البحرين وحرب غزة.. حين يصطدم الموقف الرسمي بالرأي العام
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
وضعت الحرب الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في السنوات الأخيرة في موقف صعب، بحسب نزيهة سعيد في مقال بموقع "أمواج. ميديا" (Amwaj.media).
نزيهة أضافت، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "هذا الموقف يشمل البحرين، التي وقَّعت اتفاقيات إبراهيم (لتطبيع العلاقات) مع تل أبيب (بوساطة أمريكية) في عام 2020".
وتابعت: "وفي خضم استهداف جماعة الحوثي اليمنية لسفن الشحن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر (تضامنا مع غزة)، أصبحت المنامة في وضع أكثر تعقيدا؛ فعندما أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف بحري لمواجهة ضربات الحوثيين، كانت المنامة العاصمة العربية الوحيدة التي انضمت رسميا للتحالف".
و"بعد وقت قصير من نشر اعتراضات على قرار البحرين (تستضيف الأسطول الأمريكي في الشرق الأوسط) الانضمام إلى عملية "حارس الازدهار" (قوة العمل البحري)، اعتقلت السلطات المعارض إبراهيم شريف، واحتجزيته لمدة أسبوع على ذمة التحقيق بتهمة نشر أخبار كاذبة"، كما أضافت نزيهة.
وشددت على أن "المعارضة ضد التطبيع أصبحت أكثر وضوحا في البحرين منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (الماضي)، وطالب المنتقدون بإلغاء اتفاقية التطبيع وطرد السفير الإسرائيلي في المنامة".
وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في ذلك اليوم هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
اقرأ أيضاً
يضم 10 دول بينها البحرين.. واشنطن تعلن تشكيل تحالف دولي لمواجهة الحوثيين
دعم جرائم الصهيونية
الناشط البحريني محمد عبد الله اعتبر، في حديث لـ"أمواج. ميديا"، أن انضمام بلاده (تحكمها أسرة آل خليفة) إلى التحالف البحري يهدف إلى "دعم الجرائم الصهيونية ضد المقاومة (الفلسطينية)؛ بحجة تأمين الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
وردت المنامة على حرب غزة بحث "جميع الأطراف على ممارسة الهدوء وضبط النفس ووقف التصعيد على الفور"، محذرة من أن إراقة الدماء "ستكون لها انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة برمتها".
وأكد عبد الله أن "القضية الفلسطينية متجذرة في قلوب وهوية الشعب ولا يمكن نسيانها، خاصة وأن الكيان المحتل مستمر في جرائمه"، مشددا على أن "رفض التطبيع مع إسرائيل أصبح الأمر الأكثر إجماعا عليه في البحرين".
وفي نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت البحرين مغادرة السفير الإسرائيلي المملكة وسحب السفير البحريني من تل أبيب، بينما وصفت إسرائيل العلاقات الثنائية بأنها "مستقرة".
وبعد حظر المظاهرات لمدة تسع سنوات تقريبا، سمحت الحكومة البحرينية مؤخرا بالتجمعات الاحتجاجية. وقال عبد الله إن البحرينيين خلال الأشهر الثلاثة الماضية "يحتجون بشكل أسبوعي دون انقطاع".
اقرأ أيضاً
اعتقالات في البحرين والسعودية والإمارات بسبب دعم غزة.. ماذا حدث؟
رفض شعبي كامل
وقال الناشط الحقوقي البحريني عبد النبي العكري إن تطبيع العلاقات "يتم بين دولتين (..) في حين أن الأمة العربية بأكملها، بما فيها البحريني، في صراع مع هذا العدو الإسرائيلي منذ 75 عاما".
وتابع أن إسرائيل "شنت حروبا متتالية ضد العرب حتى خارج فلسطين، وما زالت تفعل ذلك حتى اليوم.. ما يحدث هو تطبيع على المستوى الرسمي، وسط رفض شعبي كامل".
العكري شدد على أن شعب البحرين "تجاوز خلافاته السياسية والطائفية ووقف جنبا إلى جنب لدعم فلسطين بكل الوسائل الممكنة، سواء بالتظاهر أو التبرع والتطوع".
وحتى السبت قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة 21 ألفا و672 فلسطينيا، وأصاب 56 ألفا و165 بجروح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
فيما قالت عضو الجمعية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني ريم المعراج إن "الموقف الرسمي للمنامة لم يتغير بعد مرور ثلاثة أشهر على الصراع بين حماس وإسرائيل".
