متلازمة الحياة المؤجلة.. تعرف على أسبابها وتأثيرها وكيفية تجاوزها
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
يميل البعض إلى تأجيل تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم إلى نقطة غير محددة في المستقبل، وهي ما يعرف بـ "متلازمة الحياة المؤجلة".
وغالبا ما يقضي المصابون بهذه المتلازمة حياتهم في الانتظار، ويعيشون حياتهم اليومية دون أي إحساس حقيقي بالهدف أو الاتجاه، ويشعرون بعدم الرضا وكأنهم عالقون في حفرة، كما يفتقرون إلى الحافز.
فما أسباب هذه المتلازمة التي تعرف أيضاً باسم "متلازمة يوما ما" أو "إشباع الحياة المتأخر"؟ وكيف تؤثر على الحياة الشخصية والمهنية؟
يعرّف أخصائي الطب النفسي الدكتور مازن مقابلة "متلازمة الحياة المؤجلة" بأنها عبارة عن نمط فكري سلبي يقود الفرد لتأجيل الراحة والاستمتاع بالعيش في الحاضر لحين تحقيق أهداف المستقبل، والتي غالباً ما تكون بعيدة الأجل وصعبة التحقيق.
ويضيف أن هذه المتلازمة تورث الفرد شعوراً بأنه يعيش في حلقة مُفرغة من المسؤولية والضغوطات التي لا تنتهي "فتمرّ حياته دون أن يشعر بها حتّى وإن قام بتحقيق كل أو غالبية أهدافه، وينتج عنده شعور بالحسرة والندم على الوقت الذي فاته من حياته".
ليس اضطرابا نفسياً أو عقلياًوبحسب الأخصائي النفسي، فإن هذا النمط لا يعتبر بحد ذاته اضطراباً نفسياً أو عقلياً لكنه قد يكون من أكثر العوامل المسببة لهذا الاضطرابات، كالاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، وغيرها.
وقد يوجد هذا النمط الفكري عند جميع الفئات العمرية "لكنه يزداد في الفترة العمرية بين 20 و50 عاما، كون هذه الفترة عادة ما تكون حافلة بالأحداث والتغييرات المصيرية في حياة الفرد، وتنطوي على كثير من المسؤوليات الدراسية والوظيفية والاجتماعية والعاطفية".
وينتج هذا النمط الفكري في عقل الفرد اللاواعي نتيجة للعدة أسباب -وفق مقابلة- أبرزها:
تأثير العقل الجمعي: ويؤثر هذا في الفرد منذ الطفولة من خلال إيهامه بأنه سيرتاح ويستمتع بالحياة حين يكبر ويصبح منتجاً، ومستقلاً بقراره، قادرا على الدراسة والعمل لتحقيق ذاته، قادرا على الارتباط العاطفي حتى لا يكون وحيداً. مشاكل تقدير الذات والثقة بالنفس: حيث يشعر الفرد بعدم الاستحقاق لما حققه أو يملكه في الحاضر، ويسعى دوماً لتحقيق المزيد والمزيد كمحاولة لتعويض شعور النقص المزمن الذي يشعر به. التركيز على المادية أكثر من الروحانية: حيث تصبح سعادة ومتعة الفرد مقترنة بالكم لا بالنوع، وتعتمد على ما يملك من المال والسلطة والشهرة، والتي عادة ما يكون لها أثر إدماني بعيد عن القناعة والرضى. نمط الحياة المتسارع: يعيش العالم نمط حياة سريعا ذا متطلبات معقدة، مما يخلف شعورا وهميا للفرد بأنه متأخر دائماً وبحاجة لبذل جهد أكبر وأسرع لمواكبة التغيّرات المستمرّة. نصائح لتجاوز للمتلازمةوللتخلص من هذا النمط الفكري وتعديله، ينصح أخصائي الطب النفسي باتباع الخطوات التالية:
إدراك سلبية هذا التفكير وزيادة الوعي الفردي والجمعي بأضراره. التركيز في تربية الأطفال على ضرورة الاستمتاع بكل فترة عُمرية، بغض النظر عن متطلّباتها، وتعديل مفهوم السعادة ليكون قراراً لا انتظاراً. التوعية الفكرية والدينية بضرورة الموازنة بين التركيز على الحياة الدُنيا والآخرة، لا أن تكون إحداهما على حساب الأخرى.عدم ربط تقدير الذات والثقة بالنفس بالإنجاز لوحده، بل بالاكتفاء والقناعة والرضى بما هو موجود حتى لو كان قليلا نسبياً.
