من المتوقع أن يرتفع عدد السكان في سن العمل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بمقدار ٧٤٠ مليون شخص بحلول عام ٢٠٥٠ وسوف يتباطأ النمو الاقتصادي في أفريقيا، مع تزايد الصراعات وعدم الاستقرار، وقبل كل شيء، العجز عن خلق فرص العمل الضرورية. هذا هو ملخص توقعات خبراء الاقتصاد في البنك الدولي لأفريقيا خلال عام ٢٠٢٤.


بالنسبة للعام الجديد، من المتوقع أن يصل النمو إلى ٢.٥٪، حسب تقديرات المؤسسة، في حين كان لا يزال عند ٣.٦٪ عام ٢٠٢٣، ويرجع ذلك على وجه الخصوص إلى تباطؤ الاقتصادات الرئيسية في المنطقة، والصدمات المناخية، واستمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
وفي الواقع، من المتوقع أن تشهد نيجيريا نموًا اقتصاديًا بنسبة ٢.٩٪، في حين ستحقق أنجولا نموًا بنسبة ١.٣٪، وجنوب أفريقيا ــ التي تعوقها انقطاعات الكهرباء المتكررة واختناقات البنية الأساسية التي تعمل على إبطاء الصادرات ــ ٠.٥٪ فقط.
والأكثر إشكالية بالنسبة للمنطقة هو أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لم يتقدم منذ عام ٢٠١٥، وفقا لتقديرات البنك الدولي، الذي يؤكد أن نمو هذا المؤشر يمكن أن يكون ٠.١٪ فقط سنويا خلال الفترة ٢٠١٥-٢٠٢٥، مما يجعله يخشى حدوث "العقد الضائع" لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وقال أندرو دابالين، المدير الاقتصادي لأفريقيا بالبنك، "إن النمو المنخفض يؤدي إلى الحد من الفقر بشكل أبطأ من المتوقع وانخفاض نمو الوظائف حيث ينضم أكثر من ١٢ مليون أفريقي إلى سوق العمل كل عام". ويشير الاقتصاديون في البنك الدولي إلى أن النمو الحالي لا يكاد يكفي لتوليد "٣ ملايين فرصة عمل رسمية سنويا"
تباطؤ النمو الاقتصادي
ومن بين الأسباب التي أشارت إليها المؤسسة، فإن عدم الاستقرار والهشاشة السياسية فضلًا عن تصاعد الصراعات والعنف هي الأسباب الرئيسية للتباطؤ، أو حتى الركود القوي في بعض البلدان، مثل السودان، التي تواجه صراعا يترسخ مع مرور الوقت، والتي من المتوقع أن يتراجع اقتصادها بنسبة ١٢٪ هذا العام.
ومما يزيد من تفاقم الوضع أن الدين العام لا يزال يشكل عنصرا مثيرا للقلق، حيث يمثل أكثر من عشرين بلدا في المنطقة خطرا كبيرا للإفراط في المديونية، إذا لم تكن في هذا الوضع بالفعل. وقال البنك الدولى: "لقد أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى أن يقوم صناع السياسات بتحسين اقتصاداتهم لتعزيز النمو وتوفير فرص عمل أفضل للناس".
البنك والصندوق.. والتوصل إلى حلول
إذا ظل الوضع الاقتصادي معقدا، فإن البنك الدولي يؤكد مع ذلك على أن بعض الجوانب آخذة في التحسن، مع انخفاض التضخم هذا العام عما كان عليه في عام ٢٠٢٢، عند ٧.٣٪ مقارنة بـ ٩.٣٪.
علاوة على ذلك، فإن أداء بعض المناطق في المنطقة أفضل، مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والتي من المتوقع أن تشهد نموًا تراكميًا بنسبة ٥.١٪، أو مجموعة شرق أفريقيا، التي من المتوقع أن ينمو اقتصادها بنسبة ٤.٩٪. ومن بين البلدان التي تشهد نموًا قويًا، كوت ديفوار، التي من المتوقع أن يصل ناتجها المحلي الإجمالي إلى ٦.٣٪ في عام ٢٠٢٣، وذلك بفضل قطاع الصناعات التحويلية على وجه الخصوص. ويمكن أن تأتي المؤشرات الأولى من البنك الدولي، بعد أن دافع رئيسه أجاي بانجا عن فكرة القروض بأسعار فائدة تفضيلية للدول الناشئة وزيادة القدرة على الاقتراض من ١٠٠ إلى ١٢٥ مليار دولار على مدى ١٠ سنوات. وخلال الحملة الانتخابية لانتخابه رئيسا للبنك الدولي في الربيع الماضي، قام أجاى بانجا بحملة تهدف إلى إشراك القطاع الخاص من أجل تسريع تمويل المشاريع الضرورية في بلدان الجنوب.. فهل يحقق بانجا خطته خلال العام الجديد ومايليه من أعوام؟.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أفريقيا البنك الدولي البنک الدولی ا بنسبة

