جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-25@16:09:24 GMT

بوصلتنا التضامن مع فلسطين

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

بوصلتنا التضامن مع فلسطين

 

علي الرئيسي **

معركة المُقاومة الفلسطينية في غزة، تختلف عن كل المعارك الماضية؛ لأنَّ انتصار المقاومة هو انتصار لحركة التحرر وللشعوب ضد الهيمنة الغربية، وهي المسمار الأخير في نعش الحركة الاستيطانية الصهيونية، التي تمثل أداة للاستعمار الغربي الإمبريالي. أما هزيمة المقاومة- لا سمح الله- ستكون تراجعًا مُؤلمًا في نضال الشعب الفلسطيني، وستُتيح للمشروع الصهيوني الغربي مواصلة هجومه على قوى المقاومة في المنطقة.

يُصوِّر الإعلام الغربي أن ما حدث في 7 أكتوبر لم تسبقه أحداث، أو أنه حادثة مُنفصلة قامت بها المقاومة، وليس ردًا على عقود طويلة من الاحتلال والتعسف وسرقة الأرض وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني. في الحقيقة وَجَدَتْ المقاومة أنها مُضطرة للقيام بهذه العملية لأن كل المؤشرات كانت تدل على أنَّ مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية وصلت إلى مراحلها النهائية، خاصة في ضوء الضغوط التي كانت تُمارسها الولايات المتحدة للدفع بعملية التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية الوازنة في المنطقة، لا سيما بعد تفريغ اتفاقيات أوسلو من مضمونها، في ضوء تزايد مُمارسات الاحتلال الإسرائيلي في الاستيطان السرطاني، والممارسات غير الإنسانية والجائرة للمستوطنين، والمعاناة اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة والقدس المحتلتين، إضافة إلى عملية تدنيس المسجد الأقصى المبارك.

كما فرضتْ إسرائيل حصارًا ظالمًا لسنوات عديدة على الفلسطينيين في قطاع غزة، مُسيطرة على المعابر كافةً، وهي التي تُحدد مقدار وكميات الطعام والماء والأدوية وغيرها من الضروريات التي تدخل إلى القطاع، وكان ذلك كله يتم أمام أنظار العالم والغرب، دون أي احتجاج مما يُسمى بـ"العالم المُتحضِّر"!

وهناك تحولات سياسية داخلية خطيرة في إسرائيل، وبالذات بعد تحالف نتنياهو مع اليمين الديني المتطرف بزعامة بن غفير ووزير المالية سموتريش، اللذين يدعوان صراحة إلى احتلال الضفة الغربية والسعي إلى تهجير أهلها إلى الأردن، كما يدعوان الآن إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وتوطينهم في سيناء المصرية.

يحدث هذا وسط واقع عربي ضعيف ومُشتَّت؛ حيث تعاني معظم الدول العربية الوازنة من مشكلات اقتصادية وحروب أهلية، إضافة إلى استسلامها للهيمنة الأمريكية، إلى جانب سعي بعض الحكام العرب إلى التحالف مع الكيان الصهيوني، بينما هذا الكيان يذهب نحو التشدد والتطرف ضد العرب والمسلمين.

هذه ليست فقط سياسة قصيرة النظر، وإنما هي خيانة لشعب عربي يُعاني من القهر والاحتلال. كما إن هذا اليمين الفاشي في إسرائيل لن يتوقف عند تهجير الفلسطينيين  والاستيلاء على أراضيهم، وإنما سيعمل على تحقيق شعار الصهيونية "من النيل إلى الفرات".

لقد قدَّمت  المقاومة خلال 3 أشهر من الحرب على غزة درسًا لكل المُقاومين والمناضلين، بصمودها الباسل أمام آلة الحرب الإسرائيلية والمتحالفة مع أمريكا والغرب الذي يقوم بتزويدها بأحدث الأسلحة الحديثة. ورغم ذلك، تفوَّقت المقاومة ولم تستطع إسرائيل- ومن خلفها أمريكا- تحقيق أي هدف من أهدافهم الاستراتيجية، ألَا وهو القضاء على حركة حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. لقد تلقّى الجيش- الذي ظل يزعم أنه لا يُقهر- ضربات مُوجِعة من المقاومة، فقتلت وجرحت الآلاف من جنودهم، وأتلفت الكثير من عدتهم العسكرية. كل ذلك حدث رغم الحصار الظالم، ولنا أن نتخيل لو أن حدود الدول العربية مفتوحة مع فلسطين لإدخال السلاح والرجال لمحاربة هذا الكيان الغاصب، فماذا سيكون الوضع عندئذٍ؟!

