لجريدة عمان:
2025-01-24@18:32:28 GMT

العالم العربي عند لحظة تاريخية خطيرة

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

العالم العربي عند لحظة تاريخية خطيرة

في هذه اللحظة التي يقف فيها الجميع عند حافة العام 2023 الذي توشك ساعاته الأخيرة على الرحيل، والعتبة الأولى للعام الجديد 2024 يطرح الجميع في العالم الكثير من الأسئلة حول مسارات العام الجديد وآفاقه، سواء كانت تلك المسارات والآفاق مبنية على استقراء الأحداث أم كانت مبنية على أمنيات العام الجديد التي تأخذ، في الغالب سقفا متفائلا أكثر من ركونها للواقع.

وفي العالم العربي تكون المسارات أكثر التباسا لوقوع الجميع تحت ضغط الأحداث المتسارعة بالتحولات والصراعات الأبدية التي من شأنها أن تساهم في تشكيل العالم حتى أكثر من تشكيل المنطقة التي ما زالت تبحث عن ذاتها.

ويبدو واضحا أن الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الزلزال الكبير الذي أحدثته حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» في السابع من أكتوبر الماضي عندما كسرت أسطورة «الجيش الذي لا يقهر»، من شأنها أن تؤثر في مجمل الأحداث في العام الجديد سواء كان ذلك في الأحداث السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو العسكرية حيث من المنتظر أن تعيد القوى الكبرى في العالم تموضعها حول المنطقة بما يحفظ مصالحها الاقتصادية والسياسية.

لكن الأحداث في غزة تؤثر بشكل كبير جدا على مجمل العالم العربي.. وتضعه على صفيح ساخن جدا.

ولا يتعلق التأثير المنتظر وفق سيرورة الأحداث بالصواريخ الأمريكية التي تطلقها إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطيني وتحويل غزة إلى أكبر ساحة للركام في العالم، ولكن الأمر يتعلق بشكل أساسي بمسارات التحول في الرأي العام العالمي الذي يشهد هذه الأيام تحولات مبنية على السردية الفلسطينية بعد أن أخذت السردية الإسرائيلية بالتداعي لضعف منطقها وعنصريتها. وهذا المشهد العالمي الذاهب نحو التشكل على مشهد الجرائم الإسرائيلية من شأنه أن يسهم في تنامي تيارات الغضب والإحباط في العالم العربي الذي قد يؤدي إلى تفكيك نسيج «معاهدات السلام» التي وقعتها حكومات بعض الدول العربية مع إسرائيل «برعاية أمريكية»، كما قد يؤدي إلى وضع اتفاقيات التطبيع على المحك في الوقت الذي تتجه فيه الحرب على غزة إلى الخروج من إطارها الجغرافي بغزة إلى مسارح عمليات خارجها وبتأثيرات سلبية أقوى سواء على إسرائيل أم على الغرب الداعم الأبدي لها.

صحيح أن الأحداث في منطقة الشرق الأوسط ليست مسرحية من فصل واحد كما يقال، ولكنها رواية معقدة تتشابك فيها التحولات الجيوسياسية، والاضطرابات الاقتصادية، ومعضلات الأمن البحري.. وهذا التعقيد من شأنه أن يخلق الكثير من التوترات التي قد تؤدي إلى مسارات مفاجئة.

ودق صندوق النقد الدولي، بالفعل، ناقوس الخطر، فخفض من التوقعات الاقتصادية للمنطقة بسبب التأثيرات غير المباشرة الناجمة عن الحرب على غزة.. والعالم أجمع بما في ذلك العالم العربي في لحظة ضعف اقتصادي حيث ما زال يحاول التعافي من الأزمة الاقتصادية والمالية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا والتي كانت حتى عام ونصف مضى تؤثر على العالم بشكل مخيف.

ومع ذلك، وفي خضم هذه الرياح الاقتصادية المعاكسة، ترسم بعض الدول مسارًا نحو التنويع. وتتجه سلطنة عمان والسعودية في منطقة الخليج نحو تنويع مصادر الدخل والاعتماد على مشاريع الطاقة المتجددة، وهي دول تحاول جادة بناء تصورات جديدة لمكانها في عالم ما بعد النفط.

لكن منطقة الخليج العربي في طريقها لدخول تسابق جديد من نوعه في المرحلة القادمة بعيدا عن التسابق في تنويع مصادر الدخل.. إنه سباق التسلح وتعزيز القدرات الدفاعية خاصة في بعض دول الخليج التي تسعى للظهور كقوة إقليمية قائدة في مجال التكنولوجيا والدفاع.. وكل منها تضع عينها بقوة على المستقبل.

