ولنا فى الحياة مطالب نأمل مع عام جديد تحقيقها وندعو الله أن يكون عام خير على مصرنا وأهلنا وأمتنا الإسلامية والعربية، بل وعلى العالم أجمع، وأن يطفئ الله نار الحروب والصراعات إلى الأبد، ويعود الاستقرار للعالم حتى نحيا بسلام وسط أجواء خالية من الهم والغم والنكد.
أحلام المصريين على أعتاب عام جديد كلها مطالب مشروعة، وتختلف عن سابقتها نظرًا لتبدل الأحوال وتغير الظروف عالميًا ومحليًا، وما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية طاحنة، وأجواء حدودية ملتهبة.
أحلامنا وإن تنوعت لكنها سوف تصب جميعها فى بوتقة واحدة، ففى النهاية نحن شعب قانع يرضى بالقليل ويكتفى غالبيتنا بالستر غطاء.. نعم ما نريده جميعًا هو الستر بمعناه الحقيقى، لأنه غطاء مغلف فى الأصل برضا الله عز وجل، ويمتد تأثيره ليشمل الحياة الدنيا التى نأمل منذ جئنا إليها أن نخرج منها مستورين.
والستر يعنى غطاء الأمان الذى يكفل لنا حياة كريمة بالمعنى الدقيق للكلمة، فالمصرى أثبت أن معدنه الأصيل لا يصدأ وغير قابل للتلف، وأنه وقف فى الأزمات أكبر ظهير ونصير للوطن، والتاريخ يشهد منذ ثورة 1919، وحتى ثورة 30 يونيو 2013، بل وحتى يومنا هذا، أن المصريين جميعًا يهبون على قلب رجل واحد إذا تعرض الوطن للخطر، وأن نداء «لبيك وطن» هو الأغلى مهما كان الثمن.
أحلامنا جميعًا تصب فى النهاية فى مصلحة الوطن الذى نأمل له مزيدًا من الازدهار والتقدم والرقى لتحتل مصرنا مكانتها المرموقة بين كافة الدول، ونجنى ثمار ما قدمته أيدينا لتكون مصر الجديدة علامة فارقة تليق بتاريخنا وحضارتنا وطموحات شعب إذا أراد يومًا فلا بد أن يستجيب القدر.
نعم نريد أن نستكمل مسيرتنا فى الاختيار، فكما اخترنا بقناعة وعن يقين الرئيس عبدالفتاح السيسى لولاية جديدة، أن نشارك فى اختيار أعضاء المجالس النيابية بالانتخاب المباشر لتعود لمجالسنا هيبتها وقوتها، وتشارك مشاركة فاعلة فى بناء الوطن، وتشرع من أجل غدٍ مشرق لمصر والمصريين.
• نريد حكومة قوية تشعر بآلام الشعب ومعاناته اليومية وتعمل من أجله، وتسخر كافة إمكانياتها لانتشال الغالبية من تحت خط الفقر، وتحمى أصحاب البطون الخاوية من الموت جوعًا، وتتصدى لحيتان الأسواق والأزمات الاقتصادية وتجار الموت ومصاصى دماء الشعب.
• نريد منظومة تعليمية حقيقية متطورة تعمل على إعمال العقل وتؤمن بأن التعليم أساس التقدم والرقى، وأن الحشو والكتب الدراسية التراثية والمناهج التى لا تُطور منذ سنوات و«علب السردين» الفصول الدراسية المكتظة، والمدرسين غير المؤهلين، والمدرس الكشكول، والتجارب المستنسخة وقلة المدرسين، وغيرها من السوءات التعليمية التى لا تقيم وطنًا، يجب الخلاص منها ووضع منظومة حديثة تنقلنا إلى مصاف دول بدأت بعدنا بعقود وسبقتنا بدهور.
• نريد منظومة صحية متكاملة تحمينا من جشع الأطباء وارتفاع أسعار الأدوية والعمليات الجراحية، والأرقام الفلكية للمستشفيات الخاصة، وترحمنا من الموت بحثًا عن قرص الدواء أو لعدم المقدرة على دفع نفقات العلاج، عبر تأمين صحى شامل ملزم بعلاج الجميع على مستوى واحد لا فرق فيه بين مصرى وآخر، فالجميع على قدم المساواة.
