النمو والتضخم والديون.. البنك الدولى يخشى «عقدا ضائعا» فى القارة السمراء
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
من المتوقع أن يرتفع عدد السكان في سن العمل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بمقدار ٧٤٠ مليون شخص بحلول عام ٢٠٥٠ وسوف يتباطأ النمو الاقتصادي في أفريقيا، مع تزايد الصراعات وعدم الاستقرار، وقبل كل شيء، العجز عن خلق فرص العمل الضرورية. هذا هو ملخص توقعات خبراء الاقتصاد في البنك الدولي لأفريقيا خلال عام ٢٠٢٤.
بالنسبة للعام الجديد، من المتوقع أن يصل النمو إلى ٢.٥٪، حسب تقديرات المؤسسة، في حين كان لا يزال عند ٣.٦٪ عام ٢٠٢٣، ويرجع ذلك على وجه الخصوص إلى تباطؤ الاقتصادات الرئيسية في المنطقة، والصدمات المناخية، واستمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
وفي الواقع، من المتوقع أن تشهد نيجيريا نموًا اقتصاديًا بنسبة ٢.٩٪، في حين ستحقق أنجولا نموًا بنسبة ١.٣٪، وجنوب أفريقيا ــ التي تعوقها انقطاعات الكهرباء المتكررة واختناقات البنية الأساسية التي تعمل على إبطاء الصادرات ــ ٠.٥٪ فقط.
والأكثر إشكالية بالنسبة للمنطقة هو أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لم يتقدم منذ عام ٢٠١٥، وفقا لتقديرات البنك الدولي، الذي يؤكد أن نمو هذا المؤشر يمكن أن يكون ٠.١٪ فقط سنويا خلال الفترة ٢٠١٥-٢٠٢٥، مما يجعله يخشى حدوث "العقد الضائع" لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وقال أندرو دابالين، المدير الاقتصادي لأفريقيا بالبنك، "إن النمو المنخفض يؤدي إلى الحد من الفقر بشكل أبطأ من المتوقع وانخفاض نمو الوظائف حيث ينضم أكثر من ١٢ مليون أفريقي إلى سوق العمل كل عام". ويشير الاقتصاديون في البنك الدولي إلى أن النمو الحالي لا يكاد يكفي لتوليد "٣ ملايين فرصة عمل رسمية سنويا"
تباطؤ النمو الاقتصادي
ومن بين الأسباب التي أشارت إليها المؤسسة، فإن عدم الاستقرار والهشاشة السياسية فضلًا عن تصاعد الصراعات والعنف هي الأسباب الرئيسية للتباطؤ، أو حتى الركود القوي في بعض البلدان، مثل السودان، التي تواجه صراعا يترسخ مع مرور الوقت، والتي من المتوقع أن يتراجع اقتصادها بنسبة ١٢٪ هذا العام.
ومما يزيد من تفاقم الوضع أن الدين العام لا يزال يشكل عنصرا مثيرا للقلق، حيث يمثل أكثر من عشرين بلدا في المنطقة خطرا كبيرا للإفراط في المديونية، إذا لم تكن في هذا الوضع بالفعل. وقال البنك الدولى: "لقد أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى أن يقوم صناع السياسات بتحسين اقتصاداتهم لتعزيز النمو وتوفير فرص عمل أفضل للناس".
البنك والصندوق.. والتوصل إلى حلول
إذا ظل الوضع الاقتصادي معقدا، فإن البنك الدولي يؤكد مع ذلك على أن بعض الجوانب آخذة في التحسن، مع انخفاض التضخم هذا العام عما كان عليه في عام ٢٠٢٢، عند ٧.٣٪ مقارنة بـ ٩.٣٪.
علاوة على ذلك، فإن أداء بعض المناطق في المنطقة أفضل، مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والتي من المتوقع أن تشهد نموًا تراكميًا بنسبة ٥.١٪، أو مجموعة شرق أفريقيا، التي من المتوقع أن ينمو اقتصادها بنسبة ٤.٩٪. ومن بين البلدان التي تشهد نموًا قويًا، كوت ديفوار، التي من المتوقع أن يصل ناتجها المحلي الإجمالي إلى ٦.٣٪ في عام ٢٠٢٣، وذلك بفضل قطاع الصناعات التحويلية على وجه الخصوص. ويمكن أن تأتي المؤشرات الأولى من البنك الدولي، بعد أن دافع رئيسه أجاي بانجا عن فكرة القروض بأسعار فائدة تفضيلية للدول الناشئة وزيادة القدرة على الاقتراض من ١٠٠ إلى ١٢٥ مليار دولار على مدى ١٠ سنوات. وخلال الحملة الانتخابية لانتخابه رئيسا للبنك الدولي في الربيع الماضي، قام أجاى بانجا بحملة تهدف إلى إشراك القطاع الخاص من أجل تسريع تمويل المشاريع الضرورية في بلدان الجنوب.. فهل يحقق بانجا خطته خلال العام الجديد ومايليه من أعوام؟.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أفريقيا البنك الدولي البنک الدولی ا بنسبة
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد: الإمارات بقيادة محمد بن زايد تواصل تحقيق مستهدفاتها الوطنية بوتيرة أسرع من المتوقع
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، تواصل عاماً بعد عام تحقيق المستهدفات الوطنية في المجالات كافة، وفي مقدمتها المستهدفات الاقتصادية التي تسير بوتيرة أسرع وأفضل من المخطط له.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إنه في إنجاز تاريخي لاقتصادنا الوطني، لامست تجارتنا الخارجية لأول مرة 3 تريليونات درهم مع نهاية 2024، حرص أخي محمد بن زايد حفظه الله خلال السنوات الأخيرة على بناء جسور اقتصادية غير مسبوقة مع مختلف دول العالم .. واليوم نجني الثمار.
