الوطن:
2025-01-30@07:03:01 GMT

الفلسطينيون حقل تجارب لأسلحة «الهولوكوست الإسرائيلي»

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

الفلسطينيون حقل تجارب لأسلحة «الهولوكوست الإسرائيلي»

ربما لا يعلم الكثيرون عن أنظمة الذكاء الاصطناعى والقنابل المحرّمة دولياً التى تستخدمها إسرائيل للمرة الأولى فى حربها الوحشية التى تخوضها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، لتحصد ما يزيد على 20 ألف شهيد وأكثر من 50 ألف جريح أغلبهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن الدمار الهائل وغير المسبوق، هذه الأسلحة شديدة التدمير استعملتها آلة البطش الإسرائيلية حتى تختبر مدى قوتها على حساب الآلاف من الضحايا الأبرياء.

وظهرت آثارها المرعبة على أجساد الشهداء والمصابين الذين تعرّضوا لحروق بنسبة 100%، بالإضافة إلى إذابة أجساد الشهداء، جراء نوعية هذه المقذوفات المحرّمة التى يصل مدى بعضها إلى أكثر من 12 متراً تحت الأرض، وهو ما يفسّر سقوط هذا الكم الهائل من الشهداء على مدار الساعة، وأقل ما يوصف به هو الإبادة الجماعية، فى المقابل تحقّق شركات الذكاء الاصطناعى والأنظمة العسكرية رواجاً كبيراً وأرباحاً خيالية لمنتجاتها داخل الكيان الغاصب على حساب أشلاء الفلسطينيين.

«الوطن» ترصد شهادات أهالى القطاع حول آثار «الذكاء الاصطناعى والقنابل المحرّمة» على أجساد شهداء وجرحى غزة

فى ساحة مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وسط قطاع غزة، كان المشهد مأساوياً بعد وصول سكان المنازل التى تم استهدافها فى مخيم المغازى، فى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر 2023، حيث شلالات من الدماء تغطى الأرض، بينما تلتصق قطع من اللحم البشرى فى الأسفلت وأحذية المسعفين، يقول المنقذون إنه محظوظ من استُشهد وظلت جثته كاملة على وضعها، إذ لا رأس ولا يدين، وأحياناً لا يوجد جثمان من الأساس، بل أشلاء محترقة تحولت أجزاء كبيرة منها إلى رماد، يجمعها المدنيون ورجال الدفاع المدنى فى أقمشة لتكريمها ودفنها.

وأكد الدكتور فايض أبونخالة، 40 عاماً، أحد كوادر المستشفى الإندونيسى، لـ«الوطن»، أن هناك نوعاً من الأسلحة يخترق الأجساد ويُحدث انفجارات داخلها وحروقاً تؤدى إلى إذابة الجلد، فيما تحدث الشظايا انتفاخاً وتسمّماً، وهو الأمر الذى يراه للمرة الأولى: «حضرت حروب كتير فى غزة، وشُفت شهداء، وعالجت مصابين، ولكن ما مر علىّ هذا النوع من الجروح والإصابات والحروق، فالمصاب يأتى بلحم وعظام ذائبة، وحينها نضطر لبتر العضو بشكل مباشر إذا كان من الأطراف، أما إذا كانت الإصابة فى جزء آخر من الجسم فما هى إلا ساعات قليلة ويُستشهد الفرد»، على مقربة من «أبونخالة».

أطباء ومسعفون بالقطاع: المقذوفات تخترق الأجساد وتذيب بعضها.. ونتفاجأ كل يوم بمستوى جديد من الإصابات والاستهدافات المميتة ونستقبل جثثاً مفحمة

يوجد مجموعة كبيرة من الأطباء والممرضين، حيث يشكلون حلقة دائرية لا يكف المشاركون فيها عن جهود حثيثة لإنعاش الفتاة المصابة، فادية زهوى، 11 عاماً، حيث نقلها الجيران للتو من استهداف طال مخيم النصيرات الذى يبعد كيلومترات قليلة عن المستشفى، إذ تتمدّد الفتاة التى استُشهد جميع أفراد أسرتها، بينما ينبض قلبها خارج قفصها الصدرى بعد انفجاره قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وسط بركة من الدماء.

