جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-06@16:20:59 GMT

نيّة النصر

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

نيّة النصر

 

هند الحمدانية

أهلًا بكم في مراكب الأبطال والفرسان، أهلًا بكم في سباق الخيول الأصيلة؛ حيث يصطف فرساننا الأشاوس من بداية المضمار، وقلوبهم تتجه إلى خط النهاية، إنها الفروسية والترويض وسباق التحمل وكبح الجماح وقفز الحواجز، وكل سباق جديد هو فرصة للفارس كي يبدأ من جديد، فرصة ليُقرر ما يريد، فرصة لتجربة الشعور بالفوز ذلك الشعور الفريد، النية مطية الفرسان يعقدونها في قلوبهم قبل بدء السباق، غايتهم ليس فقط الوصول إلى خط النهاية، إنما الفوز في السباق مع الحفاظ على نشوة النصر.

ينطوي سباق عام 2023 بنواياه الغزيرة، بتفاصيله الكثيرة وبكل أحداثه الصغيرة والكبيرة، زلزال تركيا وسوريا، أحداث الاشتباكات في السودان، زلزال المغرب، فيضانات ليبيا ووصولًا إلى معركة طوفان الأقصى، حقًا كان عامًا حافلًا بالظواهر الكونية والخيبات البشرية والانكسارات المتفاوتة مع زخات لطيفة من النِعَم والخيرات التي غمرتنا لنستشعر عظمة الله وتهدأ أرواحنا تحت ظلال رحمته ورضاه.

في هذا المقال نعقدُ نية العام الجديد 2024 ونمتطيها جميعًا إلى أن تتجلى لنا واقعًا صادقًا رصينًا.. نية هذا العام هي النصر المُبين (رددوا معي: اللّهُمَّ آمين).

ما كان.. كان وانتهى! الآن مؤامرات وأزمات ونوايا من مصادر مشبوهة، انشقاقات واختلافات ونفوس معجونة بالفتن بصورة غير مسبوقة، نحن أبناء العام الجديد، ما كان كان وانتهى، بفضل الله، ولا نريد منه المزيد، نيتنا لهذا العام هي النصر المبين (رددوا معي جميعا: اللّهُمَّ آمين).

تخرج النوايا عادة من وحي التأمُّل، لذلك فلنتأمل الجمال في غزّة، فلنتأملها جيدًا ولنتفكر في آياتها لنستحضر نية عامنا الجديد، أرض غزّة.. تراب من تحته شهيد.. من فوقه شهيد، شوارعها مُعبّدة بالشهداء على الأسفلت وفوق الأرصفة، في السوق تفوح رائحة شهيد، وفي البيوت يدفنون الشهداء من أبناء وحبيبات وأمهات وآباء، فلنتأملها بعمق ولنتدبر آيات النصر وآيات الله: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)- (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم)- (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ)، وأهل غزّة يعرفون جيدًا أنه لا ينتصر إلّا ذوو الصبر العظيم، ولقد عَظُمَ الصبر في غزّة، وجاءت الانتصارات تباعًا، فلقد انتصرت غزّة على خوفها أولًا، ثم انتصرت على الخونة من أبناء جلدتها، والآن تقاوم كل طواغيت العالم، وستنتصر بإذن الله؛ لأنها أيقنت أنه كُلما كان الجهاد عظيمًا، كان الانتصار أعظم وكان النصر فتحًا مبينًا.. لتتوالى الانتصارات بعدها تباعًا؛ إذ انتصرت الشعوب المسلمة من عقدة المنتجات المُتصهْيِنة، وانتصرت الكلمة والأغنية واللوحة والقصيدة والمسرحية لأجل قضية الأمة، ثم انتصرت شعوب العالم الحرة وانتفضت من أجل الحق ولفلسطين الحرية.

