معارك ضارية وغارات جوية.. وسكان غزة منهكون
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
يواصل الجيش الإسرائيلي حملته المدمرة على حركة حماس في قطاع غزة، حيث بات السكان "منهكين" مع دخول الحرب أسبوعها الثالث عشر بدون أن تلوح أي بوادر حل.
واستهدفت خان يونس كبرى مدن جنوب قطاع غزة بضربات إسرائيلية خلال الليل، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وفي مدينة رفح على الحدود مع مصر، كان السكان وبينهم العديد من النازحين، يبحثون عن ملجأ للاحتماء من القصف الإسرائيلي المتواصل.
وأكد مراسل لوكالة فرانس برس تواصل القصف المدفعي على رفح وخان يونس خلال الليل.
وفي اليوم الخامس والثمانين للحرب، لا تظهر أي مؤشرات إلى تراجع القصف والمعارك رغم الخسائر البشرية الفادحة والمتزايدة والدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
وقالت أم لؤي أبو خاطر (49 عاما) التي نزحت من خان يونس بسبب القتال إلى مخيم مؤقت للاجئين في رفح "كفانا من هذه الحرب! نحن منهكون تماما. ننزح باستمرار من مكان إلى آخر وسط البرد".
"معارك ضارية"ويواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على الرغم من المعارضة الدولية المتنامية. وقد تحدث عن "معارك ضارية" وغارات جوية في قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في قطاع غزة السبت، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية خلفت 21672 قتيلاً في القطاع معظمهم من النساء والاطفال والمراهقين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.
وأكدت الوزارة مقتل 165 شخصاً وإصابة 250 آخرين خلال الساعات الـ 24 الماضية، مضيفةً أنّ 56165 شخصاً جرحوا منذ 7 أكتوبر.
واندلعت الحرب مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر، خلف نحو 1140 قتيلا في إسرائيل بحسب السلطات الإسرائيلية معظمهم مدنيون. وخطف 250 شخصا بينهم نساء وأطفال لا يزال 129 منهم رهائن في غزة.
وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وباشرت في 27 أكتوبر عمليات برية متوعدة بـ"القضاء" على حماس.
لا يزال سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، اضطر 85% منهم إلى الفرار وفقا للأمم المتحدة، يواجهون وضعا إنسانيا كارثيا.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة دعوته إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لانتشار الأمراض المعدية بين سكان غزة.
"أسوأ سنة في حياتي"قال أحمد الباز (33 عاما) وهو فلسطيني من غزة نزح إلى رفح "2023 هي أسوأ سنة في حياتي. كانت سنة دمار وخراب. عشنا مأساة لم يعرفها حتى أجدادنا".
وقال مدير الدفاع المدني رامي العايدي إنه بعد الغارات الإسرائيلية على الزوايدة وسط قطاع غزة، انتشل رجال الإسعاف جثث تسعة أشخاص "من عائلة مسالمة للغاية" مضيفا أنه تم استهداف منزلين مجاورين.
ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى هدنة جديدة في المعارك، بعد هدنة أولى استمرت أسبوعا في نوفمبر، أتاحت إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة وإدخال مساعدة إنسانية محدودة إلى غزة.
مساع لهدنةوبحسب موقع أكسيوس الإعلامي الأميركي وموقع "واي نت" الإسرائيلي نقلا عن مصادر إسرائيلية لم يحددها، أن الوسطاء القطريين أبلغوا إسرائيل بأن حماس "وافقت مبدئيا" على استئناف المباحثات من أجل إطلاق سراح أكثر من أربعين رهينة مقابل هدنة في المعارك.
ووصل وفد من حركة حماس الجمعة إلى القاهرة للبحث في مقترح مصري لوقف إطلاق النار بثلاث مراحل، ينص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الرهائن والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.
وسينقل وفد حماس إلى المصريين "ردّ الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم"، وفق ما أفاد مصدر في الحركة وكالة فرانس برس مشيرا إلى أن الملاحظات تتعلق خصوصا بـ"طرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة".
وقالت حركة الجهاد الإسلامي المسلحة التي تقاتل إلى جانب حماس السبت إن الفصائل الفلسطينية "بصدد" تقييم الاقتراح المصري. وقال محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في بيان إنه سيتم الرد "في الأيام المقبلة".
إمدادات عسكرية أميركيةولم يصدر حتى الآن أي تعليق عن إسرائيل على المقترح المصري، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد الخميس لعائلات الرهائن أن إسرائيل "على اتصال" مع الوسطاء المصريين.