ويقول «أبونخالة»: «لا يمكن أن يكون هذا الأمر متوقعاً، نحن نتفاجأ كل يوم بمستوى جديد من الإصابات والاستهدافات المميتة، هذه ليست حرباً، هذه إبادة جماعية يراها القاصى والدانى».

«عريقات»: الاحتلال استخدم أسلحة فتاكة منها صاروخ «سبايس» المطور و«جوسبل».. وقنابل «إم كى 84» الأمريكية ألقيت على المستشفى المعمدانى

يقول اللواء واصف عريقات، الخبير والمحلل العسكرى والاستراتيجى الفلسطينى، فى حديثه لـ«الوطن»، إن هناك 83 دولة وقّعت على اتفاقية للالتزام بالامتناع عن استخدام الأسلحة المتفجّرة فى المناطق المأهولة بالسكان، تجنّباً لإلحاق الأذى بهم، إلا أنّ الاحتلال الإسرائيلى رفض التوقيع.

وتابع: «هذا يفسر لنا سبب الامتناع، ليتمكن من القتل وسفك الدماء دون رادع أو حساب»، لافتاً إلى أنّ الاحتلال استخدم أسلحة فتاكة لم يتم تجربتها من قبل فى الحروب، وكان قطاع غزة أول حقل لتجربة هذه الأنواع: «نظام جوسبل المتخصّص فى الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى صاروخ «سبايس»، الذى تم تطويره إسرائيلياً عن (جى بى يو) الأمريكى، تم استخدامهما لأول مرة وعلى نطاق واسع ضد السكان».

وأشار إلى أنّ قنابل «إم كى 84» الأمريكية التى تزن 290 كيلوجراماً من المتفجرات، والمخصّصة لاختراق الأعماق حتى 12 متراً، تم إلقاؤها على المستشفى المعمدانى بحى الزيتون جنوبى القطاع، فى الثامن عشر من أكتوبر الماضى، مما تسبّب فى ارتقاء مئات الشهداء، أكثر من نصفهم تمزّقوا إلى أشلاء، ورغم رفض جيش الاحتلال الإسرائيلى التعليق على عدد ونوع الأسلحة، التى استخدمها فى الهجوم على مخيم جباليا أواخر الشهر ذاته، فإنّ «واصف» أكّد أنّ الاحتلال استخدم هذا النوع من القنابل مرة أخرى وبأعداد أكبر: «بعد الدمار الهائل وعدد الشهداء الكبير الذى نتج عن قصف مستشفى المعمدانى، استخدمت الطائرات الحربية الإسرائيلية القنابل ذاتها فى تنفيذ غارات جوية على المنازل فى مخيم جباليا، الذى يتميز بكثافته السكانية الكبيرة، حيث يصل عدد سكانه إلى 116٫011 ألف نسمة، مما تسبّب فى محو حى سكنى بأكمله، وقدّر عدد الضحايا بأكثر من 500 شهيد».

أكّدت شهادات الأطباء أنّ ثمة علامات على جثامين الشهداء والمصابين الذين تكتظ بهم ثلاجات الموتى وساحة المستشفيات بعد كل استهداف، تشير إلى أن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة جديدة ومحرّمة دولياً، وفقاً لأطباء مستشفيات الشفاء والرنتيسى والإندونيسى وناصر، الذين أجمعوا على أنّ كل الإصابات وجثث الشهداء تحمل حروقاً من الدرجة الرابعة، وإصابات فى كل أجزاء الجسم تؤدى إلى الوفاة ولا يُرجى شفاؤها.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، الدكتور أشرف القدرة لـ«الوطن»، إن الإصابات التى تطال أجزاءً كبيرة من الجسد يصعب إنقاذ أصحابها، وهذا يُبرّر حجم العدد الكبير من الشهداء، مؤكداً أن الكثير من الجثث تصل أشلاءً: «كل ذلك نتيجة استخدام جيش الكيان الصهيونى الأسلحة الفتّاكة رغم إنكاره»، داعياً المؤسسات الدولية إلى الكشف عن طبيعة الأسلحة المستخدَمة وتقديم العلاجات اللازمة بشكل عاجل.

