البوابة نيوز:
2024-08-10@23:21:21 GMT

أمنيات مرجوة من سنة قادمة ملبدة بالغيوم

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

تمر السنون على الأفراد والأمم؛ تاركةً بصماتها على الجميع. وعادةً ما تمتلىء النفوس أملًا أن يكون القادم أفضل، وهذا ما نتمناه جميعًا. لقد كانت وطأة عام 2023 ثقيلة وقاسية على منطقتنا العربية؛ وبخاصةٍ على أهلنا في غزة.. أحداثٌ جِسام جرت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) فمنذ ذلك اليوم شنت إسرائيل حربًا وحشية على أهل قطاع غزة بغية محو آثار الهزيمة الثقيلة التي مُنيت بها إسرائيل في ذلك اليوم من خلال «طوفان الأقصى» الذي سحق تلك الأسطورة الزائفة عن «الجيش الذي لا يقهر».

 تلاشت هذه الأسطورة وانمحت على يد المقاتلين الفلسطينيين؛ واتضح مدى زيفها.

إن الضربة التي تلقاها الجيش الإسرائيلي على يد رجال المقاومة الفلسطينية خلال عملية  «طوفان الأقصى» التي أربكت قادة الكيان الصهيوني، مما دفعهم إلى ارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية ضد المدنيين العُزل من النساء والأطفال والشيوخ؛ مجازر وحشية لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلًا؛ ولكن بسالة رجال المقاومة الفلسطينية، وصمود الشعب الفلسطيني في غزة؛ أفشل كل مخططات الكيان الصهيوني التي تمثلت في القضاء على حماس واسترجاع الأسرى الإسرائيليين وتفريغ قطاع غزة من سكانه، لم يتحقق أيًا من أهداف الحرب التي أعلنها القادة المتشددين في إسرائيل. 

عام 2023 أوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وفي انتظار مولد عام جديد 2024، آملين أن نرى خلال العام الجديد انتصارًا حاسمًا للمقاومة الفلسطينية على الجيش الإسرائيلي المحتل. وهذا على الله ليس بعيدًا، وسوف يتحقق ذلك عبر صمود رجال المقاومة وتكبيدهم جيش العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. نتمنى أن نرى خلال عام 2024 قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأن يعم السلام ليس فقط في منطقتنا العربية، بل يعم كافة أرجاء الدنيا. 

سنة 2024 أظنها حبلى بأحداث كثيرة، ذلك أن الوضع في غزة لم يُحسم بعد بشكل نهائي، ونوايا قادة الكيان الصهيوني غامضة، لكنها لا تضمر سوى الشر. ومهما يكن من شيء فإن ملامح منطقتنا العربية سوف يطرأ عليها تغيرات غير مسبوقة. إن ما يجري اليوم في غزة له ما بعده، أعني أن تداعيات تلك الأحداث لها توابع على كافة المجتمعات العربية – حكامًا ومحكومين – ذلك لأن الهزيمة التي قد تلحق بالكيان الإسرائيلي المحتل سوف ترسخ عقيدة لدى المواطن العربي أن المقاومة هى القلب النابض للأمة العربية، وأنها تمثل الإرادة الحقيقية لشعوب المنطقة. والهزيمة الكاملة التي قد تلحق بإسرائيل هى أمر وارد؛ لأنه لا يجوز لنا أن نستنتج من أن شيئًا لم ينجح حتى اليوم، لن ينجح أبدًا.

أما إذا انهزمت المقاومة الفلسطنية واندحرت – لا قدر الله – فسوف تكون هزيمة لكل العرب والمسلمين الذين لم يهبوا لنجدة النساء والأطفال الذين يستغيثون بحكام وشعوب المنطقة ويناشدونهم أن يهبوا لنجدتهم. ولا تلقى صرخاتهم صدى سوى تصريحات جوفاء لذر الرماد في العيون. إننا لا نبالغ إذا قلنا إن الهزيمة التي قد تلحق بغزة – لا قدر الله – ستكون هزيمة للإنسانية جمعاء.
«مازال الحبل على الجرار» كما يقول المثل الشائع؛ بمعنى أنه ما زالت رحى الحرب دائرة، ولهيب معاركها متأججة. 

