قبل نحو عام سافر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى الولايات المتحدة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس والاجتماع بالرئيس، جو بايدن، حيث قوبل تصميم كييف على مقاومة العدوان الروسي بدعم قوي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. 

وبعد مرور سنة، تبدو التوقعات أكثر قتامة، حيث لم يحرز الهجوم الأوكراني الذي طال انتظاره في الجنوب تقدما يذكر، فبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية، يبدو أن روسيا "نجت" من العقوبات الدولية في الوقت الحالي، وحوّلت اقتصادها إلى آلة حرب.

وفي هذا الإطار، حضّ بايدن، الجمعة، الكونغرس على اتخاذ خطوات "طارئة" لتجاوز الخلافات بشأن المساعدات العسكرية لكييف، معتبراً أن الهجوم الصاروخي الذي شنّته روسيا صباح الجمعة، يؤشر إلى رغبتها في "محو" أوكرانيا.

وقال بايدن في بيان: "ما لم يتخذ الكونغرس خطوات طارئة في السنة المقبلة، لن نتمكن من الاستمرار في إرسال الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي الحيوية التي تحتاجها أوكرانيا لحماية شعبها"، داعيا الكونغرس إلى التحرك "من دون أي تأخير إضافي".

ويريد المشرّعون الجمهوريون وقف الدعم، ورفضوا المصادقة على حزمة جديدة ما لم يوافق الديمقراطيون أولاً على إجراءات صارمة لكبح الهجرة عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

تقرير: بوتين يضطر لنقل السفن الروسية من شبه جزيرة القرم اعتاد  الأسطول الروسي أن يتواجد في شبه جزيرة القرم بالبحر الأسود منذ نحو 240 عاما، ولكن موسكو تواجه في الوقت الحالي خطر  ذلك فقدان المركز البحري الرئيسي مع تصعيد أوكرانيا لهجماتها في شبه الجزيرة المحتلة، بحسب موقع وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

وأعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، الإفراج عن 250 مليون دولار من المساعدات العسكرية، هي الحزمة الأخيرة المتاحة لها في وقت يتعين على الكونغرس اتخاذ القرار بشأن مواصلة دعم كييف في صد الغزو الروسي.

ووفقا لـ"سي إن إن"، فيبدو أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يستمتع بأجواء الانقسام الحزبية في واشنطن، حيث يتساءل الكثيرون في الحزب الجمهوري عن الغرض من إرسال مساعدات أخرى بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا بناءً على طلب إدارة بايدن، معتبرين أنها لن تحقق الكثير في ساحة المعركة.

وفي أول مؤتمر صحفي يعقده في نهاية العام منذ بدء الصراع، سخر بوتين قائلا: "إن أوكرانيا لا تنتج شيئا تقريبا اليوم، كل شيء يأتي من الغرب، لكن المواد المجانية ستنفد في يوم من الأيام، ويبدو أنها كذلك بالفعل".

وتابع: "المساعدات العسكرية الكبيرة التي حصلت عليها أوكرانيا خلال العام المنصرم، لم تستخدمها في كل المعارك، ولا يزال لديها مخزون كبير منها، وبالتالي يمكن حاليا الحديث عن حرب استنزاف تحاول أن تخوضها القوات الروسية لإنهاك المنظومة الدفاعية الجوية الأوكرانية، كما حدث في الهجمات الأخيرة بواسطة عدد كبير من الطائرات المسيرة".

"لا تغييرات على الأرض"

لكن الباحث والخبير في الشؤون الروسية والأوكرانية، نبيل رشوان، أوضح في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة"، أن تأخر وصول المساعدات المالية والعسكرية من قبل واشنطن والاتحاد الأوروبي "لن يسفر عن حدوث أي تغييرات على أرض الواقع".

أما الباحث والأكاديمي، خليل عزيمة، فرأى في حديث إلى موقع "الحرة"، أن "تأخر الإمدادات العسكرية الغربية على ما يبدو قد أثر كثيراً على سير معارك هذا العام".