«إبراهيم»: أجرينا عمليات بتر أطراف لأطفال وجميع الجرحى مصابون بحروق 80%

المشهد الدموى فى مستشفى شهداء الأقصى هو ذاته الذى شهده مستشفى الشفاء منذ الأيام الأولى للعدوان، وتكرّر فى عدد من المستشفيات على طول مساحة القطاع، فيما تطابقت شهادات الكوادر الطبية فى القطاع مع قاله الدكتور محمد إبراهيم، طبيب الجراحة العامة وأستاذ جراحة الأورام بجامعة الفيوم، وهو أحد الأطباء المتطوعين الذين أرسلتهم وزارة الصحة المصرية إلى مستشفى العريش العام فى شمال سيناء لمعالجة الجرحى الفلسطينيين بعد دخولهم الأراضى المصرية عبر معبر رفح.

وأوضح «إبراهيم» أن الإصابات تراوحت ما بين كسور مضاعفة فى عدة أماكن وشظايا تخترق الأجساد، لافتاً إلى أنّه أجرى عمليات بتر أطراف لأطفال تراوحت أعمارهم بين 8 و9 سنوات. وتابع: «جميع الإصابات تحتاج إلى تدخّل جراحى عاجل بسبب وحشيتها وخطورتها البالغة، كما أن جميع الجرحى مصابون بحروق درجتها 80%، وهو أمر غير طبيعى ولا تُحدثه الإصابات الناتجة عن الأسلحة العادية».

وحسب اللواء واصف عريقات، فإن هذه هى المرة الأولى التى يشهد فيها قطاع غزة هذا النوع من الدمار للبنية التحتية والمنازل، ووصفه بـ«غير المسبوق» رغم تعرّضه للكثير من الحروب على مدار السنوات الماضية، مشيراً إلى أنّ هذا المشهد ناجم عن نوعية وكمية القذائف المستخدَمة، مؤكداً أنّه جرى استخدام نحو 10 أسلحة فتاكة وشديدة التدمير، منها ما هو مخصّص للأعماق.

وجاءت هذه الأنواع كالتالى: «قذائف إم 107 شديدة الانفجار ومتشظية 1950 شظية تنتشر على مساحة 1000 متر تلقى لمسافة 18 - 19كم وقذائف إم 795، والفوسفور الأبيض، وقذائف مدافع 155مم، وتحتوى كل قذيفة على 116 قطعة لباد منقوعة بالفوسفور، مما يؤدى إلى الاحتراق مع ملامسته الأكسجين، وقذائف التحصينات (جى بى يو 72) زنة 2500كجم، وقذائف (جى بى يو 28) زنة 2270كجم وتحوى 286كجم متفجرات، وقنابل بلو 109 خارق للتحصينات وزن 900كجم فيها 250كجم متفجرات تخترق 3.6 متر بالخرسانة ولعمق 60 متراً، بالإضافة إلى قنابل (م ك 84) التى استُخدمت فى المستشفى المعمدانى، وصواريخ هيل فاير يوجّه بالليزر لاختراق الدروع، وقنابل بنكر بسترس، وصاروخ سبايس الذى تم تطويره إسرائيلياً عن جى بى يو الأمريكى، ليُطابق الصورة مع الهدف عند الإطلاق»، لافتاً إلى أنّ من مميزاته أنه يتفادى تشويش الأقمار الصناعية ويزن 1000 - 2000 رطل وخارق للتحصينات أو قنابل شديدة الانفجار.

