عظة التاريخ تخبرنا بأن قناة السويس كانت ولا تزال هدفا استعماريا منذ إنشائها.

يقول د. جمال حمدان في كتابه” شخصية مصر”: “فما أكثر ما تردد في الأدب الاستعماري ذلك الزعم السقيم من أن بلدا بموقع مصر لا يمكن أن يكون ملكا خالصا لنفسه، وأنه منذ شقت قناته لا يمكن إلا أن ينتمي إلى العالم المتحضر على العموم والشيوع.

.

ولا شك أنه هو رينان الذي عبر عن هذه الفلسفة الاستعمارية في أقوى صيغة حين قال: “إن أرضا تهم بقية العالم إلى هذه الدرجة لا يمكن أن تنتمي إلى ذات نفسها”.

دور الخطر الإسرائيلي وعن الخطر الإسرائيلي على قناة السويس، يقول حمدان: ” من الثابت تاريخيا أن لإقامة إسرائيل على يد الاستعمار القديم علاقة محددة ومحسوبة منذ البداية بالقناة على وجه التحديد كما بالبترول عموما فيما بعد:

-القناة: لتكون – بتعبيرهم- كلب حراسة على ضلوعها يؤمنها للاستعمار حين يغادر.

-والبترول: لتكون أداة الاستعمار في المنطقة لتهديده وضمان احتكاره وتدفقه.

ولقد أدت إسرائيل دورها المرسوم أول ما أدت في 1956 حين لعبت دور مخلب وذنب الأفعى في العدوان الثلاثي الذي كانت القناة هدفا ومسرحا والذي أدى إلى إغلاقها لأكثر من عام من عام ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.

على أن الدور الأكبر إنما جاء على يد إسرائيل وحدها، وذلك في عدوان 1967 الغادر الذي سد القناة للمرة الثانية في غضون عقد واحد تقريبا، ولمدة ثماني سنوات متصلة ظلت ممتدة حتى الأمس القريب، 1975.

ويعني هذا أن القناة بفعل إسرائيل قد تعطلت مرتين ولأكثر من تسع سنوات خلال 27 سنة منذ وجدت.. ومعنى هذا مباشرة أن إسرائيل بلا أدنى تحفظ هي أكبر خطر عرفته القناة في تاريخها”.

وعن الأحداث الجارية يقول المفكر د.نادر فرجاني إن وعيد الجمهورية الإسلامية في إيران صدق، مشيرا إلى أن أمريكا وحلفاءها يعانون التضييق على الملاحة القاصدة للكيان الصهيوني الغاصب بجسارة اهل اليمن.

ويضيف أنه يمكن أن يشتد ليخنق مضيق “جبل طارق” فيغلق المسرح الاستراتيجي للملاحة في الشرق الأوسط كله.

في ذات السياق يرى السفير د.عبد الله الأشعل أن من اسماهم "الحوثيين" لايهددون الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وإنما واشنطن تدافع عن الملاحة الإسرائيلية وحدها، ولهذا شكلت تحالفا بحريا من الدول المؤيدة لبربرية إسرائيل.

واختتم مؤكدا أنه لا خطر علي قناة السويس من أعمال الحوثيين ولادخل لمصر بالمسألة.

الخبير الاقتصادي أحمد السيد النجار قال إن تعليق بعض شركات النقل البحري العملاقة لمرور ناقلاتها من البحر الأحمر وقناة السويس هو سلوك ابتزازي لمصر والسعودية لدفعهما للاشتراك في التحالف البحري الحقير الذي كونته أمريكا لحماية التجارة الصهيونية.

ونبه على ضرورة ألا تستجيبا له، مؤكدا أن تلك الشركات ستعود مجبرة للبحر والقناة وبسرعة بسبب فارق التكلفة والزمن بين المرور عبرهما، مقارنة بالدوران عبر رأس الرجاء الصالح، وهو ما حدث بالفعل بعد فترة من تعليق شركات النقل البحري العملاقة المرور عبر قناة السويس.