وزاد: "رأينا أن هجوم الربيع المضاد لم يعط النتائج المنتظرة منه، وكان ذلك نتيجة تأخر الغرب بالإمداد وإعطاء فرصة كافية للقوات الروسية الغازية بتحصين خطوط دفاعية متعددة، وبشكل عام لم نشاهد هذا العام أي تغير يذكر على خطوط الجبهة، ولا مؤشرات حالياً على إحراز نصر أوكراني كامل في هذه المرحلة".

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد أكد في يوليو الماضي، أنه بالرغم من صعوبة الهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية، فإن كييف استعادت "نصف الأراضي" التي احتلتها نظيرتها الروسية. 

وأضاف في تصريحات إعلامية آنذاك، أن "الهجوم الأوكراني المضاد صعب وسيستمر عدة أشهر". 

وتابع: "ما زلنا إلى حد ما في الأيام الأولى من الهجوم المضاد. إنه قوي.. لن ينتهي الأمر خلال أسبوع أو أسبوعين. نظن أنه سيستمر عدة أشهر".

وهنا، يرى مدير مركز "فيجن" للدراسات الاستراتيجية في كييف، سعيد سلام، في حديثه إلى موقع "الحرة"، أن "التوقعات من الهجوم المضاد الأوكراني هذا العام تمت المبالغة فيها، ومن الواضح أن الحسابات كانت موضوعة لضربة مفاجئة وواسعة النطاق".

وتابع: "لكن بسبب توفر الوقت الكافي، وأيضا الترويج والتحليل الإعلامي المكثف في جميع وسائل الإعلام الأوكرانية و العالمية، تمكنت القوات الروسية من إعداد دفاع عالي المستوى، يتضمن عدة خطوط دفاع وتلغيم مساحات واسعة من الجبهة و بعمق نحو 10 - 20 كم، قبل بدء الهجوم المضاد، وبفضله تمكنوا من الحفاظ على الجبهة و منع اختراق القوات الأوكرانية لخطوط الدفاع".

وزاد: "كذلك ساهمت القيود المفروضة، من قبل شركاء وحلفاء أوكرانيا، على توريد الذخيرة، في التأخر بتوريد المعدات التي تم الاتفاق عليها، وعدم توفر طيران قتالي تكتيكي قادر على الحفاظ على التكافؤ مع الروس في الجو على خط الجبهة، في ظل فشل القوات الأوكرانية في إنجاز نتائج كبيرة من عملية الهجوم المضاد الذي تم التخطيط له، رغم تكبيد القوات الروسية خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، و تحرير بعض المناطق في الجنوب، وإنشاء موطئ قدم على الضفة الشرقية لنهر دنيبر في إقليم خيرسون".

أزمات بعيد المدى

وبحسب تقرير شبكة "سي إن إن "لا تخلو روسيا من نقاط الضعف الخاصة بها، لكن تأثيرها لن يكون على المدى القريب، فقد أدى الصراع إلى تفاقم الأزمة الديموغرافية من خلال الهجرة والخسائر في ساحة المعركة.

وغادر ما يقرب من 750 ألف شخص روسيا في العام 2022؛ ويتوقع المحللون أن يكون هناك عدد أكبر من المغادرين هذا العام.

ويؤدي نقص العمالة إلى ارتفاع الأجور وبالتالي التضخم، كما أن محاولة التهرب من العقوبات الدولية والحفاظ على الإنتاج الصناعي له ثمن باهظ، حيث يخصص قسم كبير من هذا الإنتاج لتعويض الخسائر المذهلة في ساحة المعركة وبالتالي يتضخم العجز في الميزانية وفقا لذلك.

بريطانيا "تتحرك بسرعة" بعد "الضربات القاتلة التي نفذها بوتين" في أوكرانيا أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، الجمعة، أن بريطانيا سترسل نحو 200 صاروخ للدفاع الجوي لأوكرانيا بعد سلسلة من الضربات الروسية المكثفة.

لكن على المدى القصير، يبدو بوتين منيعا، فإعادة انتخابه رئيسا لمدة 6 أعوام في مارس القادم هو أمر مضمون، في حين أن الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة قد تفضي إلى عودة الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب إلى سدة الحكم، وهذا الأمر سوف يكون بمثابة "كابوس لكييف ومبعث سعادة لموسكو"، بحسب مراقبين.

