أصبح التلويح بإستخدام الأسلحة النووية أمرًا متكررًا خلال السنوات الأخيرة، فبين الحين والآخر وكلما حدثت أزمة أو خلاف بين دولة وآخرى يحدث التهديد بالضرب بالأسلحة النووي، فالعالم تفصله خطوة واحدة غير محسوبة عن حرب نووية مدمّرة، بحسب ما يراه أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وحذر منه في أغسطس من العام الماضي، مشيرًا أنذاك إلى أن فكرة الصراع النووي أضحت موضع نقاش، وهذا غير مقبول على الإطلاق.

 

اقرأ أيضًا.. 

واشنطن وسول يعتزمان وضع مبادئ توجيهية مشتركة لاحتواء تهديد بيونج يانج النووي

وبعد عملية طوفان الأقصي في فلسطين التي قامت بها حركة حماس، صرح عميحاي إلياهو، وزير التراث للكيان الإسرائيلي المحتل بأن أحد الخيارات أمام إسرائيل هي إسقاط قنبلة ذرية على قطاع غزة، ولم يكن هذا هو التهديد الوحيد باستخدام النووي ضد من الجانب الكيان الصهيوني، ولكن تالي جوتلييف النائبة في الكنيست، دعت لاستخدام القوة النووية في قطاع غزة، ردًا على هجمات الفصائل الفلسطينية.

 

ودعا كذلك موشيه فيجلين، عضو الكنيست السابق دعا على حسابه بمنصة "إكس" بشكل ضمني إلى استخدام السلاح النووي ضد قطاع غزة، من خلال نشر صورة لمدينة هيروشيما اليابانية بعدما دمرتها القنبلة النووية الأميركية عام 1945، إبان الحرب العالمية الثانية، كاتبًا عليها: "كم عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في معركة هيروشيما؟.

وتقوم إسرائيل منذ بداية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، بعمليات عسكرية وقصف وحشي لأهالي قطاع غزة، نتج عنهما استشهاد أكثر  20 ألف شخص، مع قيامها سلسلة من المجازر في مخيمي جباليا والنصيرات وحيي الشجاعية والصبرة، حتى أصبح أكثر من 70% من سكان القطاع نازحين، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي هناك.

قصف وحشي من الاحتلال لأهالي قطاع غزةامتلاك النووي.. سر تخفيه إسرائيل 

وتأتي تهديدات الكيان الصهويني بضرب أهالي قطاع غزة بالنووي، رغم أنه لم يعلن من قبل امتلاكه سلاح نووي، فإسرائيل لم تؤكد أو تنفي رسميًا أبدا حيازتها السلاح النووي، لكن الكثير من التحقيقات والشهادات في هذا المجال  بالإضافة إلى التهديدات الأخيرة تشير إلى امتلاكهم سلاحا نوويا، بالإضافة إلى تهديدهم الأخير في حربهم على غزة لاستخدام هذا السلاح مما يؤكد امتلاكهم له. 

الأمم المتحدة تعرف الأسلحة النووية بأنها أخطر الأسلحة على وجه الأرض، فبإمكانها تدمير مدن بأكملها وكذلك قتل الملايين وتعريض البيئة الطبيعية للخطر للأجيال القادمة وحياتها، من خلال آثاره الوخيمة الطويلة الأجل. 

وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تملك من 90 إلى  400 رأسا حربيا نوويًا، ويصنف السلاح النووي الإسرائيلي بأنه واحد من أخطر ترسانات الأسلحة السرية، وإسرائيل كانت تقول في الماضي إن البرنامج النووي مخصص لأغراض سلمية مثل إيجاد مصادر للطاقة، كما أنها أكدت لأمريكا في أواخر الستينيات من القرن الماضي، أنها لن تكون الدولة الأولى التي تدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط. 

لكن الواقع كان عكس ذلك، وفي الثمانينيات تم الكشف لأول مرة عن معلومات بشأن امتلاك اسرائيل لسلاح نووي ، عندما سرب موردخاي فعنونو مهندس إسرائيلي كان يعمل في مفاعل ديمونة، الذي شيدته إسرائيل بمساعدة فرنسية في منطقة النقب الصحراوية جنوب فلسطين، معلومات بشأنه وتأكيد لامتلاك إسرائيل لأسلحة نووية.

قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة، إن السلاح النووي هو سلاحًا رادعًا ولكنه غير قابل للاستخدام، خاصة بعد تجربة هيروشيما.

وأضاف رخا في تصريحات خاصة لـ"جريدة الوفد"، أنه أكبر دليلي على ذلك أن باكستان والهند لم يستخدما هذا السلاح في معاركهما، لحل مشكلة كشمير، موضحًا أنه فهو سلاحًا مدمرًا وضد جميع المبادىء على الإطلاق.

واستطرد عضو المجلس المصري للشئون الخارجية،:"تهديدات اسرائيل باستخدام السلاح النووي يؤكد أننا انتقلنا لمرحلة أخرى تُهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة أن المسافات لا تسمح باستخدامه مطلقًا، فإسرائيل أصبحت خطرًا يجب مواجهته ولا بُد من شن حملة من العقوبات عليها".

وعن مخاطر استخدام السلاح النووي، أكد رخا، أن إطلاق قنبلة نووية متواضعة التصنيع، قادرة على تلويث التربة والهواء والماء، والمجال الجوي، فآثارها مدمرة على الجميع، فهي تقتل كل من يمس الشعاع، ومن يعيش يبقى مشوهًا، بل أن المباني أيضًا تتشبع بالطاقة الذرية والخطر لا يزال منها إلا بعد سنوات.

دول العالم التي تمتلك أسلحة نووية 

هناك 9 دول تمتلك أسحلة نووية في العالم، وهم بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية بالإضافة إلى إسرائيل، وتمتلك هذه الدول نحو 9 آلاف سلاح نووي منها صواريخ على الأرض أو البحر أو في الجو أو مخزنة، وهناك 1800 منها في حالة تأهب قصوى ويمكن إطلاقها في أية لحظة.

وفي يونيو الماضي، قال معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، إن القوى النووية تزيد أسلحتها لشكل متسارع على خلفية الوضع الجيوسياسي المتدهور حول العالم، ويقول اتحاد العلماء الأمريكيين إن الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا قلصوا ترساناتهم النووية فيما لم يتغير حجم الترسانتين الفرنسية والإسرائيلية بينما زاد حجم ترسانات الصين وباكستان والهند وكوريا الشمالية.

وتمتلك الولايات المتحدة وروسيا أكبر ترسانات من السلاح النووي، الدولتان لديهم نحو ما يقرب من 90% من جميع الأسلحة النووية، ووفقًا لمعهد "سبيري" فإن حجمي الترسانتين الروسية والأميركية ظلا دون تغيير منذ العام 2022.

وفي 1970 انضمت الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين إلى معاهدة حظر الانتشار النووي،  وتعترف هذه المعاهدة بحيازة هذه الدول الخمسة فقط للسلاح النووي، في حين لم توقع عليها كلا من الهند وباكستان وإسرائيل على المعاهدة، وتراجعت عنها كوريا الشمالية في عام 2003.

وفي يوليو 2017 وقعت أكثر من 100 دولة اتفاقية دولية لحظر السلاح النووي، تبنتها منظمة الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، ولكن الولايات المتحدة وبريطانيا لا تعتزمان الانضمام لهذه المعاهدة. 

أكد العقيد حاتم صابر الخبير العسكري والاستراتيجي، أن التلويح باستخدام قوة الردع النووية من قبل أكثر من مرة، دلالاته أن هناك من يسعى لمحاولة إقحام الأسلحة النووية في المعركة لبيان مدى قوتها. 

وذكر صابر في تصريحات خاصة لـ جريدة الوفد"، أن هذه التهديدات غير قابلة للتنفيذ حاليًا، موضحًا أن هناك تريث وحكمة من الجميع في استخدام الردع النووي خاصة أن آثاره مدمرة على الجميع، وما يُردد هي تلويحات ليس إلا.

وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي، أن استخدام السلاح النووي بأي شكل من الأشكال يُنذر بفناء البشرية، إذ يبدأ بنووي تكتيكي محدود التأثير ثم قد يتطرق الأمر لاستخدامه بشكل أعلى من ناحية القدرة النووية، وهو ما قد يؤدي لفناء البشرية.

تهديدات استخدام النووي.. عرض مستمر

وروسيا هي الآخرى لوحت أكثر من مرة باستخدام النووي ضد أوكرانيا، وذلك منذ بداية العملية العسكرية الروسية على كييف في 24 فبراير 2022، ففي ديسمبر من العام نفسه قال الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، إن أي أسلحة في ترسانة موسكو، بما في ذلك الأسلحة النووية الاستراتيجية، يمكن أن تُستخدم للدفاع عن الأراضي التي تنضم لروسيا من أوكرانيا.

وفي يوليو 2023، كرر دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، تهديده لأوكرانيا، عندما قال إن موسكو كانت ستضطر لاستخدام السلاح النووي لو نجح الهجوم المضاد الذي شنته كييف في يونيو من العام نفسه. 

 

ونشرت روسيا دفعة أولى من الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا، في يونيو الماضي، وكانت موسكو قد عملت على في تدريب العسكريين البيلاروسيين على استخدام أسلحة نووية "تكتيكية، كما أعلن بوتين أنه تم تجهيز 10 طائرات في بيلاروسيا لاستخدام أسلحة مماثلة، في أبريل الماضي. 

والقوة التدميرية للسلاح النووي التكتيكي تعادل 200-300 طن من مادة "تي إن تي" المتفجرة، كما أن هذه الأسلحة تفيد في تدمير أرتال الدبابات والمدرعات والجسور والتجمعات الكبيرة للمشاة.

وقال اللواء فؤاد علام الخبير الأمني والعسكري، إنه لم تجرؤ أي دولة على الإطلاق أن تستخدم السلاح النووي، موضحًا أن ما تُلوح به بعض الدول هو مجرد تهديدات، لا يُمكن تنفيذها على أرض الواقع.

وأشار علام في تصريحات خاصة لجريدة الوفد، إلى أنه في حال قيام أي دولة بتنفيذ تهديدها فسيكون هناك موقف عالمي صارم وجد من العالم أجمع تجاه هذه الدولة، فكانت هناك نتائج وخيمة لاستخدام هذا السلاح المدمر، مؤكدًا أن استخدام السلاح النووى سيكون له انعكاسات مدمرة على الحضارة البشرية.

وفي أكثر من مناسبة هددت كوريا الشمالية باستخدام الأسلحة النووية لضرب جارتها كوريا الجنوبية، من بينهم تحذير شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في يوليو الماضي، من ردع نووي ساحق ما لم تتخلَّ الولايات المتحدة عمّا وصفته بـ سياستها العدائية ضد بيونج يانج.

وفي أبريل الماضي قالت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، إن بيونج يانج سترد بضربات نووية، إذا شنت كوريا الجنوبية هجوماً استباقيا عليها.وتحظر الأمم المتحدة على كوريا الشمالية إجراء تجارب على الأسلحة الباليستية والنووية، لكنها تتحدى الحظر.وفي سبتمبر الماضي، اعتمد مجلس الشعب الأعلى لكوريا الشمالية، تعديلات دستورية تحدد وضع القوات النووية وسياسة تطويرها المتسارع من أجل ضمان حق البلاد في الوجود.

قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الجميع  يعلم أنه لا أحد يستطع استخدام السلاح النووي على الإطلاق، فالجميع يُدرك فداحة اللجوء إلى هذا الخيار لما قد ينتج عنه من مدمار شامل للبشرية.

وأوضح هريدي، في تصريحات خاصة لـ "جريدة الوفد"، أن هذا السلاح لم يُستخدم إلا مرتان قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، ولازال البعض يُعاني من آثاره السلبية حتى الآن، مؤكدًا أن استخدام هذا السلاح يُعد شروع في تدمير الدولة المستخدمة له أيضًا.

