البوابة نيوز:
2025-01-30@13:08:24 GMT

طوفان السعادة والسكر الزيادة

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

طبعًا وحتمًا وبكل تأكيد.. لعلنا لم نختم عامًا بالآلام والحسرة والدموع كما نودع هذا العام 2023، فمن منا لم يبك ويحزن على دماء أشقائنا الفلسطينيين وأجساد آلاف الأطفال التي تحولت إلى أشلاء بنيران الغدر الصهيوني اللعين والدعم الأمريكي المفضوح.

لكن وبرغم كل هذه الأحزان، تتملكني قوة هائلة بأن الغمة ستنقشع..

وسيكون العام الجديد 2024 خير وبركة على زهرة المدائن فلسطين التي استطاعت أن تفرض قضيتها العادلة على جميع محافل العالم بصورة تعجز مليارات الدولارات عن توصيلها، وسيخرج أشقاؤنا الفلسطينيون منتصرين وسيندحر الاحتلال الغاشم ومن والاه.

ودفعتني هذه الطاقة الجبارة للانتقال من حالة الكرب هذه إلى حالة عكسية تمامًا، وانطلاقًا منها أطرح علي قرائي الأعزاء هذا السؤال "اللوذعي": هل أنت سعيد؟.. فلعله يكون أصعب سؤال يمكن أن يواجهك: ومنبع الصعوبة هنا يكمن في تقلب المشاعر والأحاسيس من وقت لآخر ومن عمر لآخر، فما كان يسعدك وأنت صغير قد لا تشعر بأي تعاطف معه حين تكبر، بل أن ما يشرح قلبك في الشتاء ربما لا تطيقه في الصيف.. ومن باب أولى فإن ما يجلب لك الفرح قبل كذا، قد يكون مصدر شقائك بعده.. وسأكون في منتهى الجرأة والصراحة وأقولها بملء الفم حتى المال نفسه الذي يراه 90% من البشر مصدر السعادة، في وقت من الأوقات يفقد كل تأثيره بل يكون سبب تعاسة الكثيرين.

لكل هذا وللكثير غيره ظل تعريف معنى السعادة ووضع نموذج موحد أو قالب ثابت لها من رابع المستحيلات، فهي مسألة نسبية بالثلث ولا تختلف فقط من شخص لآخر.. بل داخل الإنسان نفسه كما أوضحت الأمثلة السالف ذكرها.

ولعل كلمة السعادة من بين أكثر الكلمات التي اختلف الناس حولها؛ فمنهم من يراها قرينة اللذة أو الراحة أو المال أو المنصب أو الشهرة.. إلخ، وبذلك يفني كثير من الناس حياتهم في دروب شتى بحثًا عن السعادة، نعم.. السعادة هي شعور ينبع من داخل النفس إذا شعرت بالرضا والغبطة والطمأنينة والأريحية والبهجة، لكن لقد اختلفت نظرات الناس للسعادة باختلاف طباعهم واهتماماتهم وتطلعاتهم وحتى مجتمعاتهم، فبعضهم يراها في المال أو السكن أو الجاه أو الصحة، وآخرون يرونها في الزوجة أو الأولاد أو العمل أو الدراسة، وربما يراها آخرون في القرب من الحبيب أو في التخلص من مزعج أو في تبتل روحي أو مساعدة مسكين وفقير، لكن العجيب عندما تسأل كثير من هؤلاء: هل أنت سعيد حقًّا وصدقًا؟ تكون الإجابة بالنفي!

ولا تندهش حين تسمع أن بعض الأشخاص يجدون سعادتهم المادية في التهام "قرص طعمية" أو حتى كوب شاي بحليب، ومن فضل الله أن هذا ما زال متاحًا لأغلب فئات الشعب المصري.. أما السعادة الروحية فيمكن تلخيصها في الرضا بما قسمه الله والاطمئنان ومشاهدة ابتسامة رضا في عيون البائسين.. كما أن ابتعادك عن إيذاء الآخرين وان استطعت رفع البلاء عنهم هو منتهى الشعور باللذة لدى الكثيرين.

ذات مرة لدى حضوري أحد المؤتمرات الإعلامية المنعقد بإمارة دبي صادفت خبرًا غاية في الطرافة: "إعفاء المتعثرين من سداد الديون للبنوك حتى 4 ملايين درهم".. والله العظيم هذا حصل.. وطبعا هتسألوني عن سر وصفي لهذا الخبر بالطرافة.. في الواقع أن استقبال المواطنين لهذا الخبر بحالة من الفتور والعادية التي كدت أفقد عقلي أمامها.. فلنا أن نتصور إذا كان هذا الخبر في مصر كيف تكون الحالة.. أعتقد أقل رد فعل الناس المديونة كانت هتمشي في الشارع خالعة رأسها وهدومها وأسنانها وكل ما يمكن خلعه.