واعتبرت أن قرار الحكومة الانضمام إلى التحالف البحري، بقيادة الولايات المتحدة، "يهدف إلى تأمين مصالح الكيان الصهيوني جوا وبرا وبحرا".
وتستحوذ التجارة البحرية على 70% من واردات دولة الاحتلال، ويمر 98% من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط. وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6% في اقتصاد إسرائيل، بحسب وزارة المالية.
اقرأ أيضاً
اختراق مواقع وزارتين في البحرين.. والمهاجمون: ردا على تصريحات آل خليفة ضد طوفان الأقصى
ما يريده الشعب
عبد الله شدد على ضرورة مواصلة ممارسة الضغوط "بكل الوسائل المتاحة للتعبير عن رفضنا لما يتعرض له شعب فلسطين".
وتابع: "وسنواصل الضغط على الحكومة للتراجع عن التطبيع ووقف الانحياز والانخراط (في أي جهد) ضد القضية الفلسطينية وخدمة مصالح الكيان الصهيوني”.
وأكدت المعراج رفضها التطبيع مع إسرائيل، ودعت الحكومة البحرينية إلى "القيام بما يحثنا عليه ضميرنا وطبيعتنا الإنسانية، وهو الدفاع عن المظلومين وإدانة المحتل الظالم والقاتل".
فيما شدد عكري على أن "منح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الديمقراطية المستقلة يجب أن يكون أولوية، ولتحقيق هذه الأهداف يجب تنفيذ القرارات الدولية".
ومضى قائلا: "على جميع الدول العربية، بما فيها البحرين، قطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني وإعادة تفعيل المقاطعة وكافة وسائل الضغط ضد مَن يدعمون النظام الصهيوني، بما في ذلك الولايات المتحدة".
ومن أصل 22 دولة عربية تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تواصل منذ عقود احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان.
اقرأ أيضاً
وصفها بالبربرية.. ولي عهد البحرين يدين عملية طوفان الأقصى
المصدر | نزيهة سعيد/ أمواج. ميديا- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مع إسرائیل فی البحرین اقرأ أیضا عبد الله على أن
إقرأ أيضاً:
البحرين تستضيف «الألعاب العربية 2031»
عمان (أ ف ب)
أخبار ذات صلة منتخب السلة يواجه لبنان في تصفيات كأس آسيا رئيس الدولة وملك الأردن: تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة ولبنانتستضيف البحرين دورة الألعاب العربية 2031 بنسختها السابعة عشرة، للمرة الأولى في تاريخها، فيما تحتضن الأردن، للمرة الثانية في تاريخها، بعد عام 1999، النسخة التي تليها عام 2035، وفقاً لقرار الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية العربية الذي عقد في العاصمة الأردنية عمّان برئاسة الأمير السعودي عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس الاتحاد.
واعتمدت الجمعية العمومية التقرير الختامي للنسخة الأخيرة من الدورة التي أقيمت في الجزائر صيف العام الماضي.
قال الفيصل في خلال الجمعية العمومية إن «اتحاد اللجان الأولمبية العربية تقدم خطوات كبيرة نحو صناعة المستقبل الرياضي العربي، حيث كانت آخر هذه الإنجازات التي تحققت فوز الدول العربية بـ17 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024».
وكانت قطر استضافت آخر نسخة من الدورة العربية أواخر العام 2011، قبل أن يغيب التجمع الرياضي العربي الذي انطلق من مدينة الإسكندرية في مصر عام 1953.
واعتذر لبنان عن استضافة النسخة الثالثة عشرة عام 2015 بناء على طلبه لأسباب أمنية قبل أن تنقل إلى المملكة المغربية التي اعتذرت بدورها.
كما كان مقرراً أن تقام نسخة العام 2019، التي احتضنتها الجزائر، في العراق، لكنها تأجلت عدة مرات قبل أن يستقر الاتحاد على إقامتها في الجزائر صيف 2023.
وتتفوق مصر بعدد الاستضافات للتجمع الرياضي العربي بثلاث مرات كان آخرها عام 2007، كما دانت السيطرة للرياضيين المصريين في تبوء صدارة ترتيب الميداليات في معظم الدورات.