تمضي سلطات الاحتلال الإسرائيلي قُدماً في إعداد المشهد في الضفة الغربية والقدس لارتكاب سلسلة مماثلة من الفظاعات، حيث تم تكريس الفصل التام بين القدس والضفة وبين بلدات الضفة بعضها البعض، وتقسيم دوائر الضفة إلى بانتوستانات بفرض أطواق تحول الأحياء داخل المدن وبينها وبين القرى وحولها إلى سجون ضغيرة مغلقة، وذلك في الوقت الذي يستحوذ فيه قطاع غزة على ذروة الاهتمام بعد تجاوز العدد المؤكد للشهداء فيه الـ21 ألف مدني وتجاوز المفقودين المرجح دفنهم تحت الأنقاض حاجز الـ8 آلاف، والجرحى حاجز الـ55 ألفاً.

وبالتوازي مع هجمات الاحتلال المتواصلة والتي تسشتهدف بشكل رئيسي المخيمات وتدمير البُنى التحتية وهدم المنازل وعمليات الاعتقال والقتل خارج نطاق القانون، يجري تسليح عصابات المستوطنين للمشاركة في عمليات القتل الجماعي والقمع، وإجبار السكان على إخلاء ما عُرف في اتفاق "أوسلو" بالمنطقة "ج" نحو المناطق "ب" و"أ"، وبالمثل دفع سكان المناطق "ب" نحو المنطقة "أ"، على نتحو يمهد لمزيد من الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وإفساح المجال أمام عمليات الاستيطان المتسارعة.

الاحتلال الإسرائيلي

وبينما انتفضت الإدارة الأمريكية والحكومات الأوروبية نحو فرض قيود على وصول عصابات المستوطنين بحجب التأشيرات، يتسائل الفلسطينيون عن جدوى هذه التحركات التي لا تؤثر بأي شكل على سلوك سلطات الاحتلال تجاههم وجهود الاحتلال لفرض مناخ يدفع الفلسطينيين للهجرة القسرية خارج أراضيهم، حيث بلغ عدد القتلى على يد المستوطنين 8 مدنيين فلسطينيين، فيما بلغ عدد القتلى على يد جيش الاحتلال 308 فلسطينياً، بينهم 280 مدنياً.
وتدرك الحكومات الغربية الحليفة واتلداعمة للعدوان الإسرائيلي في غزة أن حكومة الاحتلال تُمهد الطريق نحو إجبار سكان القدس والفضة الغربية على الهجرة نحو الأردن، بالتوازي مع حشر 1.7 مليون فلسطيني في قطاع غزة في رفح الحدودية تمهيداً لدفعهم للمغادرة نحو مصر رغم كل الوعود والضمانات الغربية التي أساس لها على الأرض، في وقت بدأت فيه حكومات غربية منح تسهيلات لسكان القطاع للسفر إليها بكامل أفراد الأسرة والإقامة فيها، وهو ما يدعم مخططات الاحتلال لتفريغ القطاع من سكانه. 

فمنذ تولي حكومة اليمين المتطرف للاحتلال، تشهد بلدان الضفة الغربية عمليات اقتحام متواصلة تستخدم فيها الدبابات والطائرات المسيرة بشكل غير مسبوق، وهو ما ساهم في رفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى564 منذ بداتية العام الجاري، منهم 248 بين الأول من يناير/كانون ثان و7 أكتوبر/تشرين أول 2023 ومن بينهم 221 مدنياُ فلسطينياً ضمن سياسة استفزازية لدفع الشباب الفلسطينيين للرد ومن ثم تبرير ارتكاب الفظاعات بحق السكان، ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 316 فلسطينياً في القدس والضفة الغربية، بينهم 288 مدنياً، وقرابة 4 آلاف جريح.   كما اقترب عدد المعتقلين الفلسطينيين في القدس والضفة من الـ5 آلاف شخص.
وقال صندوق الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف أن عدد الأطفال الفلسطينيين القتلى في الضفة الغربية والقدس قد بلغ حداً غير مسبوق، فقتلت سلطات الاحتلال 83 طفلاً خلال 12 أسبوعاً، وبلغ عدد الجرحى 576 طفلاً.

كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته في الضفة الغربية بالتزامن مع حرب الإبادة والمجازر الجماعية التي يشنها في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، وتزايدت الانتهاكات الإسرائيلية للحق في الحياة، إذ قُتل (316) فلسطينياً، من بينهم (83) طفلًا، معظمهم بنيران قوات الأمن الإسرائيلية، وثمانية منهم على الأقل من قبل مستوطنين، فضلًا عن إصابة أكثر من (4000) آخرين، وبلغت عدد عمليات إطلاق النار التي نفذها جنود الاحتلال ومستوطنيه نحو (698) عملية خلال شهر أكتوبر/تشرين أول فقط، وبلغ عدد المستوطنين الذي اقتحموا المسجد الأقصى خلال أكتوبر/تشرين أول 2023 (7855) مستوطنا. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تفرض قوات الاحتلال حصارا خانقا على الصلاة في المسجد الأقصى الذي تضاءل عدد المصلين به -في صلوات الجمعة- من (50) ألف مصلٍّ تقريبا إلى نحو (5000) فقط.

