جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-08@22:53:33 GMT

المقاطعة.. سلاح الحرب لصنع السلام

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

المقاطعة.. سلاح الحرب لصنع السلام

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

للحروب تكلفة اقتصادية عالية على الدول المتأثرة بها، والتي تؤثر على اقتصادياتها بشكل مباشر وقوي وتخرج الدول من الحروب بخسائر اقتصادية كبيرة حتى وإن كانت منتصرة عسكرياً، وفي المقابل تعد الحروب فرصة اقتصادية كبيرة لدى الدول الأخرى التي لم تشارك في الحرب، فكما يقال (للأزمات فوائد)، ورغم قناعتي التامة بلا إنسانية المبدأ الميكافيللي "الغاية تبرر الوسيلة"، إلّا أن الحرب الدائرة في فلسطين وفي غزة بالتحديد يمكن الاستفادة منها بشكل إيجابي، ليس من الناحية الاقتصادية فحسب؛ بل حتى من ناحية القوة التي تمكننا كمسلمين وعرب من كسب معارك المستقبل القادمة.

وقبل أن يساء فهم العنوان والمقال، سوف أتطرق إلى مغزى المقدمة السابقة بشيء من التفصيل الذي يبين المقصد من هذا الطرح، فقد كانت حرب فلسطين- وما زلت- تنطلق من موقف القوي الذي يملك كل الأدوات، ليمارس الاضطهاد والتنكيل بالشعوب العربية ويشرد أبناء فلسطين ولبنان وسوريا ومصر والأردن عبر تاريخ الصراع العربي الإسرلئيلي منذ التغريبة الأولى إلى هذا اليوم، أن القوة التي أمتلكها الكيان الصهيوني عبر الزمن كانت المال والاقتصاد، ومنها أستطاع أن ينمو ويكبر لدرجة أصبح يدير القوى العالمية الكبرى، ويتحكم في قرارات المنظمات الدولية ويسير العالم بأكمله لتحقيق أهدافه.

هذه القوة لم تأت من فراغ، ولم تتشكل بين عشية وضحاها؛ بل إنها جاءت بعد تخطيط ودراسة معمقة، واستغلال مستمر للأزمات التي مرت على العالم عبر التاريخ، بل يكاد أن يكون الصهاينة هم سبب مباشر لأفتعال أزمات معينة عبر التاريخ، لتحقيق مكاسبهم المالية والاقتصادية، وهكذا بُنيَ هذا الكيان إلى أن أصبح اليهود هم من يملكون رؤوس الأموال في العالم، ويتحكمون بكل تفاصيل الاقتصاد العالمي، وأصبح القرار السياسي مرتبطاً كلياً بما يرغب به هذا الكيان أو التجمع العرقي، ونشأ ما يعرف بالمجلس العالمي، وظهر مصطلح الدولة العميقة، وغيرها من المصطلحات السياسية التي تنطلق من مبدأ أن المال هو من يحكم، ومن يملكه يستطيع التحكم في القرار.

لقد جاءت هذه الحرب على غزة على غير رغبة من جميع المسلمين والعرب والعالم الإنساني، الذي يكره العنف وينبذه ويمقت الظلم ويحاربه، ولكنه شر وقع وبلاء حل، ولابد من مواجهته، فجاءت المقاطعة الاقتصادية التي أثبت من خلالها العالم الشريف من شرقه إلى غربه التزامه بها، وتبين أنها السلاح الأقوى القادر على إيقاف آلة الحرب الغاشمة، والوقوف في وجه المعتدي المحتل ومن يدعمه من قوى الشر العالمية، ولكن السؤال المطروح والذي يجب أن يظهر في كل حين هو هل تنتهي المقاطعة بنهاية الحرب؟

هذه المقاطعة هي الفرصة التي خرجت بها هذه الحرب للعالم من أجل إنقاذه من سطوة المتحكمين بالاقتصاد العالمي الداعمين لقوى الشر وهذا الكيان الغاصب بالخصوص، والذي ظل لفترات طويلة من التاريخ يحكم العالم بهذا المنطق، ولنا في كثير من حوادث التاريخ عبر وعضة في كيفية إستغلال اليهودي لغيره، وهذه صورة نمطية لليهودي في الغرب فهو يمثل الاستغلال والجشع والطمع، لمن لا يعرف ذلك من عالمنا العربي.