ولكن الباحث المصري، نبيل رشوان لا يتفق مع ذلك الرأي، مؤكدا أن لدى الولايات المتحدة استراتيجيات لا يمكن أن تتغير بتغير الإدارات، متابعا: "على سبيل المثال فإن أوكرانيا كانت قد حصلت على صواريخ جافلين الأميركية المضادة للدروع".

آمال بتغيير الأوضاع

من جهته، يؤكد عزيمة أنه ما زال هناك آمال في تغير الوضع العسكري، خاصة مع اقتراب تسليم أوكرانيا مقاتلات من طراز F16، وذلك رغم أن مصادر كانت قد ذكرت لمجلة "نيوزويك" الأميركية، الأربعاء، أن كييف استلمت الدفعة الأولى من تلك الطائرات.

ونوه عزيمة إلى "وجود اتجاه لدى كييف لتطوير التصنيع العسكري المحلي من خلال إنتاج المزيد من الذخيرة لسد نقص الإمدادات الغربية".

وأردف: "شاهدنا كيف طورت أوكرانيا المسيرات البحرية التي وجهت ضربات موجعة إلى البحرية الروسية وحصرت السيطرة الروسية على مياه البحر الأسود، وفتحت مسارا جديدا لتصدير الحبوب الأوكرانية، ناهيك عن تعزيز الدفاعات الجوية وخفض فرصة الصواريخ الروسية من تحقيق أهدافها".

ورأى أن الموقف الأوروبي بشكل عام "لم يتغير باستثناء بعض دول أوروبا الشرقية، مثل المجر"، موضحا: "نعم هناك استعدادات في أوروبا لانتخابات يمكن أن تؤدي إلى صعود أحزاب متطرفة، لكن ذلك لن يؤدي إلى تغيير كبير فيما يتعلق بالدعم غير المحدود لأوكرانيا، طالما أصبحت هذه الدول تشعر بالخطر الروسي على كامل أوروبا، ولنتذكر فقط كيف تدرج الدعم الأوروبي، الذي بدأ بإرسال الخوذ إلى الجنود، مروراً بإرسال الدبابات إلى الموافقة على التزويد بالطائرات".

ويتفق رشوان مع الرأي السابق، الذي أكد أن الاتحاد الأوروبي سيحرص على تقديم ما يكفي من المساعدات إلى أوكرانيا رغم اعتراضات المجر، مضيفا: "في أسوأ الأحوال تستطيع كل دولة على حدة، لاسيما ألمانيا وفرنسا، أن تقدم ما تريد من منح مادية وأسلحة بعيدا عن تعقيدات الموجودة في الاتحاد الأوروبي".

وبالنسبة للموقف الأميركي، شدد عزيمة على أنه سيبقى ثابتا "مهما تطلب الأمر، وذلك رغم الخلافات في الكونغرس الأميركي على التمويل". 

وزاد: "كان الاستمرار واضحاً من خلال تصريحات معظم الدول الغربية، لكن الحرب إسرائيل وحماس تصب في مصلحة روسيا، لأنها أدت إلى انشغال الولايات المتحدة وأوروبا عن الحرب، وأثرت على الإمداد بالأسلحة وخاصة قذائف المدفعية عيار 155ملم".

وفي نفس السياق، قال رشوان: "المساعدات الأميركية قادمة، وسنرى تغييرات بهذا الشأن بعد التاسع من يناير، حيث على الأغلب سيحدث اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين بهذا الشأن، لأن هزيمة أوكرانيا ستكون ضربة موجعة لواشنطن لن تقبل بها".

وفيما إذا كان بوتين فعلا يراهن على الوقت وتفاقم الأزمات والخلافات في الكونغرس وداخل أروقة الاتحاد الأوروبي، أجاب عزيمة: "طبعا يمكن أن لا يكون هناك انتصار لأوكرانيا ولكن لن يسمح الغرب بانتصار قاطن الكرملين، وستنتهي الحرب بالتأكيد بالمفاوضات، ولكن فقط في الوقت التي تستطيع أوكرانيا تحقيق أكبر مكاسب في المفاوضات".