من جانبه، يقول المستشار الأسري الدكتور أحمد عبد الله إن للحروف الثلاثة التي تشكل كلمة "سوف" أثرا تخديريا في حياة البعض بشكل مذهل، إذ يميل الناس -أحيانا- للتأجيل، وهذا الميل من حيث العموم عملية بشرية طبيعية، إلا أن التأجيل الذي يكون نتيجته هدم للحاضر وعدم الاستمتاع بمكونات الحياة وتفاصيلها، وهذا هو ما يقال عنه "متلازمة الحياة المؤجلة".
ويوضح "تتعدد أسباب التأجيل، وفي غالبها تتمحور حول المسؤولية التي تترتب على قرار تنفيذ الحياة المستقبلية، فالخطة المطلوبة والمسؤوليات المطلوبة والجهد المطلوب، كله له آثار وهو الخروج من منطقة الأمان النفسي الذي يعيشه الإنسان، إلى منطقة العمل والجد والاجتهاد والمسؤولية، وهذه تتطلب قدرا من البذل لتحصيل شكل الحياة المطلوب.
كل شي أو لا شيء"بالمقابل، هناك بعض الأشخاص لا يكفيهم ألم الحاضر بل هم يحتاجون لألم أكبر كي يتحركوا لإيجاد الحياة الصحيحة التي يريدونها، وهؤلاء نراهم في الكثير من المواطن الحياتية، كالوظيفة والزواج والعلاقات داخل منظومة الأسرة" بحسب عبد الله.
ويكمل "هناك أيضا أشخاص لا يتصورون أن الحياة من الممكن أن تكون متعثرة في بعض مراحلها، فأي تعثر آنيّ يعتقدون أن بعده الحياة ستقوم بتصحيح نفسها بنفسها دون بذل أي جهد منهم. أما البعض الآخر، فهم مثاليون جداً ويعتقدون أن كل البذل المطلوب غير كاف، مهما كان، للبدء في صناعة حياة مستقبلية جيدة".
"فهؤلاء أيضا حياتهم تتمحور حول إما كل شي أو لا شيء" وفق المستشار عبد الله.
وللخروج من هذه الحالة، أو الحد منها على الأقل، ينصح المستشار عبد الله بأنه على الشخص المثالي جدا أن يوظف صفاته "الميل نحو المثالية" فيما يصب في مصلحته "فالمثالي شخص شديد الملاحظة، فإن وظف هذه الشدة في ملاحظة السلبيات فسيرى الكثير ويواصل التأجيل، لذلك عليه توظيف هذه الصفة في رؤية الإيجابيات التي يبني عليها حياة آنية جيدة".
أما الإنسان الذي يميل للتأجيل من باب الاكتفاء بلذة الحاضر "فيحتاج لمهارة التخطيط أولا، ولمهارة تأجيل الإشباع الآني، والتي يلعب دورا مهما فيها العادات النفسية التي شكّلها الإنسان لذاته، فعليه تأجيل تلبية الرغبات غير الملحة لتتشكل لديه عادات نفسية جديدة".
ويختم "بالعموم على الإنسان رفع مستواه في مهارة الالتزام بالأشياء، الإلتزام بالمواعيد، والالتزام بالمهام وغيرها. فهذه المهارة يمكن تعميمها لتصل إلى درجة أن يلتزم الإنسان برغبة الحصول على حياة آنية مستقرة وجيدة، لتكون هذه الحياة جزءا من حياة أكثر شمولا واتساعا وسعادة".