عمره 217 عامًا.. قوات الاحتلال الإسرائيلى تقصف مبنى سيباط العلمى بغزة الاحتلال الإسرائيلي يقصف عددا من البلدات جنوب لبنان

وفيما يتعلق بملف الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال، بلغ عدد حالات الاعتقال التي نفذتها قوات الاحلال ضد المقدسيين (271) حالة اعتقال من بين أكثر من (4700) عملية اعتقال في الضفة الغربية. وتوسعت قوات الاحتلال في ممارسة الاعتقال الإداري، في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وتزايدت حالات الوفاة في السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، إذ استشهد أربعة محتجزين فلسطينيين في مرافق احتجاز إسرائيلية في ظروف لم يجرِ التحقيق فيها بعد. وكان اثنان من المتوفين الأربعة عمالًا من قطاع غزة المحتل، يحتجزهم الجيش الإسرائيلي بمعزل عن العالم الخارجي في مراكز اعتقال عسكرية، ولم يُعلن الجيش عن وفاتهم إلا بعد تحقيق نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

ووفقًا لهيئة شئون الأسرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو (4730) فلسطيني، منذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، كما ارتفع عدد المعتقلين إداريًا، دون تهمة أو محاكمة من (1319) إلى (2070) في الفترة في الفترة بين 1 أكتوبر و1 نوفمبر 2023، في 26 ديسمبر أول 2023، اعتقلت القوات الإسرائيلية (55) فلسطينيا بينهم (3) سيدات وصحفيان في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، لترتفع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى (4785)، ووفقا لنادي الأسير الفلسطيني تركزت عمليات الاعتقال في محافظات بيت لحم والخليل ونابلس ورام الله وطولكرم وطوباس. 

وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أن لديها (6809) أسيرًا فلسطينيًا منذ 1 نوفمبر 2023. وفي 31 أكتوبر 2023 مددت السلطات الإسرائيلية حالة الطوارئ في سجون الاحتلال، التي تكرس المعاملة اللاإنسانية والمهينة بحق الأسرى، وتمنح وزير الأمن القومي الإسرائيلي سلطات شبه مطلقة لحرمان الأسرى المحكوم عليهم من زيارة المحامين وأفراد أسرهم، واحتجازهم في زنازين مكتظة، وحرمانهم من التريّض في الهواء الطلق، وفرض تدابير جماعية قاسية عليهم مثل قطع الماء والكهرباء لساعات طويلة، مما يسمح بتكثيف المعاملة القاسية واللاإنسانية للمحتجزين، في انتهاك لحظر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة  اللاإنسانية.

وعلى صعيد الاقتحامات والمداهمات، تصاعدت علميات الاقتحام والمداهمة في مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، منذ 7 أكتوبر 2023، ومن أبرز نماذج الاقتحامات والمداهمات، اقتحام قوة إسرائيلية في 27 ديسمبر/كانون أول 2023 مخيم الفارعة، والذي شهد عمليات تفتيش طالت العديد من المنازل، وأطلقت قوات الاحتلال النار على المتظاهرين الذين حاولوا التصدي لعملية الاقتحام، وأسفر الاقتحام الإسرائيلي عن استشهاد (4) فلسطينيين.
وفي 25 ديسمبر2023، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلية سلسلة اقتحامات ومداهمات في عدد من المدن والبلدات بما فيها جنين، ونابلس، ومخيم عقبة جبر قرب أريحا، وبلدة سعير بمحافظة الخليل، واعتقلت عددًا من المواطنين، وجرفت شوارع وخرّبت ممتلكات فلسطينية في مخيمي جنين وبلاطة، قبل الانسحاب منها، وفي 21 ديسمبر 2023، أصيب 10 فلسطينيين في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة مدن بالضفة الغربية، ففي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية أصيب 5 فلسطينيين بجروح خلال اقتحام قوات من جيش الاحتلال المدينة. واندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال بعد اقتحام 30 آلية إسرائيلية لعدة أحياء بالمدينة، وأطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز السام المسيل للدموع. 