أطفال أوكرانيون "سرقتهم روسيا".. وعائدون منهم يروون قصص المعاناة "كنا نبكي، لم أستطع أن أصدق أنهم أخذوني بعيدا"، يقول ساشا، الصبي الأوكراني البالغ من العمر 13 عاما، في روايته لقصة فصله قسراً عن والديه من قبل السلطات الروسية في المراحل الأولى للاجتياح الروسي لأوكرانيا، حيث اعتقلت والدته ولم يرها أو يسمع عنها منذ 20 شهرًا.

وتابع: "موسكو منذ بداية الحرب راهنت على انهيار الجبهة الداخلية الأوكرانية، وكذلك نقص الطاقة في أوروبا وأن عامل الوقت سيغير من المواقف الغربية. لكن كل هذه المراهنات فشلت، والآن تراهن على نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة".

ورأى أن روسيا "تحاول الآن الاستقرار على الوضع الحالي على الجبهات، حيث باتت التصريحات الروسية تدعو إلى المفاوضات بالاعتراف بالوضع الجديد وتجميد المعارك".

وزاد: "لكن وبناءً على تجربة أوكرانيا السابقة مع روسيا من خلال اتفاقيات مينسك، فإن أوكرانيا لا تثق بالقيادة الروسية وتعي تماماً أن موسكو تريد تجميد الحرب من أجل إعادة بناء وتنظيم قواتها والتخلص من العقوبات الغربية، لإعادة جولة جديدة من الحرب واحتلال أراض جديدة وحتى التوسع باتجاه دول أخرى".

وكان ممثلون عن روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمنطقتين الانفصاليتين (دونيتسك ولوهانسك في المنطقة المعروفة باسم دونباس) قد وقعوا اتفاقا من 13 نقطة تم التوصل إليه في فبراير 2015 في عاصمة بيلاروس، مينسك، بعد اجتماع زعماء فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا.

ونص الاتفاق على أن تمنح أوكرانيا المنطقتين استقلالية كبيرة، مقابل استعادة السيطرة على حدودها مع روسيا.

وكان من المفترض أن تنهي اتفاقات مينسك للسلام الصراع في شرق أوكرانيا الذي اندلع عندما حمل الانفصاليون المدعومون من روسيا السلاح، لكنها لم توقف القتال ولم تحل الأزمة.

واعتبر رشوان أن الرهان على فوز ترامب سيكون خاطئا، موضحا: "مؤسسات الدولة العميقة من كونغرس وخارجية ووكالات الاستخبارات لن تسمح له بأن يقدم أي انتصار لبوتين، لكنه قد يدفع باتجاه الحل السلمي بما يضمن مصالح واشنطن وحلفائها".

أما الباحث سلام، فرأى أنه "في نهاية العام المقبل، واعتمادًا على الانتخابات في الولايات المتحدة، وقرارات قمة الناتو المقبلة التي ستنعقد في واشنطن، والوضع السياسي في روسيا، والوضع الاقتصادي في أوكرانيا، سيتم اتخاذ قرار بشأن السيناريو التالي، لكن يمكن التأكيد أن العام المقبل لا يتوقع فيه إجراء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بشأن وقف الحرب  الأعمال القتالية".

وتابع: "المهمة الرئيسية التي تضعها هيئة الأركان العامة الأوكرانية أمام نفسها هي تحويل الحرب الموضعية، وحرب مدفعية وخنادق، إلى حرب مناورة مع بقاء مسرح الأعمال القتالية بدون تغيير، وهو الجبهة الجنوبية، وحاليا تدرس هيئة الأركان الاوكرانية عدة خيارات لتطوير الحملة العسكرية في ربيع وصيف عام 2024 - الهجوم المضاد في الجنوب، والدفاع النشط المناور على باقي الجبهات".

