بوابة الوفد:
2025-03-04@10:34:18 GMT

الدراما وأشياء أخرى!

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

تعد الدراما مصدرًا فعالًا مؤثرًا على المشاهد؛ وذلك من خلال ما تقدمه من نماذج وصور جديدة ومتنوعة للحياة اليومية، عامة، والعلاقات الإنسانية، خاصة، وبما تقدمه من عالم رمزى لعديد من الأشخاص والأماكن وعادات الشعوب الأخرى وتقاليدها. وتؤثر الدراما أيضاً فى تشكيل إدراك الأفراد واتجاهاتهم المستقبلية وعلاقاتهم بالآخرين؛ حيث تقدم تجارب إنسانية مشتركة بين البشر على اختلاف مستوياتهم التعليمية والثقافية، فضلا عن انتماءاتهم وأيديولوجياتهم الفكرية، وبذلك تعد الدراما قوة حقيقية يمكن أن تعمل على تعزيز نظام القيم فى المجتمع.

وفى هذا الإطار، إذا كان الشباب يمثلون قطاعًا سكانيًا من أهم قطاعات المجتمع، إذ يشكلون الجانب الأكبر من طاقات المجتمع وقدراته الإنتاجية والفكرية؛ فإن ما يمكن أن يتعرض له هؤلاء الشباب من زعزعة فى استقرار القيم لديهم بما قد يؤثر على اتجاهاتهم نحو المفاهيم المتنوعة فى المجتمع، والفهم الخاطئ لها بما لا يتفق مع ظروف المجتمع المصرى والقيم والمبادئ الراسخة لديه، بما قد يؤثر على تقبلهم لهذا المجتمع وإرثه الثقافى، أقول: إذا كان الأمر كذلك فإنه يمثل مشكلة مهمة يجب تضافر الجهود كافة للتصدى لها.

فالإنسان مخلوق اجتماعى، وشخصية الفرد تصوغها البيئة الاجتماعية والتفاعلات الاجتماعية المرتبطة بها، ويمثل الرضا الاجتماعى للإنسان عن هذه البيئة والتفاعلات المرتبطة بها سمة إيجابية تساعد على تقبل الآخر، والإحساس بالطمأنينة وبناء جسور الثقة فى التعامل مع الآخرين.

ويرتبط مفهوم الرضا الاجتماعى بمفهوم المجتمعات الإنسانية التى تنشأ متى يتجمع عدد من الأفراد لهم تاريخ مشترك، وقيم وعادات وتقاليد وسلوكيات خاصة، وخبرات واهتمامات وطموحات مشتركة، ومشكلات عامة يعانون منها، ويشعرون بأنهم ينتمون إلى بعضهم البعض، ويتفاعلون فيما بينهم بشكل مستمر.

والرضا الاجتماعى هو عملية يقوم فيها الفرد بتقييم حياته الاجتماعية وفقًا لجانبين رئيسيْن؛ الأول: الجانب المعرفى الذى يتمثل فى تقييم الفرد لحياته فى ضوء إدراك طبيعة مجتمعه، والآخر: يتمثل فى الجانب الانفعالى، والذى ينتج عن تفاعل الفرد مع مواقف حياته المتكررة.

ونظرًا لما تحظى به الدراما التليفزيونية من إقبال كبير لدى الجمهور المصرى، بوجه عام، ولدى الشباب، بوجه خاص، وفى ضوء ما تقدمه هذه الدراما من تجارب إنسانية مشتركة بين البشر، من شأنها أن تقدم صورًا إعلامية للبيئات الاجتماعية المتنوعة فى المجتمع المصرى، الأمر الذى قد يؤدى إلى ارتفاع مستوى التطلعات لدى المستويات الاجتماعية المتنوعة، والذى قد يؤثر بدوره على مستوى الرضا الاجتماعى لديهم.

ويؤكد ذلك ضرورة الاهتمام بتقديم مضامين هادفة بدراما التليفزيون المتنوعة؛ والعمل على تطوير محتوى هذه الدراما، وترشيدها؛ حتى تكون قادرة على القيام بدورها فى محاكاة قضايا المجتمع ومشكلاته؛ وذلك فى ظل ارتفاع مستوى إدراك الشباب المصرى لواقعية المضمون المقدم بهذه الدراما، وبما يتلاءم مع طبيعة مرحلة الشباب التى يتعامل فيها الفرد مع هذه القضايا وتلك المشكلات، متحررًا من القيود الاجتماعية المفروضة عليه، وبما قد يسهم فى زيادة تقبله لواقعه الاجتماعى. 

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحمد عثمان أستاذ الإعلام المساعد كلية الاداب جامعة المنصورة الدراما العلاقات الإنسانية قطاعات المجتمع

إقرأ أيضاً:

"طلبات" مصر الراعى الرسمى للاتحاد المصرى للخماسى الحديث لمدة 4 سنوات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت طلبات مصر عن توقيع شراكة استراتيجية لرعاية الاتحاد المصري للخماسي الحديث لمدة أربع سنوات، وذلك بالتزامن مع افتتاح بطولة العالم للخماسي الحديث التي تستضيفها مصر حتى الأول من مارس.

تأتي هذه الشراكة في إطار التزام طلبات مصر بدعم الرياضة والشباب، وتعكس رؤيتها للمساهمة في تطوير القطاعات الحيوية بالدولة، مع التركيز على تسليط الضوء على دور التكنولوجيا في تعزيز الابتكار ودعم المواهب الرياضية.

تم توقيع عقود الرعاية بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والمهندس شريف العريان رئيس الاتحاد المصري للخماسي الحديث، إلى جانب عدد من المسئولين الرياضيين المحليين والدوليين، حيث تم التأكيد على أهمية هذه الشراكة في تطوير منظومة الرياضة في مصر.

وأكدت هدير شلبي، المدير التنفيذي لطلبات مصر، أن هذه الشراكة تعكس التزام الشركة بدعم جيل جديد من الرياضيين وتمكينهم من تحقيق أحلامهم، مشيرة إلى أن طلبات مصر سبق وأن دعمت القطاع الرياضي برعايتها فعاليات مثل سباق نصف ماراثون الأهرامات.

وتعكس هذه الخطوة توجه طلبات مصر لتعزيز دورها المجتمعي، حيث تسعى إلى المساهمة في التنمية المستدامة عبر دعم المبادرات الرياضية التي تساهم في بناء مجتمع أكثر صحة ونشاطًا، مع التركيز على دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المجتمعية.

مقالات مشابهة

  • «لمة رمضانية» في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية
  • منعطف إجباري
  • راشد بن حميد: المجالس نموذج للممارسات الاجتماعية الإيجابية
  • جلسة تضيء على مسيرة الأئمة الشباب وتجاربهم
  • الشيخ عمر عبد الكافي: هكذا يكون الفرد من أهل الرحمة في رمضان
  • الشيوخ يناقش طلبا بشأن استيضاح سياسة الحكومة بشأن استغلالا وادي السيلكون المصري
  • مجلس صندوق الإسكان الاجتماعى يستعرض موقف تنفيذ الوحدات السكنية لمحدودي ومتوسطي الدخل
  • بعد تصريحات وزير الإسكان ..آليات جديدة لطرح وحدات الإسكان الاجتماعى
  • "طلبات" مصر الراعى الرسمى للاتحاد المصرى للخماسى الحديث لمدة 4 سنوات
  • الدراما في اليمن .. إنتاج متقدم ودور محوري في معالجة قضايا المجتمع وطريق إجباري في صدارة أبرز الأعمال