أمنيات مرجوة من سنة قادمة ملبدة بالغيوم
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تمر السنون على الأفراد والأمم؛ تاركةً بصماتها على الجميع. وعادةً ما تمتلىء النفوس أملًا أن يكون القادم أفضل، وهذا ما نتمناه جميعًا. لقد كانت وطأة عام 2023 ثقيلة وقاسية على منطقتنا العربية؛ وبخاصةٍ على أهلنا في غزة.. أحداثٌ جِسام جرت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) فمنذ ذلك اليوم شنت إسرائيل حربًا وحشية على أهل قطاع غزة بغية محو آثار الهزيمة الثقيلة التي مُنيت بها إسرائيل في ذلك اليوم من خلال «طوفان الأقصى» الذي سحق تلك الأسطورة الزائفة عن «الجيش الذي لا يقهر».
إن الضربة التي تلقاها الجيش الإسرائيلي على يد رجال المقاومة الفلسطينية خلال عملية «طوفان الأقصى» التي أربكت قادة الكيان الصهيوني، مما دفعهم إلى ارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية ضد المدنيين العُزل من النساء والأطفال والشيوخ؛ مجازر وحشية لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلًا؛ ولكن بسالة رجال المقاومة الفلسطينية، وصمود الشعب الفلسطيني في غزة؛ أفشل كل مخططات الكيان الصهيوني التي تمثلت في القضاء على حماس واسترجاع الأسرى الإسرائيليين وتفريغ قطاع غزة من سكانه، لم يتحقق أيًا من أهداف الحرب التي أعلنها القادة المتشددين في إسرائيل.
عام 2023 أوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وفي انتظار مولد عام جديد 2024، آملين أن نرى خلال العام الجديد انتصارًا حاسمًا للمقاومة الفلسطينية على الجيش الإسرائيلي المحتل. وهذا على الله ليس بعيدًا، وسوف يتحقق ذلك عبر صمود رجال المقاومة وتكبيدهم جيش العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. نتمنى أن نرى خلال عام 2024 قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأن يعم السلام ليس فقط في منطقتنا العربية، بل يعم كافة أرجاء الدنيا.
سنة 2024 أظنها حبلى بأحداث كثيرة، ذلك أن الوضع في غزة لم يُحسم بعد بشكل نهائي، ونوايا قادة الكيان الصهيوني غامضة، لكنها لا تضمر سوى الشر. ومهما يكن من شيء فإن ملامح منطقتنا العربية سوف يطرأ عليها تغيرات غير مسبوقة. إن ما يجري اليوم في غزة له ما بعده، أعني أن تداعيات تلك الأحداث لها توابع على كافة المجتمعات العربية – حكامًا ومحكومين – ذلك لأن الهزيمة التي قد تلحق بالكيان الإسرائيلي المحتل سوف ترسخ عقيدة لدى المواطن العربي أن المقاومة هى القلب النابض للأمة العربية، وأنها تمثل الإرادة الحقيقية لشعوب المنطقة. والهزيمة الكاملة التي قد تلحق بإسرائيل هى أمر وارد؛ لأنه لا يجوز لنا أن نستنتج من أن شيئًا لم ينجح حتى اليوم، لن ينجح أبدًا.
أما إذا انهزمت المقاومة الفلسطنية واندحرت – لا قدر الله – فسوف تكون هزيمة لكل العرب والمسلمين الذين لم يهبوا لنجدة النساء والأطفال الذين يستغيثون بحكام وشعوب المنطقة ويناشدونهم أن يهبوا لنجدتهم. ولا تلقى صرخاتهم صدى سوى تصريحات جوفاء لذر الرماد في العيون. إننا لا نبالغ إذا قلنا إن الهزيمة التي قد تلحق بغزة – لا قدر الله – ستكون هزيمة للإنسانية جمعاء.
«مازال الحبل على الجرار» كما يقول المثل الشائع؛ بمعنى أنه ما زالت رحى الحرب دائرة، ولهيب معاركها متأججة.
ختامًا نود تأكيد إننا من دعاة السلام، السلام العادل والدائم. يضع الفيلسوف الألماني كانط Kant (1724-1804) في القسم الأول من كتابه «مشروع للسلام الدائم» صياغته للمادة الأولى لتحقيق السلام الدائم بين الدول، فيقول في هذه المادة: «إن أية معاهدة من معاهدات السلام لا تُعَد معاهدة إذا انطوت نية عاقديها على أمر من شأنه إثارة الحرب من جديد» (كانط، مشروع للسلام الدائم، ترجمة عثمان أمين، ص 25.)