إقرأ أيضاً:

بحوث الكويت الوطني: لا نستبعد تخفيض الفائدة بنسبة 3% في اجتماع البنك المركزي

لا تستبعد وحدة البحوث الاقتصادية في بنك الكويت الوطني، احتمالية تخفيض سعر الفائدة بنسبة 2-3٪ في اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، هذا الأسبوع.

ويعقد البنك المركزي اجتماعه النهائي للجنة السياسة النقدية لعام 2024، يوم الخميس المقبل، لتحديد سعر الفائدة تمهيداً للدخول في عام جديد، بما يفتح آفاقا ورؤي جديدة وتوقعات ببدأ دورة التيسير النقدي التي طالما ظلت حلماً ينتظر التحقيق في 2024.

التضخم المنخفض في مصر يرفع أسعار الفائدة الحقيقة مستقبلاً

قالت وحدة البحوث لدي بنك الكويت، إنها تتوقع ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية في مصر (أي بعد التضخم) إلى 15% في أوائل عام 2025 من 2% الآن، حيث ترى أن متوسط التضخم سيبلغ 13- 15% في العام المقبل.

وحدة بحوث الكويت الوطني: نتوقع تخفيض الفائدة في البنك المركزي المصري بنسبة 10%

البنك المركزي المصري

ورجحت الوحدة في تقرير اطلعت عليه «الأسبوع» أن تفتح تلك التوقعات المجال أمام المركزي المصري لخفض أسعار الفائدة بنسبة تراكمية 8 - 10% في عام 2025، وربما المزيد من التخفيضات في عام 2026.

كما توقعت أن يتباطأ انخفاض قيمة الجنيه وارتفاع أسعار الطاقة بشكل حاد مع تلاشي التأثيرات العابرة على المستهلك حيث لا يزال الطلب عليها ضعيفًا إلى حد ما.

وقالت: إن ارتفاع أسعار الفائدة الحالية يوفر معدلات لصالح استثمارات القطاع العام وسط ضمانات من وزارة المالية إلى جانب تخفيض السياسة النقدية والذي سيوفر أسعار جديدة تقدم الدعم الرئيسي لإقراض النشاط الخاص في مصر.

الكويت الوطني: 2 - 3% خفض متوقع من المركزي المصري في سعر الفائدة الخميس المقبل بالرغم من التوقعات المعاكسة

وتابعت بحوث بنك الكويت الوطني تقريرها تحت عنوان «مصر: أسعار الفائدة قد تنخفض بشكل حاد خلال العام المقبل»، أن الإجماع بأن يبدأ المركزي المصري تخفيض أسعار الفائدة في الربع الأول من عام 2025، مضيفة: نرى احتمالية لخفض بنسبة 2-3٪ في اجتماع لجنة السياسة النقدية هذا الأسبوع، وعلى الرغم من أن نتيجة عدم التغيير في سعر الفائدة (أي في الاجتماع القادم) قد تعني اتباع نهج أكثر تحفظا، لكن من المحتمل أيضاً أن يتضمن جدولاً زمنياً أكثر ضغطاً للتخفيضات في عام 2025.