وقال الدكتور نصر أبوجودة، أحد الكوادر الطبية بمستشفى ناصر بخان يونس، جنوبى القطاع، إن المستشفى يستقبل جثثاً للشهداء مفحّمة بالكامل، لافتاً إلى أنّه بإجماع الأطباء والاستشاريين فمن المرجّح أن تكون جميع الإصابات ناجمة عن استخدام مادة «الفوسفور الأبيض» بكميات ضخمة مقارنة بالحروب السابقة، وحول قوة تأثير هذه المادة على الإنسان، أوضح «أبوجودة»: «الفوسفور الأبيض سلاح محرّم دولياً بسبب الإصابات الخطيرة والتشوّهات التى يُحدثها، فهو يحرق جسم الإنسان، ولا يُبقى منه إلا العظام»، ولا يتوقّف الأمر عند الإصابة المباشرة به، بل يمتد إلى أبعد من ذلك. ويتابع: «استنشاق الفوسفور الأبيض لفترة قصيرة يهيّج القصبات الهوائية والرئة، أما استخدامه فترة طويلة فيُسبب جروحاً فى الفم، ويكسر عظمة الفك»، مؤكداً أنّ خطر الفوسفور الأبيض يطال البيئة، حيث يترسّب فى التربة أو فى أعماق مصادر المياه والبحار ويؤثر على الكائنات البحرية، مثل الأسماك، وأيضاً الإنسان، لأن آثاره تبقى فترة طويلة.

ووفق اللواء «عريقات»، فإن هناك تقارير استخباراتية وعسكرية أجنبية أشارت إلى استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلى فى عدوانه على غزة قنابل Bunker busters، المعروفة بقوتها التدميرية ووزنها الكبير، لافتاً إلى أنّ هذا النوع من القنابل يعود إلى الجيش الأمريكى، حيث عمل «البنتاجون» على مدى العقود الماضية على تطوير وإنتاج القنابل الجوية المصمّمة لتدمير أهداف العدو المحمية بشكل جيد والمحصّنة، ويغلف القذيفة جدار من الفولاذ بسماكة بوصة واحدة على الأقل، وتحتوى على 250 كيلوجراماً من المتفجّرات، مشيراً إلى أن القنبلة تكتسب سرعة كبيرة لدى إسقاطها، كما يمكنها اختراق 1.8 متر من الخرسانة المسلحة أو عدة أمتار من التربة.

وأضاف «عريقات» أن الاحتلال ألقى قنابل من طراز «GPU 72»، تصل زنة الواحدة منها إلى 2500 كيلوجرام، وتستطيع اختراق طبقات معينة من الأرض، للمرة الأولى فوق رؤوس المدنيين فى شمال ووسط قطاع غزة. ولفت «عريقات» إلى أن هذه المرة هى الأولى التى يُسخّر فيها جيش الاحتلال الإسرائيلى الذكاء الاصطناعى، والذى يحمل اسم «جوسبل»، لإحداث مزيد من القتل والدمار، حيث استعان بمجموعة متنوعة من الأسلحة والأنظمة العسكرية التى لم يستخدمها من قبل فى أىٍّ من حروبه السابقة.

وقال إن اعتماد الاحتلال على الذكاء الاصطناعى، بلا قيود أو شروط، فى حربه الجارية على قطاع غزة، أدّى إلى جعلها المعركة الأكثر وحشية فى القرن الحالى، استناداً إلى مقدار التدمير والقتل.

وحول آلية عمل منظومة «جوسبل» الذكية، يقول الخبير العسكرى إن المنظومة تعتمد على البيانات بشكل أساسى، إذ تعمل على تحديد البنايات السكنية المكونة من طوابق عدة لتدمير الشقق التى يزعم الاحتلال تحصّن عناصر المقاومة بداخلها، وهذا النوع كان سبباً رئيسياً فى ارتفاع عدد الشهداء بشكل كبير، لافتاً إلى أنّ الخوارزميات تعمل على ترجمة البيانات إلى قرارات، وفقاً للشروط التى وضعها المبرمجون، من خلال برامج التجسّس والأقمار الصناعية وشركات اتصال، بالإضافة إلى أنظمة التعرّف على الوجه والبيانات البيومترية الموجودة فى المعابر الإسرائيلية، ليتم عقب ذلك تسليمها لسلاح الجو الإسرائيلى، الذى يقصف المدنيين بغض النظر عن عدد الضحايا المتوقع.