 

محمود القيعي - راي اليوم

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: قناة السویس

إقرأ أيضاً:

جامعة قناة السويس تُطلق مبادرة "طوف وشوف" لتعزيز الوعي السياحي

نظمت جامعة قناة السويس ندوة تعريفية تثقيفية بعنوان "الأنماط السياحية ودور الطلاب في الترويج السياحي"، ضمن فعاليات مبادرة "طوف - وشوف ... معالم بلادنا السياحية" وحضرها طالبات مدرسة أم الأبطال الثانوية بنات

أكد الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، أن الجامعة تضع على رأس أولوياتها تعزيز الوعي السياحي لدى الطلاب باعتبارهم ركيزة أساسية في دعم القطاع السياحي المصري، مشيرًا إلى أن المبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على المقومات السياحية الفريدة لمصر، وتشجيع الطلاب على لعب دور فعّال في الترويج للسياحة داخل وخارج البلاد

وأشرفت على الفعالية الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، التي أوضحت أن مبادرة "طوف وشوف" تأتي في سياق الجهود المتواصلة للجامعة في تعزيز العلاقة بين الطلاب والمجتمع، مع تسليط الضوء على أهمية القطاع السياحي في دعم الاقتصاد الوطني، وبإشراف تنفيذي الدكتورة نيفين جلال، عميدة كلية السياحة والفنادق، والدكتورة سمر محمد مصلح، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ومؤسس المبادرة.

حاضرت في الندوة الدكتورة إيمان رضا السحيلي، المدرس بكلية السياحة والفنادق وعضو الهيكل التنظيمي للمبادرة، حيث تناولت

نبذة عن كلية السياحة والفنادق وأقسامها، التعريف بمبادرة "طوف وشوف" وأهدافها، استعراض معالم مصر السياحية المتميزة.

وقدمت شرح الأنماط المختلفة للسياحة في مصر، مثل السياحة الثقافية، الترفيهية، البيئية، والدينية.

دور الطلاب في دعم وتنشيط السياحة من خلال الترويج لمعالم مصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمبادرات المجتمعية

 

نُظمت الندوة إدارة الاتصالات والمؤتمرات بالجامعة، تحت إشراف  إيفون حبيب، مدير إدارة الاتصالات والمؤتمرات بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

حظيت الندوة بتفاعل إيجابي من طالبات مدرسة أم الأبطال الثانوية، اللواتي أبدين حماسا كبيرا للمشاركة في الترويج للسياحة من خلال أفكار ومشروعات مستقبلية، مما يعكس نجاح الجامعة في تحقيق أهدافها نحو نشر الوعي السياحي وتعزيز الانتماء الوطني.

 

مقالات مشابهة

  • عميد «طب القناة»: 750 طبيبا شاركوا في مؤتمر جراحة القلب والصدر لتبادل الخبرات
  • جامعة قناة السويس تُطلق مبادرة "طوف وشوف" لتعزيز الوعي السياحي
  • يمكن رؤيتها من الفضاء.. اكتشاف أكبر مستعمرة مرجان بحري في العالم
  • اكتشاف أكبر مرجان في العالم يمكن رؤيته من الفضاء
  • رئيس مدينة بورفؤاد يتابع أعمال تطوير شارع بن خلدون بالتنسيق مع قناة السويس
  • بنك قناة السويس يرفع أرباح 130% خلال 9 أشهر
  • قناة السويس تطلق خدمة تبديل الأطقم البحرية للسفن العابرة
  • جامعة قناة السويس تستضيف رئيس جامعة رادين إنتان الإندونيسية
  • ممثلة أمريكية تطلق أول قناة رياضية للنساء في العالم
  • بمشاركة 16 مرشدا بحريا.. صور جديدة لأكبر عملية عبور في تاريخ قناة السويس