مداهمات القوات الإسرائيلية

كما داهمت القوات الإسرائيلية عدة منازل ومحال تجارية، وصادرت تسجيلات كاميرات مراقبة لعدد من المحال التجارية، وفي بيت لحم اندلعت مواجهات عقب تشييع جثمان الشهيد "محمود زعول" في قرية حوسان غرب بيت لحم. وكانت قرية حوسان تشهد إضرابا، حدادا على استشهاد "زعول"، الذي استُشهد في 20 ديسمبر/كانون الأول 2023 بعد إصابته بالرصاص الحي في الرقبة خلال اقتحام جيش الاحتلال للقرية، وبقرية التل اقتحمتها قوات الاحتلال من عدة مداخل، وداهمت عددا من منازل المواطنين وفتشتها. كذلك اقتحمت قوات الاحتلال قلقيلية ونصبت حواجز على مداخلها، مما أدى لاندلاع مواجهات أطلقت خلالها تلك القوات الرصاص الحي.
وفي 27 ديسمبر/كانون أول 2023، استشهد (6) فلسطينيين على إثر قصف طائرة إسرائيلية مسيرة، في مخيم نور شمس شرقي طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، وأعاقت قوات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف لنقل والمصابين إلى المستشفى. 

وكانت قوات إسرائيلية قد اقتحمت بآلياتها وجرافاتها العسكرية المدينة من محورها الغربي، مرورًا بشارع خضوري وميدان جمال عبد الناصر وسط المدينة، وشارع مجمع الكراجات القديم، فيما توجهت قوة أخرى من جهة دوار المحاكم باتجاه مخيم نور شمس، وتمركزت في حي المنشية وفرضت عليه حصارًا شديدًا. كما اقتحمت عدد من منازل المواطنين في مختلف حارات المخيم وتحديدًا منطقة المنشية، والمحجر، والجورة، والدمج، وجبل النصر، وخربت محتوياتها وأخضعت قاطنيها للاستجواب. 

في هذا الصدد، تؤكد المنظمة العربية لحقوق الإنسان أن كل إجراء أو تنديد تتبناه الإدارة الأمريكية وغيرها من الحكومات الحليفة للاحتلال الإسرائيلي لا قيمة لها ما لم يتم الوقف الفوري لإطلاق النار في عموم الأراضي الفلسطينية وسحب قوات الاحتلال خارج المناطق الفلسطينية ووقف الاستفزازات المنهجية التي تتبعها حكومات يمين ديني متطرف لا تأبه لحياة البشر وتُحلل قتل البشر على أساس انتماءاتهم الدينية والعرقية.

من جانبه، قال "عصام يونس" نائب رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن الوقت في الأراضي الفلسطينية المحتلة يُحتسب بالثواني وليس بالساعات، وأن كل تأخير في وقف إطلاق النار وفي إنهاء الاحتلال يعني مزيداً من سفك دماء المدنيين الفلسطينيين المحميين بموجب قواعد القانون الدولي، حيث يسقط كل دقيقة ٤ فلسطينين ما بين شهيد وجريح.

وأضاف "يونس" أن على الجميع أن يتذكر أنه وبينما العالم يحتفل برأس السنة الميلادية، سيكون هناك أكثر من مليون طفل فلسطيني يفترشون العراء بلا طعام او دواء وبلا حماية في قطاع غزة المحتل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي الضفة الغربية القدس غزة قطاع غزة قوات الاحتلال الإسرائیلی فی الضفة الغربیة جیش الاحتلال منذ 7 أکتوبر قطاع غزة بلغ عدد

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة جنين شمال الضفة الغربية

المناطق_واس

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، مدينة جنين ومخيمها، منفذة عمليات تدمير للبنية التحتية والشوارع وعدد من المحال التجارية.

وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من ثمانية فلسطينيين من بينهم جريح، خلال اقتحام مخيم جنين، تزامن ذلك مع إغلاق الاحتلال لكافة الطرق المؤدية إلى المدينة ومخيمها.

أخبار قد تهمك الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يمنع الوصول إلى الجرحى في مناطق عدة بقطاع غزة 18 أبريل 2024 - 1:51 مساءً وزارة الصحة الفلسطينية : تم انتشال عشرات الشهداء من مدينة خان يونس 9 أبريل 2024 - 1:50 مساءً

كما أفادت مصادر فلسطينية، أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى شاب مصاب عند مدخل “السيباط” في البلدة القديمة بالمدينة.

مقالات مشابهة

  • فلسطين تدين شرعنة الاحتلال لخمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة بلدات في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يهدم 17 منزلاً في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 28 فلسطينياً في الضفة الغربية
  • الاحتلال يعتقل 28 فلسطينياً في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية
  • 9430 حالة اعتقال في الضفة منذ 7 أكتوبر 2023
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة جنين شمال الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة جنين شمال الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 20 فلسطينيًا في الضفة الغربية
  • الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة والقدس