وختم بالقول: "بالطبع، يعتمد ذلك على حجم توريد الاسلحة والذخيرة الضرورية، وتوقيت توفيرها، ولكن على أية حال، ستنفذ القوات الأوكرانية عمليات عسكرية هجومية في العام المقبل، ولن يكون هناك حديث عن وقف الحرب".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة الولایات المتحدة الهجوم المضاد هذا العام من خلال

إقرأ أيضاً:

روسيا تدمر 5 مقاتلات «سوخوي-27» أوكرانية .. وبوتين يلتقي شي وأردوغان في كازاخستان غداً

موسكو - كييف «أ.ف.ب» «رويترز»: أعلنت روسيا اليوم تدمير خمس طائرات مقاتلة من طراز «اس-يو27» في قاعدة جوية في أوكرانيا، ما أثار شكوكا بشأن قدرة كييف على تأمين مطاراتها قبل تسليمها طائرات اف-16.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّها قصفت بصواريخ باليستية من نوع «اسكندر-ام» قاعدة قرب مدينة ميغورود على بعد حوالي 150 كيلومترا عن الحدود الروسية، حيث كانت توجد هذه الطائرات العائدة للحقبة السوفياتية.

وأضافت الوزارة عبر تطبيق تليجرام في رسالة مرفقة بمقطع فيديو يُظهر غارة ربما نُفّذت بطائرة من دون طيار: «تمّ تدمير خمس طائرات مقاتلة من طراز اس يو-27 وتضرّرت طائرتان أخريان كانتا قيد الإصلاح».

ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من تأكيد صحّة هذه المعلومات، بينما لم تعلّق أوكرانيا عليها، ولكنّ تمّت الإشارة إلى الضربة في البداية من قبل مدوّنين عسكريين أوكرانيين وروس.

من جهته، وصف قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشتشوك الثلاثاء الإعلان عن الضربة الروسية بأنه «بروباغندا»، من دون إضافة مزيد من التفاصيل. ولكنّه أشار إلى ضربة أوكرانية «مدمّرة» الاثنين على مستودع ذخيرة روسي في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014 وتعدّ بمثابة قاعدة خلفية لعمليتها العسكرية.

وأكد يوري إيغنات -وهو متحدث سابق باسم القوات الجوية الأوكرانية- أنه لا يزال يعمل فيها الهجوم الذي أعلنته روسيا على قاعدة أوكرانية، لكنّه أوضح أنّ الخسائر كانت أقلّ.

وقال على موقع فيسبوك، إنّ «القوات الجوية تبذل كلّ ما في وسعها لإحباط (مخطّط) العدو وتضليله».

مع ذلك، تعكس عمليات القصف التي طالت القاعدة الأوكرانية بالتوازي مع اقتراب مسيّرة روسية إلى هذا الحدّ من الجبهة، الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا في ما يتعلّق بالدفاعات الجوية والتهديد الذي يحيط بالطائرات الغربية التي تتوقّع الحصول عليها.

ومنذ بداية الحرب الروسية في العام 2022، تطالب كييف بالحصول على طائرات مقاتلة من طراز «أف-16» الأمريكية.

وتعهّدت دول في حلف شمال الأطلسي بتزويدها بعشرات الطائرات وبتدريب أطقهما، وسيكون التسليم وشيكا.

بوتين يلتقي شي وأردوغان

ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد اجتماعين مع الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال قمة منظمة شنجهاي للتعاون في آستانة عاصمة كازاخستان.

والتقى بوتين بشي آخر مرة في مايو عندما زار الصين في أول رحلة خارجية له بعد تنصيبه لولاية رئاسية خامسة.

ومنظمة شنجهاي للتعاون هي منظمة سياسية واقتصادية وأمنية دولية ودفاعية أنشأتها الصين وروسيا في عام 2001. والأعضاء الآخرون بالمنظمة هم الهند وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

وتركيا ليست عضوا بالمنظمة لكنها غالبا ما تشارك في اجتماعاتها باعتبارها «شريكا في الحوار».

مقترح ترامب لإنهاء الحرب

قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم إن روسيا لا يمكنها التعليق على مقترح دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا لأنها ليست على دراية بتفاصيله.

وذكر ترامب خلال مناظرة الأسبوع الماضي مع الرئيس جو بايدن أنه سيصل إلى تسوية للحرب إذا فاز في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، قبل أن يتولى المنصب رسميا في يناير.