وتابع: «تسبّب استخدام الخوارزميات بلا شروط فى ارتفاع أعداد الضحايا، وفى الماضى كان من المسموح أن يقع 5 ضحايا كحد أقصى، وهو المقدار المسموح به عند تنفيذ أى استهداف، ويكون الاستهداف وفقاً لرتبة الشخص، مثل اغتيال القادة والرّتب العليا، أما فى الحرب الحالية فأصبح المقدار المسموح به للضحايا عند تنفيذ أى استهداف بلا سقف أو حد، كما أزيل شرط الرتبة، وبالتالى أصبح جميع المدنيين مستهدفين».

نظام «جوسبل» كان أحد الأسلحة التى جرى الاستعانة بها لاستهداف المدنيين فى مخيم البريج وسط قطاع غزة، والذى ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلى على سكانه منشورات تأمرهم بالإخلاء الفورى والتوجّه إلى مدينة دير البلح، حيث ارتكبت طائرات الاحتلال واحدة من أعنف المجازر التى تعرّض لها السكان، من خلال تنفيذ أحزمة نارية، ومن ثم وقوع استهدافات متتالية.

«عايض»: فقدت زوجتى وأطفالى الخمسة.. والأرض انشقت تحتنا من قوة التفجير

وقال محمد عايض، 45 عاماً، أحد سكان المخيم، إنه فقد زوجته وأطفاله الخمسة فى غارات جوية عنيفة. ووصف «عايض»، خلال حديثه لـ«الوطن»، ما شاهده بأنه من أهوال يوم القيامة، قائلاً: «الأرض انشقت من قوة التفجير، الصاروخ كان يمسح مربعاً سكنياً بالكامل، وفى الاستهداف الواحد كان يُستشهد أكثر من 100 فرد، وما بنلاقيهم ولا حتى أشلاء، الوصف الدقيق أنهم تبخّروا أو ذابوا، كنا زعلانين من مشاهد الأشلاء، ولكننى لم أجد عظماً لأسرتى لأدفنه».

ووصف «عريقات» هذه الشهادات عن كم التدمير واختراق الأرض، بالأدلة الدامغة والقاطعة على استخدام الاحتلال لـ«جوسبل»، بالإضافة إلى القنابل التى تخترق الأراضى، لافتاً إلى أنّ «جوسبل» يُعد نظاماً فتّاكاً وأكثر وحشية من قوائم أهداف الموساد الإسرائيلى، فبنك أهداف للموساد يرصد 50 هدفاً فى العام، بينما يسجّل «جوسبل» 100 هدف فى اليوم، وشدّد على أن الاحتلال استخدم الفلسطينيين حقل تجارب لبرامجه المطوّرة، وهو الأمر الذى كرّره المسئولون الإسرائيليون كثيراً، بأن الحرب على غزة استهدفت إيقاع الضرر، وليس الدقة».

ووفق صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فإن عدد الأهداف التى هاجمتها إسرائيل فى الـ35 يوماً الأولى من الحرب على غزة بلغت 15 ألفاً، بينما كان عدد الأهداف التى هاجمتها إسرائيل خلال 51 يوماً مدة حرب عام 2014 من 5000 إلى 6000 هدف، ولم يكن «جوسبل» هو النظام الوحيد المستخدم فى الحرب، إذ جرى استخدام برنامج «فاير فاكتورى»، الذى يقوم بتوليد الأهداف وتحديد كميات الذخيرة المناسبة، واقتراح جدول زمنى للغارات الجوية. ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن شركات الذكاء الاصطناعى فى إسرائيل حقّقت أرباحاً ضخمة بعدما أكدت فاعلية برامجها وأنظمتها العسكرية فى الحرب على قطاع غزة.

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأسلحة الفتاكة الذكاء الاصطناعى جیش الاحتلال الإسرائیلى الذکاء الاصطناعى مستشفى المعمدانى الاحتلال استخدم الفوسفور الأبیض بالإضافة إلى هذا النوع من قطاع غزة لـ الوطن التى ی إلى أن

إقرأ أيضاً:

«جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد المقاومة الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل التحرر واستعادة حقوقه الوطنية. 
انطلقت المقاومة بأشكال متعددة عبر العقود الماضية، متأثرة بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى مر بها الشعب الفلسطينى ورغم التحديات العديدة التى واجهتها، لا تزال المقاومة تشكل محوراً أساسياً فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلي.
وفى هذا السياق، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية مقالا للكاتب أطار بورات عن استمرار استراتيجية حماس بسبب منطق مشوّه يحتفى بالمعاناة كقوة ويستغل الديناميكيات العالمية لصالحها.
قال بورات إن المنطق فى استراتيجيات الحرب يعتمد بالكامل على نظرية أنه إذا أردت إجبار عدوك على الهزيمة، عليك أن توقع به ثمناً باهظاً بحيث تدفعه للاستسلام ومع ذلك، لا يعمل هذا المنطق مع إسرائيل فى تعاملها مع الفلسطينيين وحماس من وجهة نظر الكاتب.
وأضاف أن هناك عدة أسباب لذلك، لكن السبب الرئيسى هو أن إسرائيل والولايات المتحدة (وجهات دولية أخرى تضغط على إسرائيل) لكى تخلق إطارًا يجعل فكرة المقاومة (المقاومة) بالنسبة للفلسطينيين منطقية بشكل مستمر. 
ولكى تنتصر إسرائيل، يجب أن تعيد صياغة قواعد الصراع بحيث تصبح المقاومة غير مجدية، وغير فعالة على المدى الطويل، وبالتالى لا معنى لها فى نظر الفلسطينيين.
جوهر الروح الفلسطينية هو المقاومة الفكرة يمكن تلخيصها فى جملة واحدة: إسرائيل هى الشر المطلق فى العالم، مصدر كل ما هو خاطئ فى العالم، وإجابة الفلسطينى عن سؤال معنى الحياة هى محاربة إسرائيل، والتضحية بالنفس (وبالعائلة) لإلحاق أكبر قدر ممكن من الدمار بإسرائيل.
وتابع "لا يهم إذا ما حسّنت المقاومة حياة الفلسطينيين، لأن فلسفتها تركز على تدمير إسرائيل وإذا تسبب إلحاق الضرر بإسرائيل أيضًا فى إيذاء المجتمع الفلسطيني، فإنه يُعتبر مسعى مرغوبًا. 
وقد أكد على هذا المعنى أحد قادة حماس فى خطاب ألقاه بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، قائلاً: "سنواصل السير على درب القادة الشهداء حتى نحقق النصر أو الشهادة، بإذن الله".
ترتكز الروح الفلسطينية على وجود إسرائيل، وتبنى هويتها بالكامل فى معارضة لها باختصار، يحتاج الفكر الفلسطينى إلى وجود إسرائيل لإضفاء معنى على وجوده – كهدف للكراهية وإسقاط كل الشر عليه. 
ويدعى الكاتب أن القضية الفلسطينية وفلسفتها،، تشبه ما يمثله الجوكر لباتمان، إذا اختفت إسرائيل غداً، لن يعرف مروجو الفكر الفلسطينى ماذا يفعلون بأنفسهم، تماماً كما يعتمد وجود الجوكر على مواجهة باتمان.
من وجهة النظر الفلسطينية، لا يُعتبر هناك أى خسارة، كل خسارة فى الأرواح خلال المقاومة تُعتبر تضحية من أجل القضية الكبرى، مما يجعل هذه التضحية ليست فقط مقدسة بل أيضًا مدعاة للاحتفال. كلما عانى الفلسطينيون أكثر، كلما أثبتوا مزيدًا من "الصمود" أو الثبات، وكلما زادت المعاناة، زادت الإشادة بهم – حيث تصبح التضحية عملاً بطوليًا. 
وبعد وقف إطلاق النار، قدم المروجون الفلسطينيون سكان غزة على أنهم "أمة من الأسود" بعد "نجاتهم من إبادة جماعية".