• نريد افتتاح مصانع ومدارس وشركات لاستيعاب الخريجين، ولا بد أن تتضمن استراتيجيتنا المستقبلية وظيفة لكل خريج، فلا معنى أن ينفق أولياء الأمور دماء قلوبهم لتعليم أبنائهم ولا يجدون فى موسم الحصاد إلا المزيد من الأعباء بإضافة عاطل جديد لقائمة العاطلين فتزداد حياة الأسرة معاناة.
• نريد وضع منظومة ثابتة للتطوير فى كل الوزارات، فمصر البلد الوحيد الذى يأتى إليه المسئول الجديد لينسف كل ما قام به سابقه ويبدأ من جديد، مهدرًا الملايين على الدولة، والحقيقة أن المسئول يجب أن يأتى لاستكمال الاستراتيجية والمنظومة الموضوعة من قبل الدولة ويطور فيها، ويضيف إليها ليحدث تقدمًا بدلًا من نظرية خطوة للأمام وأخرى للخلف، والناتج محلك سر.
• نريد وضع حد لتدهور سعر العملة المحلية وللدولار الذى «مرمطنا» وللذهب الذى أطاح بعقول الناس، وأن تفرض الحكومة يدها القوية فى مواجهة كل من تسول له نفسه أن يتلاعب بمصائر الشعب ومستقبل الأجيال القادمة.
• نريد أن نستغنى عن كل السلع المستوردة التى لا حاجة لنا بها، والتوسع فى بناء المصانع والشركات لزيادة الإنتاج المحلى والاعتماد عليه فى احتياجاتنا، وكذلك التوسع فى استصلاح الأراضى الزراعية لنأكل ونلبس مما تنتج أيدينا فى محاولة جادة للتصدى لهيمنة الدولار الذى حول حياتنا بسبب الاستيراد إلى جحيم لا يطاق.
• نريد أن نجد حلًا قاطعًا لارتفاع أسعار الوحدات السكنية وأن تعود الدولة بقوة للعمل لصالح الفقراء والتوسع فى الإسكان المتوسط، فالشقق المليونية ليست ضمن أحلام الفقراء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويكملون عشاءهم نومًا.
• نريد تطبيق نظام الشباك الواحد فى كل معاملاتنا، بدلًا من الكعب الداير والإنفاق المبالغ فيه لقضاء مصلحة أو الحصول على خدمة أو حتى ختم على ورقة فى دهاليز بيروقراطية الوزارات والمصالح الحكومية وفوت علينا بكرة.
• نريد وزيرًا للغلابة مهمته هو ووزارته التوغل فى باطن المجتمع المصرى فى النجوع والكفور والعزب، وجمع آلام ومتاعب الناس وتقديم التصورات اللازمة لحلها عبر التشريعات الملائمة، وتدخل الدولة بقوتها وسلطانها لإقرار الرضا المعيشى بين جميع الطبقات.
هذه المتطلبات جزء يسير من لستة أحلام طويلة لجموع المصريين نأمل تحقيقها.
باختصار.. أحلام الرئيس عبدالفتاح السيسى وطموحاته كبيرة من أجل إحلال الرخاء والرفاهية للمصريين، والشعب الذى جدد الثقة فى الرئيس يأمل أن تتحول طموحاته وأحلامه إلى واقع ملموس عبر حكومة قوية طموحة تلبى متطلباته وأحلامه.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب يريد باختصار الاستقرار أحلام المصريين الإسلامية والعربية جمیع ا
إقرأ أيضاً:
"هاريس - ترامب " رهان خاسر و سبات عميق
أتابع عبر الشاشات و منصات التواصل الاجتماعى نظرة تفائل هنا و تشاؤم هناك حول المرشحين فى الانتخابات الأمريكية للرئاسة التى بدأت صباح الثلاثاء ، أتابع و أنا أضحك وجود معسكرين فى المنطقة العربية الأول ينحاز لترامب و الثانى لهاريس، كلا المعسكرين يبنى آمال عريضة على مرشحه و كأننا نحمل الجنسية الأمريكية، صحيح أن الولايات المتحدة هى وحدها التى تضع سياسة العالم و هى الدولة الكبرى الوحيدة فى العالم التى لا ينافسها أحد، لكن مسألة المبالغة فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين هو أمر مثير للدهشة منا كعرب، لأن هاريس و ترامب و جهين لعملة واحده. بالنسبة لبعض الدول العربية هناك وجه منهم مريح إلى حد ما فى بعض الأمور لكن بالنسبة للقضايا الرئيسية التى تشغل العرب مثل القضية الفلسطينية أو اعتداءات الكيان الصهيونى على بعض الأشقاء فتلك السياسات لن تتغير، سيبقى الأسطول الأمريكي فى البحر المتوسط لحماية الكيان الصهيونى، و سيظل "الفيتو" الأمريكي موجود لتعطيل و تعديل أى قرار ضد الكيان الصهينونى، و ستظل المساعدات العسكرية و المالية تصل إلى تل أبيب فى الميعاد الذى تطلبه حكومة الكيان.