وأضاف بيسكوف للصحفيين: «هذا ليس أول تعليق لترامب في هذا الشأن، فقد أدلى بتعليقات مماثلة في وقت سابق. ولا يمكننا التعليق على مقترح دون معرفة تفاصيله».

وقال الكرملين إن أي خطة للسلام تقترحها إدارة ترامب المحتملة مستقبلا يتعين أن تعكس الواقع على الأرض حيث تسيطر القوات الروسية على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا، مؤكدا أن الرئيس فلاديمير بوتين منفتح على إجراء محادثات.

وتقول أوكرانيا إن شروط روسيا لإنهاء الحرب بمثابة مطالبتها بالاستسلام.

أوربان يدعو لوقف إطلاق النار

دعا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي اليوم في كييف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى النظر في «وقف إطلاق النار» سريعا، ما يدل على خلافاتهما لكن أيضا الخلاف بين بودابست وغالبية الأوروبيين.

من جهته شدد زيلينسكي على أهمية تحقيق «سلام عادل» لبلاده.

وقال أوربان، الزعيم الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي حافظ على علاقات وثيقة مع الكرملين: «لقد طلبت من الرئيس النظر في إمكانية وقف فوري لإطلاق النار» على أن يكون «محددا زمنيا ويسمح بتسريع محادثات السلام». وأضاف إن المحادثات مع زيلينسكي كانت «صريحة» موضحا «سأبلغ بالتأكيد مجلس الاتحاد الأوروبي بمضمون هذه المحادثات لاتخاذ القرارات الأوروبية اللازمة». من جهته أكد زيلينسكي مجددا خلال مؤتمر صحفي أن زيارة أوربان تظهر «الأولويات الأوروبية المشتركة، ومدى أهمية إحلال سلام عادل في أوكرانيا وكل أنحاء أوروبا».

ودعا الرئيس الأوكراني أيضا إلى الحفاظ على «مستوى كاف» من المساعدات العسكرية التي تقدمها أوروبا لكييف.

ويتميز رئيس الوزراء المجري الذي تسلمت بلاده للتو الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي والمتهم بالتقارب مع روسيا خلافا لبقية قادة الاتحاد الأوروبي، بمعارضته لزيادة هذه المساعدات التي تكتسي أهمية كبرى بالنسبة لأوكرانيا في مواجهة روسيا.

في مطلع السنة، استخدم حق النقض لوقف مساعدات بقيمة 50 مليار يورو، وتمت المصادقة في نهاية المطاف على هذه المساعدات لكن مع تأخير ندد به المسؤولون الأوكرانيون.

بالتالي فإن العلاقات بين أوربان وزيلينسكي تتسم بالفتور ويجري متابعة لقاءاتهما النادرة عن كثب.

لكن رئيس الوزراء المجري أكد رغبته في «تحسين» العلاقات الثنائية بين بودابست وكييف.

مقالات مشابهة

  • ليتوانيا: طائرة روسية انتهكت المجال الجوي دون إذن
  • روسيا تدمر 5 مقاتلات «سوخوي-27» أوكرانية .. وبوتين يلتقي شي وأردوغان في كازاخستان غداً
  • روسيا تعلن تدمير طائرات سوخوي-27 مقاتلة في أوكرانيا
  • بعد الحرب الطاحنة و السيطرة على بلدتين.. روسيا تعلن تدمير 11 مسيرة و5 مقاتلات أوكرانية وتكشف تفاصيل العملية
  • "تحسبا لفوز ترامب".. الناتو سيعين مسؤولا عن المساعدات لأوكرانيا على المدى الطويل
  • نظرة على الهجمات الروسية الهجينة المشتبه بها ضد الغرب
  • إطلاق عشرات الطائرات المسيرة صوب روسيا.. وموسكو تدمر 36 طائرة
  • روسيا تعلن تدمير 36 مسيرة أطلقتها أوكرانيا
  • أوكرانيا تهاجم مناطق روسية بـ25 طائرة مسيرة
  • ردًا على الهجمات المتزايدة.. زيلينسكي يطلب منحه "الحرية" في ضرب العمق الروسي