جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@01:51:31 GMT

لا أهمية لك!

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

لا أهمية لك!

 

عائض الأحمد

يمشى الهوينا رافعًا رأسه منتصب القامة، يجول بنظره متجهم الوجه يشير بأطراف بنانه إلى كل من حوله بالابتعاد وكأنَّه يدخل منزله الخاص، حقيقة الأمر هو لا يثير وقعًا، لكنه يلفت كل من شاهده.. من هذا؟ وماذا يريد؟

لن تستطيع إطلاق وصف معين أو تحديد سلبية فيما تراه قبل أن تتحدث إليه وهو شخصية شبه منطوية تصدر الأوامر وتنتظر من الجميع التنفيذ، يعتقد بأهميته، ولديه اعتقاد راسخ بأن هالة النور التي تصحبه حتمية لا تقبل النقاش، وليست وهمًا أو مجرد دعابة، فكما يقول في إحدى فلتات لسانه شعر بها منذ نشأته الأولى ولم يكن يعلم عنها شيئًا، لكن والدته أكدت له ذلك أن نورًا خرج منها وأضاء قريتهم الصغيرة ابتهاجًا بقدومه.

وخوفًا من الحسد، ظلّت تُخفي سرها في بئر اعتقاداتها، حتى وصل إلى "صاحبنا"؛ فعاش مُلهما خطواته وكل سكناته بأهميته التي لم يعلمها أحد سواه بعد وفاة والدته. وكما يقول لست مُجبرًا على الفهم، لكنك مجبر على التقبل، ولعلها الحقيقة الوحيدة التي قبلتها منه.

من يعرف سلوك الفَرَاشات وسر انجذابها للنور قد يتسلل لديه شك بنورانية "صديقي" غير المقرّب، لكنها سُنن سُنَّت ولم تكن حقيقة ملموسة، وإن كان العلم فسّرها، فستظل أيضًا سرًا كونيًا لا علاقة له بما يحدث لنا على الأرض، على الأقل من وجه نظر البسطاء ومروجي "النورانية" في ظلام العقول، وليس في أجساد البشر؛ فطغيان الجهل أشد ضراوة من فقدان الإحساس بالألوان ورؤية الأشياء كما هي.

القسوة ومُرُّ الأيام مشاعرَ عابرة تخفق وترجف منها الأبدان وتتوارى خلفها عقول الكثيرين ممن قست عليهم "فُرْجَة" الزمان وخلاصه، كل أبدي مُهلكَهُ مهما علا شأنه، ولو استقر الماء لفسد، وكذلك العقول، فما بالك بالأبدان!

ختامًا.. مكانتك أنت من يُحددها، لا تنتظر من يُفسح لك مقعده ويأخذ بيديك ويقول هذه مكانتك، وأنا زاهد وذاهب إلى صومعتي أتأمل وانتظر أقدار السماء.

شيء من ذاته: الأقدار ليست بيديك، لكنك تصنع طريقًا يأخذك إلى مجهول قد لا تُطيقه.

سمة: ربان السفينة الماهر يموت وفي يديه طوق النجاة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