ختامًا نود تأكيد إننا من دعاة السلام، السلام العادل والدائم. يضع الفيلسوف الألماني كانط Kant (1724-1804) في القسم الأول من كتابه «مشروع للسلام الدائم» صياغته للمادة الأولى لتحقيق السلام الدائم بين الدول، فيقول في هذه المادة: «إن أية معاهدة من معاهدات السلام لا تُعَد معاهدة إذا انطوت نية عاقديها على أمر من شأنه إثارة الحرب من جديد» (كانط، مشروع للسلام الدائم، ترجمة عثمان أمين، ص 25.)

وعلى ضوء هذا المبدأ الكانطي الذي وضعه كانط نكتشف أن إسرائيل دولة قامت على الاغتصاب والعدوان، فهى لا تحترم معاهدات أو اتفاقيات، وللتدليل على صحة ما ذهبنا إليه من رأي علينا أن نسأل عن عدد الحروب التي خاضتها إسرائيل منذ قيامها عام 1948؛ خاضت حروبًا كثيرة؛ ومن ثم فهى كيان غاصب وعدواني.. ننتظر من السنة الجديدة 2024 أن تأتينا بخبر هزيمة إسرائيل واندحارها تحت وطأة ضربات رجال المقاومة الفلسطينية البواسل.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رجال المقاومة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أخطر رجل على إسرائيل

ما إن انجلى غبار الجريمة النّكراء في شمالي طهران، عن استشهاد القائد الوطني – الحمساوي الكبير، إسماعيل هنية "أبو العبد"، حتى اشتعلت العواصم ذات الصلة، في الإقليم والعالم، بالتكهنات والتنبّؤات حول مَن سيخلفه في قيادة الحركة التي تقود اليوم بكفاءة واقتدار، السياسة والميدان الفلسطينيين.

امتدت حبال الترجيحات لتطال معظم إن لم نقل جميع، من نعرف ومن لا نعرف، من أعضاء المكتب السياسي للحركة. حماس فاجأت الجميع، وأظهرت باختيارها قائدها في غزة، يحيى السنوار "أبو إبراهيم"، زعيمًا لها، أنها ما زالت قادرة على المفاجأة والإدهاش.

المفاجأة هنا، لا تتعلق بشخص السنوار وقدراته القيادية ودرجة استحقاقه أرفعَ موقع في الحركة، فسؤال الجدارة حُسم في "سيف القدس" و"السابع من أكتوبر/تشرين الأول" و"طوفان الأقصى"، وما سبقها ولحق بها من محطّات فارقة في غزة وفلسطين. فلا رجلَ ارتبطت باسمه شخصيًا جميع هذه المحطات مثل السنوار، ولا أحدَ يجادل، عدوًا كان أم صديقًا، بأن الرجلَ يتوفر على مستويات رفيعة من الذكاء والصلابة والدراية بدهاليز المحتل، ولا شخصًا مثله، نجح في الجمع بين أعلى درجات الصلابة والمرونة والواقعية معًا.

إنما المفاجأة كانت في اختيار رجل تحيط به ظروف وأحمال تنوء بها الجبال لشغل هذا الموقع، بالذات بعد دخول حرب الإبادة على غزة، شهرها الحادي عشر. إذ في وقت توجهت فيه أنظار المراقبين نحو شخصيات قادرة على الحركة والاتصال وممارسة القيادة، فوق الأرض، وفي فضاءاتها الرحبة، وليس في أنفاق غزة وبين ركامها وأنقاضها. لم أسمع شخصيًا من أحد، حتى المدّعين معرفة حماس من الداخل، ترجيحًا باختيار "الشهيد الحي" خلفًا للشهيد الراحل.

هو قرار محمّل بالمعاني والدلالات، إن على صعيد البنية الحركية – التنظيمية للحركة الأكثر شعبية ونفوذًا في أوساط الشعب الفلسطيني، أو لجهة التأشير على خيارات الحركة السياسية والتحالفية في اللحظة المكثفة الراهنة، والموصوفة بأنها غير مسبوقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، قبل النكبة، وبالأخصّ بعدها.

