مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية.. المعارك مستمرة بين انخفاض الدعم الأمريكي وزيادة الحشد الروسي
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تستمر الحرب الروسية الأوكرانية، وسط حالة من التخبطات الكبيرة خلال الفترة الماضية، على إثر رفض الكونجرس تقديم المزيد من الدعم المالي لأوكرانيا خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع الأزمة الجارية في غزة، ونتيجة لذلك نشرت هيئة الإذاعة البريطاني «بي بي سي» تقريرا حول مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية خلال العام المقبل ٢٠٢٤.
ورجحت «بي بي سي» تأثر الأمر بعدة عوامل، أهمها المال؛ وذلك عقب تعليق حزمتين من المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا بسبب رفض الكونجرس فيما تحتاج المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا إلى موافقة الكونجرس، وهو ما لم يتم بشأن الحزمتين الآخرين، وهو ما جعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يطالب بمنحه المال حتى لو على سبيل السلف.
وفيما يخص حزمة المساعدات الأوروبية، تستمر المفاوضات من قبل الاتحاد الأوروبي وسط رفض المجر، وهو ما تسبب في تأجيل المفاوضات إلى أوائل العام المقبل.
زيادة الميزانية الروسية
من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن روسيا تخطط لزيادة إنفاق الميزانية بنسبة كبيرة تصل إلى ٢٥.٨٪ إلى ٣٦.٦ تريليون روبل في عام ٢٠٢٤، مع توقع زيادات كبيرة في الإنفاق العسكري والاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية في مارس.
ووجهت روسيا أموالًا بشكل كبير نحو «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وسيرتفع الإنفاق الاجتماعي مع اقتراب الانتخابات التي يسعى فيها الرئيس فلاديمير بوتين لولاية أخرى مدتها ٦ سنوات.
انخفاض الدعم العسكري.
اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بصعوبة الأوضاع في البلاد، على إثر انخفاض المساعدات المقدمة لبلاده، وما يترتب عليه من قلة الدعم العسكري خلال السنة المقبلة ٢٠٢٤. فيما اعترف الاتحاد الأوروبي بأنه لن يحقق هدفه المتمثل في تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفع ١٥٥ ملم بحلول مارس ٢٠٢٤.
ورجحت «بي بي سي» أن يدفع ذلك كييف إلى التخلي عن مواقعهم ومزيد من الأراضي، وتسيطر روسيا حاليًا على نحو ١٧ في المئة من الأراضي الأوكرانية.
وتقدر أوكرانيا أن الحرب كلفت اقتصادها ١٥٠ مليار دولار، وتخطط لإنفاق ٤٣.٢ مليار دولار على الجيش في عام ٢٠٢٤، بينما تقدر الميزانية العسكرية الروسية بنحو ١١٢ مليار دولار.
توقعات بوتين وزيلينسكي لعام ٢٠٢٤
عقد كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرا مؤتمريهما الصحفيين السنويين واستعرضا حصيلة سنة صعبة وحددا أولوياتهما لعام ٢٠٢٤.
أعلن الرئيس الأوكراني: «نحتاج الى دعم لأننا ببساطة لا نملك الذخيرة» رافضًا الإدلاء بالمزيد حول خطط جيشه لعام ٢٠٢٤، الذي بات يعتمد تكتيكا دفاعيا.
وأعرب فلاديمير بوتين عن ارتياحه لقيام قواته «بتحسين مواقعها على طول خط التماس تقريبا». ورغم اعترافه بوجود أوكراني على الضفة الجنوبية لنهر دنيبر، أكد أن القوات الأوكرانية تتعرض «للإبادة» هناك بنيران المدفعية الروسية.
فيما يراهن بوتين على تراجع المساعدات الغربية لأوكرانيا، التي هي نقطة خلاف سياسي في أوروبا والولايات المتحدة.
من جانبه، قال زيلينسكي إنه مقتنع بأن المساعدات ستستمر في الوصول وأن الولايات المتحدة «لن تخون» بلاده. وقال إنه يخشى حدوث تغيير في سياسة واشنطن إذا عاد دونالد ترامب إلى السلطة.وحذر قائلا «إذا كانت سياسة الرئيس المقبل، أيا كان، مختلفة تجاه أوكرانيا أو أكثر فتورا أو أقل سخاء، فأعتقد أن هذه الإشارات سيكون لها تأثير قوي للغاية على مسار الحرب».