أمريكا طوال تاريخها و هناك فتى واحد مدلل بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأوسط، هذا الفتى هو الشرير الذى يحرق و يقتل و يرفع راية البلطجة على الجميع.
خلال عام قام هذا البلطجى" مصاص الدماء" بقتل أبناء فلسطين حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسين ألف،و تجاوز عدد المصابين المائة ألف بين طفل و سيدة و كبار سن، دمر هذا الطفل المدلل ما يقرب من ٧٠% من غزة و حولها إلى تلال من المبانى المنهارة، أصبحت غزة بقايا مدينة، لم تعد بها أسرة واحدة مكتملة البناء"الأبناء الأب الأم "، احدهما او كلاهما شهيد، و هناك أسر كاملة استشهدت، لم يعد لها من يحمل اسمها، نعم أسر كاملة أبيدت برعاية أمريكية، و بسلاح و مسانده و دعم أمريكى.
لذلك لا أعلم كيف و بأى وجه أجد بعض العرب يبنون آمال عريضة على نجاح مرشح أمريكى بعينه أو أجد متشائم من وصول الآخر لسدة الحكم، كلاهما مر .
أمريكا هى التى ترعى دولة الكيان و حريصة على بقائها، و بقاء هذه الدولة المحتلة مرهون ببقاء أمريكا، و نحن العرب ستظل أمريكا بالنسبة لنا هى الكابوس الذى يطاردنا فى الليل و النهار.
سياستها تجاهنا قائمة على مصلحتها، و مصلحة الكيان الصهيونى الذى يحركها كما و متى يشاء، الموضوع بينهما تخطى مرحلة المصالح إلى مرحلة الحياة و الموت ، إسرائيل تعتبر أمريكا قلبها النابض،الذى يمد جسدها بالدم المحمل بالاكسجين، و أمريكا تعتبر إسرائيل الابن المدلل.
و بالنسبة لنا كعرب أمريكا هى سفينة النفايات التى تحمل لنا السموم و الميكروبات بكافة اشكالها.
أمريكا ليست للعرب فقط مركز السموم،و وكر الافاعى، لكنها تمثل نفس الامر لدول كثيرة حول العالم تضررت منها و ذاقت من شرورها الكثير.
الغريب فى الأمر و الشئ العجيب أن كل الاقطار العربية تعى تماما حجم العلاقة بين الكيان الصهيونى و أمريكا و رغم ذلك مازلنا نبحث عن الأمان عندها، تريدون أن تعوا
قيمة الكيان الصهيونى لدى أمريكا، اقرأوا
هذا الرقم الذى يوضح حجم العلاقة بينهما،
منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948حتى عام 2022 تلقت 158 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق في التاريخ.
فى النهاية نجحت هاريس أم سقطت، نجح ترامب أم سقط كلاهما مر.فلا تشغلوا حالكم بمن هو الرئيس القادم، الكل ينفذ أجندة واحدة تم وضعها منذ سنوات طويلة و لم و لن تتغير .
تلك الحرب الدائرة فى كل بقاع الأرض أمريكا هى كلمة السر فيها. فلا تسرفوا فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين كلاهما مر، كلاهما لا يهمه سوى مصلحته و مصلحة الكيان الصهيونى.
فلا تصدقوا
التعهد الذى قطعته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب في قطاع غزة في حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء في القطاع وصل إلى مستوى غير معقول، و لا تصدقوا ترامب عندما يقول نفس المفردات، خاصة ان امريكا لن تسمح بحل الدولتين مهما حدث.
على العرب يستيقظوا من السبات العميق الذى هم عليه، علينا كعرب البحث عن طرق أخرى للتعامل مع هذا الكيان "الامريكى- الصهيونى" .