مركز دراسات: إيران وفَّرت الذرائع لحضور غربي وإسرائيلي كثيف بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
يمن مونيتور/ خاص
قال مركز دراسات يمني، السبت، إن أطماع إيران وسلوك الحوثيين غير المسئولة وفَّرت الذرائع لحضور عسكري غربي كثيف بالبحر الأحمر، ليكون مظلَّة للوجود الإسرائيلي، وهو ما يهدِّد أمن مصر والمصالح العربية بالمنطقة.
وأوضح مركز المخا للدراسات، في دراسة بحثية جديدة، أن القوى الغربية تمكَّنت مِن تثبيت وجودها العسكري الكثيف في جنوب البحر الأحمر، وخليج عدن، على حساب الدول العربية المشاطئة، وخاصَّة مصر والسعودية والسودان واليمن.
كما أنَّ الوجود العسكري الغربي، وفق الدراسة، غالبًا ما يكون مظلَّة للوجود العسكري الإسرائيلي على نحو ما ذكرنا. ومِن المرجَّح وفق نتائج الدراسة، أن تساند القوَّات الغربية “إسرائيل” في مواجهة الدول العربية في أيِّ حرب قادمة.
وأكدت الدراسة، أن الحرب الإسرائيلية على غزة، وفَّرت للحوثيين فرصة لتوظيف ما بحوزتهم مِن صواريخ وطائرات مسيَّرة لتحقيق أهداف دعائية، في إطار الدور المرسوم لهم فيما يُعرف بـ”محور المقاومة” الذي تقوده إيران.
وقالت إن، سنوات الحرب الثمان السابقة، ساهمت بشكل أو بآخر، في تطوِّر القدرات العسكرية للحوثيين، خاصَّة فيما يتِّصل بالصواريخ والطائرات المسيَّرة، مِن خلال الدعم الإيراني. وقد جرى استخدام تلك القدرات في الهجوم على مصالح إستراتيجية سعودية وإماراتية خلال السنوات الأخيرة مِن الحرب”.
وحول التزام السعودية وبقية الدول العربية الصمت حيال الانضمام للتحالف الأمريكي متعدد الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر، وذلك بعد سلسلة مِن الهجمات التي شنَّها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر، رجحت الدراسة هذا الأمر لعدة احتمالات أبرزها عدم رغبه هذه الدول في عسكرة البحر الأحمر، وهو ما قد يحقق مصالح أمريكا و”إسرائيل” في هذا الشأن.
وبينت أَن الدول العربية لاحظت أنَّ ما يحرِّك الولايات المتحدة تجاه الحوثيين هي مصالحها فقط، دون النظر إلى مصالح حلفائها؛ فقد مارست الكثير مِن الضغوط لمنع الجيش اليمني التابع للسلطة الشرعية مِن السيطرة على ميناء الحديدة في عام 2017م، وضغطت على دولتي التحالف والسلطة الشرعية للقبول بـ”اتِّفاق استكهولم”، ووضعت خطوطًا حمراء على وصول الجيش الوطني إلى العاصمة صنعاء بحسب رئيس مجلس النوَّاب اليمني .
ورجحت الدراية، إلى حرص الدول العربية على عدم الاصطدام مع إيران وأذرعها في المنطقة، وهو ما سيخدم إسرائيل في عدوانها على قطاع غزَّة، بالإضافة إلى وجود رغبة السعودية في عدم إفشال جهودها في الدفع بالأطراف اليمينة للتوقيع على اتِّفاق هدنة موسَّعة، اتِّساقًا مع توجُّهاتها في التفرُّغ لتطوير قدراتها الاقتصادية ومكانتها الدولية.
وبالنسبة لإيران، فقد وفق الدراسة، تبنَّت خطابًا ينطوي على الكثير مِن الشطط؛ فقد حذَّر وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، الولايات المتَّحدة مِن أنَّها ستواجه مشاكل استثنائية إذا أرادت تشكيل قوَّة دولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وأكَّد أنَّه لا يمكن لأحد التحرُّك في منطقة اليد العليا فيها لإيران . ولا يُعرف على وجه الدقَّة على ماذا تعوِّل إيران لإفشال تشكيل تلك القوَّة.
وأشارت الدراية، إلى أن السياسة الأمريكية عملت على تحقيق هدفها الرئيس من هذا التحرك، في منع توسُّع الصراع في البحر الأحمر مِن خلال، الضغط على إسرائيل لمنعها مِن الردِّ العسكري على الحوثيين، والتقليل مِن خطر الهجمات التي قام بها الحوثيُّون وخاصَّة في بداية الأمر، وتشكيل تحالف متعدِّد الأطراف، ومحاولة منحه غطاء دوليًّا، وتصوير تلك الهجمات على أنَّها استهداف للملاحة الدولية، وهي لذلك تطلب ردًّا جماعيًّا (وليس أمريكيًّا فقط)، توجيه الضغوط نحو إيران في محاولة لتوظيف نفوذها لإيقاف تلك الهجمات.
وحول التداعيات التي ستترتَّب على هذا التحرك الأمريكي في البحر الأحمر، أوضحت الدراسة، أن لدى الدول الغربية في رغبة في فرض حضورها العسكري في منطقة البحر الأحمر، نظرًا لأهميَّتها في التجارة والطاقة والاقتصاد العالمي. وقد كانت تترجم ذلك عمليًّا في كلِّ منعطف يسمح لها بذلك. وتتابعت مراحل عسكرة منطقة البحر الأحمر.
