أخبارنا:
2024-09-17@10:19:30 GMT

ظهور الفاحشة.. وفشو الأمراض المهلكة

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

ظهور الفاحشة.. وفشو الأمراض المهلكة

ما أرسل الله نبيا إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يخافه عليهم، فالأنبياء هم أحرص الناس على خير أممهم.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس، وأرحم الناس بالناس، وأرأف رسولٍ بأمةٍ أُرسِل إليها؛ ولذا بين لأمته أسباب الضعف، وأبواب الوهن، وموجبات العقوبة..

ومن هذا ما ورد في حديث ابن عمر الذي رواه ابن ماجه وابن عساكر والحاكم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: "أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:

لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ والْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا.

وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ.

وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.

وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.

وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ) قال الحاكم: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ"، ووافقه الذهبي، وحسنه الشيخ الألباني. 

فيبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أسباب البلاء ومواطن الخلل التي توجب عقوبة الله تعالى، فبين لهم خصالها ليجتنبوها ليسلموا من العقاب:

الخصلة الأولى:

لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ والْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا.

إن أكبر وأقرب طريق وسبيل لخراب الأمم وسقوط الحضارات واستحقاق عقوبة الله، هو انتشار الفواحش.

والفاحشة من الفحش وهو العظم والكبر، وذنب فاحش أي كبير وعظيم، فهي الأمور العظام والذنوب الكبار.. فالذنوب كما هو معلوم منها صغائر وكبائر قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}[النساء: ]، وقال: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة}[النجم: ].

والمقصود بالفاحشة هنا الزنا وأشباهه من اللواط والسحاق، وهذه المخازي التي ملأت  السهل والجبل والشرق والغرب، حتى ضج منها كل ذي عقل سليم، وخلق قويم، وفطرة سوية. 

وظهور الفاحشة معناه فشوها وكثرتها وانتشارها وتيسير أسبابها، وأن يكون هناك من يجاهر بها، ويدعو إليها، ويدافع عنها وعن أهلها، بل ويعاقب من يمنعها أو يحاربها، ويلزم الدول بأن تحمي حقوق أصحابها، ولا تتعرض لهم.

وقد انتشر هذه الفواحش والقذارات في بلاد الغرب، ولكنها انتقلت منهم إلى بلاد الإسلام، فأصبحنا نرى ونسمع من يقنن للزنا بالتراضي ولا يعاقب على ذلك، وبعض البلاد تقنن له رسميا بالترخيص لبيوت الدعارة والملاهي الليلية، وداخل الفنادق الراقية أو تحت مسمى السياحة، أو من خلال ما يبث على الشاشات  من أفلام تدعو للفحش والرذيلة، وتحتوي على مشاهد العري والفضيحة.

وزاد الطين بلة ما ورد إلينا من قنوات مفتوحة، وانترنت، ومواقع داعرة لا ينشر فيها إلا هذا القذر وذلك الفحش؛ حتى صار من أبناء المسلمين من يفعل فعلهم وينسج على منوالهم، ويصور نفسه وأهله في مواضع الخنا، ويعرض ذلك على المفتونين.

فأي دياثة، وأي انحطاط، وأي انتكاس للفطرة بعد هذا.

العقوبات والأمراض والطواعين:

ولهذا استوجب هؤلاء عقوبة الله الماحقة، كما فعل بقوم لوط {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)}[هود].

فكل من حذا حذوهم، وسار على نهجهم، ووقع فيما وقعوا فيه من المخازي والفواحش ظهرت فيهم الأسقام والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، إيدز، هربس، زهري، سيلان، وغيرها من الأمراض التي لا علاج لها، وعجز الطب أمامها، وكلما أمعنوا في الفجور جدد الله لهم أنواعا من الأمراض ليعذبهم بها في الدنيا قبل عذاب الآخرة.

وربما كان مفهوم انتشار الأمراض أعم من ذلك، فتظهر في تلك البلدان جوائح مرضية تفتك بهم، فيصاب الكثيرون بأمراض وفيروسات لم تكن معروفة ولا مشهورة فيمن سبقهم، عقوبة لهم إما لرضاهم بما يكون وإن لم يفعلوه، وإما لسكوتهم على منكر عرفوه ولم ينكروه، فضرب الله عليهم اللعنة ونزلت عليهم النقمة كما فعل ببني إسرائيل {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)}[المائدة].

وهذه عقوبات قدرية وسنن ربانية، لا ترفع عن الناس إلا أن يراجعوا دينهم، ويعودوا إلى ربهم، ويلتزموا العلاج الرباني الذي يرفع مقت الله وغضبه على الناس، فيتعاون الراعي والرعية على إزالة المناكر، ومقارعة المحرمات، وردع أهلها وأصحابها والداعين إليها، حتى لا يظهر لهم أثر، ولا يرتفع لهم صوت، فتكون توبة عامة من هذه المناكر وغيرها.. فعند ذلك يرفع الله عن الخلق نقمته ويزيل عقوبته {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}[الرعد:11].