للنوايا طاقة عجيبة، تحتوي أصحابها بلطف ويسر، النية سلاحٌ حيٌ، ومن يعقد النية دائمًا قويٌ، فلتعقدوا النوايا للعام الجديد، ولتملأوا قلوبكم يقينًا بها، ولتردِّدُوا معي: أنا أنوي النصر المبين، النصر في الحرب، والنصر في الحب، والنصر العاجل القريب؛ لأنَّ فرساننا الأشاوس روَّضوا الخيول، وقفزوا الحواجز، وكبحوا جماح الصهاينة، وموعدنا معهم في نهاية خط السباق.. نستقبلهم بالحب والدعاء، وننثر عليهم الورود، ونُتوِّجَهم بالنصر المُبين حقًا خالصًا للمجاهدين.. رددوا معي جميعًا: اللّهُمَّ آمين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

براهين النصر

براهين النصر

(موعظة الخميس وخطبة الجمعة)
مع كل فجر جديد تتغير العديد من الأشياء من حولنا ، تتصاعد الأحداث في بلادنا للأفضل دائما ، فكل يوم ينقص فيه الأشرار فردا أو يخسرون آلة أو يبطؤون خطوة يصب ذلك في خانة ترجيح كفة الخير دائما ، بالمقابل فالد-ماء التي ضمخت أرض بلادنا من الش-هداء والج-رحى والمصابين ، والأموال التي فُقدت والأعراض التي أنتكهت تظل في رقاب الذين ظلموا ومن عاونهم على بغيهم وع-دوانهم صمتا عن كلمة الحق أو مظاهرة على الظلم أو مداهنة للباطل أو قت-الا في صف البغي ، ثم تُظِل مظلة الله ويحمي حرزه كل من لم يخلط إيمانه بظلم مي-تا كان فيجعل الله لوليه سلطانا أو حيا فيعده الله بما يرغب رضا منه ورحمة وسترا ثم فوق ذلك المكافآت الربانية على ما يكابد المرء ج-هادا وضحية وصبرا وإيمانا وثقة في موعود الله الأصدق (ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الك-فار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كُتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين) .
إن النصر دائما حليف المؤمنين والفتح والتمكين يعقب الإبتلاء وستعود بلادنا خالية من الدنس والفساد وسيتمكن الصابرين من عبور مرحلة التمحيص ، فالإبتلاء نفسه نعمة (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) ، ثم (ليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور ) ، والك-فر ك-فر النعمة والك-فر التعدي على حدود الله ومح-اربة الله ورسوله والسعي في الأرض فسادا ونزع الأمن من قلوب الناس بترويعهم وهتك أمنهم وإب-ادتهم بدعوى إبليس (أنا خير منه) ثم دعوى الجاهلية ورفع رايتها والكذب على الله والقول على الله مقتا أكبر وسوء فعل وطوية ، لكن (الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور) ولا أخوَن من أعداء اليوم المستقوين بما يظنونه فوق قدرة الله حشدا وجمعا لكل الأسباب المادية بلا حساب ليد الله التي لم تخالف سنته يوما ولن تجد لسنة الله تبديلا .
ويظل الأمل معقود على عون الله وتوفيقه وبركته وصمود الرجال وتض-حياتهم وجهدهم وصدق القيادة وصواب توجهها وحسن بلائها ، وفوق ذلك عدالة ما نقا-تل من أجله وما نض-حي في سبيله إيمانا وإحتسابا ، فهذه الح-رب أزالت صدأ النفوس فتيقظت وبينت صدى صوت الله في الضمائر فأنتبهت ، فعادت الحياة للهمم الميتة وتعلم الناس أن الهروب من الم.وت م.وت آخر ، فصار شعارهم : اللهم إن هي إلا ميتة واحدة فأجعلها في سبيلك ، فإن كانت خُشُب الباطل المسندة حريصة على الم.وت في سبيل باطلها ، فالأجدر بأهل الحق أن يكونوا أشد حرصا على ميتة إن فاتتهم فقد فاتهم فضل لا يُجنى وشرفٌ لا يطال ، فطوبى لمن سبق ولمن صدق ولمن بعصائب الحق ألتحق ، ما بدل ولا تبدل وعلى درب الحق أقبل .
