وفي الوقت نفسه يرى عدد من الخبراء العسكريين والمحللين الأمنيين أن اجتماعاً بهذا المستوى العالي هو بمثابة “مجلس الحرب” في إطار المشاركة الرسمية والشعبيّة لمناصرة إخواننا في قطاع غزة استجابةً لأمر قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، محذرين الأمريكي وكلّ أدواته من مغبة التهور في عسكرة البحر الأحمر والإضرار بالملاحة الدولية أَو الاعتداء على اليمن، مؤكّـدين أن قواتنا المسلحة والأمنية في أتم الجاهزية لمواجهة أي طارئ.
مجلسُ حرب للدفاع عن الحقوق المشروعة:
ويقول الخبير والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان: إنه “مما لا شك فيه أن هذا الاجتماع الاستثنائي الذي مثل من كافة وحدات القوات المسلحة اليمنية إضافة إلى الأجهزة الأمنية يعطي صورة عن المرحلة القادمة على اعتبار أن هذا الاجتماع قد جاء بعد خطاب السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله-“.
ويضيف أن الاجتماع أول رسالة بلهجة واضحة وصريحة للأمريكي أنه إذَا فكر بالاعتداء على اليمن فعليه أن يدرك أنها لن تكون هناك ضربة هنا أَو ضربة هناك، بل ستكون حربًا مفتوحة، ومن يطلق أول رصاصة لا يمكن أن يكون هو من يملك آخر رصاصة أَو من يقوم بإطلاق آخر رصاصة.
ويواصل العقيد شمسان حديثه بالقول: “وبالتالي في إطار التحولات القائمة اليوم سواءً فيما يجري في البحر الأحمر وتشكيل التحالف الأمريكي، أَو فيما يجري من خطابات تصعيدية ضد اليمن في محاولة للترهيب أَو الرفض عليهم أن يدركوا من خلال هذا الاجتماع الكبير والاستثنائي، بل وربما الذي لم يتم من قبل على اعتبار أن بمثل هذه المستوى العالي من قيادات الدولة العسكرية والأمنية كمجلس حرب لم تشهده المنطقة الخامسة ولم تشهده محافظة الحديدة منذ عقود من الزمن”، موضحًا أن “هذا يعني أن هناك مساراً تصاعدياً سيواجه الأمريكي إذَا ما فكر في الاعتداء على اليمن”.
ويؤكّـد أن “هناك الكثير من الدلالات والرسائل التي بعثها هذا الاجتماع والتي يتمثل بعضها بأن حالة الجهوزية الاستعدادية هي في أعلى مستوياتها، وأننا مستعدون للذهاب إلى ما هو أبعد بكثير مما قد يفكر الأمريكي وأدواته في المنطقة”.
أولى المؤشرات.. نطاق المواجهة يفوق توقعات العدو:
بدوره يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان: إن “الاجتماع الموسع الذي نفذته القيادة العامة لقواتنا المسلحة والأمن في هذه الظروف يعتبر اجتماعًا استثنائيًّا وعاليَّ المستوى له دلالة تؤكّـد أن ما بعده ليس كما قبله”، موضحًا أنه إعلان لمرحلة جديدة من النفير والاستعداد الأمني والعسكري لأي طارئ.
ويضيف: “وفي ظل التحَرّكات الأمريكية المعادية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وتحشيد السفن والأساطيل إلى البحر جاء هذا الاجتماع ليكون رداً على هذه التحَرّكات ورفع حالة التأهب لمختلف التشكيلات والقوى الضاربة البرية والجوية والبحرية لتكون عند مستوى الجاهزية خيارات الردع في حال حصل تصعيد أَو اعتداء أمريكي مباشر على سيادة اليمن”.
ويؤكّـد عثمان “أن ما بعد هذا الاجتماع لن يكون كما قبله وقواتنا المسلحة بقطاعاتها ووحداتها هي في صدد الانتقال إلى الأوضاع الهجومية والتهيئة الشاملة لردع أي طارئ عسكري أَو حماقة تأتي من طرف العدوّ الأمريكي وحلفائه وأدواته في المنطقة”.
