وليد بن سيف الزيدي
في بداية العام الدراسي الحالي، نُفِّذَت بعض المبادرات والمسابقات والأنشطة في مادة الدراسات الاجتماعية للصف العاشر الأساسي في مدرسة عزان بن قيس بتعليمية البريمي، كمسابقة رسم الخرائط الجغرافية، ومسابقة سؤال وجواب، ومسابقة أعلى تحصيل دراسي، وتمثيل دور الطالب المعلم في المواقف الصفية.
وقد تبين من خلال كشوف أسماء المشاركين في تلك الأنشطة والمسابقات أن هناك قلة في عدد الطلاب المشاركين في مسابقة رسم الخرائط، وتنافس شديد في مسابقتي سؤال وجواب وأعلى تحصيل دراسي، وكذلك في تمثيل دور الطالب المُعلم في المواقف الصفية. ولمعرفة أسباب هذا التباين بين الطلاب في المشاركة في الأنشطة والمسابقات، ولمعرفة أثر مبادرة أنت تستحق على دافعية طلاب العاشر في المشاركة في الأنشطة والمسابقات في مادة الدراسات الاجتماعية بمدرسة عزان بن قيس؛ وجد الباحث أهمية الكشف عن ذلك من خلال إجراء بحث يساعد على إثراء وتطوير الحقل التربوي، وذلك من خلال إجراء مقابلة مع عينة مكونة من (12) طالبًا من طلاب الصف العاشر.
وقد تضمنت المقابلة الأسئلة الآتية: ماذا تعرف عن مبادرة أنت تستحق؟ لماذا كان عدد المشاركين في مسابقة رسم خريطة سلطنة عُمان قليلًا؟ هل تقترح مسابقات أخرى في مادة الدراسات الاجتماعية غير مسابقة رسم خريطة سلطنة عمان ومسابقة سؤال وجواب ومسابقة أعلى تحصيل دراسي في التقويم المستمر؟ أي الأنشطة والمسابقات تراها أكثر مناسبة؟ ولماذا؟ هل تقترح طرقاً أخرى للتحفيز من أجل المشاركة في الأنشطة والمسابقات غير كوبونات التغذية والساعات الرقمية؟ هل واجهتك تحديات أثناء المشاركة في الأنشطة والمسابقات في مادة الدراسات الاجتماعية؟ هل ترى أن مبادرة أنت تستحق يمكن الاستمرار في تنفيذها خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2023-2024؟ ولماذا؟
ولقد أظهرت نتائج المقابلة أن هناك دراية ومعرفة من أفراد العينة حول طبيعة مبادرة أنت تستحق وأهدافها وجوائزها. وأن من أسباب قلة أعداد الطلاب المشاركين في مسابقة رسم خريطة سلطنة عمان؛ صعوبة مهارة رسم الخرائط الجغرافية، وضغط الاختبارات القصيرة في المواد الدراسية. وحول مقترحات أفراد العينة لمسابقات أخرى في مادة الدراسات الاجتماعية، فقد تمثلت في مسابقة رسم المعالم التاريخية والحضارية في السلطنة، ومسابقة جمع المعلومات عن شخصيات عمانية كان لها دور في تاريخ وحضارة السلطنة، وأن سبب تفضيل غالبية أفراد العينة لمسابقة (سؤال وجواب)، والبعض الآخر مسابقة (أعلى تحصيل دراسي)، أن المسابقتين كانتا مفتوحتين طيلة الفصل الدراسي، ومرتبطتين بشكل مباشر بتعليم الطالب لمادة الدراسات الاجتماعية، على عكس ذلك في مسابقة (رسم خريطة سلطنة عمان)، التي كانت محصورة في زمن محدد وضمن مهارة محددة تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.
كما أظهرت استجابة أفراد العينة بأن لديهم مقترحات تحفيزية أخرى غير كوبونات التغذية والساعات الرقمية يمكن أن تكون دافع للطلاب في المشاركة في الأنشطة والمسابقات في مادة الدراسات الاجتماعية، مثل: إقامة حفلة تجمع الطلاب الفائزين في الأنشطة والمسابقات، كما يمكن تخصيص درجات في التقويم المستمر، وكذلك من ضمن تلك المقترحات تقديم شهادات تقدير وهدايا نقدية وأخرى عينية كالعطور والأجهزة اللوحية. كما كان هناك اتفاق من جميع أفراد العينة على تأييد الاستمرار في العمل بمبادرة أنت تستحق في الفترة القادمة. وبناءً على نتائج الدراسة التي تم التوصل إليها، يوصي الباحث بالاستمرار في مبادرة أنت تستحق في مادة الدراسات الاجتماعية داخل مدرسة عزان بن قيس للبنين، والعمل على تطويرها ونشر فكرتها على مستوى مدارس المحافظة والسلطنة.
وفي هذا المقال، نودُ التأكيد على ضرورة العمل على تعزيز دافعية التعليم والعمل والإنجاز وتحقيق الأهداف على مختلف المستويات الأسرية والمجتمعية والمؤسسية. كما يريد أن يؤكد على أهمية نشر ثقافة البحث العلمي وثقافة المبادرات.