في العمق

#في_العمق

د. #هاشم_غرايبه

المتأمل في بديع صنع هذا الكون الفسيح، وتكامل وظائف كل جزئياته، لا شك سيخلص أنه لا يمكن أن يكون كل ذلك خلق عبثا، بل لأمر جليل ومهمة عظيمة.
وعندما يجد هذا المتأمل، أن الخالق أتم على البشر نعمته بهدايتهم الى الصراط المستقيم منذ خمسة عشر قرنا، عندما أكمل لهم دينهم بالرسالة الخاتمة، وكلفهم بتبليغها للعالمين، ويرى كم لاقى المؤمنون بدينه من عنت ومعاناة جراء تمسكهم بمنهج الله القويم ودعوة الآخرين لاتباعه، سيوقن ان الله لن يسمح للظالمين بإطفاء نوره، ولا يمكن أن يسلم هؤلاء الصادقين لأعداءهم، ولذلك فلن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، مهما كانت موازين القوى مختلة لصالح الكافرين.
لكن كيف نعلل ما تتعرض لها الأمة المؤمنة الآن من تسلط قوى البغي عليها وتنكيلها بهم، لدرجة أن أصبحت أضعف الأمم،.. هل ذلك يعني أن الله تخلى عنها؟.
في كثير من الأمور التي تستدعى تدخل القوة الإلهية لتصحيح مسار البشر، نلاحظ أن الله يستخدم عبارة “ولولا كلمة سبقت من ربك” أي أن هنالك قرارا مسبقا من الله قبل خلق البشر أن يجري سننه، ومنها عدم التعجيل لهم بالثواب والعقاب بل إمهالهم لنهاية حياتهم الدنيوية، لأن في ذلك تحقيقا لسنن كثيرة، قد نعلم بعضها، لكن ما نجهله أكثر.
منها أن الصعاب تصقل النفوس وتحيي العزائم، فبذلك تتمرس نفوس المؤمنين وتعلو هممهم، كما أن الشدائد تكشف المنافقين من بينهم، وتميز الصادقين، لذلك يزين الله للكافرين أعمالهم ويؤملهم بأن هنالك امكانية لاستئصال شأفة الإيمان، وكل ذلك لأن معادي منهج الله قوم لا يعقلون، فلو فهموا حقيقة الصراعات لعرفوا أن الله يمد لهم ليزدادوا غيا، فهو لم ينزل هديه لكي يطفئه بشر مهما علوا وتجبروا.
ولذلك يداول الأيام بين الناس، لكنه خلال ذلك يرسل بالايات لعباده المؤمنين ليدلهم على طرق الفلاح، وفي كل عصر وزمان له آياته.
مما شهدناه منها في هذا العصر، أربع آيات قدر الله حدوثها، ربما لنستخلص منها الدروس، ونتعلم أن الباطل مهما كانت له صولات وجولات، ومهما عمم من معلومات بأن قوته لا تقهر، فهو زاهق لا محالة.
1 – الأولى كانت في اضطرار الشيطان الأكبر للتفاوض مع طالبان للخروج بأقل الخسائر من المستنقع الأفغاني الذي ورط نفسه به أكثر من عقدين من الزمان، من غير ان يمكنه فرض نظام عميل له.
رغم الفارق الهائل في موازين القوى، لكن المناضلين المؤمنين فاوضوا المحتل من منطق القوة وهم يحملون السلاح، قائلين ان سلاحنا هو الذي أجبركم على التفاوض.
لنتعلم أن التخلي عن السلاح من طرف واحد يعني الاستسلام.
2 – الثانية في انتصار الثوار السوريين رغم فشلهم في الجولة الأولى بسبب استجارة النظام البائد بالقوى الكبرى، لنتعلم أن المثابرة والصبر تحقق المراد دائما.
3 – الثالثة وهي نجاح الإسلاميين الأتراك في البقاء في السلطة، رغم كل مكائد الشيطان الأكبر وأتباعه من أيتام أتاتورك، بل وتحقيقهم النجاحات الكبيرة في إيصال بلدهم الى مصاف الدول المتقدمة بعد أن عانت الفشل والفساد طوال سبعين عاما من حكم العلمانيين.
وذلك لنتعلم أن منهج الله هو الأصلح والأنجح كنظام سياسي اقتصادي اجتماعي، وكذب ادعاء معاديه بأنه فكر ماضوي لا يصلح لهذا الزمان.
4 – أما الآية الرابعة وهي اعظمها، فهي نجاح المقاومة الإسلامية في القطاع في كسر هيبة الشيطان الأكبر، والذي لم يدخر جهدا يملكه إلا واستخدمه في عدوانه منذ عام ونصف، ورغم الدمار الهائل الذي أحدثه، إلا أنه فشل في تحقيق أي من أهدافه.
لنتعلم أكثر من درس، أولها أن العقيدة تنشئ الإرادة التي لا تلين، فتغلبت على الحصار و المراقبة ونقص المواد الأولية، وتمكنت من انشاء قاعدة تصنيع عسكري وازنة، فرضت على العدو الذي يتمتع بالمدد والدعم والتمويل والسيطرة التقنية أن يعترف بعدم قدرته على النيل منها، ناهيك عن اكتشاف مواقعها.
والثانية أن من كان صادقا لن يعدم الوسيلة لبناء قدرات عسكرية مؤثرة، لذلك فلا حجة لقاعد ولا لمطبع.
والثالثة أن التمسك بالحق أمر أساسي لتحقيق العزة والكرامة، ولا يحق الحق بالتنازلاتز
هذه معالم على الطريق واضحة من تنكبها فهو مفرط.

مقالات ذات صلة الغموض المعرفي الاصعب ..ماذا يجري فلسطينيا…اقليميا وعالميا.. 2025/04/05

مقالات مشابهة

  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت
  • مدبولي يتابع طرح مشروعات الطاقة التي ستتخارج منها الحكومة
  • الدرقاش: يجب إنصاف أردوغان ومن يقول أنه يسعى فقط للمصلحة فقد ظلمه
  • من يقول كفى للإجرام الإسرائيلي؟
  • صدمة في كركوك.. تعذيب صبي بالسكين والضرب على يد زوج والدته
  • تكتب عن أحوال الأسرى المأساوية ومدى وحشية هؤلاء الجنجويد.. القحاطي يجيك ناطي يقول (..)
  • في العمق
  • بمساعدة والدته .. اعتقال شخص نفذ 10 عمليات سرقة في النجف
  • دقلو يقول أنهم بدأوا الحرب في المكان الخطأ
  • إفراط الأم في الخوف على الأبناء.. حالة صحية أم مرضية؟