بقيت المقاومة وحدها في الساحة، عدا المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان التي شغلت شمال فلسطين المحتلة ودفعت الآلاف من المستوطنين للفرار والنزوح وتحوليهم إلى لاجئين، إلى جانب الحظر الذي فرضه اليمن على السفن الإسرائيلية في باب المندب، فيما بقيت الأنظمة العربية مُتفرِّجة كأنَّ الذي يحصل لا يعنيها بشيء! وفي خضم ذلك، تأتينا أخبار أن بعض الدول العربية بدأت في طرح حلول انهزامية على المقاومة، وهذه الحلول والأطروحات هي في الحقيقية أطروحات إسرائيلية وأمريكية، من ضمنها صفقة لتبادل الأسرى، ونفي قائد المقاومة يحيى السنوار إلى الجزائر، وتخلّي المقاومة عن حكم غزة؛ أي ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه بالقوة العسكرية تقوم بعض الدول العربية بفرضه عبر ما يُسمى بـ"المفاوضات".

طبعًا لا يُمكن التقليل من الكُلفة العالية التي دفعها الشعب الفلسطيني في صموده في غزة، فقد تجاوز عدد الشهداء أكثر من 21 ألف شهيد، وهناك عشرات الآلاف من الجرحى؛ معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن الدمار الشامل الذي أصاب البنية التحتية والمساكن والمستشفيات وغيرها.

ورغم ما قدمته المقاومة والشعب الفلسطيني من تضحيات في غزة والضفة الغربية، فإنها فضحت بجلاء الادعاءات والمعايير المزدوجة  للغرب حول حقوق الإنسان والحرية والعدالة، وما تقوم به حكومات الغرب من التضييق ومطاردة المتضامنين مع فلسطين خيرُ دليل على ذلك. ولم يدرك ذلك شعوب الجنوب فحسب، لكن الشعوب الغربية أيضًا التي خرجت وتظاهرت تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وبذلك أعادت المقاومة عدالة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث العالمية، بجانب عدالة كل قضايا العدالة ومحاربة الهيمنة الغربية، كما عرَّت حقيقة قيم الغرب الاستعماري الإمبريالي.

** باحث في قضايا التنمية والاقتصاد

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“رسائل الدول العميقة والعقيدة النووية “

بقلم : محمد البديري ..