الدراسة، أشارت إلى أن أطماع إيران وسلوك الأطراف المحلِّية غير المسئولة وفَّرت الذرائع لحضور عسكري غربي كثيف، وهذا الحضور غالبًا ما سيكون مظلَّة للوجود الإسرائيلي، وهو ما يهدِّد أمن مصر والمصالح العربية. ويرجَّح أن تثبت قوَّة “حماة الازدهار” الوجود الإسرائيلي بشكل أو بآخر بالقرب مِن باب المندب.
وأوضحت الدراسة، أن القوى الغربية تمكَّنت مِن تثبيت وجودها العسكري الكثيف في جنوب البحر الأحمر، وخليج عدن، على حساب الدول العربية المشاطئة، وخاصَّة مصر والسعودية والسودان واليمن. وقد أخلَّ هذا الحضور الكثيف بالتوازن العسكري في هذه المنطقة على حساب الدول العربية.
وحذرت الدراسة، من أن الوجود العسكري الغربي بالبحر الأحمر غالبًا ما يكون مظلَّة للوجود العسكري الإسرائيلي. ومِن المرجَّح وفق نتائج الدراسة، أن تساند القوَّات الغربية “إسرائيل” في مواجهة الدول العربية في أيِّ حرب قادمة.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إيران البحر الأحمر الحرب الحوثيون مركز دراسات فی البحر الأحمر ة للوجود وهو ما
إقرأ أيضاً:
FT: خطة ترامب في غزة تبدد آمال حركة الشحن في البحر الأحمر
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" تقريرًا يناقش تأثير مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة على حركة الشحن في البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن اقتراح ترامب بالسيطرة على غزة بدد الآمال في عودة الممر الملاحي في البحر الأحمر بعد أكثر من سنة من التعطيل، وفقًا لمسؤولين تنفيذيين في مجال الشحن البحري.
وقد أثار إعلان ترامب الصادم مخاوف من أن تجدد جماعة الحوثيين اليمنية المسلحة تهديدها ضد السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر، بعد أن أعلنت الشهر الماضي أنها ستتوقف عن استهداف معظم السفن بعد وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة نوردن لشحن السلع، يان ريندبو، إن خطة ترامب "يمكن أن تطيل أمد مشكلة البحر الأحمر"، وأضاف أن هذا الإعلان زاد من "خطر أن الحوثيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي".
وأشارت الصحيفة إلى أن اقتراح ترامب بشأن غزة أدى إلى تفاقم حالة عدم اليقين بالنسبة للتجارة وصناعة الشحن، ففي الأيام الأولى من توليه منصبه، أشعلت تهديدات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية على العديد من الشركاء التجاريين المخاوف من نشوب حروب تجارية وتراجع اقتصادي عالمي قد يؤثر على أرباح ملاك السفن.
وبعد إعلان الحوثيين في 19 كانون الثاني/يناير الماضي أنهم سيرفعون العقوبات المفروضة على السفن، باستثناء تلك المسجلة في الاحتلال الإسرائيلي أو المملوكة بالكامل لكيانات إسرائيلية، شهدت الشحنات التي تمر عبر اليمن زيادة طفيفة.
وارتفع عدد عمليات العبور عبر مضيق باب المندب الذي يدخل البحر الأحمر مرورًا باليمن بنسبة 4 بالمئة إلى 223 عملية عبور في الأسبوع الذي أعقب إعلان الحوثيين، وفقاً لما ذكرته لويدز ليست إنتليجنس، وقالت إن حوالي 25 سفينة من هذه السفن تجنبت المنطقة منذ سنة 2023 أو لم تبحر تاريخياً عبر المضيق.
ومن المقرر أن تنقل إحدى ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي غادرت عُمان مؤخرًا أول شحنة غاز طبيعي مسال غير روسية عبر البحر الأحمر منذ أكثر من سنة، وفقًا لشركة "آي سي آي إس" لبيانات السلع.
وتشير التقديرات إلى أن ناقلة الغاز الطبيعي المسال في صلالة تتجه إلى ميناء تركي مع توقعات بوصولها في 16 شباط/فبراير الجاري، مما يشير إلى أنها ستضطر إلى اتخاذ طريق البحر الأحمر للوصول في الوقت المحدد.
ونقلت الصحيفة عن عدد من المسؤولين التنفيذيين إن المزيد من مالكي السفن يستعدون الآن لتصعيد التوترات في الشرق الأوسط وتراجع الحوثيين عن وعدهم بالحد من الهجمات.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوتشي ماريتايم، لارس جنسن، التي تقدم خدمات استشارية لمالكي السفن والتجار، إن الآمال المبكرة بعودة المرور عبر البحر الأحمر قد تبددت. وأضاف جنسن إنه كان هناك بعض الأمل قبل أسبوع، لكن احتمالية العودة إلى البحر الأحمر تضاءلت الآن.
وقال ريندبو إن عمليات العبور يمكن أن تنتعش بعد حوالي شهرين من السلام في البحر الأحمر، لكن إعلان ترامب لم يساعد في غرس الثقة بأن هذه المنطقة مستقرة.
وأوضحت الصحيفة أن التجار كانوا يتوقون إلى عودة الأمور إلى طبيعتها بعد الاضطراب الذي أدى إلى زيادة أوقات الشحن والتكاليف بسبب اتخاذ السفن التي تسافر بين أوروبا وآسيا الطريق الأطول حول أفريقيا.
وتوقعت مجموعة "إيه بي مولر-ميرسك" الدنماركية لشحن الحاويات هذا الأسبوع أن التجارة عبر البحر الأحمر ستُفتح في أفضل الأحوال بحلول منتصف سنة 2025، وفي أسوأ الأحوال ستظل مقيدة حتى نهاية السنة.
وختمت الصحيفة بأن المجموعة ترى أن العودة إلى قناة السويس عملية معقدة للغاية، مما يحتم التأكد من أنها ليست عودة مؤقتة لبضعة أشهر فقط.