ومن باب التأكيد أيضًا يُطرح السؤالان الآتيان: هل من مبادرة فردية أو مؤسسية تتبنى إجراء بحث علمي دقيق يقيس قدرات الفهم والتحليل والنقد وإنتاج المعرفة لدى الطالب العربي في الجامعات العربية عندما يدرس العلوم بلغته الأم (اللغة العربية)، ثم مقارنتها بقدرات طالب عربي آخر يدرس نفس العلوم في نفس الجامعات العربية ولكن بلغة أجنبية؟ ومن ثم وبناءً على نتائج هذا البحث التي سيتم التوصل إليها، هل سنبقى نرفع شعارات الاحتفال باللغة العربية كل عام أم نحن بحاجة إلى اتخاذ قرار عربي في جعل اللغة العربية هي اللغة الأصل في تدريس العلوم المختلفة في الجامعات العربية؟
وهل يمكن اعتبار الأحداث الجارية في غزة في هذه الأيام إحدى أدوات البحث العلمي التي من خلالها يمكن أن توصلنا إلى نتيجة مفادها كذب أمريكا والغرب في التعامل مع قضايا وحقوق الإنسان؟
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
التنمية الاجتماعية تعرّف بخدمات رعاية الأحداث
تواصل وزارة التنمية الاجتماعية حملتها الإعلامية "نصل إليك" للتعريف بمختلف برامجها وخدماتها، وذلك لرفع مستوى وعي المجتمع بمختلف البرامج والخدمات التي تقدمها للفئات المستفيدة.
وفـي إطار سعي وزارة التنمية الاجتماعية نحو تطوير برامجها وخدماتها الموجهة للأحداث، صدر قانون "مساءلة الأحداث" بموجب مرسوم سلطاني، وأُنشئت دائـرة شـؤون الأحـداث التي تهدف إلى تأهيل وإعداد الأحداث المعرضين للجنوح والجانحين ورعايتهم وإيجاد السبل الكفيلة لتربيتهم التربية السليمة والعناية بهم وتأهيلهم وتعليمهم وفق قدراتهم واستعداداتهم.
ويقوم قسم التنسيق والمتابعة بمتابعة شؤون الأحداث المعرضين للجنوح والجانحين مع الجهات ذات العلاقة، وتذليل الصعوبات التي تواجه الأحداث الجانحين أو المعرضين للجنوح مع الجهات المعنية، وإجراء البحوث ودراسة حالات الأحداث الجانحين أو المعرضين للجنوح، ودراسة أسباب مشاكلهم وإيجاد الحلول المناسبة لها في ضوء الممارسة العلمية لهذه المشاكل داخل الدور.
ويختص قسم البرامج والأنشطة بتنفيذ "البرنامج التعليمي"، والذي يهدف إلى عدم حرمان الأحداث من مواصلة دراستهم بالاتفاق مع الجهات التعليمية المعنية، حيث جرى تفعيل البرنامج التعليمي عن طريق إنشاء مراكز تعليمية بالدور تتبع وزارة التربية والتعليم، ويُجرى تعيين معلمين لتدريس الأحداث المقيدين بالمدرسة، وإجراء الاختبارات التحصيلية لهم بالدور في نهاية العام الدراسي، وكذلك "البرنامج الثقافي" الذي يهدف إلى إكساب الأحداث قدرًا مناسبًا من الثقافة العامة، وتعويدهم على العادات السليمة، وإنشاء المكتبات بالدور، وإعداد الندوات والمسابقات الثقافية، بالإضافة إلى "البرنامج الديني" الذي يهدف إلى توعية الأحداث بأسس وشعائر الدين، وذلك من خلال استمرارية تقديم محاضرات ودورات التوعية الدينية، وتعويدهم على أداء الشعائر الدينية في أوقاتها بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، كما يهدف "برنامج التدريب المهني والفني" إلى إكساب الأحداث مهارات فنية تدريبة وتأهيلية تساعدهم على تعلّم مهنة يمكن الاشتغال بها فيما بعد، إضافة الى تنمية هواياتهم وشغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
كما لـ"البرنامج الرياضي" نصيب في تعزيز اللياقة البدنية للأحداث من خلال مزاولة التدريبات والألعاب الرياضية على اختلافها بما يحقق أهدافًا صحية وتربوية واجتماعية، إلى جانب "البرنامج الصحي" الذي يهدف إلى العناية بصحة الأحداث ووقايتهم من الأوبئة والأمراض ومتابعة إجراء الكشوفات الطبية الدورية عليهم من قبل الجهات الصحية وإجراء التطعيم والتحصين ضد الأمراض السارية والمعدية ومتابعة الحالات المرضية.
ويعمل قسم "الرعاية والتوجيه الاجتماعي" على تهيئة الحدث للتكيّف الاجتماعي السليم عن طريق تعزيز انتمائه إلى أسرته، وإشراكه في البرامج والأنشطة ومتابعة ربطه بأسرته ومجتمعه، والقيام بالرعاية اللاحقة بهدف متابعة الحدث بعد خروجه من الدار، والتأكد من اندماجه في المجتمع بصورة سليمة.
وتتبع دائرة شؤون الأحداث دار توجيه الأحداث، وتُعنى بإيواء ورعاية الأحداث المعرضين للجنوح والصادر في شأنهم أي من التدابير القانونية، وأيضًا دار إصلاح الأحداث وتُعنى بالأحداث الجانحين الذين صدر بهم حكم من المحكمة.