ويضيف “وإذا ما غامر الأمريكي في هذه المرحلة بأي عدوان على اليمن من أساطيله وسفنه بالبحر الأحمر فَــإنَّ قواتنا المسلحة بعون الله تعالى على جاهزية تامة لتطبيق الخيارات والسيناريوهات التي وضعتها القيادة وتوسيع سقف المواجهة بنطاق استراتيجي يفوق توقعات العدوّ الأمريكي”.
ويردف بالقول: “الحشود البحرية الأمريكية من أساطيل وسفن وحاملة طائرات بالبحر الأحمر لن تكون قادرة بعون الله تعالى على تحقيق أي إنجاز”، موضحًا أن “حرب السفن لا تقدم ولا تؤخر بموازين القوة بقدر ما ستتحول إلى نقاط ضعف وفرائس سهلة يمكن تدميرها”.
واختتم زين العابدين عثمان بقوله: “إن ارتكابَ الأمريكي أي اعتداء على اليمن سيكون بمثابة انتحار وسيفتح على نفسه وعلى مصالحه وأساطيله حرباً كارثية تتجاوز حساباته وقدراته”، مؤكّـداً “أن كُـلّ سفنه مراقبة ومرصودة وتمتلك قواتنا المسلحة بفضل الله تعالى القدرات الكافية لمهاجمتها وتدميرها في أية لحظة وفي أية نقطة في هذه البحار”.
خَطُّ معركة مباشرة:
من جهته يرى الخبير الأمني العقيد إسماعيل المحطوري، أن الاجتماعَ جاء مواكبةً للأحداث والتحَرّكات الأمريكية المعادية في البحر الأحمر من جهة، ومن جهةٍ أُخرى استجابةً لدعوة السيد القائد -يحفظه الله- بالتحَرّك الرسمي والشعبي لإسناد غزة وفلسطين والإعلان السابق للجيش اليمني في دخول المعركة رسميًّا مع الكيان الصهيوني حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار ودخول المساعدات والمواد الغذائية والدواء والماء إلى قطاع غزة.
ويوضح المحطوري أن “دلالة الاجتماع في مدينة الحديدة حارس البحر الأحمر والتي تنفذ منها العمليات البحرية ضد السفن الصهيونية أَو التي تتجه إلى موانئ الاحتلال، كثيرة وبينة فكما يعلم الجميع أن القوات المسلحة والأمن هي في خط المعركة مباشرة مع العدوّ الصهيوني”.
ويضيف: “أما الرسائل التي حملها الاجتماع فهي الجهوزية التامة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- وكذلك التأكيد على الموقف الرسمي والشعبي للجمهورية اليمنية تجاه القضية الفلسطينية بأنه موقف ثابت ومبدئي إيمَـاني وأخلاقي وإنساني ولن نتنازل عنه مهما كانت الضغوط”.
وتابع حديثه بالقول: “كما تحدث القادة أن القوات المسلحة والأمن في حالة جهوزية تامة لمختلف التشكيلات والوحدات العسكرية والأمنية البرية والبحرية والجوية ومستوى التعاون والتنسيق المشترك بين كُـلّ الوحدات العسكرية والأمنية بالإضافة إلى التحذير الجاد في هذا الاجتماع الكبير من عسكرة البحر الأحمر والإضرار بالملاحة الدولية”.
تأمينُ الملاحة الدولية بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني:
من جهته يقول مستشار وزارة الإعلام توفيق الحميري: بأنه يمكن عنونة الاجتماع الاستثنائي للقيادات العسكرية في الحديدة بأنه انطلاقة مرحلة تاريخية تموت الهيمنة الأمريكية فيها على أيدي أبطال اليمن بعد أن تم كسرُها في 21 سبتمبر 2014م.
