جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-06@21:52:14 GMT

من باب التأكيد

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

من باب التأكيد

 

وليد بن سيف الزيدي

في بداية العام الدراسي الحالي، نُفِّذَت بعض المبادرات والمسابقات والأنشطة في مادة الدراسات الاجتماعية للصف العاشر الأساسي في مدرسة عزان بن قيس بتعليمية البريمي، كمسابقة رسم الخرائط الجغرافية، ومسابقة سؤال وجواب، ومسابقة أعلى تحصيل دراسي، وتمثيل دور الطالب المعلم في المواقف الصفية.

وكانت تلك المسابقات والأنشطة تقع تحت مظلة مبادرة أنت تستحق كداعم ومعزز لها، والتي هي عبارة عن قسيمة شراء من جمعية المدرسة (بقيمة 500 بيسة) إضافة إلى هدايا عينية، تقدمها أسرة الدراسات الاجتماعية للطلاب المتميزين في الأنشطة والمسابقات في مادة الدراسات الاجتماعية؛ بهدف رفع دافعيتهم في تعلم مادة الدراسات الاجتماعية والمشاركة في فعالياتها وأنشطتها.

وقد تبين من خلال كشوف أسماء المشاركين في تلك الأنشطة والمسابقات أن هناك قلة في عدد الطلاب المشاركين في مسابقة رسم الخرائط، وتنافس شديد في مسابقتي سؤال وجواب وأعلى تحصيل دراسي، وكذلك في تمثيل دور الطالب المُعلم في المواقف الصفية. ولمعرفة أسباب هذا التباين بين الطلاب في المشاركة في الأنشطة والمسابقات، ولمعرفة أثر مبادرة أنت تستحق على دافعية طلاب العاشر في المشاركة في الأنشطة والمسابقات في مادة الدراسات الاجتماعية بمدرسة عزان بن قيس؛ وجد الباحث أهمية الكشف عن ذلك من خلال إجراء بحث يساعد على إثراء وتطوير الحقل التربوي، وذلك من خلال إجراء مقابلة مع عينة مكونة من (12) طالبًا من طلاب الصف العاشر.

وقد تضمنت المقابلة الأسئلة الآتية: ماذا تعرف عن مبادرة أنت تستحق؟ لماذا كان عدد المشاركين في مسابقة رسم خريطة سلطنة عُمان قليلًا؟ هل تقترح مسابقات أخرى في مادة الدراسات الاجتماعية غير مسابقة رسم خريطة سلطنة عمان ومسابقة سؤال وجواب ومسابقة أعلى تحصيل دراسي في التقويم المستمر؟ أي الأنشطة والمسابقات تراها أكثر مناسبة؟ ولماذا؟ هل تقترح طرقاً أخرى للتحفيز من أجل المشاركة في الأنشطة والمسابقات غير كوبونات التغذية والساعات الرقمية؟ هل واجهتك تحديات أثناء المشاركة في الأنشطة والمسابقات في مادة الدراسات الاجتماعية؟ هل ترى أن مبادرة أنت تستحق يمكن الاستمرار في تنفيذها خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2023-2024؟ ولماذا؟

ولقد أظهرت نتائج المقابلة أن هناك دراية ومعرفة من أفراد العينة حول طبيعة مبادرة أنت تستحق وأهدافها وجوائزها. وأن من أسباب قلة أعداد الطلاب المشاركين في مسابقة رسم خريطة سلطنة عمان؛ صعوبة مهارة رسم الخرائط الجغرافية، وضغط الاختبارات القصيرة في المواد الدراسية. وحول مقترحات أفراد العينة لمسابقات أخرى في مادة الدراسات الاجتماعية، فقد تمثلت في مسابقة رسم المعالم التاريخية والحضارية في السلطنة، ومسابقة جمع المعلومات عن شخصيات عمانية كان لها دور في تاريخ وحضارة السلطنة، وأن سبب تفضيل غالبية أفراد العينة لمسابقة (سؤال وجواب)، والبعض الآخر مسابقة (أعلى تحصيل دراسي)، أن المسابقتين كانتا مفتوحتين طيلة الفصل الدراسي، ومرتبطتين بشكل مباشر بتعليم الطالب لمادة الدراسات الاجتماعية، على عكس ذلك في مسابقة (رسم خريطة سلطنة عمان)، التي كانت محصورة في زمن محدد وضمن مهارة محددة تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين. 

كما أظهرت استجابة أفراد العينة بأن لديهم مقترحات تحفيزية أخرى غير كوبونات التغذية والساعات الرقمية يمكن أن تكون دافع للطلاب في المشاركة في الأنشطة والمسابقات في مادة الدراسات الاجتماعية، مثل: إقامة حفلة تجمع الطلاب الفائزين في الأنشطة والمسابقات، كما يمكن تخصيص درجات في التقويم المستمر، وكذلك من ضمن تلك المقترحات تقديم شهادات تقدير وهدايا نقدية وأخرى عينية كالعطور والأجهزة اللوحية. كما كان هناك اتفاق من جميع أفراد العينة على تأييد الاستمرار في العمل بمبادرة أنت تستحق في الفترة القادمة. وبناءً على نتائج الدراسة التي تم التوصل إليها، يوصي الباحث بالاستمرار في مبادرة أنت تستحق في مادة الدراسات الاجتماعية داخل مدرسة عزان بن قيس للبنين، والعمل على تطويرها ونشر فكرتها على مستوى مدارس المحافظة والسلطنة.