وعلى ضوء هذا المبدأ الكانطي الذي وضعه كانط نكتشف أن إسرائيل دولة قامت على الاغتصاب والعدوان، فهى لا تحترم معاهدات أو اتفاقيات، وللتدليل على صحة ما ذهبنا إليه من رأي علينا أن نسأل عن عدد الحروب التي خاضتها إسرائيل منذ قيامها عام 1948؛ خاضت حروبًا كثيرة؛ ومن ثم فهى كيان غاصب وعدواني.. ننتظر من السنة الجديدة 2024 أن تأتينا بخبر هزيمة إسرائيل واندحارها تحت وطأة ضربات رجال المقاومة الفلسطينية البواسل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رجال المقاومة فی غزة
إقرأ أيضاً:
رفضوا التهجير وأيدوا إعمار غزة.. اللجنة العربية الإسلامية والاتحاد الأوروبي: المؤتمر الدولي برئاسة السعودية وفرنسا ضروري لحل الأزمة الفلسطينية
البلاد – القاهرة
جددت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المعنية بغزة والاتحاد الأوروبي التزامهما بعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى تحت رعاية الأمم المتحدة في يونيو المقبل بمدينة نيويورك، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، بهدف دفع الجهود السياسية نحو تسوية شاملة للقضية الفلسطينية، وتحقيق حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأعربت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المعنية بغزة ومسؤولة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، خلال اجتماع مشترك في القاهرة أمس (الأحد)، عن قلقهم البالغ إزاء انهيار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما تبعه من تصعيد عسكري أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. ودعت الأطراف إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وإنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم، مع الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وأكد الاجتماع ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، ورفع جميع القيود المفروضة على الإمدادات الحيوية، بما في ذلك الكهرباء والمياه. كما شدد المشاركون على أهمية استعادة جميع الخدمات الأساسية بشكل فوري لضمان استقرار الأوضاع المعيشية في القطاع.
ورحب الاجتماع بخطة التعافي وإعادة الإعمار العربية التي طُرحت في قمة القاهرة واعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي، وحظيت بدعم المجلس الأوروبي. وأكدت الأطراف المشاركة أن هذه الخطة تضمن بقاء الفلسطينيين في أراضيهم، ورفضوا رفضاً قاطعاً أي عمليات ترحيل أو نقل قسري للسكان في غزة أو الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، محذرين من التداعيات الخطيرة لمثل هذه الممارسات.
وشدد المجتمعون على ضرورة توحيد غزة والضفة الغربية تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنحها جميع الصلاحيات لممارسة مهامها في القطاع بفعالية. كما جددوا التأكيد على أهمية احترام وحدة وسلامة الأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتبار ذلك عنصراً رئيسياً في تجسيد الدولة الفلسطينية على حدود 1967، بما يشمل القدس، وفقاً لحل الدولتين.
وأعرب الاجتماع عن القلق العميق إزاء استمرار التوغلات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، والأنشطة الاستيطانية غير القانونية، وهدم المنازل، وعنف المستوطنين، التي تقوض حقوق الفلسطينيين وتعرقل فرص تحقيق السلام. وأكدت اللجنة الوزارية والاتحاد الأوروبي ضرورة التزام إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بحماية المدنيين والامتثال للقانون الدولي الإنساني.
وأكد المشاركون التزامهم بالتسوية السياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية. كما شددوا على أهمية انعقاد المؤتمر الدولي في يونيو المقبل بنيويورك، برئاسة السعودية وفرنسا، لدفع الجهود الدبلوماسية وتوفير آليات عملية لتحقيق سلام عادل ودائم، يضمن التعايش السلمي بين جميع شعوب المنطقة.
وضم الاجتماع الذي استضافته وزارة الخارجية المصرية، الأحد، كايا كالاس الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، ومحمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، وهاكان فيدان وزير الخارجية التركي، وعبد اللطيف الزياني وزير الخارجية البحريني، وخليفة شاهين المرر وزير الدولة بالخارجية الإماراتية، وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية وحسين إبراهيم طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وممثلي دولتي إندونيسيا ونيجيريا.