وقبل عامين، قالت وسائل إعلام حكومية صينية إن على الدولة الاستعداد لحرب نووية مع الولايات المتحدة بعد أن طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن التحقيق في سبب انتشار فيروس كورونا.

حدث بالفعل.. السلاح النووي دمر العالم 

كانت أمريكا هي أول دولة تمتلك السلاح النووي في 1945، واستخدمته في أواخر الحرب العالمية الثانية، ففي 6 أغسطس من العام 1945، أسقطت قاذفة القنابل "بي 29"، مدينة هيروشيما اليابانية، وهي قنبلة ذرية تزن 4 أطنان، وتسببت هذه القنبلة في قتل 80 ألف شخص، ثم ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 120 ألفا، كما لحق دمار هائل بالمدينة والمناطق المحيطة بها.

وبعد أيام من ضرب القنبلة الأولى كررت أمريكا الأمر، وأسقطت قنبلة أكبر وزنا على مدينة ناجازاكي وقتلت 70 ألف شخص على الفور،وإلى جانب الخسائر البشرية أحدث الإشعاع النووي الناتج عن القنبلة تشوهات وأمرأض كثيرة لسكان تلك المناطق في اليابان.

وفي فبراير 1960، أجرت فرنسا تجربتها النووية الأولى بتفجير قنبلة ذرية في صحراء الجزائر تحت اسم "اليربوع الأزرق"، ووفقًا للتقارير الجزائرية فإن باريس أجرت 57 تفجيرا وتجربة نووية في صحراء الجزائر الكبرى، هذه التجارب التي نتج عنها قتلى من المدنيين والعسكريين بالإضافة للأمراض والتشوهات للسكان.

ووفقًا للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، فإن الجيش الفرنسي عرّض عمدا 150 سجينا جزائريا لهذه الإشعاعات لمعرفة مدى تأثير الإشعاع على البشر، وأن 24 ألف شخص تعرَّضوا لمشكلات بسبب هذه الإشعاعات النووية. 

وكان العالم على موعد مع كارثة آخرى في أبريل عام 1986، عندما وقعت كارثة في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية بشمال أوكرانيا، بخطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء، ونتج عن ذلك ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال. 

وبعدها حدثت موجة انفجار كيميائية، أطلقت بدورها ما يقرب من 520 نويدة من النويدات المشعة الخطرة إلى الغلاف الجوي، وووفقًا للأمم المتحدة فإن قوة الانفجار أدت إلى انتشار التلوث في بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا، ولقي 31 شخصا حتفهم على الفور، وتعرض 600 ألف من المشاركين في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف لجرعات عالية من الإشعاع.

ونتج أيضًا عن هذه الكارثة تعرض نحو 8 ملايين و400 ألف شخص في بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا للإشعاع، وتعرض للتلوث 155 ألف كيلومتر مربع من الأراضي التابعة للبلدان الثلاثة".

أكد ناجى الشهابي الخبير السياسي، أن التلويح باستخدام السلاح النووى من أكثر من دولة وآخرها من وزير التراث الاسرائيلى يُمثل تهديد خطير خاصة أن نتائجه خطيرة فهى ستنهي كل مظاهر الحياة فى تلك البقعة التى سيستخدم فيها السلاح النووى من إنسان ونبات وحيوان.

وأضاف الشهابي، في تصريحات خاصة لـ"جريدة الوفد"، أن هذه التهديدات تُعبر عن حالة يأس من الانتصار بالأسلحة التقليدية مشيرا أن التهديد باستخدام النووى يختلف من دولة إلى أخرى فهو إذا انطلق من روسيا الاتحادية فهو يريد إخافة الدول الأوربية الداعمة لأوكرانيا والتى تمدها لكل ما يطيل الحرب ويؤخر تحقيق الجيش الروسى لاهدافه لذلك هو يستهدف أن تراجع الدول الأوربية موقفها وأن توقف انغماسها فى الحرب ضدها فهو بمثابة إرهاب فقط لهذه الدول.

