جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-06@16:06:51 GMT

عامٌ جديد لـ"سيناريو" قديم

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

عامٌ جديد لـ'سيناريو' قديم

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

(1)

ورقة أخرى تسقط من أعمارنا، ورقة صفراء كابتسامة هذا الزمان، نذهب إلى حتفنا دون أن ندري، نمشي حفاة، عراة في شوارع الأيام، نقتات الهواء، ونلتحف غيمة لا مطر فيها، نحاول أن نسيطر على ذواتنا المنهكة، فلا نستطيع، ونحاول أن نكبح جماح شهواتنا، وخطواتنا، فنفشل..

فالحياة تمضي دون أن نملك ناصيتها، تسير بنا إلى حيث لا ندري، وإلى حيث لا نرغب أحياناً كثيرة.

(2)

عام مضى، عام أتى، والعبارة هي العبارة، والأحداث هي الأحداث، والأشياء تتحول إلى سواد مُعتم، لا نرى فيه أصابع يدنا، نحمل بوصلة الحياة، ونمضي، نجد أنها تقودنا إلى الفناء، فنغنّي، ونرقص، ونلعب، ونلهو كطير مذبوح، قتله صياد بطلقة طائشة.

بندقية الصياد أصدق من لسانه..لا تنسَ ذلك.

(3)

في "غزّة"؛ حيث يولد الصغار شهداء، وحيث يموت الكل دون استثناء، هناك فقط تعرف معنى الحياة / الموت، تعرف كيف تبدأ الرحلة، ولكنك لا تعرف متى تنتهي، رغم أنك على دراية بأنها ستأتي حتمًا في كل خطوة تخطوها، في كل التفاتة تلتفتها، في كل ضحكة تضحكها، أنت مشروع شهادة قائم، هنا تبدأ الحياة من لا شيء، وهنا تنتهي إلى اللاشيء.

عبثية هذه العصابات المارقة، وماكرة، ومخادعة، يصدقها العالم رغم أنه يعرف أنها تكذب.

(4)

في هذه الأوطان العربية العجيبة، الجميع يدّعي الوطنية، الجميع يعمل لـ"المصلحة العليا"، الجميع يعتقد أنه على حق، وأن الطرف الآخر طرف مارق خائن، يستحق السحق، والموت، يقتل نصف شعبه، ليعيش النصف الآخر، ويحرق بيوت إخوته، ليضيء بها ثكناته العسكرية، ويغتصب نساء بلده ليظهر فحولته، ويُبقي على عِرقه، ويستغل أطفال وطنه لكي يقتل براءتهم.

كلهم يدّعون الوطنية، ولكنهم لا يملكونها، كلهم يدّعون البراءة، والوطن منهم بريء.

(5)

دول "كبرى" تدافع عن حرية وكرامة البشر، ولكنها لا تتردد في قتلهم!!

(6)

كان 2023 عام القتل والدمار، وها هو عام 2024 يحط رحاله، ليعيد نفس المشاهد، ويُكرِّر نفس المآسي، ويزيد عليها بعض "الرتوش" لسيناريو مكرر، ومعاد.

إنها "سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا".

(7)

ورغم كل شيء..رغم الأنين المكبوت في صدر العام، ورغم الحنين المختبئ في جنبات القلب، ورغم عواصف الأمراض، وهمهمات الموت، وفجاءات الأقدار، ما نزال نجدف بعناد..لعل الساحل يكون قريبًا.

وكل عام وأنتم أمنيات تتحقق، وأحلام تضيء.. "عام سعيد مجيد".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مجدي أبوزيد يكتب.. رمضان فرصة الجميع لإصلاح النفس والتغيير

هل علينا شهر الصيام الذى يجمع اللحظات والليالي والأيام المعدودات التي ينتظرها المؤمنين ليتزودوا من خيرها وأجرها في الدنيا لتكون لهم مشعل يُنير طريقهم يوم القيامة بين جموع الخلق بالصبر والالتزام بأوامر الخالق سبحانه وتعالى.

ومن بين أسمى الغايات التي يجب أن يسعى المسلم لتحقيقها في هذا الشهر الكريم إصلاح النفس وتغيرها نحو الأفضل، فكل ما في رمضان يتغير، سلوك وعبادة وخلق، فهو يمضي بنا وتتغير فيه بعض أحوالنا، ونسعى جاهدين إلى تغيير أنفسنا.

شهر رمضان فرصة من أعظم فرص التغيير في كل المجالات لمن أراد التغيير، حيث الجو الملائم والتهيئة الربانية، والقرب من الله تعالى والمعينات في هذا الشهر كثيرة، فرمضان فرصة الجميع للتغيير.

شهر رمضان فرصة للتوبة والرجوع إلى الله تعالى: فالله - عز وجل- قد هيأ لعباده هذا الشهر للتوبة والرجوع، ولأجل هذا يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له".

شهر مضان فرصة لتفقد النفس ومحاسبتها وحثها على الخير، والتغيير يبدأ عند محاسبة النفس وتصحيح أخطائها، وهذا ما يجب أن تكون عليه، عادة مستمرة يترقى بها المسلم إلى أفضل درجات السمو والرفعة.

شهر رمضان فرصة للإقبال على الله والإكثار من العبادة : فالله - عز وجل- قد فضل شهر رمضان على سائر الشهور، وجعل أيامه من خير أيام العام، ولذلك يُعد فرصة عظيمة لمن أراد الإقبال على الله تعالى والاستزادة من العبادة.

شهر رمضان فرصة للتغيير الأخلاقي، فرمضان بطبيعته يغرس في المسلمين الأخلاق الحميدة، ويربي في الأفراد معنى الوحدة والترابط والتآخي والشعور بالآخرين.

ورمضان فرصة عظيمة لكظم الغيظ والعفو على الناس، لأنه يعود المسلم على الصبر والتحمل، فمن يستطع الصبر على الجوع والعطش، يستطيع أن يكظم غيظه ويصبر على أذى غيره

وأؤكد أن التغيير لا يحصل بالتمني، ولكن لابد أن يتحرك دافع التغيير الكامن في النفس من خلال الإرادة والعزيمة والعمل الجاد على التغيير، وتكون نتيجته هي الباقية حتى بعد رمضان، وهذا هو التغيير الحقيقي.

مقالات مشابهة

  • يعود لـ 2400 سنة .. اكتشاف أثري جديد على قمة هرم قديم .. ما القصة؟
  • مسلسل قديم يشعل أزمة بين طارق لطفي ومحمد سامي
  • سيناريو ساخر عن هروب بشار الأسد.. إعلان سوري يحقق تفاعلا
  • مغني راب أمريكي يفاجئ الجميع بإعلان إسلامه في رمضان
  • ريان غيغز.. من أسطورة مانشستر يونايتد إلى رجل أعمال
  • تايوان تعزز أمنها الدفاعي مخافة تكرار سيناريو أميركا مع أوكرانيا
  • من قديم الحارات قبل آذان المغرب في رمضان
  • ثوران بركان فيزوف يحول دماغ رجل روماني قديم إلى زجاج
  • نائبة أمريكية: زيلينسكي ممثل هوليودي من برنامج قديم
  • مجدي أبوزيد يكتب.. رمضان فرصة الجميع لإصلاح النفس والتغيير