بعد ارتفاع معدلات التضخم في العامين الماضيين (بمتوسط 31% في الفترة 2023-2024)، تتوقع وحدة البحوث ارتفاعا ضعيفاً في أسعار المستهلك مستقبلياً، وذلك بمتوسط 13٪ خصوصاً في الفترة 2025- 2026، مؤكدة أن اعتماد مصر على سعر صرف أكثر مرونة من شأنه أن يحد من احتمالية إجراء أي تعديلات مفاجئة وكبيرة مثل تلك التي تمت مشاهدتها في 2023-24.

وأشارت إلى أن التوقعات تميل عكس العملة، وأن تشهد مزيدًا من التراجع في عام 2025، إلا أنها تتوقع أن يكون الضعف أكثر تواضعاً مقارنة بالقفزات الكبيرة التي شهدتها العملة في السنوات الأخيرة، كما أن التأثيرات العابرة للتضخم ستكون أصغر.

توقعات بوصول التضخم في مصر لما بين 13 - 15% في عام 2025

وقالت: تظهر حساباتنا أنه مقابل كل جنيه مصري يتم إنفاقه محليًا، يتم تمويل 20-25% منه من خلال الواردات، مما يعني أن انخفاض سنوي بنسبة 10% في القيمة سيؤدي إلى زيادة التضخم بنحو 0.2% على أساس شهري، كما أن تعديلات الطاقة بنسبة 20% بداية كل ربع سنة، والتي تشكل 4-5٪ من سلة مؤشر أسعار المستهلك، هذا من شأنه أن يضيف 0.1٪ أخرى إلى مستويات التضخم الشهرية.

وأضافت: هذه الآثار، جنباً إلى جنب مع التغيرات الأساسية في الأسعار، ستجعل مستويات التضخم الشهرية قريبة من 1 - 1.2% في عام 2025 (مقابل 2.2% في عام 2024)، ويترجم ذلك إلى معدل تضخم سنوي يبلغ 13- 15% في عام 2025، قبل أن يتباطأ إلى 10- 12% في عام 2026.

وبينت أنه استنادًا إلى افتراضاتها المتعلقة بالتضخم، فإن التخفيض بنسبة 10% في سعر من الآن وحتى نهاية عام 2025، سيظل يترك أسعار الفائدة الحقيقية عند مستوى إيجابي يبلغ 3٪ بحلول نهاية عام 2025، وهو ما قد يصل إلى +6% إذا تبين أن التضخم أضعف من المتوقع.

رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة في البلاد إلى أرقام قياسية، لأول مرة، بعد تمرير زيادة تراكمية بنسبة 19%، لتصل حالياً إلى 27.25% للإيداع و28.25% للإقراض لليلة واحدة.

اقرأ أيضاًالدولار يتخطى 51 جنيها في بنكي الأهلي ومصر

قبل اجتماع البنك المركزي.. متوسط سعر الفائدة على أذون الخزانة بأجل 91 يوما يتراجع 0.42%

قبل قرار المركزي.. متي يبدأ بنكي الأهلي ومصر صرف مستحقات شهادات الادخار بفائدة 27%؟

البنك المركزي: الدولار يرتفع 1.33 جنيه منذ مطلع تعاملات ديسمبر الجاري

مقالات مشابهة

  • شهادة بلس الثلاثية من البنك التجاري الدولي.. مزايا وشروط الاكتتاب
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تُتابع مع المدير الإقليمي للبنك الدولي ملفات الشراكة الجارية وجهود دفع معدلات النمو والتشغيل
  • بحوث الكويت الوطني: لا نستبعد تخفيض الفائدة بنسبة 3% في اجتماع البنك المركزي
  • المشاط تتابع مع المدير الإقليمي للبنك الدولي ملفات الشراكة الجارية ودفع معدلات النمو والتشغيل
  • «التخطيط»: نتطلع للتعاون المستقبلي مع مجموعة البنك الدولي في مجالات مختلفة
  • المشاط تُتابع مع المدير الإقليمي للبنك الدولي ملفات الشراكة الجارية وجهود دفع معدلات النمو والتشغيل
  • المشاط تُتابع مع المدير الإقليمي للبنك الدولي جهود دفع معدلات النمو والتشغيل
  • البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 4.2% العام المالي الجاري
  • البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد المصري لـ 4.6% خلال 2026
  • البنك الدولي يمنح توجو 100 مليون دولار لدعم تحولها الرقمي