وتابع الخبير السياسي، :" أما فى حالة التهديد الذى أطلقه وزير التراث الاسرائيلى المتطرف فهو يعبر عن حالة مزاجية متطرفة لديه وانهيار اخلاقى واستعداد لدى حكومة الاحتلال الصهيونى باستخدام كل الوسائل البشعة لك يسكت مقاومة الشعب الفلسطينى ومنها هذا السلاح المدمر ".

وأكد الشهابي أن أمريكا هى وراء انتاج إسرائيل للقنابل النووية وان اوجه الشبه بين إسرائيل وامريكا كبير من حيث النشأة فكلاهما دولة أقيمت على حساب سكانها الأصليين لافتا أن أمريكا استخدمت كل الأسلحة الفتاكة وقتها لإسكات مقاومة الهنود الحمر سكان قارة أمريكا الشمالية الأصليين ونفس الأمر تكرر مع حكومة الاحتلال الإسرائيلى التى تقوم بحرب إبادة ضد المدنيين العزل فى قطاع غزة.

وشدد الشهابي على خطورة استخدام السلاح النووي، فهو بمثابة تدمير شامل للبشرية وسيؤدي إلى عودته إلى الحياة البدائية التى صاحبت نشأة الإنسان على الأرض، مستطرًدا:" فإنه استخدم من قبل أكثر من مرة من الولايات المتحدة الأمريكية التى استخدمه فى لإنهاء الحرب العالمية الثانية بالقائها قنابلها على هيروشيما ونجازاكى اليابانية واستخدمته مرة أخرى فى احتلالها العراق ولكن بشكل محدود".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استخدام الأسلحة النووية التهديد حرب الصراع النووي عملية طوفان الأقصي قنبلة ذرية مدينة هيروشيما اليابانية الحرب العالمیة الثانیة استخدام السلاح النووی فی تصریحات خاصة لـ الولایات المتحدة الأسلحة النوویة کوریا الشمالیة فی بیلاروسیا على الإطلاق جریدة الوفد هذا السلاح هذه الدول النوویة ا نوویة فی ا السلاح من العام قطاع غزة ألف شخص أکثر من نووی ا سلاح ا

إقرأ أيضاً:

بوتين يُغيرالعقيدة النووية للاتحاد الروسي: هل هي شروط الضربة الانتقامية؟

نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرًا تحدث عن توسعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقائمة السيناريوهات التي تحتفظ فيها روسيا بحق استخدام الأسلحة النووية.

وقال الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماعًا لمجلس الأمن الروسي يوم الأربعاء 25 أيلول/ سبتمبر لمناقشة مسألة الردع النووي. وأوضح بوتين خلال الاجتماع أن "الثالوث النووي"، الذي يشمل القاذفات الاستراتيجية، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والغواصات النووية الحاملة للصواريخ، يعتبر "الضمانة الأهم لأمن روسيا". وقد شدّد بوتين على أن الوضع السياسي والعسكري يتغير مع ظهور تهديدات جديدة ضد روسيا وحلفائها، مؤكدًا على ضرورة تعديل أسس السياسة الروسية في مجال الردع النووي لتتماشى مع "الواقع الحالي". وبهذا الإعلان، كشَف بوتين عن خطط لتحديث العقيدة النووية الروسية.


وأوضح بوتين أنه في النسخة المحدثة من الوثيقة سيتم اعتبار أي عدوان على روسيا من قبل دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو بدعم من دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على الاتحاد الروسي. كما ستأخذ روسيا بعين الاعتبار إمكانية استخدام الأسلحة النووية "عند تلقي معلومات موثوقة" حول هجوم واسع النطاق باستخدام الوسائل الجوية والفضائية، مثل الطائرات الاستراتيجية والتكتيكية، والصواريخ المجنحة، والطائرات المسيرة، والأسلحة فرط الصوتية وغيرها من الطائرات. ووعد بوتين بأن روسيا ستحمي بيلاروسيا في حال تعرضها لأي عدوان، باعتبارها جزءًا من دولة الاتحاد.

وأوضح الموقع أن المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف أوضح لاحقًا أن تعديل العقيدة النووية يمثل رسالة تحذيرية للدول غير الصديقة بشأن العواقب المحتملة في حال مشاركتها في أي هجوم على روسيا، بأي وسيلة كانت، وليس بالضرورة باستخدام وسائل نووية.

