عام تتحقق فيه الأحلام الجميلة
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تفصلنا ساعات قليلة عن بداية عام جديد.. أرى الشمس تنظر فيها إلينا وتقول: "أحتفظ بكم في مداري لأنكم تستحقون القرب مني".. يمكننا أن ننظر لنصف الكوب الممتلئ في عام 2024م على هذا النحو. طالما مازلنا نحيا فمازال هناك سبب جميل للبقاء. هو أمر يمكننا أن نعتبر نعمة جميلة من نعم الحياة. سنة 2024 هي سنة كبيسة تقبل القسمة على أربعة.
على صعيد الحروب التي بدأت في عام 2023، أكد كثير من الخبراء أن الشهور الأولى من عام 2024 ستشهد توقفًا بشكل أو بآخر للحرب في غزة بريًا، إلا أن هذه الحرب ستمتد بأشكال مختلفة تحوي ضغوطًا على كل الجهات، ونحن لم نعد نحتمل الضعوط في عالم رأي بعينيه كل ليلة كيف تضع دول كبرى حياة الأبرياء تحت مقصلة حرب فجة لا تراعي حقًا ولا حرمة. بينما يرى الخبراء أيضًا أن الحرب الأوكرانية ربما تتحول إلى مصالحة سياسية تفرض فيها روسيا شروطها التي تحب، ومن ثم ستعود بعض أجزاء الاتحاد السوفيتي السابق إلى روسيا من جديد وتنتهي الحرب. إلا أن هناك حروبًا لا يفهم أحد كيف ستكون رحاها قوة واتجاهًا، وعلى رأسها الحرب في السودان. تدور هذه التوقعات وسط تكهنات بعالم غير مستقر يتعرض لهجمات من كيانات جماعات وليست دول بشكل دراماتيكي. سيجعل كل ذلك حياة البشر أصعب إلا أنه يساهم في توحيد الضمير الجمعي للعالم حول حق الإنسان في الحياة بكل ما فيها.
نتعايش منذ عام 2019 مع عالم لا يشبه العالم الذي نعرفه مع بدايات موجة وباء كوفيد 19، تحول العالم لمكان لا يشبهنا ولا يرحب بوجودنا فيه، إلا أننا تكننا من التكيف والتعايش حتى أن بعض الحروب بدأت، والحرب تكون من أجل تغيير دفة الحياة بالقوة نحو اتجاه يفضله المنتصر، أن محاولة للعيش الأجمل فيحياة أجمل، ولكن بالطريقة الأقبح.
شاهد العالم أجمع كيف أشعل الشباب شمعات من أجل السلام في كنيسة المهد ببيت لحم. تابع العالم كيف خرج نور الشمعة من قلب أنقاض الصراع. وكأننا نتابع "الأمل".. حاولوا أن تروا العام الجديد صديقًا يأتي مرغمًا على الكتابة في دفاتر من سبقوه. لونوا أوراقه بأفعالكم الجميلة، واعلموا أن الإرث كبير من الأعوام السابقة، إلا أن الوقت في حد ذاته معجزة، والعام وقت ، إذن فالعام في حد ذاته معجزة. ويمكن الاعتماد على المعجزات دائمًا في تغيير العالم. الحمد لله على نعمة مصر والأصدقاء والأهل والاساتة والتلاميذ. يمكننا أن نسميه عام "الأمل" عام نتعلم فيه كيف نمارس الأمل. إذ تعلمنا من الأيام الماصية أن الأمل فن لا يجيد ممارسته إلا أصحاب الأرواح النقية، كل عام وأنتم بخبر تحبون ويحبكم آخرون.. ويمكن لكل شيء بعد ذلك أن ينتظر. يمكنكم أن تحققوا الأحلام في العام الجديد طالما قدمتم له ما يحب من الأمل. حفظ الله بلادنا وحفظنا وأحبابنا جعل العام الجديد معجزة للفرح. كل عام وكلنا في سعادة وأسباب للسعادة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العام الجدید یمکننا أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
العالم بين النظام القديم والنظام الجديد
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
حرصت الدول المنتصِرةُ في الحرب العالمية الثانية على إقامة نظام عالمي متفَقٍ عليه، ينظم العلاقات بين مختلف دول العالم ويحفظ للدول المنتصِرة مكتسباتها التي حصلت عليها نتيجة للانتصار الذي حقّقته في الحرب، وتمثلت أدواتُ هذا النظام في الأمم المتحدة ومجلس الأمن (الذي ضم الدولَ المنتصرة) والمنظمات الدولية المختلفة، والقانون الدولي والإنساني، وكل تلك الأدوات يتم تسخيرُها لخدمة الدول الكبرى وضمان مصالحها السياسية والاقتصادية، كما تضمن هذه الأدوات بقاء الدول النامية في طور النمو إلى يومنا هذا، وسمحت للدول الكبرى بالاستيلاء على حقوق ومقدرات وثروات الدول الفقيرة في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، واستمرت أدوات النظام القديم بأداء الدور المرسوم لها في تكريس رفاهية وغنى شعوب الدول الكبرى وفي تسخير الدول الفقيرة للدول الغنية، ومؤخرًا بدأت الأصوات ترتفع في وجه ذلك النظام حتى من دول تعتبر مستفيدة منه مثل روسيا والصين ودول أُخرى مطالبة بتغيير النظام وأدواته، وقد ارتفعت تلك الأصوات بعد سقوط الاتّحاد السوفيتي وانفراد أمريكا بالسيطرة على العالم.
لم تحدث أية استجابة من الدول الكبرى المعنية للأصوات التي ارتفعت لتحديث النظام القديم، ولكن حدث هذا العام متغير كبير يصب في صالح المطالبين بالتغيير وهو وصول دونالد ترمب إلى سدة الحكم في أمريكا، وقد بدأ حقبته الرئاسية باستهداف أدوات النظام القديم، في محاولة منه لإيجاد نظام خاص يتيح لأمريكا أن تسيطر على العالم ومقدراته دون قيود أَو ضوابط واعتبار ما تراه أمريكا للعالم هو الذي يجب أن يمر، حَيثُ بدأ ترمب بإصدار أوامر تنفيذية تحقّق هدفه، منها أوامر بالانسحاب من عدد من المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومجلس حقوق الإنسان الدولي ومنظمة اليونسكو، وأظهر استهتاره وعدم التزامه بالكثير من القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن أَو عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، مثل إعلانه الاعتراف بضم الجولان السوري والقدس الشرقية إلى الأراضي المغتصبة من قبل العدوّ الصهيوني؛ في مخالفة واضحة للقرارات الدولية، وكذلك الضغط الذي يمارسه على الأردن ومصر لاستقبال سكان غزة بعد أن يتم تهجيرهم وطردهم من أرضهم.
إن ما يقوم به ترمب يؤسِّس لنظام عالمي جديد سَتستفيد منه في المستقبل الدولُ المستضعَفة وسيتيح لها استعادة حقوقها التي صادرتها منها أدواتُ النظام العالمي القديم عندما ينهار بفضل ترمب.