85 يوما على الحرب.. مخاوف من انتشار الأوبئة ومقترح قطري للهدنة في غزة
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
بعد حوالي الثلاثة أشهر من الضربات المدمرة والمعارك الضارية على الأرض والنزوح المتواصل والمساعدات الإنسانية النادرة وغير الكافية، فقد بات سكان غزة "المنهكون" يتوقون إلى انتهاء الحرب.
وقال مسؤول كبير بوزارة الصحة الفلسطينية السبت إن نحو مئة فلسطيني استشهدوا فيما أصيب 158 في ضربات إسرائيلية على وسط قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
ويسود وضع إنساني كارثي قطاع غزة الذي يناهز عدد سكانه الـ2.4 مليون نسمة اضطر 85% منهم إلى الفرار من منازلهم وفق الأمم المتحدة.
وقال رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الجمعة عبر منصة "إكس" إن "السكان المصابين بصدمة والمنهكين" يتكدسون على "قطعة أرض تزداد صغرا".
وكتب المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، في بيان، أن "كمية المساعدات المقدمة، الضرورية والعاجلة، لا تزال محدودة وتواجه عقبات لوجستية عدة".
وتوازيا مع ذلك، فقد قدمت جنوب أفريقيا طلبا إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد "إسرائيل" لاتهامها بارتكاب "أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني" في قطاع غزة، على ما أعلنت الهيئة القضائية التابعة للأمم المتحدة، وهي اتهامات سارعت "إسرائيل" إلى رفضها "باشمئزاز".
مخاوف من الأوبئة
من جانبها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ من تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية في قطاع غزة.
وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، في تغريدة عبر منصة "إكس" مساء الجمعة: "مع استمرار أهالي قطاع غزة بالنزوح بأعداد كبيرة نحو جنوب القطاع، واضطرار بعض العائلات للنزوح أكثر من مرة، واتخاذ الكثيرين من منشآت صحية مكتظة ملجأ لهم، نبقى أنا وزملائي في منظمة الصحة العالمية قلقين للغاية حيال تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية".
وأضاف أنه "منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر حتى منتصف كانون الأول/ ديسمبر ، فلا يزال الأهالي في الملاجئ يعانون من أمراض مختلفة".
وأوضح أن "ما يقرب من 180 ألف شخص يعانون من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، فضلا عن وجود 136 ألفا و400 حالة إسهال، نصفهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، و55,400 شخص مصابون بالجرب، و5,330 بالجدري، و42,700 بالطفح الجلدي- منهم 4,722 مصابون بالقوباء- وهناك كذلك 4,683 حالة يرقان حاد".
استمرار استهداف الصحفيين
وأغارت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عل منزل للصحفي الفلسطيني جبر أبو هدروس، مراسل قناة القدس اليوم الفضائية، حيث قصفت طائرات الاحتلال منزلهم المأهول في مخيم النصيرات" وسط القطاع.
والخميس، قال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان، إن عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بدء الحرب على غزة بلغ 105 صحفيين.
وقال مسؤولون حكوميون في أكثر من مرة، إن "إسرائيل" تتعمد استهداف الصحفيين في إطار سعيها لـ"طمس الحقيقة وقتل الرواية الفلسطينية".
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ليلة الجمعة/السبت، عن استشهاد أبو هدروس، ما يرفع عدد الصحفيين الشهداء منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 106.
وقال "الإعلام الحكومي"، في بيان: "ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 106، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة".
مقترح قطري
على الجانب السياسي، ذكرت قناة عبرية، الجمعة، أنّ المجلس الوزاري المصغر في الحكومة الإسرائيلية، ناقش خلال جلسته، الخميس، مقترح الوساطة القطري.
وأشارت القناة "12" العبرية إلى أن المقترح "يتضمن في المرحلة الأولى إطلاق سراح ما بين 40 إلى 50 محتجزا إسرائيليًا في قطاع غزة، مقابل وقف كامل لإطلاق النار لشهر واحد".
ووفق القناة، فإن من المتوقع أن تكون المرحلة الثانية من مقترح الوساطة القطري "أكثر تعقيدا".
وأضافت: "في حين أنّ تفاصيل المرحلة الثانية من المقترح غير واضحة، لكن التقييم الحالي لدى المجلس المصغر، أنها ستتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة"..