بعد إعطاء بايدن السماح بقصف العمق الروسي ضمن المساحة الممتدة من صفر الى 300-500-1500
كم عمق ، والهدف قطع الامداد اللوجستي عن الجبهة وارباك الداخل الروسي بقصد تهييج الراي العام الداخلي و التهيئة لاسقاط بوتين شعبيا و هذا يعني تجييش كوريا وتجييش الصين معا لفك الحصار عن بوتين بدعم كوري واقتحام تايوان لإشغال الامريكان عن بوتين .
ستتغير المعادلة بإعطاء التنين الصيني أمراً بالتهيؤ للحرب وعليه سيكون هنالك شهرين حاسمين قبل تسلم ترامب اوراق البيت الأبيض ، وفي هذه المدة قد يتم تفعيل لعبة عض الاصابع ، وما مدى تاثيرها على العراق ؟ هل سيربك المشهد السياسي في اعطاء جرعة صبر ومطاولة للاكراد بالصمود والتهيء لما بعد النتائج ؟ او إعطاء جرعة صمود ومطاولة لدعاة الاقليم في الغرب .
في الجانب المجاور للعراق والمنطقة ، قد يكون هنالك دعم بقوة لعشائر البادية السورية وقطع طريق المقاومة و زيادة القصف قبل وقف اطلاق النار مع زيادة خراب لبنان و الضغط على الاسد باغلاق وقطع امداد المقاومة و اعطاء الاذن للاتراك بعدم التحرش بقصد لانها تمثل الأجندة الأمريكية مقابل حصة غازية ، والعب باوراقها الضاغطة في بغداد والمكون الاخر .
لا يمكن استبعاد تحريك اصابع الديمقراطية لتوجيه ضغوطات للشارع العراقي ضد الحكومة وفق ورقة التعيينات تتزامن معها دعايات مغرضة بعودة البعث ورفع الابواق الماجورة ضد النظام الوطني ، الوقت شهرين فقط عندها ستهدا الامور باتجاه لملمة الوضع في امريكا ، ولكن ماذا لو صمدت روسيا ماالذي يمكن ان يحصل فيما بعد!؟
هل ستلجا امريكا اولا لزعزعة سعر النفط لتدمير اقتصاد روسيا وثانيا ستفعل اعلامها ضد بوتين داخليا وتمنع بيع الغاز الروسي وحظر النفط مع تخفيض السعر لعزل روسيا عن العالم الرقمي بالتجارة العالمية لتغادر شركات الاستثمارات روسيا معتمدة على شيكات insurance payment كتعويض لما تخسر مع وعود عودة وفق نظام اخر .
هنا سترد روسيا بقوة و بمصادقة بوتين بتحديث العقيدة النووية و تدمير صوامع القمح وخنق اوديسا وارتفاع سعر القمح العالمي وهذا سيؤثر ايجابياً على مصدري القمح الامريكان لانها سترث مكانة روسيا في السوق العالمي لكن تاثيره سلباً على العراق بشكل واضح وهنا ضرورة الاستعداد والإعداد للاحتياط يصبح واجبا وطنيا ، و قد يختلف السيناريست بقبول خطة ترامب ورضوخ روسيا وانهاء الحرب واخذ الشرق الاوكراني مقابل فض التحالف مع ايران والقبول بتطويق الصين .
وفي مشهد آخر مع صعود ترامب واعادة انتاج المشهد الدولي في تركيا وسوريا ولبنان والعراق، ستكون السنوات القادمة اقتصادية للشعب الامريكي بامتياز واوراق الشرق الاوسط حرجة بداية في تركيا ربما ستشهد عنف جديد من اداء البكاكا وحزب الشعوب الديمقراطي لانكفاء تركيا داخليا وترك الامريكان يقتسمون الساحة السورية مع الروس لابعاد واضعاف المقاومة وقطع امتدادها لعشائر البادية بتكوين رابط منيع على طول شريط البادية مع العراق .
مع استمرار العنف في تركيا ربما سيؤدي ذلك الى انعاش القضية الكردية بقبولها دوليا من خلال ترك فكرة الدولة الكردية والتركيز على الحكم الذاتي المقبول دوليا ومدعوما غربيا من وجهة حقوق قانون الدولي الانساني وبالتالي ادراج قانون الحكم الذاتي في دستور تركيا بعد الانتخابات البرلمانية القادمة خلال السنوات الاربع القادمة من خلال زيادة اعمال العنف، للدفع بتكوين الضمانة الدولية للكرد ، وكذلك الدخول في حوارات الاحزاب السياسية لتهيئة الفكر السياسي التركي لتقبل تعديلات الدستور القادم وهذا مايوكده اوجلان من خلال اطلاق مناشدات لوقف العمل المسلح ضد الدولة التركية .
بعد انكفاء تركيا وسيطرة العشاير للبادية ياتي تنفس الصعداء لقطبي الانفصال الكردي والغربي من العراق
حيث سيعيد الكردي زعامته واملاءاته الانتهازية ضد المركز ويطالب بضمانات عسكرية امريكية وهي اسلحة دفاعات جوية ومنطقة امنة بخطوط عرض جديدة اكبر
