هل يجوز للمسلمين الاحتفال بالكريسماس؟ .. الرأي الشرعي في ذلك
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
هل يجوز للمسلمين الاحتفال بالكريسماس ، يجوز للمسلمين الاحتفال بالكريسماس وهو يوم ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام بما يتضمن هذا الأمر من احتفالات كرنفالية وغيره ، كما أن في الاحتفالية مقصد اجتماعي يعتد به شرعا وهو قول دار الإفتاء المصرية، وأن الشريعة أقرت أن في الأعياد ترويح عن النفس ونص العلماء على أنه في الأعياد رابط اجتماعي قوي في صلة الأرحام من مشاركة اجتماعية وغيره.
هل يجوز للمسلمين الاحتفال بالكريسماس وما حكم الاحتفال بعيد الميلاد، وحكم الشرع في الاحتفال برأس السنة، تقول دار الإفتاء المصرية في هذه الاسئلة التي ترد إليها أن الأمر جائز شرعًا وليس بدعة، فقال القران الكريم عن سيدنا يحيى: وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾، وقال عن سيدنا عيسى: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾، وقال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ﴾، وقال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾، ثم قال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ﴾، إلى أن قال تعالى: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ والْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
المسلمون يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، والإيمان بالرسل من أركان الإيمان ولا يفرقون بين أحد منهم، وعلى المسلمون أن يفرحون بأيام ولادات الأنبياء، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة كما أن الرسل والأنبياء هم من أكبر نِعم الله تعالى على البشر، والأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين كما ذكر القرآن الكريم هذا الأمر في أكثر من موضع ، ومن هنا فإن الاحتفال بالكريسماس أمر مشروع لا حرمة فيه لأنه تعبيرٌ عن الفرح به.
كما أن دار الافتاء المصرية تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم تقول للاستدلال بفتواها : النبي صلى الله عليه وسلم يقول أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ رواه البخاري، أما تهنئة غير المسلمين من المواطنين الذين يعايشهم المسلم بما يحتفلون به سواء في هذه المناسبة أو في غيرها فلا مانع منها شرعًا، خاصة إذا كان بينهم وبين المسلمين صلة رحم أو قرابة أو جوار أو زمالة أو غير ذلك من العلاقات الإنسانية، وخاصة إذا كانوا يبادلونهم التهنئة في أعيادهم الإسلامية؛ حيث يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾.
وذكرت دار الإفتاء عن حكم مشاركة الإخوة الأقباط من جانب المسلمين في الاحتفال بالكريسماس والاحتفال برأس السنة الميلادية، أنّه ليس في ذلك إقرارا للإخوة الأقباط على شيء من عقائدهم التي يخالفون فيها عقيدة الإسلام، بل هي من البرِّ والإقساط الذي يحبه الله؛ قال تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾، فالآية تقرر مبدأ التعايش، وتبيّن أنّ صلة غير المسلمين، وبِرَّهم، وصلتهم، وإهداءهم، وقبول الهدية منهم، والإحسان إليهم بوجه عام؛ كل هذا مستحبٌّ شرعًا.
هل يجوز للمسلمين الاحتفال بالكريسماس
هل يجوز للمسلمين الاحتفال بالكريسماس قالت دار الإفتاء المصرية إنه جائز شرعا ولا حرمة فيه كما أنه على العباد أن يتذكروا نعم الله تعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام، وأن الشريعة أباحت الأعياد للترويح عن النفس، ونص العلماء على مشروعية استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الرحم والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية.
المسيح في القران الكريم
قال تعالى في أكثر من موضع في القران الكريم عن سيدنا عيسى عليه السلام وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ ﴿٨٧ البقرة﴾
وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ ﴿٢٥٣ البقرة﴾
يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَاوَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ ﴿٥٩ آل عمران﴾
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا ﴿١٥٧ النساء﴾
قال تعالى .. قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ ﴿١١٤ المائدة﴾
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤ مريم .. ولما جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي ﴿٦٣ الزخرف﴾
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ﴿٦ الصف﴾
كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ.
حكم الاحتفال برأس السنة
حكم الاحتفال برأس السنة هناك رأي آخر يبيح ويجيز من خلاله الاحتفال برأس السنة وكما ذكرنا سابقا في كل رأي من الآراء أدلة وأحاديث نبوية وهنا يقول الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إنّ ما تصالح عليه الناس بإطلاق لفظ "العيد" على مثل هذه المناسبات العالمية هو ليس عيداً بالمفهوم الشرعي لكن يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية على أنه ليست عيداً أو مناسبة دينية لكن احتفال عادي ونكون فيه حريصين على الالتزام بالضوابط الشرعية، وعدم التقصير في أداء الفرائض والواجبات، وألا نرتكب في هذا اليوم أي نوع من أنواع المحرمات التي حرمتها الشريعة الإسلامية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم الاحتفال برأس السنة دار الإفتاء المصریة الاحتفال برأس السنة الله تعالى قال تعالى کما أن
إقرأ أيضاً:
هل يجوز للفتاة صلاة قضاء الحاجة للزواج من شخص معين؟.. الإفتاء توضح
نشرت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، مقطع فيديو أجابت فيه عن سؤال ورد إليها نصه: "هل يجوز صلاة الحاجة والدعاء بالزواج من شخص معين؟".
وجاءت الإجابة على لسان الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء، الذى أوضح أنه لا مانع شرعًا من أن تصلى الفتاة ركعتين ثم تدعو الله بما تتمناه، بما فى ذلك الزواج من شخص بعينه، مؤكدًا أن هذا من الأمور الجائزة.
وأضاف الوردانى: "لكن الأولى والأفضل، وما تعلمناه من أهل العلم، أن تقول: اللهم إن كان هذا خيرا لى فوفقنى إليه، وإن كان غير ذلك فاصرفنى عنه"، فى إشارة إلى أهمية التفويض والتسليم لمشيئة الله.
كيفية أداء صلاة الحاجة
وفى السياق ذاته، كانت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قد أوضحت الكيفية الصحيحة لأداء صلاة الحاجة، مشيرة إلى أنها من الصلوات المشروعة عند كثير من أهل العلم.
وأشارت اللجنة إلى ما رواه الإمام أحمد بسند صحيح عن أبى الدرداء، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلا أو مؤخرا".
كما أوردت اللجنة حديثًا رواه الترمذى عن عبد الله بن أبى أوفى، قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "من كانت له إلى الله حاجة، أو إلى أحد من بنى آدم، فليتوضأ وليُحسن الوضوء، وليصلّ ركعتين، ثم ليُثن على الله، وليُصلِّ على النبى، ثم يدعو بهذا الدعاء المعروف الذى يجمع بين الثناء والاستغفار وطلب الخير من الله سبحانه وتعالى".
وعلى هذا ، يتضح أن صلاة الحاجة، والدعاء خلالها بما يتمناه القلب، ومنها الزواج من شخص معين، أمر مشروع، مع استحباب ترك الأمر لله واختيار ما فيه الخير.