والاستفادة من المقاطعة اقتصاديًا يجب أن يكون محور اهتمام الحكومات العربية والإسلامية، فهي فرصة لإنعاش اقتصاداتها، خاصة تلك الدول التي لم تكن على تماس مباشر مع فلسطين المحتلة، يجب أن تحل الشركات المحلية محل الشركات العالمية التي أسسها النظام الرأسمالي العالمي، وجعلها تسيطر على اقتصاديات الدول، لابد من وجود بدائل تجعل الشعوب قادرة على الاستمرار في الاستغناء عن منتجات هذه الشركات.

ومن خلال الفترة الماضية من الحرب، وضح أن الشركات الصينية والروسية وغيرها من الشركات بدأت في وضع البدائل وتصديرها لدول المقاطعة، وبالفعل فقد بدأت مؤشرات أرباح هذه الشركات تتصاعد بشكل كبير، وهذا أمر يعرفه الاقتصاديون بشكل جيد، ويدركون أن الفرص تولد مع الأزمات، وعلى ذلك فمن الأولى أن نستفيد نحن من هذه الأزمة وذلك من خلال توجيه اقتصادنا بشكل مباشر إلى محاولة إيجاد بدائل تساهم في حل أزمة وفرة المنتجات التي تم مقاطعتها، وفي الجانب الآخر المساهمة في حل العديد من المشكلات الناتجة عن ضعف الاقتصاد، والتحول من ثقافة الاستهلاك إلى ثقافة الإنتاج.

ما شاهدناه من تصميم وإصرار من كل الشعوب لمواصلة المقاطعة، وما تظهرة الأجيال المختلفة خاصة الأجيال الناشئة من ثبات على الاستمرار أمر ملفت للنظر، فبينما كنَّا لا نتصور أن هذه الأجيال سوف تستغني عن الوجبات السريعة والمشروبات القادمة من هذه الشركات، نرى أنها أصبحت أكثر تصميمًا وإصرارًا على عدم العودة إليها، ولكن ولكي يستمروا في هذا علينا أن نوفِّر لهم البديل المناسب ونزودهم بالثقافة الصحيحة التي تغرس فيهم السلوك الصحي في الغذاء، كما أن دعم المشاريع الوطنية أمر مُهم للقضاء على هيمنة هذه الشركات التي ظلت لفترة طويلة تأخذ أموالنا لتقتل إخواننا.

إن استثمار الحرب في غزة والاستفادة من المقاطعة في خلق اقتصاد قوي يمكننا كدول من الوقوف أمام الظلم والتصدي للمنظمات والدول الداعمة لقوى الاستعمار وتجار الحرب هو انتصار لفلسطين وشعبها، وهو أولى الخطوات لرفع الظلم الواقع عليهم، والذي تسبب في اغتصاب أرضهم وتشريدهم منذ 75 عامًا؛ بل هو بوابتنا لنقف أمام العالم كالنِّد، وقتها فقط سيستمع العالم لنا وينصت ويرضخ، عندما نتحدث معه باللغة التي يفهمها، وليس فقط بالمُطالبات والمظاهرات. والله من وراء القصد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

8 نصائح لصنع طبقة شوكولاتة مثالية للكعك

"غاناش الشوكولاتة"، هو السائل الثخين الذي يجمع بين الشوكولاتة المذابة والكريمة، ليتخذ شكل طلاء أو زينة أو صوص أو حشوة للفطائر والمعجنات، أو كطبقة مثالية للكعكة والحلويات، أو لصنع قطع الشوكولاتة اللذيذة.

وعلى الرغم من أن تحضيره في المنزل قد يبدو بسيطا، فإن احتمالات الوقوع في أخطاء تجعله خشنا وجافا، بدلا من أن يكون ناعما تماما مثل غاناش الشوكولاتة الذي نراه في برامج الخبز؛ أكبر مما يدركه معظم الناس"؛ كما تقول الكاتبة وخبيرة الطهي لورين كورونا، في مقال لها على موقع "ماشد".

موضحة أن هناك فرقا بين كريمة الشوكولاتة العادية للتزيين، وغاناش الشوكولاتة؛ "حيث تجمع الكريمة بين مسحوق الكاكاو والسكر البودرة والزبدة، وتكون أقل كثافة؛ أما الغاناش فمصنوع من الكريمة وقطع الشوكولاتة، مما يجعله أقل حلاوة وأكثر كثافة، خاصة عند استخدام شوكولاتة داكنة عالية الجودة".