فيما أعلن بوتين أن السلام لن يكون ممكنا إلا عندما تتحقق أهداف موسكو، وهي «القضاء على النازية في أوكرانيا ونزع أسلحتها وتحييدها».
وأكد أن موسكو وكييف «اتفقتا» على هذه المعايير خلال المفاوضات الأولى في إسطنبول في بداية النزاع، وهي محادثات تم التخلي عنها بعد ذلك.
وقال «هناك احتمالات أخرى، إما التوصل إلى اتفاق أو حل المشكلة بالقوة، وهذا ما سنسعى جاهدين للقيام به».
وكرر فولوديمير زيلينسكي هدفه المتمثل في استعادة السيطرة على جميع الأراضي التي احتلتها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام ٢٠١٤، وحذر من أن «الاستراتيجية لا يمكن تغييرها».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا فولودیمیر زیلینسکی
إقرأ أيضاً:
مساعد بوتين: روسيا تعارض وقف إطلاق النار المؤقت في الحرب الأوكرانية
صرح يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، بأن الكرملين يُعطي الأولوية لتسوية طويلة الأمد على وقف إطلاق النار المؤقت في أوكرانيا، واصفًا اقتراح الهدنة الأمريكي بأنه "متنفس للجيش الأوكراني".
الحرب الروسية الأوكرانيةتأتي تصريحاته في الوقت الذي أفادت فيه التقارير بوصول ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، إلى موسكو لإجراء محادثات حول وقف إطلاق نار مقترح لمدة 30 يومًا في أوكرانيا.
وأضاف أوشاكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحدد موقف موسكو من فكرة وقف إطلاق النار المؤقت في وقت لاحق من يوم 13 مارس.
وقال أوشاكوف على التلفزيون الرسمي: "نعتقد أن هدفنا هو تسوية سلمية طويلة الأمد، ونحن نسعى جاهدين لتحقيق ذلك، تسوية سلمية تأخذ في الاعتبار المصالح المشروعة لبلدنا ومخاوفنا المعروفة".
وأضاف أوشاكوف أنه أوضح موقف روسيا من وقف إطلاق النار لمستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز.
وتابع أوشاكوف: "لقد أوضحتُ موقفنا بأن هذا (وقف إطلاق النار) ليس سوى هدنة مؤقتة للجيش الأوكراني، لا أكثر".
واتفق والتز وأوشاكوف أيضًا على أن انضمام أوكرانيا المحتمل لحلف الناتو لا يمكن أن يكون جزءًا من نقاش التسوية السلمية.
وسبق أن وصفت إدارة ترامب احتمال انضمام كييف إلى الحلف بأنه غير واقعي، بينما حددت روسيا حظر انضمام أوكرانيا كأحد الشروط الرئيسية لأي مفاوضات.
وعندما سُئل أوشاكوف عن احتمال وصول ويتكوف إلى موسكو، رفض التعليق، قائلاً: "اتفقنا على أن يكون هذا النوع من التواصل مغلقًا".
وافقت كييف على الاقتراح الأمريكي خلال مفاوضات جدة في 11 مارس ، والتي استأنفت واشنطن بعدها الدعم العسكري والاستخباراتي لأوكرانيا.
عقوبات ضد روسياودعا السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام إلى فرض عقوبات على روسيا إذا رفضت موسكو اقتراح وقف إطلاق النار.
ووعد بتقديم إجراءات جديدة في الكونجرس تستهدف روسيا والدول التي لا تزال تشتري السلع الروسية، بما في ذلك النفط والغاز واليورانيوم.
في الماضي، استبعدت موسكو وقف إطلاق نار مؤقت من شأنه أن يُجمّد الصراع على طول خطوط المواجهة الحالية.
وقد سبق أن عبّرت أصوات قومية روسية ومدونون مؤيدون للحرب عن معارضتهم للمقترح المدعوم من الولايات المتحدة.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، وجود مسؤولين أمريكيين في موسكو، لكنه لم يكشف عن موقف روسيا من مقترح وقف إطلاق النار.