عن اسلام.ويب

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الله ع

إقرأ أيضاً:

السلطة المحلية بصنعاء تنظم فعالية مركزية احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف

الثورة نت|

نظمت السلطة المحلية في محافظة صنعاء اليوم، فعالية مركزية ختامية احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أزكى الصلاة وأتم التسليم.

وفي الفعالية أكد المحافظ عبد الباسط الهادي أن الاحتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ، هو رجوع للحق وللقيم المثلى العظيمة بالنبي الخاتم.

وقال:” يجب أن نشكر الله شكرا عمليا أن جعلنا من أمة محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، وأن نشكر الله أن جعلنا نسير على منهج المشروع القرآني الذي بذل الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي نفسه لأجله، وعرفنا منه كيف يؤخذ الدين بالطريقة الصحيحة”.

وثمن دور أعضاء مجلس الشورى وتفاعلهم في تنفيذ برامج وأنشطة وفعاليات ذكرى المولد النبوي الشريف، ومواصلتهم التحشيد والمشاركة الواسعة في إحياء هذه الذكرى الدينية العظيمة.

وأشار إلى أن هذا الاحتفال بهذا الزخم الكبير يجسد الولاء الحقيقي لله ورسوله.. داعيا إلى تفاعل أكبر في الاحتفالية الكبرى بميدان السبعين في العاصمة صنعاء يوم غد الأحد.

وفي الفعالية التي حضرها عددا من أعضاء مجلس الشورى وأمين عام المجلس المحلي للمحافظة عبد القادر الجيلاني وعدد من وكلاء المحافظة.. أشارت كلمة المناسبة التي ألقاها المهندس محمد عشية إلى أن ذكرى المولد النبوي الشريف واحدة من المناسبات عظيمة الشأن، أنار الله بها ظلمات الجهل وانتقل بالأمة إلى بركات الإيمان.

وأوضح أنها مناسبة أشرقت معها ملامح الخير وخيوط الوصل التي يتعلق الإنسان المسلم معها للانتقال من الظلام إلى النور.. مؤكدا أن صاحبها كان أهلا لأداء الأمانة العظيمة وأهلا لإيصال رسالة الإسلام بتعاليمه الواسعة إلى جميع القلوب.

بدوره أشار العلامة عبدالكريم عاطف في كلمة العلماء إلى أهمية التزود بالقيم والمبادئ التي جاء بها نبي الرحمة والتعرف العميق على معانيها السامية، في خدمة الناس.

وتطرق عاطف إلى فهم معنى المسؤولية وتطبيقها من مفهوم صحيح وليس من المفهوم الذي ساد في أوساط الناس، مؤكدا أن المسؤولية يجب أن تكون من مفهوم قرآني خالص، وبروحية إيمانية صادقة.

وأشار إلى أن ميدان المسؤولية هم الناس وكل ما يتعلق بهم هو نطاق مسؤولية الجميع، مؤكدا أن خيرية المسؤولين مرهونة بمدى ارتباطهم بالناس ومنفعتهم، من خلال هدايتهم وخدمتهم والدفاع عنهم.

تخلل الفعالية بحضور مديري المكاتب التنفيذية والمديريات والمشايخ وشخصيات اجتماعية، أناشيد لفرقة شهيد المنبر وقصيدة للشاعر عبد الباري عبيد عبرت عن المناسبة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس التنفيذي لمؤسسة “غيتس”: الإمارات شريك رائد في مواجهة الأمراض التي تهدد المجتمعات
  • «الإفتاء«: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به مٌحرم شرعًا
  • قصيدة في رثاءِ الأخ الأديب الأستاذ / عبدِ الله القِطي
  • ???? هل ما يحدث في السودان ابتلاء أو امتحان أو عقوبة من الله؟
  • الصلاة فى وقتها وقراءة القرآن.. عالم أزهري يوضح الطرق الأفضل للاحتفال بالمولد النبوي
  • عاجل| "صفقة أي كلام".. نجم الزمالك السابق يعلق على ظهور يحيى عطية الله الأول مع الأهلي
  • إمام مسجد الحسين: ميلاد سيدنا النبي هو أعظم حدث في تاريخ البشرية
  • مذاهب وأخلاق الناس في المولد النبوي الشريف
  • السلطة المحلية بصنعاء تنظم فعالية مركزية احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف
  • «أطيب خلق الله».. منة فضالي تنعى ناهد رشدي بكلمات مؤثرة