ويرى الكاتب أن  ضمن هذا الإطار الفكري، يصبح من شبه المستحيل ردع الفلسطينيين لأنهم لا يربطون بين الفعل والنتيجة لا يرون الدمار فى غزة، الذى جلبته حماس عليهم، كنتيجة مباشرة لعدوان حماس فى ٧ أكتوبر. والمعاناة التى يتحملونها تُعتبر جزءًا من الثمن الذى يدفعونه مقابل "صمودهم" البطولى فكرة أن "الليل يكون أشد ظلمة قبل الفجر" واضحة فى معظم مقاطع الفيديو الدعائية من غزة فى هذه الأيام لهذا السبب، يرون أنفسهم حقًا كمنتصرين، وليس فقط كوسيلة لحفظ ماء الوجه فى مقاطع الفيديو الدعائية.
وأحد المبادئ الفكرية التى يستند إليها الفلسطينيون هى فكرة "الصبر"، والتى تعنى أنه يمكنك الانتصار على أى خصم إذا لعبت على عامل الوقت وأظهرت تصميمًا أكبر منهم. 
قد تعانى أكثر من خصمك، ولكن إذا تمكنت من الصمود لفترة أطول، فستنتصر فى النهاية. 
وقد قال بسام نعيم، مسئول آخر فى حماس: "الضربة التى بدأت فى ٧ أكتوبر، والصمود والمقاومة التى تلتها، تثبت أن الشعوب قادرة على امتلاك الوسائل والظروف المناسبة لتحقيق أهدافها العظيمة فى الحرية والاستقلال." يشير هذا إلى إيمانهم بأن المقاومة تحقق مكاسب فعلية.
وقال خليل الحية نائب رئيس حركة حماس  فى خطابه: "سيظل يوم ٧ أكتوبر مصدر فخر لشعبنا ومقاومتنا." وإذا حاولنا رؤية الحرب من المنظور الفلسطيني، فإن سلوكهم المدمر ذاتيًا له منطق خاص بهم. منطق مريض ومشوّه، يجعل إسرائيل دون قصد تضفى عليه طابعًا مقبولاً.بعد أن يتم الحكم على من المقاومة الفلسطينية ، غالبًا ما يلقون خطابًا يُفترض أن يكون متحديًا وبطوليًا قبل دخولهم السجن يصرحون بأنهم يدركون أحيانًا أنهم سيتم الإفراج عنهم فى المستقبل، وأن روح مقاومتهم لم تُكسر رغم سجنهم من قبل إسرائيل وللأسف، هم ليسوا مخطئين فى ذلك.
عندما يتم سجن أحدا منهم ويؤمن دينيًا بأنه سيتم إطلاق سراحه فى صفقة مستقبلية، فهذا يعتمد على قصر نظر إسرائيل وتفكيرها العاطفى المفرط.
والمقاومة الفلسطينية تعلم  أن الرهائن سيتم اختطافهم فى المستقبل، مما سيكون بمثابة بطاقة خروجهم من السجن مجانًا.
تحتفل حماس بـ"نصرها" مع حشود فلسطينية تهتف "خيبر يا يهود" لأنهم نجوا من الحرب، ولا تزال حماس مسيطرة. ولا يمكننا السماح للمنطق المشوّه للمقاومة أن يكون مقبولًا للفلسطينيين إذا رأوا أن هذه الاستراتيجية تحقق نتائج – إطلاق سراح الإرهابيين، واستعداد إسرائيل للتخلى عن هدفها فى القضاء على حماس فقط من أجل إطلاق سراح بعض الرهائن – فإنهم سيستمرون فى طريق المقاومة. 
وحماس حققت مكاسب سياسية فى غزة والضفة الغربية بما فى ذلك تحقيق إطلاق سراح المعتقلين من جميع الفصائل كجزء من الصفقة.
 

مقالات مشابهة

  • «ادفعوا للناس».. كتاب أمريكي جديد عن نصائح «المليونيرات»
  • مصر دولة الحقوق والحريات.. الحكومة تستعرض في جنيف تقريرها الشامل لتحسين أوضاع مواطنيها
  • لبنان: قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرق الهدنة.. إصابة 36 في غارات على الجنوب
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!
  • جناح القوات المسلحة بمعرض الكتاب.. شاشات عرض لتوضيح الخدمات وعرض الوثائقيات
  • البابا تواضروس وحديث الوحدة الوطنية
  • الفن.. والتحريض على القتل!
  • القوات المسلحة تشارك بجناح مميز في معرض القاهرة الدولي للكتاب