وتهدف العقيدة النووية لروسيا إلى عرقلة خطط الدول الغربية وتخفيض حدة تصرفات خصوم روسيا. وتشمل هذه التعديلات تحذيرًا للدول غير الصديقة لتوخي الحذر في تعاملها مع روسيا.

وأشار الموقع إلى أن إعلان الرئيس الروسي عن التعديلات في العقيدة النووية يأتي في وقت تفكر فيه الولايات المتحدة بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى غربية لضرب العمق الروسي. ويرى فاديم كوزيولين، رئيس مركز التحليل السياسي الدولي في الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية، أن هذا التوقيت ليس محض صدفة وأن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا هم الموردون الرئيسيون للأسلحة بعيدة المدى لأوكرانيا.

وأوضح كوزيولين موقف بوتين من استخدام الأسلحة بعيدة المدى ولكنه ترك مجالًا للتفسيرات بخصوص تداعيات مثل هذه الهجمات. وأكد أن الردود المحتملة ليست معروفة بشكل دقيق، وليس من الواضح ما إذا كان الغرب سيواصل اختبار الخطوط الحمراء التي وضعتها روسيا. ورغم تلك التطورات، يرى كوزيولين أن خطر استخدام روسيا للأسلحة النووية ضد أي طرف غير واقعي حاليًا "من ناحية أخرى، قد نشهد اختبارات نووية أخرى، حيث شاركت صواريخ سارمات في الاختبارات الأخيرة".

وأكد كوزيولين أن تحديث العقيدة النووية الروسية لا يرتبط بالهجوم الذي شنّته القوات المسلحة الأوكرانية على مستودع الذخيرة في توروبتس في 18 أيلول/ سبتمبر. ويعتبر هذا الحدث تكتيكيًا ومحليًا، ومن غير المرجح أن يستدعي ردًا من الرئيس، وقد كانت مسألة تحديث العقيدة النووية الروسية مطروحة منذ فترة طويلة.

حتى اللحظة، لم يصدر رد فعل رسمي من الولايات المتحدة أو من دول غربية أخرى على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تحديث العقيدة النووية الروسية. مع ذلك، يعتقد الضابط الأمريكي المتقاعد دانيال ديفيس أن الغرب يواجه تحديًا كبيرًا بسبب قرار بوتين حيث أجبرت روسيا حلف شمال الأطلسي (الناتو) على إعادة تقييم موقفه تجاه النزاع في أوكرانيا. وأضاف ديفيس أن الدول الغربية أمام خيارين: إما تقليل تدخلها في النزاع الروسي-الأوكراني، أو المضي في استفزاز موسكو والمخاطرة بدفعها إلى استخدام الأسلحة النووية.

ونقل الموقع عن ديفيس: "بهذه الخطوة، ترسل روسيا رسالة إلى الناتو مفادها: "ابتعدوا، وإلا سنستخدم الأسلحة النووية. ولا أعتقد أن هذه تهديدات فارغة.. الغالبية العظمى من مواطني الولايات المتحدة أو أي دولة أوروبية سيرفضون الانخراط في هذا النزاع". وأعرب ديفيس عن اعتقاده بأن شعوب الولايات المتحدة وأوروبا لن تكون مستعدة لتقديم التضحيات من أجل أوكرانيا.

وكانت وسائل الإعلام الغربية أكثر تفاعلًا مع اجتماع مجلس الأمن الروسي وتصريحات بوتين مقارنة بالمسؤولين الرسميين في الغرب. وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، استنادًا إلى تصريحات الخبير والمحلل بافيل بودفيغ، رئيس مشروع "القوات النووية الروسية" في جنيف، أن التعديلات على العقيدة النووية تهدف إلى خلق "حالة من الغموض وعدم اليقين" بشأن إمكانيات الردع النووي الروسي. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الروس اعتبروا النسخة السابقة من العقيدة "مقيدة بشكل كبير".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الرسالة تهدف بالأساس إلى تحذير الغرب من أن المساعدات التي تُقدّم إلى القوات المسلحة الأوكرانية، والتي تجري مناقشتها حاليًا، قد تؤدي إلى "مشكلات جديدة". ومن شأن تصريحات بوتين أن تثير تساؤلات حول ماهية الأعمال التي قد تُعتبر هجومًا على روسيا، مما يدفع الأطراف الغربية إلى توخي الحذر بشأن كل ما يمكن أن يُفسر كعمل عدائي.