أما إخواننا الذين لم يحالفهم الحظ بالحصول على قروض من البنوك والذين حرمتهم أقدارهم من هذه "الغنيمة" فكانوا بكل تأكيد سيخرجون للشوارع أيضًا وهم يلطمون خدودهم ويشقون جيوبهم ويرقعون بالصوت الحياني: "لأأأأأأأأأأ".

وأنا بكل تأكيد كنت سأعترض على كلا الفريقين ليس من باب الزهد والقناعة والترفع.. وإنما من باب: "الشهر اللي ماليكش فيه ما تعدش أيامه ولياليه" فيعلم الله العلاقة بيني وبين الفلوس حدودي بها تنتهي عند علاقة الستر وعدم وجود ديون عليا إعلاء لمبدأ "فقر بلا دين هو الغنى الكامل".

ولمن يحتاج المساعدة على إدراك السعادة نقول لهم: إن السعادة طاقةٌ من الرّضا تعين الإنسان على تقبل الواقع؛ لأنّه إرادة الله، ولا نملك إلا العمل على تحسينه بالأسباب الّتي خلقها الله لنا لتحسين أوضاعنا في الكون. فالسّعادة تُطمئن القلب وتَشرح الصّدر وتريح البال.. والسّعادة هي الرّضا بكلّ شيء وتنبع عن إيمان من القلب والسعادة هي إحساس بالمتعة والانبساط.

 

الكوت: لعل كلمة السعادة من بين أكثر الكلمات التي اختلف الناس حولها؛ فمنهم من يراها قرينة اللذة أو الراحة أو المال أو المنصب أو الشهرة.. إلخ، وبذلك يفني كثير من الناس حياتهم في دروب شتى بحثًا عن السعادة

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري يوضح لماذا يحب الناس زيارة آل البيت؟.. فيديو

رد الشيخ الشحات العزازي من علماء الأزهر الشريف، على سؤال "لماذا يحب الناس زيارة آل البيت؟"، موضحا أن كل مكان من أماكن أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم له إذن بالزيارة.

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ينظم معرضا لـ إصدارات آل البيت في دسوق

وأضاف في لقاء مع الإعلامية بسمة وهبة مقدمة برنامج "90 دقيقة"، عبر قناة “المحور”: "السؤال هنا، هل الزائر يقوم بالزيارة لأنه مطلوب؟ أم لأن الله سبحانه وتعالى يريد أن ينفذ شيئا من خلاله في مكان زيارة".

وأضاف العزازي، على سبيل المثال، في موسم الحج، نجد أناس بسطاء لا مال لهم يحجون بيت الله، ويدعوهم الله إلى زيارة بيته بأن يرسل إليهم أشخاص ميسوري الحال لدعمهم وإمدادهم بما يلزمهم لتنفيذ الزيارة"، متابعا: كله في رحاب الحب مقبول، وكله بالإذن والدعوة، لكن بعض الناس لا قابلية لهم بالزيارة، فيأخذهم بعض أصحابهم إلى زيارة مقام السيدة زينب، ومن هنا تبدأ قصتهم، حينما يرون شيئا معينا، فيفتح الله لهم بابًا.

وأشار: قد يسمع الزائر الذي كان لا يريد الزيارة دعوة صالحة له نصيب فيها، أو يرى نورا لم يرَه قبل ذلك، وكل ذلك يجعله يشعر الزائر بأنه خطا على عتبات أهل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبالتالي، فإن الخطو في العتبات له إذن". 
 

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان يعترف: أنا الممثل الأعلى أجراً في مصر
  • كيف كان النبي يستقبل شهر شعبان؟ أعمال مأثورة ومستحبة
  • المأثور عن النبي في شهر شعبان .. علي جمعة يوضح بالدليل
  • عالم أزهري يوضح لماذا يحب الناس زيارة آل البيت؟.. فيديو
  • مسير ووقفة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في السدة بإب
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • دار الإفتاء: بعد غد الجمعة أول أيام شهر شعبان 1446 هـ 2025 م
  • حميد الأحمر: ''الظروف والجهات التي أوصلت الحوثيين إلى صنعاء وتواطئت معهم قد تغيرت ومأرب عصية عليهم''
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العداوة والبغضاء سبب عدم إقامة العدل والمساواة بين الناس
  • الناطق الرسمي لأنصار الله: طوفان العودة إلى شمال غزة رسالة مدوية بصمود الشعب الفلسطيني