وفي هذا المقال، نودُ التأكيد على ضرورة العمل على تعزيز دافعية التعليم والعمل والإنجاز وتحقيق الأهداف على مختلف المستويات الأسرية والمجتمعية والمؤسسية. كما يريد أن يؤكد على أهمية نشر ثقافة البحث العلمي وثقافة المبادرات.

ومن باب التأكيد أيضًا يُطرح السؤالان الآتيان: هل من مبادرة فردية أو مؤسسية تتبنى إجراء بحث علمي دقيق يقيس قدرات الفهم والتحليل والنقد وإنتاج المعرفة لدى الطالب العربي في الجامعات العربية عندما يدرس العلوم بلغته الأم (اللغة العربية)، ثم مقارنتها بقدرات طالب عربي آخر يدرس نفس العلوم في نفس الجامعات العربية ولكن بلغة أجنبية؟ ومن ثم وبناءً على نتائج هذا البحث التي سيتم التوصل إليها، هل سنبقى نرفع شعارات الاحتفال باللغة العربية كل عام أم نحن بحاجة إلى اتخاذ قرار عربي في جعل اللغة العربية هي اللغة الأصل في تدريس العلوم المختلفة في الجامعات العربية؟

 وهل يمكن اعتبار الأحداث الجارية في غزة في هذه الأيام إحدى أدوات البحث العلمي التي من خلالها يمكن أن توصلنا إلى نتيجة مفادها كذب أمريكا والغرب في التعامل مع قضايا وحقوق الإنسان؟

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التقنيات الجديدة تعزز العدالة الاجتماعية أم تقوضها؟

عبدالله أبوضيف (القاهرة) 

بينما يلقى الذكاء الاصطناعي إشادة واسعة كأداة تعزز الإنتاجية وتفتح آفاق الابتكار في مختلف القطاعات، يتزايد النقاش حول مدى استفادة جميع فئات المجتمع من تقنياته، وهل يسهم فعلاً في تضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء أم أنه يعمّقها؟
يرى باحثون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون قوة دافعة نحو مزيد من العدالة الاجتماعية، إذا ما استُخدم بالشكل الصحيح. ووفقاً لمقال بحثي نشره مركز التنمية العالمية، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، والرعاية الصحية، والزراعة، قادرة على تحسين مستويات المعيشة في الدول النامية، وبالتالي تقليل الفوارق الاجتماعية.
وفي السياق نفسه، أشارت مجلة تايم إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تفتح المجال لحلول مبتكرة في التعامل مع القضايا الاجتماعية، مثل تطوير أدوات تعليمية تساعد الطلاب من ذوي الدخل المنخفض، ما يعزز فرص المساواة في التعليم.
لكن على الجانب الآخر، أظهر تقرير صادر عن معهد بروكينجز أن نحو نصف الأميركيين يعتقدون أن التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تفاقم فجوة الدخل وزيادة الانقسام الاجتماعي. كما حذرت دراسة نُشرت في مجلة PNAS Nexus من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يعزز التفاوتات القائمة إذا لم يتم استخدامه بحذر وتوجيه.
من جانبه، أوضح محمد أمين، الباحث المتخصص في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الرقمي، أن هذه التكنولوجيا تمثل فرصة حقيقية لسد الفجوات الاجتماعية، خصوصاً في القطاع المالي. وأشار في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح تقديم خدمات مالية عالية الجودة بأسعار مناسبة، مما يوسع دائرة المستفيدين لتشمل شرائح أوسع من المجتمع، وليس فقط أصحاب الثروات الكبيرة.
وضرب أمين مثالاً بمنصة «أموال» المصرية، التي تمكنت من توظيف الذكاء الاصطناعي لتوفير محافظ استثمارية بمستوى قريب من تلك التي تقدمها المؤسسات الكبرى، ولكن ضمن نموذج مالي يناسب الأفراد، مما يعزز من فرص الشمول المالي، ويقلل من الفجوة في الوصول إلى أدوات الاستثمار المتقدمة.

أخبار ذات صلة الإمارات و«بريكس».. آفاق جديدة لتطوير تطبيقات «الذكاء الاصطناعي» منتسبو برنامج قيادات حكومة الإمارات يتعرفون على تجربة فيتنام في التحول التنموي

مقالات مشابهة

  • التقنيات الجديدة تعزز العدالة الاجتماعية أم تقوضها؟
  • الهلال يحقق أرقاماً قياسية على المنصات الاجتماعية خلال كأس العالم للأندية
  • كلية الدراسات الإسلامية تنعى طالبتين من ضحايا حادث الطريق الإقليمي: رحيلهما مُفجع
  • يعلن مكتب الشئون الاجتماعية بمحافظة إب و جمعية الرضمة التعاونية عن نتائج الاجتماع التأسيسي
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول الكمون باستمرار
  • تطبيق Flashes .. بديل جديد لإنستجرام مبني على شبكة Bluesky الاجتماعية
  • وزير الري يبحث موقف الدراسات المقترح تنفيذها في إطار التعاون المصري الهولندي
  • كلية النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة تنظم مؤتمرها العلمي الثاني 19 يوليو الجاري
  • ياسمين عز: أنجلينا جولي تستحق جائزة أحسن حرباية
  • رمضان السيد: جون إدوارد “سمسار لاعيبة”.. والزمالك مليان كوادر تستحق الفرصة