ولأن الغاناش بطبيعته مزيج معقد، "لأنه مستحلب يربط بين دهن الشوكولاتة والماء الموجود في الكريمة"؛ من السهل جدا أن يفشل، فيكون حُبيبيا أو سائلا جدا أو من الصعب خلطه.

سنتناول 10 نصائح مقدمة من خبراء الطهي، لتفادي الأخطاء الشائعة التي يقع فيها معظم الناس عند تحضير غاناش الشوكولاتة، والمساعدة في الحصول على غاناش ناعم ولامع وكريمي وغني وغير متشقق أو حُبيبي.

إعلان استخدام قطع شوكولاتة صغيرة

على الرغم من أن قوالب الشوكولاتة (البار) غالبا ما تكون هي الطريقة المناسبة لعمل غاناش الشوكولاتة، لكن الخبراء لا ينصحون بتقسيمها إلى مربعات كبيرة جدا، ويوصون بتقطيعها إلى قطع صغيرة قدر الإمكان.

فكلما تم تقطيع الشوكولاتة بشكل ناعم، كان من السهل ذوبانها في الكريمة، أما إذا كانت القطع كبيرة جدا، فقد نجد صعوبة في إذابتها في الكريمة بالكامل، ومن ثم نحصل على غاناش متشكل جزئيا، وبه بعض قطع الشوكولاتة.

أيضا، يجب تقطيع الشوكولاتة بالتساوي، لكي لا تذوب بعض القطع بشكل أسرع من الأخرى.

وإذا حدث خطأ في التقطيع ولم يتم ذوبان الشوكولاتة بشكل جيد، يُنصح بوضع وعاء الغاناش فوق قدر من الماء المغلي، مع التأكد من أن الماء لا يلامس قاع الوعاء، ثم التقليب حتى تذوب كل الشوكولاتة؛ مع تجنب استخدام الحرارة المباشرة بوضع الغاناش في قدر على الموقد، تفاديا لجفاف الصوص وتشققه.

الغاناش صوص بسيط، يحتاج تحضيره إلى مكونين فقط، هما الشوكولاتة والكريمة الثقيلة (بيكسلز) الحليب ليس بديلا عن الكريمة

فالغاناش صوص بسيط، يحتاج تحضيره إلى مكونين فقط، هما الشوكولاتة والكريمة الثقيلة؛ أما استخدام الحليب أو نصف مقدار الكريمة والنصف الآخر حليب، بدلا من الكريمة بالكامل، فلن يؤدي إلى نفس النتائج. لأن صُنع الغاناش بسائل أقل دهونا مثل الحليب، لن يجعله يتماسك جيدا، ولن يتمتع بنفس النكهة الغنية.

الحرارة العالية تُفسد الوصفة

تقول كاتبة الطعام البريطانية ماري بيري، "إن الشوكولاتة تذوب في جيب الطفل"، فهي لا تحتاج إلى الكثير من الحرارة لتذوب. فالحرارة الزائدة يمكن أن تُفسد القوام وتجعل الشوكولاتة تتجمد والغاناش يتشقق، ونحصل على كتل كبيرة من الشوكولاتة التي ارتفعت درجة حرارتها بشكل مفرط دون أن تذوب؛ بالإضافة إلى هذا اللمعان الدهني من الزيت الموجود على الأجزاء السائلة من الخليط.

إعلان

لذا، يجب تسخين الكريمة إلى النقطة التي تكون فيها ساخنة جدا ويتصاعد منها البخار، ورفعها قبل نقطة الغليان، ثم صبها فوق الشوكولاتة لتذويبها. وإذا وصلت الكريمة لدرجة الغليان، فلننتظر حتى تبرد قليلا قبل سكبها على الشوكولاتة.

الانتظار قليلا بعد صب الكريمة فوق الشوكولاتة

فبعد صب الكريمة الساخنة على الشوكولاتة، من الخطأ عدم تركها تبرد لمدة 2 إلى 3 دقائق قبل البدء في خفقها؛ لأن انتظار هذه الدقائق يمنح الشوكولاتة بعض الوقت لتذوب، حتى لا نحتاج إلى تقليبها كثيرا.

فالتقليب الزائد "يمكن أن يؤدي إلى غاناش زيتي، ويُفسد المستحلب بين الدهون والسوائل، ويجعل الغاناش يتشقق"، بحسب مؤلف وكاتب الطعام ريان كاشمان.

