13 ألــف طفــل فلسطــيني اعتقلتهــم إسرائيــل خــلال 23 عــامــا
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
القدس «رويترز»: كان عبد الرحمن الزغل البالغ من العمر أربعة عشر عاما أحد أصغر السجناء الفلسطينيين الذين أطلقت إسرائيل سراحهم مقابل تحرير بعض الذين احتجزتهم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) خلال الهجوم الذي شنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
ولكن بعد مرور أسابيع، لا تزال حياة الزغل بعيدة تماما عن حياة أي من أقرانه من الفتية العاديين، إذ يتعافى من إصابات خطيرة أصيب بها يوم اعتقاله.
وأضاف الزغل أنه تعرض لإطلاق نار في أغسطس عندما غادر منزله لشراء الخبز، لكن بعد استيقاظه وجد نفسه مقيدا في سرير أحد المستشفيات وكان مصابا بطلقات نارية في الرأس والحوض ومن حوله شرطيان.
واتهمت إسرائيل الزغل بإلقاء قنبلة حارقة، وهي الواقعة التي ينفيها. وقالت والدته نجاح إنه أصيب برصاص رجل كان يحرس مستوطنة يهودية بالقرب من منزلهم في القدس الشرقية.
وقالت الشرطة في بيان ليلة إطلاق النار على الزغل إن أفرادا من الشرطة أطلقوا النار على فتى لم تذكر اسمه وأصابوه بجروح خطيرة بعد أن شعروا أن حياتهم في خطر.
وباعتباره أحد سكان القدس، فقد نظرت محكمة مدنية إسرائيلية في قضية الزغل. وأمر القاضي بوضعه تحت الإقامة الجبرية خارج الحي الذي يسكن فيه، حتى نهاية محاكمته.
وقال الزغل إنه قفز من الفرحة يوم إطلاق سراحه. لكن والدته قالت إن أجواء الاحتفال غابت عن المنزل لأنه كان على وشك الخضوع لعملية جراحية لعلاج ضرر في الدماغ ناجم عن حادث إطلاق النار.
ومن بين 240 فلسطينيا أفرجت عنهم إسرائيل خلال هدنة في نوفمبر، كان الزغل واحدا من بين 104 أطفال تحت سن 18 عاما. وأطلقت حماس في المقابل سراح 110 من النساء والأطفال والأجانب .
وأظهرت سجلات إسرائيلية أن أكثر من نصف الفلسطينيين المفرج عنهم في إطار اتفاق التبادل كانوا محتجزين دون توجيه اتهامات إليهم.
وقالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فرع فلسطين إن الجيش الإسرائيلي احتجز نحو 13 ألف طفل فلسطيني، معظمهم تقريبا من الفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما، منذ عام 2000.
وقالت ميراندا كليلاند، المسؤولة في الحركة: «في كل مكان يتجه إليه طفل فلسطيني، يوجد الجيش الإسرائيلي لممارسة نوع من السيطرة على حياته».
وتدعي إسرائيل إنها تحتجز فلسطينيين تشتبه في أنهم شنوا هجمات على مواطنيها أو التخطيط لمهاجمتهم. وزعم الجيش الإسرائيلي إن وكالات إنفاذ القانون في الضفة الغربية المحتلة «تعمل على حماية حقوق القاصرين في جميع الإجراءات الإدارية والجنائية».
وفي الضفة الغربية، يخضع الفلسطينيون والإسرائيليون لنظم قانونية مختلفة. ويحاكم الفلسطينيون، ومنهم القُصّر، أمام محكمة عسكرية.
واستنادا إلى إفادات خطية جُمعت من 766 طفلا كانوا محتجزين بين عامي 2016 و2022، وجدت الحركة أن نحو 59% من هؤلاء الأطفال اختطفوا على أيدي جنود ليلا.
وتعرض نحو 75% من الأطفال لعنف جسدي، فيما استُجوب 97% منهم دون حضور أي من أفراد أسرهم أو محام. وقالت كليلاند إن واحدا من كل أربعة يوضع في الحبس الانفرادي لمدة يومين أو أكثر حتى قبل بدء المحاكمة.
وأضافت أن المحامين يعملون على التوصل إلى اتفاقات تسوية للأطفال لأن نسبة إدانتهم تتجاوز 95%.
وقالت الدكتورة سماح جبر، وهي طبيبة نفسية ترأس وحدة الصحة النفسية بوزارة الصحة الفلسطينية، إن أحد التحديات التي تواجههم خلال تقديم استشارات للفتيان المفرج عنهم هو أنهم يتوقعون احتجازهم مجددا، وهو ما يحدث بالفعل للعديد منهم.
وقال الزغل: إن القوات الإسرائيلية اعتقلته مرتين من قبل. وأوضح أن المرة الأولى كان عمره 12 عاما وأن الجنود ضربوه حينها ببنادقهم بينما كان يلعب مع ابن عمه في أريحا. وقال إنهم اتهموه برشق الحجارة، وهو ما نفاه.
وقالت مؤسسة الضمير الفلسطينية لرعاية الأسير وحقوق الإنسان: إن إلقاء الحجارة هو أكثر التهم شيوعا بحق القاصرين الفلسطينيين المحتجزين في الضفة الغربية، ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاما بموجب القانون العسكري الإسرائيلي.