من الناحية الحركية – التنظيمية، أظهر اتخاذ قرار أن يكون السنوار خليفة لهنية، في زمن قياسي لا يتعدى بضعة أيام، وفي ظروف حرب ضروس، أن هذه الحركة، تتمتع برشاقة وحيوية، أملتها تجربة في "المأسسة" و"الشورى".

وبدد إجماع حماس على قرارها، مختلف فصول الدعاية السوداء، التي روّجت لها قنوات ووسائل إعلام عبرية وعربية "من أسفٍ"، حول خلافات طاحنة بين داخل وخارج مصطرعين، وصقور وحمائم محتربين، هيهات أن يتفقوا إلا على "مرشح تسوية". استجابة حماس السريعة لملء فراغ قائدها الراحل، أطاحت بكل هذه التخرصات والأقاويل، البريئة منها والشريرة، وبرهنت أنها حركة كما الفولاذ، تُسقى بالنار كذلك.

سياسيًا، بات من المؤكد، أن قيادة حماس، بإجماعها النادر، خلف قيادتها الجديدة، إنما كانت تعيد "التصويت بالثقة" على قرار السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ليس لأنها لم تمحضه ثقتها من قبل، ولكن بالنظر لكل التطورات والتضحيات الجسام التي أعقبته، وأنها بانتخاب السنوار تؤكد من جديد، صوابية خيار المقاومة والكفاح المسلح، بعد أن خرجت علينا أصوات نشاز كثيرة تشكك وتتهم، بل وتراهن على أن شعورًا من الندم قد اجتاح بعضًا من أوساط حماس القيادية.

سياسيًا كذلك، حقّ لنا أن نفترض أن القرار بالسنوار، جاء تتويجًا لمراجعة المسار التفاوضي الدائر منذ سبعة أشهر أو أزيد قليلًا، إذ نجح نتنياهو – واليمين المتطرف في إسرائيل – في تحويله إلى مسار فارغ من أي مضمون، وعملية إلهاء وتعمية على ما يقارفه من جرائم في غزة، من دون أن ننسى الضفة الغربية والقدس، وأن الأوان قد حان لتلقين الرجل الذي رفع شعار: ما لا يؤخذ بالقوة والضغط، يؤخذ بالمزيد منهما، صفعة على وجهه.

لكأني بقيادة حماس تقول لنتنياهو: قتلتم المفاوض منا، فجئناكم بالمقاتل من بيننا، مع أن القاصي والداني يعرفان تمام المعرفة، أن المفاوضات لم تكن تدور بمعزل عن السنوار، والقتال ما كان يجري من وراء ظهر هنية. نتنياهو اليوم، يجد نفسه في مقابل "أخطر رجل على إسرائيل" كما وصفته الصحافة العبرية، وهو الرجل ذاته، الذي هزّ عرش "ملك إسرائيل المتوّج" و"مستر أمن"، مطيحًا بإرثه الشخصي والتاريخي.

حماس لن تنسحب من مسار التفاوض على صفقة تلبّي الحد الأدنى من تطلعات الشعب الفلسطيني وإجماع فصائله الوطنية المقاومة. هذه هدية مجانية، لن تقدمها الحركة لآلة الدعاية الغوبلزية – الصهيونية، المدعومة غربيًا وعربيًا "إلا من رحم ربي"، حماس ستواصل الجلوس على موائد التفاوض، ومع الوسطاء، ولكن ليس وفقًا لجداول نتنياهو وتوقيتاته. فالمفاوضات ممكنة وضرورية، شريطة أن تقرّب أهل غزة من لحظة الفرج والانفراج. تلكم واحدة من دلالات القرار والاختيار.

أما على مستوى التحالفات والتموضع على خرائط القوى وتوزعاتها في الإقليم، فإن السنوار على رأس قيادة حماس، يعني مزيدًا من التقرّب والتقارب مع أطراف محور المقاومة وجبهات الإسناد في الإقليم، ولا سيما في لحظة استثنائية، يتعاظم فيها دور هذه الجبهات، في تخفيف الضغط على غزة، وحشد الدبلوماسية واستنفارها من أجل التهدئة ووقف النار ورفع الحصار.