ويشير الحميري إلى أن “اجتماع قيادة القوات المسلحة بكافة وحداتها القتالية والأمنية في الحديدة مع قيادة المنطقة الخامسة يؤكّـد إعلان الجهوزية الكاملة للقوات اليمنية في تنفيذ توجيهات السيد القائد -يحفظه الله- بشأن استمرار العمليات العسكرية بحراً وجواً لمساندة أهلنا في غزة ضد جرائم العدوّ الإسرائيلي، بالإضافة إلى تأكيد كامل جهوزية قواتنا للقيام بتأمين البحر الأحمر من البلطجة الأمريكية وإعلان الجهوزية لردع الأمريكان وتوجيه الضربات لبوارجها إذَا كرّرت أية تصرفات تمس سلامة الملاحة الدولية وتنهي تغطرُسَ القوات الأمريكية وحلفائها التي تنتقص من سيادة البحر الأحمر وتستضعفُ شعوبَ الدول المشاطئة عليه”.
ويضيف الحميري أن “الاجتماع العسكري الهام يقول للعالم إن مساندة فلسطين قرار يمني لا رجعة عنه مهما كانت التهديدات، ويقول للعالم أَيْـضاً إن حماية وتأمين البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي والمنطقة هي مسؤوليتنا وليست مسؤولية أمريكية أَو بريطانية أَو غربية وإن زمن قدوم الغزاة الطامعين إلى بلداننا وبحورنا بذريعة الحماية قد ولّى وانتهى، ونحن المعنيون بحماية شعوبنا وبلداننا وبحارنا من الخطر الأمريكي، الذي انكشفت للعالم كُـلّ أكاذيبه ومزاعمه من خلال مشاركته الصريحة وحمايته المعلنة للإجرام الصهيوني والمجازر التي تقترف في حق إخوتنا وأهلنا في فلسطين”.
وأكّـد الحميري أن “القوات المسلحة ومن خلال بياناتها المتكرّرة ورسائل قياداتها العسكرية، تؤكّـد أنها ماضية نحو تأمين الملاحة الدولية بما يضمن إعادة حقوق الشعب الفلسطيني التي يسعى العدوّ الصهيوني لسلبها، فضلاً عن الشرط الثابت وهو وقف العدوان والحصار على غزة الباسلة”.
صحيفة المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: القوات المسلحة قواتنا المسلحة هذا الاجتماع البحر الأحمر على الیمن
إقرأ أيضاً:
موقع أمريكي : القوات المسلحة اليمنية نجحت في منع الوصول إلى البحر الأحمر من خلال الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة
الثورة نت/متابعات اعترف موقع “19FortyFive” الأمريكي المتخصص في الشؤون الدفاعية، الأحد، بهزيمة الجيش الأمريكي في البحر الأحمر أمام القوات المسلحة اليمنية، مؤكدا أن هجمات الجيش اليمني المستمرة في البحر الأحمر واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري. وأوضح الموقع أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في منع الوصول إلى البحر الأحمر من خلال استخدامهم المبتكر للصواريخ الدقيقة بعيدة المدى والطائرات بدون طيار قليلة التكلفة. وشدد على “الجيش الأمريكي أن يفكر في استعارة صفحة من كتاب قواعد اللعبة الذي تستخدمه” القوات المسلحة اليمنية. وأشار إلى أن عمليات القوات المسلحة اليمنية أثبتت أن السيطرة على البحر من الشاطئ ومنع الوصول إليه يمكن أن يكونا فعالين للغاية، منوها بنجاح اليمنيين في تغيير استراتيجية الحرب يتضمن السيطرة على البحر ومنع الوصول. وبيَّن الموقع أن التغيير الذي أحدثه اليمن يتضمن السيطرة على البحر ومنع الوصول إليه من خلال تطبيق إطلاق الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى واستخدام الطائرات بدون طيار ذاتية التشغيل من البر. ولفت إلى أن القوات المسلحة اليمنية تمزج “بشكل فعال بين مزيج من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه للتنافس على السيطرة على خطوط الاتصالات البحرية في