إن القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها من القوات النظامية والأجهزة الأمنية والمستنفرين والمجاهدين والقوات المشتركة ، كلهم معا يخوضون معركة الكرامة تحت قيادة واحدة تقودهم بأفضل ما يُقاد به المقا.تلون في المعارك بالحنكة والتدبير وحسن القراءة للميدان الداخلي والمحيط الخارجي ، زادهم جميعا الصبر والفداء والتفاني ، ولا سلاح أمضى من روح الفرد وحوافزه الذاتية ثم إيمانه العميق بأنه في الجانب الصحيح من التاريخ والحاصر ، وهذا هو أول براهين النصر وأبينها ، ثاني البراهين هو البرهان القائد الهميم والمدرك الذي ظل طوال أيام الحر.ب يقرأ الصورة الكاملة ويضع لها ما يناسبها من تصورات ومعالجات ، لم يشتت ذهنه طعن الطاعنين ولم يفت عضده كيد الخ-ائنين ، فالشعب منتصر برؤيته السديدة والجيش ظافر تحت قيادته الرشيدة والمستقبل أكثر إخضرارا لبلادنا التي ستخرج من هذا المخاض طاهرة مطهرة من رجس الجنجويد وبقايا التتار ومن آمن بمسيحهم الدجال وأيقن أن ناره بردا وظلمه عدلا وإج-رامه ديمقراطية .
ومن براهين النصر أن عقيدة القتال في الميدان صارت خالية من الدَخَن والوهن ، فقد إمتلأ الميدان بالعناصر ذات الدافعية والتي ليها معرفة بطرائق قت-ال العصابات الغازية من شباب يرون القت-ل مجدا وشيبا في الحروب مجربينا ، لذلك ف(عدوى) النصر لن تقف عند المؤمنين بها بل تتعداهم لغيرهم فيتقوى كل منهم بالآخر ، فيتلاشى وهَن المحبَطين وتتثبط العناصر المندسة من الخ-ونة والمرجفين .
ومن براهين اقتراب النصر ذلك الإيمان الخفي اللا محسوس لدى العامة مقا-تلين ومدنيين ، مقيمين ومهاجرين بأن النصر قاب قوسين أو أدنى ويقينهم أن الشعب منتصر بجيشه والجيش منتصر بشعبه وأن جند الله سيظهرون على جند الشيط-ان وأن بلاد النيلين تعود كما العهد بها معطاءً كأهلها ومخضرة كأن لم يمسسها سوء من قبل ، وسيخرج الناس من هذا الإبتلاء على خير بصيرة يميزون بها الخبيث من الطيب ويجعلون لأنفسهم معيارا يفرقون به بين العدو والصديق وهو الإجابة على سؤال: ماذا كنت تفعل في وقت الحرب ؟ وفي أي صف كنت تقف؟ وسيُضطر العاقين بأوطانهم _إن هم عادوا_ إلى أضيق الطريق (إختيارا لا جبرا) فليس ثمة وجه يقابلون به من شردوهم ولا لسان يخاطبون به من أنتهكوا حقهم في الحياة وستظل أياديهم ملوثة بدماء الأبرياء وبطونهم مختمرة بمال السُحت (المدقّل) ورغالة سفارات الشر ومحلسة منظمات الإفك والبهتان .
ولأن من البيان لسحرا فإني أختم بقول الشاعر أبو شمة ود علي سليمان:
لحاح البروق للمنازل خيّس
وقلبك من رحمة السيد نعل ما أيّس
الضيق من هلالة والصحابة مسيس
قالوا بعقبوا خيرا ذاتو ما بتقيّس
وقول الراحل صلاح أحمد ابراهيم :
رُب شمسٍ غربت والبدر عنها يخبر
وزهور قد تلاشت وهي في العطر تعيش
نحن أكفاء لما حل بنا بل أكبر
تاجنا الأبقى وتندك العروش

يوسف عمارة أبوسن
الخميس 3 أكتوبر 2024

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قد يلحق بنصر الله و صفي الدين .. من هو ”إبراهيم السيد” المرشح لمنصب ”أمين عام حزب الله” الجديد ؟
  • أشرف غريب يكتب: لماذا انتصرت مصر في حرب أكتوبر؟
  • من هو إبراهيم أمين السيد المرشح الجديد لمنصب أمين عام "حزب الله"؟
  • رغم العقبات.. الأمين العام الجديد لحلف الناتو يسعى إلى زيادة الدعم لأوكرانيا
  • إجازة 6 أكتوبر: كيف تحولت ذكرى النصر إلى يوم من الاسترخاء والتأمل؟
  • من هو هاشم صفي الدين؟.. هدف إسرائيل الجديد في لبنان
  • صلاة النصر
  • اغتيال خليفة حسن نصرالله والزعيم الجديد لحزب الله!!
  • براهين النصر
  • عاجل: استهداف ”هاشم صفي الدين” زعيم حزب الله الجديد خلفا لنصر الله بغارات اسرائيلية غير مسبوقة بالضاحية