 64 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مع أسباب تشمل النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي.
وبخصوص عملية زراعة القلب، هناك نقص في الأعضاء المتاحة، في حين أن مضخات القلب الاصطناعية باهظة الثمن وتأتي بمعدل مرتفع من المضاعفات. غير أن العلماء الآن باتوا يعتقدون أنهم قد حقّقوا اختراقا من خلال إنشاء رُقع قابلة للزرع تتكون من عضلات القلب النابضة التي يمكن أن تساعد العضو على الانقباض.
وقال المؤلف المشارك في العمل من المركز الطبي الجامعي في غوتنغن في ألمانيا، إنغو كوتشيكا،: "لدينا الآن، لأول مرة، عملية زرع بيولوجية مزروعة في المختبر، ولديها القدرة على تثبيت وتقوية عضلة القلب".
وأوضح: "تصنع الرقع من خلايا مأخوذة من الدم و"مُعاد برمجتها" للعمل كخلايا جذعية، والتي يمكن أن تتطور إلى أي نوع من الخلايا في الجسم"، مردفا: "في حالة الرقع، يتم تحويل هذه الخلايا إلى خلايا عضلة القلب والنسيج الضام. يتم تضمينها في هلام الكولاجين وتنميتها في قالب مصنوع خصيصا قبل ربط الرقع السداسية الناتجة، في صفوف، بغشاء. بالنسبة للبشر، يبلغ حجم هذا الغشاء حوالي 5 سم × 10 سم".
من جهته، قال مؤلف آخر للعمل من المركز الطبي الجامعي في غوتنغن، ولفرام هوبرتوس زيمرمان، إنّ: "العضلة في الرقع لها خصائص قلب طفل يبلغ عمره من أربع إلى ثماني سنوات فقط"، مضيفا: "نحن نزرع عضلات شابة في مرضى يعانون من قصور القلب".
ويقول الفريق إن هذه الرقع تمثل تطورا مهما لأن حقن خلايا عضلة القلب مباشرة في القلب قد يؤدي إلى نمو الأورام أو يؤدي إلى تطور ضربات قلب غير منتظمة - وهو ما قد يكون مميتا.
ومع ذلك، تسمح الرقع بإدخال المزيد من خلايا عضلة القلب مع احتباس أعلى، ويبدو أنه لا يوجد خطر من مثل هذه الآثار غير المرغوب فيها.
وفي مقال كتبه زيمرمان وزملاؤه في مجلة Nature، أفادوا كيف أنهم اختبروا الرقع في قرود المكاك الريسوسية الصحية، ولم يجدوا أي دليل على ضربات قلب غير منتظمة، أو تكوين ورم، أو وفيات أو أمراض مرتبطة بالرقع.
وعندما درس الفريق قلوب الحيوانات لمدة تصل إلى ستة أشهر بعد زرع الرقع، وجدوا سماكة في جدار القلب - مع اعتماد المدى على عدد الرقع المستخدمة. كما اختبر الفريق نفسه، الرقع في قرود تعاني من مرض يشبه قصور القلب المزمن. وفي هذه الحالة وجد الفريق علامات على تحسن وظيفة القلب، مثل قدرة أكبر لجدار القلب على الانقباض.
بعد ذلك، طبق الباحثون هذا النهج على امرأة تبلغ من العمر 46 عاما تعاني من قصور القلب المتقدم. في هذه الحالة، تم صنع الرقع من خلايا بشرية مأخوذة من متبرع، وتم خياطتها على قلب المريض النابض بجراحة طفيفة التوغل.
بعد ثلاثة أشهر، خضعت المريضة -التي ظلت حالتها مستقرة- لعملية زرع قلب، مما سمح للفريق بتحليل القلب الذي تم استئصاله. ووجد الباحثون أن الرقع نجت وتطور إمداد الدم.
في حين أن استخدام الخلايا من المتبرعين يعني أن تثبيط المناعة مطلوب، يقول الباحثون إنه: "سيكون مكلفا للغاية ويستغرق الكثير من الوقت لإنشاء رقع من خلايا مريض في حاجة ماسة، ومع توفير خلايا من المتبرعين أيضا فرصة إنتاج رقع "جاهزة" واختبار السلامة بشكل أفضل".
إلى ذلك، أبرز الفريق أن الأمر يستغرق من ثلاثة إلى ستة أشهر لرؤية التأثيرات العلاجية للرقع، مما يعني أنها لن تكون مناسبة لجميع المرضى. ومع ذلك، تلقى 15 مريضا بالفعل الرقع.
قال كوتشكا: "نأمل أن تثبت تجربتنا السريرية الجارية ما إذا كانت رقع عضلات القلب المصممة هندسيا هذه ستحسن وظيفة القلب لدى مرضانا". فيما قال زيمرمان إن الهدف ليس بالضرورة استبدال عمليات زرع القلب.
وتابع: "إنها تقدم علاجا جديدا للمرضى الذين يتلقون حاليا رعاية تلطيفية والذين تبلغ نسبة الوفيات لديهم 50% في غضون 12 شهرا".
بدورها، وصفت البروفيسور شون هاردينغ من إمبريال كوليدج لندن، البحث، بأنه "دراسة رائدة"، لكنها قالت إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل، ليس أقلها أن خلايا عضلة القلب في الرقعة لم تنضج تماما وكان إنشاء تدفق الدم بطيئا.
كما رحبت البروفيسور إيبسيتا روي من جامعة شيفيلد بهذا العمل، مشيرة إلى أن الجراحة المعنية ستكون أقل تدخلا من عملية زرع القلب. وقالت "إنه عمل ممتاز. أنا معجبة حقا. المفهوم واضح تماما، يمكنك إصلاح القلب أينما تعرض للتلف".