لكن دون قرار اممي بل بتوافق امريكي كردي وانكفاء تركي وانشغال ايراني بمواجهة ضغوط اقتصادية كبيرة وبتراخي متعمد روسي ربما بعد القصف او الاذن بالقصف الداخلي لروسيا او مواجهة عواقب القصف والتوسع به وانخفاض سعر النفط والتهديد بقطع التعامل الرقمي والحظر النفطي لروسيا .
وهنا يكمن السوال هل سيتم توجيه الهجمة الصهيونية لضرب منشات العراق النفطية او منجزات ميناء الفاو لجعل المقاومة تتوقف عن مهاجمة اسرائيل ؟ وكذلك التوجه بشكوى ضد العراق في مجلس الامن لاخذ ذريعة بضرب العراق واعطاء جرعة امل للكرد ودعاة الاقليم الجديد بان يستمروا في التواصل الدولي والعشائري لتجييش الراي العام الدولي والشعبي بالمطالبة بالاقليم عندما يشتد القصف الاسرائيلي على العراق .
السؤال الاخر كيف تسمح سيادة دولة العراق ان تقبل لسفير بزيارة روساء العشاير والتواصل معهم و تسمح لمحافظ باصطحاب سفير دولة مهتمة بخطط تقسيم العراق بالتواصل مع زعماء العشاير !؟ اين قانون التخاطر !؟ هذه الزيارات هي نفسها وبنفس النمط في شمال الوطن واسفرت عن كيان مدمر للمنطقة واسرائيل كبرى ، اليست هذه سُنة للتقسيم في سوريا وايران وتركيا بقيادة اسرائيلية ومخطط يعتمد في تحركه وقولبته ضمن صندوق الذكاء الصناعي الذي سيتغلب على عقول البشر في التركيز بموضوع التقسيم القادم .
كيف ستنطلق الرسائل الخطيرة التي سيتم تمريرها من عمق الذكاء الصناعي ؟ هل ستفتت الشعوب وتقتل القيادات مع استغلال الفرص بتحويل المنطقة العربية الاسلامية الى منطقة عولمة مجردة من كل شيء
وهذا مانشاهده من استثمارات مليارية مهولة والعمل على تغيير مجتمعي وتطبيع المفاهيم الغربية في الساحة العربية ، في الظاهر مع الحكومة وفي العمق تجييش الشارع بالمال السياسي للسيطرة على عقول الناس بعد تدميرهم اقتصاديا او اصابتهم بالشلل ماديا وفكريا .
وفي قراءة لعمق التنين الصيني نرى بانه يتعرض الى موامرة كبرى ربما ستتركها امريكا تبتلع تايوان وتفتح لها جبهتان الاولى مع تايوان والثانية بفتوى جهادية سعودية خفية لتوجيه مغفلي الاسلام والمرتزقة لقتال بوذا انتصارا للروهاننغا المسلمة ، بعد ان يضمن ترامب ولاء بوتين المرتقب وفق المخطط المرتسم في العالم والشرق الأوسط .
الدول لها عقد تسعى لحلها وعقائد تعمل بعمقها بضد نوعي مع وضع الحلول داخليا وخارجيا بخط موازي وهنا ندعو دولتنا بالضرب بيد من حديد للفاسد والمتواطئ ومشبوه التاريخ ولكل من لا يوالي النظام في العراق وتفعيل قوانين الفساد والزج بالسجون والمصادرة لأموال الشعب المنهوبة ، ومفاجئة الخطط المرسومة واحباط المتربصين ومفاجئة المرجفين ممن ذهبوا لتهنئة ترامب و اخرين قدموا فروض الطاعة ، عجبا !!ونحن صناع الثورات وبلد الثروات و بناة التاريخ ، فهل من المعقول ؟ تاتي شرذمة تبيد التاريخ ان ما نواجهه اليوم هو اقل مما واجهه العراقيون ايام البعث المقبور ، وان ماسندفعه من خسائر للحفاظ على وحدة العراق هي اقل مما دفعناه لقيادة العراق ، والعقيدة الاسلامية مصنع النووية وعمقها الاستراتيجي في المنطقة والعالم .

محمد البديري

مقالات مشابهة

  • المقاومة العراقية تدك هدفين عسكريين في جنوب فلسطين المحتلة بالطيران المسيّر
  • “رسائل الدول العميقة والعقيدة النووية “
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • بيريز يكشف عن الدول التي لم تصوت لفينيسيوس
  • المقاومة اللبنانية تستهدف بصلية صاروخية تجمعاً لقوّات العدو الإسرائيلي في موقع المطلة شمال فلسطين المحتلة
  • كاتب أمريكي: العراق ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي تقوده إيران
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • رئيس كولومبيا: ما يحدث في فلسطين ليست مجرد حرب ولكن رسالة تخويف
  • فلسطين.. مدفعية الاحتلال تستهدف بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
  • فلسطين.. جيش الاحتلال ينسف مربعات سكنية شمالي قطاع غزة