وأضاف سموه: نمت التجارة الخارجية العالمية بمعدل 2% سنوياً في 2024، ونمت تجارتنا الخارجية سبعة أضعاف بمعدل 14.6% في نفس العام.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: أضافت اتفاقيات الشراكات الاقتصادية الشاملة التي كان يرعاها أخي محمد بن زايد 135 مليار درهم للصادرات غير النفطية مع الدول التي تم توقيع اتفاقيات معها بنمو مذهل بلغ 42% في 2024 عن العام الذي سبقه.
أخبار ذات صلة وزير الخارجية الأرجنتيني يزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي الإمارات والأرجنتين تستكشفان فرصاً جديدة للتجارة والاستثماروقال سموه: الهدف الذي وضعناه للتجارة الخارجية لدولة الإمارات في 2021 كان 4 تريليونات درهم سنوياً، بحلول 2031 ، ومع نهاية 2024 تم تحقيق 75% من الهدف، واستمرار وتيرة النمو بهذا المعدل سيحقق هدفنا قبل سنوات من الموعد.
وأضاف سموه: دولة الإمارات تغرد خارج السرب الاقتصادي العالمي، وخارج سرب نمو التجارة العالمي التقليدي، لأن الاقتصاد لديها قبل السياسة، وبناء الجسور لديها أولوية مع جميع الشعوب، وسعيها لتحقيق الاستقرار هو مفتاح للازدهار.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات لديها أهداف اقتصادية عليا محددة ، ولديها رؤية واضحة، والعالم يفسح الطريق لمن يعرف ماذا يريد.
استمرار المسار الصاعد
وتفصيلاً، واصلت التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مسارها الصاعد الذي كانت قد بدأته منذ سنوات، لتحقق في نهاية 2024 قمة تاريخية جديدة وغير مسبوقة في تاريخ الدولة بملامستها مستوى 3 تريليونات درهم، وتحديداً 2 تريليون و997 مليار درهم “815.7 مليار دولار” بنمو 14.6% مقارنة مع عام 2023، وتأتي نسبة النمو القياسية في التجارة الإماراتية خلال 2024 لتتفوق بشكل كبير على نظيرتها المسجلة في حركة التجارة العالمية ، حيث تشير أحدث بيانات منظمة التجارة العالمية إلى أن تجارة السلع التراكمية منذ مطلع 2024 ولنهاية سبتمبر 2024 قد حققت نمواً محدوداً من حيث الحجم بنسبة 2.4% ، مقارنة بالفترة ذاتها من 2023، فيما ارتفعت قيمة لتجارة السلع بنسبة 1.6% خلال فترة المقارنة.
وحققت التجارة الخارجية غير النفطية نمواً بنسبة 10% مع أهم 10 شركاء تجاريين عالميين للدولة، وزيادة بنسبة 19.2% مع باقي الدول خلال 2024 مقارنة مع 2023، وجاء استمرار انتعاش التجارة الخارجية الإماراتية وتحقيقها معدلات نمو غير مسبوقة، بفضل الزيادة القياسية في صادرات السلع غير النفطية التي بلغت 561.2 مليار درهم في نهاية 2024، بنسبة نمو تجاوزت 27.6% مقارنة 2023، وهو ما أدى إلى زيادة مساهمتها إلى 18.7% من تجارة الإمارات غير النفطية خلال 2024، مرتفعة من 16.8% في 2023 وما نسبته 14.1% فقط خلال 2019.وحققت الصادرات غير النفطية مع أهم 10 شركاء تجاريين للدولة نمواً بنسبة 37.1% وباقي الدول نمواً بنسبة 13.4%.
جني ثمار الشراكات
وواصلت الصادرات الإماراتية من السلع غير النفطية جني ثمار برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، حيث بلغ إجماليها مع الدول التي دخلت الاتفاقيات معها حيز التنفيذ 135 مليار درهم بنمو قياسي 42.3% وبحصة نسبتها 24% من إجمالي الصادرات غير النفطية.
وشكل الذهب والمجوهرات والسجائر والزيوت النفطية والألمنيوم وأسلاك النحاس والمطبوعات والعطور والصناعات الحديدية أهم صادرات الدولة خلال 2024، والتي حققت نمواً إجمالياً بنسبة 40.8% بالمقارنة مع 2023، فيما زادت باقي السلع بنسبة 1%.
وسجلت قيمة عمليات إعادة التصدير 734.4 مليار درهم خلال 2024 بنسبة نمو 7.3% مقارنة مع 2023، وبزيادة أكبر بنسبتي 14.1%، و36.2% بالمقارنة مع عامي 2022 و2021 على التوالي، وبلغت واردات الإمارات من السلع غير النفطية ترليون و701 مليار درهم في 2024 بنسبة نمو 14.2% بالمقارنة مع 2023، وزادت من أهم 10 شركاء تجاريين للدولة بنسبة 6.7% وباقي الدول 22.3%.
وخلال عام 2024، ارتفعت الواردات الإماراتية من معظم الأسواق الرئيسية، وضمت قائمة أهم السلع المستوردة نمواً الذهب، وأجهزة الهاتف، والزيوت النفطية، والسيارات، والحلي والمجوهرات ومصنوعاتها، والألماس، وأجهزة الحاسوب.