وتؤجج الحرب في غزة التوتر في الشرق الأوسط ولا سيما على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان التي تشهد منذ اندلاع الحرب تبادل إطلاق نار شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران والحليف لحركة حماس، فيما تحدث قائد الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع عن احتمال "توسيع المعارك".
من جهة أخرى، أعلنت الإدارة الأميركية الجمعة أنها وافقت "بشكل طارئ"، من دون المرور بالكونغرس، على بيع ذخائر مدفعية من مخزون الجيش الأميركي لإسرائيل بقيمة 147.5 مليون دولار، تتضمن قذائف من عيار 155 ملم ومعدات أخرى.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حرکة حماس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تقدم كبير بمفاوضات الهدنة في غزة
دينا محمود (غزة، لندن)
أخبار ذات صلة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في غزة إلى 45 ألفاً الإمارات تواصل إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزةشهدت مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة تقدماً كبيراً بعد تصريحات فلسطينية وإسرائيلية، فيما أعربت أوساط سياسية متابعة لملف الحرب عن تفاؤلها حيال قدرة الفريق الانتقالي التابع لإدارة ترامب على الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، إن بلاده أصبحت «أقرب من أي وقت مضى» لإبرام صفقة للإفراج عن المختطفين في قطاع غزة.
وأشار كاتس، خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إلى أنه ستكون هناك أغلبية كبيرة في الحكومة تدعم الصفقة، لكنه شدد أيضاً على «ضرورة تقليل الحديث الآن في هذا الموضوع»، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
وفي وقت سابق أمس، قال مصدر إسرائيلي إن المفاوضات بشأن اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» تشهد تقدماً، لكنه حذر من أن «بعض الرهائن ربما يظلون في غزة لفترة طويلة، حال عدم تقديم تنازلات تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار وإنهاء الحرب»، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن الأسبوع الجاري قد يكون حاسماً، حيث من المتوقع أن ترد حركة «حماس» على المقترح الذي تم تقديمه مؤخراً.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأول، إنه ناقش الملف مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، موضحاً أن إسرائيل ستستمر في العمل من أجل إعادة جميع المختطفين «الأحياء والأموات».
وفي السياق، قال قيادي في حركة «حماس» أمس، إن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، «باتت أقرب من أي وقت مضى».
وأضاف القيادي الذي اشترط عدم ذكر اسمه في تصريحات صحفية: «نحن أقرب من أي وقت مضى، للتوصل لصفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار إذا لم يقم رئيس الوزراء الإسرائيلي بتعطيل الاتفاق». وشدد القيادي على أن المطلوب حالياً، هو أن «تمارس واشنطن ضغوطاً على نتنياهو لإتمام الصفقة».
وذكر أن «حماس والفصائل قدمت موقفاً متقدماً وبمرونة كبيرة، يتمثل بالموافقة على وقف تدريجي للحرب، وانسحاب تدريجي وفق جدول زمني محدد ومتفق عليه، وبضمانات الوسطاء الدوليين، من أجل وقف العدوان وحماية شعبنا».
وشدد على أن «حماس» والفصائل لن تتنازل عن المطالب الفلسطينية بأن يؤدي الاتفاق إلى وقف دائم للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وعودة النازحين و«صفقة مشرفة» لتبادل الأسرى.
وأقر بأن «الوسطاء شددوا على عدم التطرق لتفاصيل الصفقة حتى تنجح ولا تكون ذريعة بيد نتنياهو للتهرب»، وأوضح أن «الوسطاء يكثفون الاتصالات والمحادثات لسد الفجوات والوصول لاتفاق قريب».
وقال مصدر آخر مطلع على ملف المفاوضات، إنه تم «إبلاغ الحركة بأن الإدارة الأميركية والرئيس المنتخب دونالد ترامب يريدون صفقة تبادل واتفاق وقف الحرب بأسرع وقت، ربما قبل نهاية العام، وقبل تنصيب ترامب».
وقبل أسابيع من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه، أعربت دوائر تحليلية وأوساط سياسية متابعة لملف الحرب في غزة، عن تفاؤلها حيال قدرة الفريق الانتقالي التابع للإدارة الجمهورية المقبلة، على الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
فالتحركات الأخيرة لذلك الفريق، والتي شملت إجراء مشاورات مع كبار المسؤولين في بعض الدول المعنية بملف الحرب أواخر الشهر الماضي، أفضت على ما يبدو لإعادة تحريك المياه الراكدة، فيما يتعلق بإمكانية استئناف المحادثات الرامية، إلى التقريب بين وجهات نظر أطراف الصراع، من أجل التوافق على هدنة قريبة.