نشر موقع "إي كيو فور سي" للاستشارات الحياتية بعض التأثيرات الشائعة لمتلازمة "الحياة المؤجلة" على الحياة الشخصية والمهنية، ومنها:
عدم الإنجاز: يمكن أن يؤدي تأجيل أهداف الفرد وتطلعاته إلى الشعور بالفراغ في الحياة الشخصية والمهنية، مما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالملل واللامبالاة وحتى الاكتئاب. الفرص الضائعة: عندما يؤجل الناس تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم، فإنهم يفوتون الفرص التي ربما كانت متاحة لهم، مما يشمل الفرص الوظيفية وفرص النمو الشخصي وحتى العلاقات. الركود: عندما يؤجل الناس أهدافهم يعلقون في وضعهم الحالي، ويشعرون وكأنهم لا يحققون تقدما في حياتهم الشخصية أو المهنية، وهذا يؤدي إلى الشعور بالركود وحتى اليأس. انعدام الثقة: تأجيل الأهداف يمكن أن يؤدي إلى انعدام الثقة في قدرات الشخص ومهاراته في اتخاذ القرار، وهذا يزيد من صعوبة المخاطرة والسعي وراء فرص جديدة، مما يزيد من تفاقم دورة التأجيل.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یمکن أن یؤدی هذا النمط عبد الله
إقرأ أيضاً:
أسباب الصداع في رمضان وكيفية التخلص منه دون أدوبة
الصداع هو ألم في الرأس أو الوجه، وغالبًا ما يوصف بأنه ضغط نابض أو مستمر أو حاد أو باهت، يمكن أن يختلف الصداع بشكل كبير فيما يتعلق بنوع الألم وشدته وموقعه وتكرار حدوثه.
الصداع في رمضان قبل و بعد الإفطار أسبابه و علاجهالصداع هو حالة شائعة جدًا يعاني منها معظم الأشخاص عدة مرات خلال حياتهم، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للألم وهو السبب الرئيسي الذي يُستشهد به للأيام التي يتغيب فيها الشخص عن العمل أو المدرسة، وكذلك زيارات مقدمي الرعاية الصحية.
في حين أن معظم أنواع الصداع ليست خطيرة، إلا أن بعض أنواعها يمكن أن تكون علامة على حالة أكثر خطورة.
هناك أكثر من 150 نوعًا من الصداع، وهي تنقسم إلى فئتين رئيسيتين: الصداع الأولي والصداع الثانوي.
أسباب الصداع في رمضان و الحل الأمثل لعلاجه
-الصداع الأولي
يتسبب خلل أو فرط نشاط السمات الحساسة للألم في الرأس في حدوث الصداع الأولي، ولا يعد الصداع الأولي عرضًا لحالة طبية كامنة أو ناتجًا عنها، وقد يكون لدى بعض الأشخاص جينات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالصداع الأولي.
تشمل أنواع الصداع الأولي ما يلي:
الصداع التوتري (النوع الأكثر شيوعا من الصداع).
الصداع النصفي .
الصداع العنقودي .
الصداع اليومي المستمر الجديد (NDPH) .
يمكن أن تحدث بعض أنواع الصداع الأولية نتيجة لعوامل أو مواقف متعلقة بأسلوب الحياة، بما في ذلك:
الكحول، وخاصة النبيذ الأحمر.
بعض الأطعمة، مثل اللحوم المصنعة التي تحتوي على النترات ( الصداع الناتج عن الطعام ).
صداع النيكوتين
تغيرات في النوم أو قلة النوم.
وضعية سيئة.
النشاط البدني، مثل ممارسة التمارين الرياضية ( الصداع الناتج عن المجهود ).
تخطي الوجبات ( الصداع الناتج عن الجوع ).
السعال، العطس، نفخ الأنف، الإجهاد (مثل عند التبرز)، أو الضحك أو البكاء بقوة ( الصداع الناتج عن السعال ).
عادةً ما لا تكون الصداع الأولي خطيرًا، لكنه قد يكون مؤلمًا للغاية ويعطل حياتك اليومية.
-الصداع الثانوي
تتسبب حالة طبية كامنة في حدوث صداع ثانوي، ويُعتبر هذا الصداع أحد أعراض أو علامات حالة مرضية.
تشمل أنواع الصداع الثانوي التي لا تشكل بالضرورة خطورة وتختفي بمجرد علاج الحالة الأساسية ما يلي:
الصداع الناتج عن الجفاف
صداع الجيوب الأنفية .
الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية .
تشمل أنواع الصداع الثانوي التي يمكن أن تكون علامة على حالة خطيرة أو قد تهدد الحياة ما يلي:
الصداع الشوكي : الصداع الشوكي هو صداع شديد يحدث عندما يتسرب السائل الشوكي من الغشاء الذي يغطي النخاع الشوكي، وعادة ما يحدث بعد إجراء ثقب في العمود الفقري، يمكن علاج معظم أنواع الصداع الشوكي في المنزل، ولكن الصداع الشوكي المطول وغير المعالج يمكن أن يسبب مضاعفات تهدد الحياة، بما في ذلك الورم الدموي تحت الجافية والنوبات .