ساحل البحر الأحمر”. الموقع يدعو الجيش الأمريكي لاستخدام التكتيكات اليمنية في مواجهة الصين وبعد تسليطه الضوء على نجاح عمليات القوات المسلحة اليمنية واستخدامها تكتيكات تستخدم لأول مرة في التاريخ العسكري والسيطرة على البحار من البر، دعا موقع “19FortyFive” الجيش الأمريكي إلى أن يستفيد من الدروس المستفادة من الجيش اليمني لمواجهة الصين. وأشار الموقع إلى أن برنامج إطلاق الصواريخ الاستراتيجية متوسطة المدى وقوات المهام متعددة المجالات التابعة للجيش الأمريكي مناسبة تمامًا لتطبيق تكتيكات مماثلة في غرب المحيط الهادئ في مواجهة الصين. وقال “ينبغي للجيش الأمريكي أن يسعى إلى تحقيق نفس القدرة في بيئة ساحلية متنازع عليها ضد عدو مثل الصين” حد وصفه. وأضاف أنه “بوسع الجيش أن يستفيد من الجهود التي تبذل بالفعل في المؤسسة العسكرية الأمريكية، فبوسعه على سبيل المثال أن يستلهم مفهوم العمليات البحرية الموزعة الذي تتبناه البحرية الأمريكية، حيث تعمل السفن على نطاق واسع ولكنها تعمل في انسجام وتناغم، وربما تعمل وحدات الجيش على نحو مماثل في غرب المحيط الهادئ. وأشار إلى أنه “في حرب بحرية في غرب المحيط الهادئ، من المرجح أن يضطر الجيش إلى العمل على قواعد في جزر بعيدة ومهاجمة السفن بنفس الطريقة التي” تفعلها القوات المسلحة من داخل اليمن، لافتا إلى أن “الانتشار الجغرافي سيشكل جانباً حيوياً من جوانب القدرة على البقاء في الحرب المقبلة”. وأردف بقوله “ينبغي للجيش الأمريكي أن يطبق مفهوم إدارة العمليات الدفاعية على قوات المهام المتعددة الأطراف المجهزة بصواريخ باليستية موجهة قصيرة المدى، وينشرها على قواعد خارج سلسلة الجزر الأولى، وهي سلسلة الجزر الممتدة من اليابان إلى إندونيسيا والتي تحد الصين”. وقال الموقع “إن هذا الوجود المتقدم من شأنه أن يساهم في الردع المتكامل من خلال إجبار الجيش الصيني على التعامل مع معضلات عملياتية متعددة، على سبيل المثال، سوف يضطر إلى تعقب أهداف بعيدة متعددة في وقت واحد والدفاع ضد بطاريات إطلاق النار الموزعة عبر غرب المحيط الهادئ. وسوف تتطلب هذه البطاريات الاهتمام لأنها تتمتع بالمدى والقدرة القاتلة لضرب وتدمير أهداف عالية القيمة في جميع أنحاء المنطقة. وأضاف أنه “يمكن للجيش الأمريكي والقوات المتحالفة معه تحقيق ميزة تغير مسار الحرب إذا تعلموا من تكتيك اليمنيين المتمثل في السيطرة على البحر من الشاطئ باستخدام طائرات بدون طيار غير مكلفة وأسلحة هجومية دقيقة بعيدة المدى، وإذا تمكنوا من مزج هذه التقنية مع التنقل الجوي”. ويرى مراقبون أن عمليات القوات المسلحة اليمنية البحرية المساندة للشعب الفلسطيني، واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري، فقد غيرت قواعد الاشتباك البحري، من خلال استخدامها لأول مرة في التاريخ الصواريخ الباليستية لضرب أهداف بحرية متحركة، كما استخدمت الطائرات المسيرة ضد قوات العدو وسفنه. كما يُجزم المتابعون أنه بنفس القدر التي تُفكر وتسعى به الولايات المتحدة لاستخدام التكتيكات البحرية اليمنية ضد خصومها خصوصا الصين وروسيا، فبنفس القدر يتجه خصوم أمريكا لاستخدام تكتيكات الجيش اليمني ضد البحرية الأمريكية وحلفاؤها المنتشرة في البحار حول العالم، ما يؤكد أن اليمن غير القواعد العسكرية للاشتباك البحري إلى الأبد، وأدخل العالم في عصر جديد من الهيمنة والسيطرة على البحار ستغيب عنه حاملات الطائرات والبوارج والغواصات الأمريكية.