فلولا الدفع بالمنطقة إلى حافة الهاوية، مع تنامي التهديدات الجادة والجدية، بردود محتومة لا ريب فيها على جرائم الاحتلال واستباحاته طهران والضاحية الجنوبية والحُديدة، لما استنفرت الدبلوماسية العالمية والعربية واحتشدت من أجل دفع الأطراف خطوة أو خطوتين للوراء، للحيلولة دون الانزلاق من حافة الهاوية إلى قعرها.

الآن الوساطة القطرية هي الأكثر "موثوقية" من منظور حماس وقادتها، وأدت الدوحة قسطها الكبير في الدعم والإسناد، باحتضانها جثمان هنية ومراسم التشييع المهيب للراحل الكبير. ولكن المقاومة في هذه اللحظة بالذات، بحاجة لدعم وإسناد أطراف أخرى، تقف مكونات محور المقاومة في صدارتها، لا سيما بعد حالة الإنهاك التي لحقت بغزة وأهلها، والتراجع في حدّة ووتيرة المعارك العسكرية التي تخوضها المقاومة في القطاع.

ولعل الاستقبال الدافئ والحار، الذي لقيه اختيار السنوار لقيادة لحماس، أولًا من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، وثانيًا من قبل أطراف هذا المحور، ما يدلل على المرامي والدلالات التي انطوى عليها الاختيار.

فالقائد الجديد للحركة، المعروف بصلابته وعناده أمام المحتل، أبدى انفتاحًا لافتًا على مختلف فصائل العمل الوطني المقاوم، وصولًا إلى "غرفة العمليات المشتركة". والرجل الذي يحظى باحترام في أوساط أطراف محور المقاومة، نجح في انتزاع أوسع موجة من ردود الأفعال المرحّبة والمستبشرة من هذه الأطراف.

الخلاصة، من المنطقي استنتاج أن الحركة ستكون في قادمات الأيام والساعات، أمام سلسلة من الإجراءات والقرارات الانتقالية، التي تعيد بها وتستكمل بناء مؤسّسات هرمها القيادي، وتملأ بها فراغات استحدثتها يد الاغتيال والإجرام الإسرائيلية الآثمة.

من المنطقي الاستنتاج أن من يقوم مقام الرجل الثاني في الحركة، سيتعين عليه لعب أدوار غير مسبوقة، بالنظر للظروف المحيطة بقيادة الرجل الأول. ومن المنطقي استنتاج أن حماس ستظل في مسار تكيّف مع مخرجات الطوفان وتداعياته والتضحيات الجسام التي دفعتها الحركة، كجزء من التضحيات الكبرى التي دفعها الشعب الفلسطيني من دماء نسائه وأطفاله وشيوخه، في حرب استعادة الحرية والكرامة والاستقلال وتقرير المصير.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مجزرة الفجر.. وحقيقة السلام مع إسرائيل
  • لماذا تصعّد إسرائيل عمليات اغتيال القيادات الفلسطينية في لبنان؟
  • مسيرات كبرى في 30 ساحة بالحديدة تحت شعار (معركة جهاد ومحور واحد.. مع غزة حتى النصر)
  • الحديدة.. 30 مسيرة جماهيرية لتجديد التضامن مع الشعب الفلسطيني
  • وزير الخارجية التركي: داعمو “إسرائيل” متواطئون في مذبحة غزة
  • أبناء الحديدة يحتشدون في 30 ساحة بمسيرات دعما ونصرة لغزة
  • فيدان: طريق السلام بالشرق الأوسط هو بكبح جماح جنون إسرائيل
  • أبناء الحديدة يحتشدون في 30 ساحة بمسيرات ( مع غزة حتى النصر)
  • خبراء عرب: صراع المحاور يشتدُّ ودول المنطقة متأهبة وتتسلَّح.. هل هي الحرب؟
  • أخطر رجل على إسرائيل