آل نهيان والإمارات.. هكذا يمكن النجاة من مصير آل ميديشي
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تنصب رؤية رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمستقبل على ضرورة بسيطة وهي البقاء؛ فالشرق الأوسط بيئة أمنية قاسية ولا ترحم، وباعتبارها دولة صغيرة، فإن الإمارات معرضة للاضطرابات، وبالتالي فإن ضمان استدامة حكم الأسرة وطول عمر الدولة قد يتطلب المزيد من الثروة والسلطة.
ذلك ما خلص إليه كل من نيل كويليام وسنام فاكيل، في تحليل بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية (Foreign Affairs) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفين أنه "حتى الآن، لعب محمد بن زايد دوره بفعالية".
وتابعا أن "الإمارات أصبحت بمثابة دراسة حالة لكيفية قيام الدول الصغيرة بدور كبير في السياسة والاقتصاد الدوليين، مثلما فعل آل ميديشي".
وميديشي هي عائلة إيطالية حكمت فلورنسا، وقامت بدور حيويّ في تاريخ إيطاليا وفرنسا، من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر الميلاديين، وقد ساعدهم ثراؤهم الكبير، بوصفهم أصحاب مصارف، في السيطرة على فلورنسا.
واستدرك كويليام وفاكيل: "لكن عائلة ميديشي انهارت، إذ فقدت وحدتها ورؤيتها المشتركة. ومع مرور القرون، أدت النزاعات على الميراث والخلافة، بجانب الفصائل المتناحرة الداخلية، إلى إضعاف سيطرتها".
واستطردا: "كما شكل صعود عائلات قوية أخرى في إيطاليا تحديا لسيادة ميديشي، واكتسبت دول المدن الأخرى المجاورة السلطة، مما أدى إلى تقليص نفوذ الأسرة السياسي. ومع وجود قادة أقل موهبة على رأس السلطة، عانت الأسرة من خسائر مالية وسياسية كبيرة أدت إلى زوالها".
ويحكم آل نهيان الإمارات منذ استقلالها في عام 1971، ويبلغ صافي ثروة العائلة المالكة ما لا يقل عن 300 مليار دولار، وفقا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية قبل عام .
اقرأ أيضاً
بـ300 مليار دولار.. ثروة آل نهيان أكثر من مجرد نفط وطحنون بن زايد ذراعها الأبرز
تحديات عديدة
وقال كويليام وفاكيل إن "محمد بن زايد وإخوته يواجهون العديد من التوترات نفسها التي أدت في النهاية إلى انهيار عائلة ميديشي. والآن، تتعايش الأسرة جيدا، لكن لديها تاريخا من الاقتتال الداخلي".
وأضافا أن الإمارات "محاطة بدول إقليمية أخرى حازمة، وقد تمتد الصراعات المحلية إلى حدودها، كما تواجه تحديات لم تكن تواجهها عائلة ميديشي".
وأردفا: "وكما يعلم محمد بن زايد جيدا، فإن الولايات المتحدة قد لا تكون دائما شريكا أمنيا جيدا. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى درجات حرارة شديدة وموجات جفاف تجعل شبه الجزيرة العربية غير صالحة للسكن".
"إن تحقيق طموحات الإمارات العالمية سيساعدها على التغلب على هذه التحديات، ولا سيما تحركها بعيدا عن صناعة النفط"، كما زاد كويليام وفاكيل.
ومثل دول خليجية أخرى، ولاسيما السعودية، تستثمر الإمارات في قطاعات عديدة، بينها الطاقة المتجددة والتكتولوجيا والسياحة، بهدف تنويع وتوسيع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئسي للإيرادات؛ في ظل تقلبات أسعاره وتحول العالم نحو الطاقة النظيفة غير الملوثة للبيئة.
واعتبر كويليام وفاكيل أنه "في نهاية المطاف، فإن أفضل طريقة لبقاء الإمارات على قيد الحياة هي من خلال التصالح مع جغرافيتها، وعلى الرغم من أنها قد تبدو متقدمة على جيرانها الآن، إلا أن العديد من الدول تلاحقها وتقوض أمنها".
اقرأ أيضاً
القطاع الخاص غير النفطي.. انتعاش بالسعودية والإمارات ومستقبل قاتم في مصر
اقتتال عائلي
و"بدلا من محاولة الانغلاق على نفسها، فإن المصالح الأمنية والاقتصادية الطويلة الأمد للإمارات ستتحقق بشكل أفضل من خلال إطار أمني إقليمي أقوى، وهي عملية تتطلب تكاملا إقليميا أعمق وآليات أكثر فعالية لحل الصراعات"، كما أضاف كويليام وفاكيل.
وتابعا: "وقد يؤدي الاقتتال العائلي في نهاية المطاف إلى زوال دولة الإمارات، فلا شيء يدوم إلى الأبد، وما لم تتمكن الدولة من السيطرة على جغرافيتها، فلن يمكنها البقاء أمام القوى المهيمنة".
وأردفا أنه "في نهاية المطاف، هذا يعني أن الإمارات يجب أن تقبل أنه بغض النظر عن مدى قوتها، فإنها ستظل دائما محاصرة من إيران والسعودية وتركيا".
و"لن تستطيع الإمارات السبع الهروب من قيودها المادية، ولن يتمكن شركاؤها الخارجيون، مهما تعهدوا بتقديم الدعم، من حمايتها إلى ما لا نهاية"، كما ختم كويليام وفاكيل.
اقرأ أيضاً
صراعات آل نهيان تحدث شقوقا في عملاق الدفاع الإماراتي "إيدج"
المصدر | نيل كويليام وسنام فاكيل/ فورين أفيرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: محمد بن زاید آل نهیان
إقرأ أيضاً:
محمد بن زايد يستقبل شيخ الأزهر ضمن زيارته إلى أذربيجان
استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، اليوم الإثنين، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وذلك على هامش زيارة العمل التي يقوم بها إلى جمهورية أذربيجان للمشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ "كوب 29"، الذي تستضيفه خلال الفترة من 11-22 نوفمبر(تشرين الثاني) 2024.
وتناول اللقاء - الذي جرى في مقر إقامة رئيس الدولة في مدينة باكو - العلاقات بين دولة الإمارات والأزهر الشريف والتعاون بين الجانبين في مجال تعزيز الحوار والتفاهم على المستويين الإقليمي والدولي.
دور رجال الدينكما تطرق اللقاء إلى مؤتمر "COP29" والدور المهم لرجال الدين والمؤسسات الدينية في تعزيز الوعي بخطورة التغير المناخي بجانب أهمية الحفاظ على البيئة وضرورة دفع العمل المناخي الدولي إلى الأمام لمصلحة البشرية وحماية لكوكب الأرض من المخاطر التي يتعرض لها.
وعبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديره للدور الحضاري الذي يقوم به الأزهر الشريف على المستوى العالمي خاصة في مجال نشر الوسطية والتعايش، فيما شكر شيخ الأزهر، رئيس الدولة للدعم الذي تقدمه دولة الإمارات إلى الأزهر والدور الذي يقوم به مشيداً بنهج الإمارات الإنساني في المنطقة والعالم.