بدورها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مسؤول إسرائيلي -لم تسمه- زعمه أن حركة حماس "لم تعد تطالب بوقف كامل للحرب كشرط لصفقة أخرى"، وأكد ما أوردته القناة "12" بشأن المقترح القطري.
وادعى المسؤول الإسرائيلي، أن "الوسيط القطري نقل رسالة إلى ’إسرائيل’، مفادها أن ’حماس’ مستعدة للتفاوض على صفقة لإطلاق سراح 40 إلى 50 رهينة محتجزة بغزة، بينهم نساء وبالغون ومرضى، مقابل وقف لإطلاق النار من 20 إلى 30 يوما، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين دون تحديد عددهم".
وكانت "يديعوت أحرونوت" ذكرت أن رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، "أبلغ مجلس إدارة الحرب في الحكومة الإسرائيلية" برسالة الوسيط القطري.
غير أن حركة حماس، اشترطت في تصريحات متكررة لمسؤوليها السياسيين والعسكريين "وقف إطلاق النار الشامل في غزة للبدء بمفاوضات تبادل الأسرى".
والخميس، جدد متحدث "كتائب القسام" أبو عبيدة، في كلمة مسجلة، التأكيد على أن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة "أولوية" بالنسبة للحركة، مجددا موقف ’حماس’ الرافض لأي صفقة تبادل أو مفاوضات دون تحقق هذا الشرط.
وقال: "لن نقبل بأي صفقات تبادل أو طروحات قبل وقف العدوان على شعبنا بغزة بشكل كامل".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة حماس الكيان الصهيوني قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مخاوف إسرائيلية من اعتقال ضباط بـالجيش بعد قرار الجنائية ضد نتنياهو وغالانت
كشفت وسائل إعلام عبرية، الخميس، عن مخاوف إسرائيلية من إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أوامر سرية بحق ضباط وجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وتأتي هذه المخاوف بعد إعلان الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال دوليتين بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، بتهم تشمل استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد.
وفي حين أعربت دول عربية وغربية عن ضرورة احترام قرار الجنائية الدولية الذي يأتي على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، رفض الاحتلال الإسرائيلي بشدة هذا القرار واعتبره "معاديا للسامية".
وشددت إذاعة جيش الاحتلال، على أن هناك مخاوفة جدية في الأوساط الإسرائيلية من أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أصدرت أيضا أوامر اعتقال سرية بحق جنود وضباط في جيش الاحتلال.
في السياق نفسه، شدد الخبير الإسرائيلي رون بن يشاي في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، على ضرورة تغيير سلوك جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أوامر الاعتقال الصادرة من الجنائية الدولية.
وقال يشاي إن "قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن أوامر الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت قد أزال الحواجز القانونية والنفسية التي كانت تؤدي إلى رفض طلبات الاعتقال ضد الضباط الكبار من إسرائيل في السابق".
وأضاف أنه "من الضروري أن نكون على دراية بسرعة بالوضع الجديد وأن نستخلص الاستنتاجات المطلوبة"، داعيا جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى "تغيير سياسته بشكل جذري في ما يتعلق بنشر ظهور الضباط الكبار، خاصة من الوحدات القتالية".
وشدد على أن الخبير الإسرائيلي على أن "الضرورة لتغيير السلوك تنبع من حقيقة أن إصدار الأوامر ضد السياسيين الإسرائيليين في أعلى المستويات يشكل سابقة سيكون لها تأثير مزدوج: محاولات لاعتقال ضباط كبار، مقاتلين إسرائيليين وأي شخص ينتمي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أذرع الأمن الإسرائيلية في الخارج".
كما دعا يشاي كل من جنود الاحتلال الإسرائيلي وقادته السياسيين إلى "التوقف تماما عن نشر الصور، والمنشورات، وحتى التصريحات السياسية التي تحمل طابعا حربيا في وسائل التواصل الاجتماعي".
وقال إن "قواعد البيانات في العالم مليئة بعناوين وصور الضباط والمقاتلين من جميع الرتب، التي يمكن للمنظمات والأفراد المؤيدين للفلسطينيين وأعضاء اليسار استخدامها لاستخراج أسماء الأشخاص، الذين سيضعونهم هدفا للدعاوى القضائية بزعم المشاركة في جرائم حرب".
ويأتي قرار الجنائية الدولية اعتقال كل من نتنياهو وغالانت في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ44 ألف شهيد، وأكثر من 103 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.