وعلى الجانب الآخر، اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية تصريحات بوتين "إشارة واضحة" إلى حلفاء أوكرانيا، وخصوصًا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ووفقًا لخبراء الصحيفة، قد تشير التعديلات على العقيدة النووية إلى تخفيض ملحوظ في العتبة النووية المعلنة من قبل روسيا، مما يعني إضافة معايير جديدة قد تسمح بشن ضربات نووية في ظروف أوسع من السابق.

من جهته صرّح إيفان تيموفيف، مدير البرامج في المجلس الروسي للشؤون الدولية، بأن تداعيات استخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى ضد روسيا ستعتمد على عدد الصواريخ والأهداف التي سيتم استهدافها. وقد ترك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجالًا للتفسير في قراره بشأن العقيدة النووية. وأوضح تيموفيف: "تركت روسيا بعض المساحات الغامضة في تصريح الرئيس، وهذا مطلوب ليقوم الغرب بوزن المخاطر المحتملة المتعلقة بالموافقة على مثل هذه الضربات من قبل أوكرانيا أو توفير هذه الأنظمة لكييف". وهذا يشمل الموافقة المباشرة على استخدام هذه الأنظمة ضد روسيا أو تقديم المعلومات الاستخباراتية لدعم الجانب الأوكراني.


ونقل الموقع عن أليكسي أرباتوف، مدير مركز الأمن الدولي التابع لمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية بالأكاديمية الروسية للعلوم، أن الرئيس فلاديمير بوتين وجّه تحذيرًا لدول الناتو التي تدعم أوكرانيا في الصراع المسلح ضد روسيا. ويرى أرباتوف أنه إذا لم يأخذ الغرب هذا التحذير بجدية واستمر في تنفيذ إجراءات تراها روسيا غير مقبولة، فإن موسكو قد تكون مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية بشكل فعلي.

وأضاف أرباتوف أن "التحذير يكون فعّالًا فقط إذا كان وراءه استعداد حقيقي لاستخدام القوة. وإذا قامت روسيا باستخدام الأسلحة النووية، فإن خصومها سيردون بالمثل، مما سيؤدي بسرعة إلى تصعيد شامل قد ينتهي بحرب نووية عالمية، وهو ما يعني نهاية حضارتنا. ومن الجدير بالذكر أن الرئيس بوتين كان يكرر هذا الأمر كثيرًا في السنوات الأخيرة أكثر من أي شخص آخر". وأعرب أرباتوف عن أمله في أن تقوم الدول الغربية بتقييم الوضع بحكمة وألا تخاطر بمنح كييف الإذن باستخدام الأسلحة على الأراضي الروسية.

مقالات مشابهة

  • تصريحات خطيرة بخصوص عقيدة الأسلحة النووية الروسية
  • روسيا تستعد لاعتماد التعديلات الجديدة على العقيدة النووية
  • الكرملين: يعلن قرب اعتماد العقيدة النووية الروسية المحدثة
  • الكرملين:تعديلات على العقيدة النووية الروسية
  • وزير الخارجية: المملكة حريصة على عدم انتشار الأسلحة النووية
  • وزير الخارجية: الأمم المتحدة عاجزة عن حفظ السلام والأمن الدوليين
  • بوتين يُغيرالعقيدة النووية للاتحاد الروسي: هل هي شروط الضربة الانتقامية؟
  • تحذيرات من التهديد باستخدام الأسلحة النووية
  • حرب عالمية تلوح في الأفق.. بيلاروسيا تهدد بالردع النووي في وجه الناتو
  • حرب عالمية تلوح في الأوفق.. بيلاروسيا تهدد بالردع النووي في وجه الناتو