الصداع الناتج عن قصف الرعد : الصداع الناتج عن قصف الرعد هو صداع شديد الألم يأتي فجأة، مثل قصف الرعد، يصل هذا النوع من الصداع إلى أشد درجات الألم خلال دقيقة واحدة ويستمر لمدة خمس دقائق على الأقل، ورغم أن الصداع الناتج عن قصف الرعد قد يكون غير ضار في بعض الأحيان، فمن المهم طلب العناية الطبية الفورية، وقد يكون علامة على:
إصابة في الرأس.
نزيف في المخ.
متلازمة تضيق الأوعية الدموية الدماغية القابلة للعكس .
ارتفاع مفاجئ وشديد في ضغط الدم.
كيفية التخلص من الصداع بدون ادوية
كيف يتم علاج الصداع؟
يعتمد علاج الصداع على نوعه.
إن أحد أهم جوانب علاج الصداع الأولي هو معرفة المحفزات التي قد تؤدي إلى حدوثه، إن معرفة هذه المحفزات ـ عادةً من خلال الاحتفاظ بسجل للصداع ـ قد يقلل من عدد نوبات الصداع التي قد تعاني منها.
بمجرد أن تعرف المحفزات التي تسبب لك الصداع، يمكن لمقدم الرعاية الصحية أن يصمم لك علاجًا يناسبك. على سبيل المثال، قد تصاب بالصداع عندما تكون متوترًا أو قلقًا، يمكن أن تساعدك الاستشارة وتقنيات إدارة التوتر في التعامل مع هذا المحفز بشكل أفضل، من خلال خفض مستوى التوتر، يمكنك تجنب الصداع الناجم عن التوتر.
لا تتطلب كل أنواع الصداع تناول الأدوية، وتتوفر مجموعة من العلاجات، واعتمادًا على نوع الصداع وتكرار حدوثه وسببه، تشمل خيارات العلاج ما يلي:
إدارة التوتر.
التغذية الراجعة الحيوية.
الأدوية.
معالجة الحالة الطبية/السبب الأساسي.
إدارة التوتر لعلاج الصداع
تعلمك إدارة الإجهاد طرق التعامل مع المواقف العصيبة، تساعد تقنيات الاسترخاء في إدارة الإجهاد، يمكنك استخدام التنفس العميق واسترخاء العضلات والصور الذهنية والموسيقى لتخفيف التوتر.
التغذية الراجعة الحيوية للصداع
يعلمك التغذية الراجعة الحيوية كيفية التعرف على متى يزداد التوتر في جسمك. تتعلم كيف يستجيب جسمك للمواقف العصيبة وطرق تهدئتها، أثناء التغذية الراجعة الحيوية، يتم توصيل أجهزة الاستشعار بجسمك، تراقب هذه الأجهزة استجاباتك الجسدية اللاإرادية للصداع، والتي تشمل زيادة في:
معدل التنفس.
نبض.
معدل ضربات القلب.
درجة حرارة.
توتر العضلات.
نشاط الدماغ.
أدوية الصداع
عادةً ما تستجيب حالات الصداع التوتري العرضية بشكل جيد لمسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، ولكن كن على دراية بأن الإفراط في استخدام هذه الأدوية قد يؤدي إلى صداع يومي طويل الأمد (الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية).
بالنسبة للصداع المتكرر أو الشديد، قد يوصيك طبيبك بأدوية الصداع الموصوفة طبيًا، يمكن أن توقف التريبتانات وأنواع أخرى من الأدوية نوبة الصداع النصفي. يمكنك تناولها عند ظهور أولى علامات الصداع الوشيك.
في بعض الأحيان، قد تساعد الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم والنوبات والاكتئاب في منع الصداع النصفي، وقد يوصيك مقدم الرعاية الصحية بتجربة أحد هذه الأدوية لتقليل تكرار الصداع.
علاج الحالة الطبية الأساسية المسببة للصداع الثانوي
يتضمن علاج الصداع الثانوي علاج الحالة الطبية الأساسية المسببة له.
على سبيل المثال، غالبا ما تكون هناك حاجة لإجراء عملية جراحية لتصحيح السبب الكامن وراء الصداع الثانوي الناتج عن السعال.