ويتذكر الزغل كيف كان يذهب مع والده الراحل إلى أحد حمامات السباحة في تل أبيب خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويقول إنه يريد أن يصبح منقذا. وقال إنه يحب المدرسة ويتوق للعودة إليها.
وقالت وزارة التعليم الإسرائيلية إن الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية لن يلتحقوا بالمدارس حتى يناير 2024.
ولم ترد الوزارة على أسئلة حول سبب هذا القرار.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يضغط على واشنطن للحفاظ على ضعف سوريا من خلال بقاء القواعد الروسية
كشفت أربعة مصادر مطلعة أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس جهودا لحث الولايات المتحدة على إبقاء سوريا ضعيفة ولامركزية، بما في ذلك السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها العسكرية هناك لـ"مواجهة النفوذ التركي المتزايد في البلاد".
وقالت المصادر إن "العلاقات التركية المتوترة مع إسرائيل تعرضت لضغوط شديدة خلال حرب غزة، وأبلغ مسؤولون إسرائيليون واشنطن أن الحكام الإسلاميين الجدد في سوريا، الذين تدعمهم أنقرة، يشكلون تهديدًا لحدود إسرائيل"، بحسب ما نقل موقع "تاميز أوف إسرائيل".
ويشير الضغط إلى حملة إسرائيلية منسقة للتأثير على السياسة الأمريكية في منعطف حرج بالنسبة لسوريا، حيث "يحاول الإسلاميون الذين أطاحوا ببشار الأسد العمل على استقرار الدولة المنقسمة وحمل واشنطن على رفع العقوبات العقابية"، بحسب الموقع الإسرائيلي.
وقالت ثلاثة مصادر أمريكية وشخص آخر مطلع على الاتصالات إن "إسرائيل نقلت وجهات نظرها إلى كبار المسؤولين الأمريكيين خلال اجتماعات في واشنطن في شباط/ فبراير الماضي، وخلال اجتماعات لاحقة في إسرائيل مع ممثلي الكونغرس الأمريكي".
وقال اثنان من المصادر إن النقاط الرئيسية تم توزيعها أيضًا على بعض كبار المسؤولين الأمريكيين.
وقال آرون لوند، وهو زميل في مؤسسة "سينشري إنترناشيونال" البحثية ومقرها الولايات المتحدة: "إن الخوف الأكبر لدى إسرائيل هو أن تتدخل تركيا وتحمي هذا النظام الإسلامي السوري الجديد، الذي ينتهي به الأمر إلى أن يصبح قاعدة لحماس وغيرها من المسلحين".
وبحسب المصادر "لم يتضح إلى أي مدى تفكر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تبني مقترحات إسرائيل، بحسب المصادر"، بينما لم تقل الإدارة الكثير عن سوريا، الأمر الذي ترك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل العقوبات وما إذا كانت القوات الأمريكية المنتشرة في الشمال الشرقي ستبقى.
وأضاف لوند أن "إسرائيل لديها فرصة جيدة للتأثير على تفكير الولايات المتحدة"، ووصف الإدارة الجديدة بأنها مؤيدة لـ"إسرائيل" بشدة. مضيفا أن "سوريا بالكاد على رادار ترامب الآن، وأنها ذات أولوية منخفضة، وهناك فراغ سياسي يجب ملؤه".
وأكد الموقع أن "إسرائيل أعلنت بشكل واضح عدم ثقتها في هيئة تحرير الشام، الفصيل الإسلامي الذي قاد الحملة التي أطاحت بالأسد والتي نشأت من جماعة كانت تابعة لتنظيم القاعدة حتى قطعت العلاقات في عام 2016".
والأسبوع الماضي، قال نتنياهو إن "إسرائيل لن تتسامح مع وجود هيئة تحرير الشام في جنوب سوريا، أو أي قوات أخرى تابعة للحكام الجدد"، وطالب بنزع السلاح من المنطقة.
وعقب سقوط نظام الأسد، نفذت "إسرائيل" غارات جوية مكثفة قالت إنها ضد قواعد عسكرية سورية، ونقلت قواتها إلى منطقة منزوعة السلاح خاضعة لمراقبة الأمم المتحدة داخل سوريا.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ضربت "إسرائيل" مواقع عسكرية جنوب دمشق.
وأكد الموقع أن "إسرائيل تشعر الآن بقلق عميق إزاء دور تركيا كحليف وثيق لحكام سوريا الجدد"، بحسب ما نقل عن ثلاثة مصادر أمريكية.
في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن "إسرائيل تشعر بالقلق من دعم تركيا لجهود إيران لإعادة بناء حزب الله وأن الجماعات الإسلامية في سوريا تخلق جبهة أخرى ضد إسرائيل".
وقالت تركيا إنها تريد أن تصبح سوريا مستقرة ولا تشكل أي تهديد لجيرانها، وقالت مرارًا وتكرارًا إن تصرفات "إسرائيل" في جنوب سوريا كانت جزءًا من سياستها التوسعية، وأظهرت أن تل أبيب لا تريد السلام الإقليمي.
وقالت المصادر إن المسؤولين الإسرائيليين سعوا، لاحتواء تركيا، وإلى إقناع المسؤولين الأمريكيين بضرورة احتفاظ روسيا بقاعدتها البحرية في البحر الأبيض المتوسط في محافظة طرطوس السورية وقاعدتها الجوية في حميميم في محافظة اللاذقية.