ماذا يعني كل هذا بالنسبة للشرق الأوسط في عام 2024؟ إنها منطقة تقف على مفترق طرق، وتواجه الاختيار بين طريق تصعيد الصراع والطريق نحو السلام والاستقرار. كل دول الشرق الأوسط تريد الذهاب نحو السلام والاستقرار والانشغال بتنمية المجتمعات.. لكن إسرائيل لا تريد هذا فهي تعتبره مهددا لاستقرارها ومستقبل بقائها كدولة في الشرق الأوسط.. فهل ستعيد إسرائيل تشكيل هُويتها بناء على أسئلة المرحلة أو ستبقى تعيش على مسارات رسمتها أطروحات مرحلة قديمة ثبت تساقطها مع الزمن؟!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العالم العربی فی العالم

إقرأ أيضاً:

مكتب المبعوث الأممي يعقد اجتماعا في عدن لمناقشة المخاوف الاقتصادية التي تواجه اليمنيين

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

عقد مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن اليوم اجتماعاً في عدن مع مجموعة من الناشطين وممثلي المجتمع المدني المقيمين في الضالع، ضمن سلسلة الحوار السياسي، لمناقشة التحديات السياسية والقضايا الأمنية والمخاوف الاقتصادية التي تواجه اليمنيين بشكل عام والضالع بشكل خاص بسبب النزاع الذي طال أمده.

وشدد المشاركون على أهمية الحوار الشامل الذي يمثل بشكل حقيقي وجهات نظر اليمن المتنوعة، بما في ذلك معالجة القضية الجنوبية. ودعا المشاركون أيضا إلى تمثيل أقوى للنساء والشباب والمجتمع المدني في العملية السياسية لمعالجة مظالم اليمنيين بشكل أفضل وتجنب المخاطرة بأنصاف الحلول التي تؤدي إلى جولات أخرى من الصراع.

الحوادث الأمنية المتكررة وما تلاها من ضحايا بين المدنيين في الضالع كانت مصدر قلق رئيسي تم تسليط الضوء عليه خلال المناقشات المتعلقة بالمسار الأمني.

وناقش المشاركون تأثير الأوضاع الأمنية المتدهورة وكيف أنها تعيق توفير حياة كريمة لهم ولأسرهم، مع إعاقة فرص التعافي الاقتصادي بسبب تجدد الصراع.

على الصعيد الاقتصادي، سلط الحوار الضوء على التحديات الخطيرة التي يمثلها التضخم وانعدام الدخل والبطالة وتشظي العملة الوطنية المؤثر بشدة في الضالع.

ودعا المشاركون إلى تحسين الحوكمة والمساءلة للتخفيف من عدم الاستقرار الاقتصادي والحاجة إلى التوزيع العادل للموارد وعدم تسييس الاقتصاد من قبل جميع الأطراف. مشددين على ضرورة التنمية المستدامة كنهج لتمكين المجتمعات المحلية.

مقالات مشابهة

  • معاريف: إسرائيل أمام فرصة تاريخية لإبرام اتفاق سلام مع السعودية
  • رئيس الشاباك الإسرائيلي: نخوض حربا متعددة الجبهات .. والآن وقت شمال الضفة الغربية
  • ترامب: نخطط لتعويض الخسائر الاقتصادية التي سببتها إدارة بايدن الفاشلة
  • وزير الخارجية الأردني: أحداث الضفة الغربية خطر على العالم كله
  • لحظة تاريخية .. وصول وزير الخارجية السعودي إلى لبنان لأول مرة منذ 15 عاما
  • نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز: نشهد اليوم لحظةً تاريخيةً ويسعدني أن أكون موجوداً في أول رحلةٍ تطلقها الخطوط الجوية التركية وأعرب عن شكري للسلطات السورية والتركية على إنهاء التحضيرات بسرعة
  • إصابات خطيرة لمتزلجين قبل بطولة العالم في النمسا
  • هذه الدول التي لديها أطول وأقصر ساعات عمل في العام 2024 (إنفوغراف)
  • خبير: البشت الذي ارتداه ولي العهد بالعلا زاد الطلب عليه بالعالم العربي.. فيديو
  • مكتب المبعوث الأممي يعقد اجتماعا في عدن لمناقشة المخاوف الاقتصادية التي تواجه اليمنيين