من الخطأ الافتراض أن إضافة كمية قليلة جدا من الكريمة ستمنحنا قواما أكثر سمكا (بيكسابي) خطأ إضافة القليل جدا من الكريمة

من الخطأ الافتراض أن إضافة كمية قليلة جدا من الكريمة ستمنحنا قواما أكثر سمكا، إذ إن عدم استخدام المقدار المناسب قد يؤدي إلى بقاء أجزاء من الشوكولاتة صلبة لعدم توفر كمية كافية من الكريمة لإذابتها.

كما يمكن أن يكون أيضا مشكلة عند استخدام الشوكولاتة ذات المحتوى العالي جدا من الكاكاو.

خفق الشوكولاتة والكريمة بعناية

رغم أن ريتشارد سيف، شيف الحلويات الفرنسي الشهير، يُفضل صنع الغاناش في الخلاط مباشرة؛ لكن خفق الشوكولاتة والكريمة كثيرا أو بسرعة كبيرة أو بقوة شديدة، يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل في المستحلب والتسبب في تشقق الغاناش وتكوّن حبيبات طفيفة، مع تكتل الشوكولاتة وتغطية أي أجزاء سائلة بالزيت.

لكن من السهل تجنب ذلك بسكب الكريمة فوق الشوكولاتة والانتظار لبضع دقائق، وخفق الخليط برفق، بدءا بصنع دوائر صغيرة في وسطه والتوسع ببطء إلى دوائر كبرى، لتختلط الشوكولاتة المذابة بالكريمة تدريجيا.

هذا مع مراعاة الخفق دائما في اتجاه واحد، لإنشاء مستحلب مستقر، وصنع غاناش حريري فائق. وبمجرد أن يبدو المزيج لامعا ولا توجد قطع صلبة متبقية، يمكن التوقف وتركه حتى يتماسك.

إعلان خطأ استخدام نفس النسب لجميع أنواع الشوكولاتة

سر الغاناش يكمن في الالتزام بالنسبة الصحيحة من الكريمة إلى الشوكولاتة، وهذا يختلف حسب نوع الشوكولاتة التي تستخدمها. والكثير من الناس يعتقدون أن النسبة الكلاسيكية لصنع الغاناش هي جزء واحد من الكريمة مقابل جزء واحد من الشوكولاتة، ولكن هذا ينطبق فقط على الشوكولاتة الداكنة.

أما الأنواع الأخرى فتحتاج إلى المزيد من الشوكولاتة والقليل من الكريمة للحصول على نفس النتائج، فشوكولاتة بالحليب، تحتاج إلى نسبة 1 كريمة إلى 1.5 شوكولاتة، أما الشوكولاتة البيضاء فيجب أن تكون هذه النسبة 1 كريمة إلى 2 شوكولاتة.

الوصفة الأساسية تحتوي على الكريمة والشوكولاتة فقط، فإن الزبدة هي المكون الذي سيحسّن من غاناش الشوكولاتة (بيكسلز) عدم استبعاد خيار إضافة الزبدة

في حين أن الوصفة الأساسية تحتوي على الكريمة والشوكولاتة فقط، فإن الزبدة هي المكون الذي سيحسّن من غاناش الشوكولاتة بشكل كبير؛ حيث تضيف الزبدة ثراء إضافيا وملمسا أكثر كريمية للغاناش، كما يمكن أن تجعله أكثر لمعانا.

وتساعد الزبدة في تقوية الملمس إلى حد ما، وهو أمر رائع عند استخدام الغاناش ككريمة أو حشوة. ولإضافة الزبدة، يجب خلطها بعد دمج الشوكولاتة والكريمة، ومن الأفضل استخدام زبدة بدرجة حرارة الغرفة أو زبدة طرية حتى تذوب بسهولة.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يحقق مكاسب هائلة في سعيه لاستعادة العاصمة التي مزقتها الحرب
  • ترامب في رسالته لزيلينسكي: دفعنا لكم 300 مليار دولار..أين المُقابل ؟
  • زيلينسكي يفتح باب الحوار مع بوتين.. هل يمهد الطريق لمفاوضات السلام؟
  • القاهرة للدراسات: قرارات ترامب وبداية حرب تجارية عالمية سلاح ذو حدين بالنسبة لمصر
  • «جالانت» يكشف أكبر خطأ أمني في الحرب على لبنان: أمريكا رفضت بشكل قاطع
  • 8 نصائح لصنع طبقة شوكولاتة مثالية للكعك
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • رابطةُ العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة أوربرو بمملكة السويد
  • بدلا عن الحرب .. مفضل يحقق السلام للجنوب!!
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)