وصلت التوترات بين روسيا وإسرائيل إلى أدنى مستوياتها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، مما يمثل تحولًا كبيرًا في علاقاتهما التي كانت ودية في السابق. وكانت الديناميكية المتوترة واضحة في المحادثة الهاتفية الأخيرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث احتلت التوترات التاريخية مركز الاهتمام، وفقا لتحليل نشرته “الجارديان”.

ووفقا لتحليل “الجارديان”، يمكن إرجاع العامل المحفز لهذا التدهور في العلاقات إلى أحداث السابع من أكتوبر وموقف روسيا المؤيد للفلسطينيين بعد ذلك.

ويقول المحللون إن الروايات المتناقضة التي نشرتها إسرائيل وروسيا بعد مكالمتهما الأخيرة في 10 ديسمبر 2023 تسلط الضوء على الطبيعة المتوترة للعلاقة بينهما.

وأعرب نتنياهو عن استيائه من "مواقف موسكو المناهضة لإسرائيل" في الأمم المتحدة، وأثار مخاوف بشأن تعاون روسيا مع إيران، ووصفه بأنه "خطير". 

وردا على ذلك، أكد الكرملين على "الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة" وحذر من العواقب الوخيمة على السكان المدنيين بسبب الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم حماس.

وأشارت الدكتورة فيرا ميشلين شابير، المتخصصة في السياسة الخارجية الروسية في جامعة كينجز كوليدج في لندن، إلى أن هذا التبادل لم يكن حواراً بل عرضاً لمواقف متعارضة. 

وأصبح الخلاف واضحا قبل يوم واحد من المكالمة عندما أيدت موسكو قرار الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، واتهمت الولايات المتحدة "بالتواطؤ في المذبحة الوحشية التي ترتكبها إسرائيل". 

وينظر إلى العلاقة المتوترة بين روسيا وإسرائيل على أنها جزء من تحول عالمي أوسع في سياسة الكرملين في الشرق الأوسط منذ حرب روسيا مع أوكرانيا. 

ويقول نيكولاي كوزانوف، الأستاذ المشارك في جامعة قطر والدبلوماسي الروسي السابق، إن روسيا سعت إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع الدول العربية مع مواءمتها بشكل أوثق مع إيران.

وسلطت زيارة بوتين الأخيرة إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الضوء على الجهود التي تبذلها روسيا لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، على الرغم من الانتقادات الدولية التي تواجهها بسبب الحرب في أوكرانيا. 

ويشير كوزانوف إلى أن الصراع بين إسرائيل وحماس أتاح لروسيا فرصة للتودد إلى الجنوب العالمي، مستفيدة من الانتقادات الموجهة لتعامل الغرب مع القضية الفلسطينية.

ومع ذلك، يمكن إرجاع جذور العلاقات الروسية الإسرائيلية المتوترة إلى الحرب الروسية لأوكرانيا، الأمر الذي جعل إسرائيل غير مرتاحة لإطار موسكو للصراع. 

وتسببت الاتهامات الموجهة لإسرائيل بدعم "نظام النازيين الجدد" في توتر العلاقات، وزادت أحداث 7 أكتوبر من حدة الانقسام.

يقول ألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيجي روسيا أوراسيا، إن دعم روسيا لحماس يتماشى مع مصالحها في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بجهودها الحربية في أوكرانيا. 

وقد أصبح الصراع مصدر إلهاء للغرب، مما سمح لروسيا بتحويل التركيز بعيدا عن أفعالها في أوكرانيا.

أدى الموقف المؤيد لإسرائيل للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الصراع في غزة إلى نفور بعض الدول في الجنوب العالمي، مما قد يقوض الجهود الدبلوماسية لتصوير روسيا على أنها منبوذة. 

ويهدف النهج العملي الذي تتبناه روسيا، كما وصفه كوزانوف، إلى الاستفادة من التعاطف العالمي المتغير وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تكشف معلومات جديدة حول صاروخ روسيا "النووي"

قالت المديرية العامة للمخابرات الأوكرانية، اليوم الجمعة، إن الصاروخ الروسي الذي أطلق على مدينة دنيبرو بأوكرانيا أمس حلق لمدة 15 دقيقة وتجاوزت سرعته القصوى 13 ألف كيلومتر في الساعة.

وأشار جهاز المخابرات في بيان إلى أن "مدة تحليق هذا الصاروخ الروسي من لحظة إطلاقه في منطقة أستراخان حتى سقوطه في مدينة دنيبرو كانت 15 دقيقة"، مضيفاً أن الصاروخ كان "على الأرجح من منظومة صواريخ ’كيدر’".
ووفقاً للبيان "كان الصاروخ مزوداً بستة رؤوس حربية، كل منها مزود بست ذخائر فرعية. وكانت السرعة في الجزء الأخير من المسار" تزيد على 13 ألف كيلومتر في الساعة.وقال الكرملين، اليوم الجمعة، إنه على ثقة من أن الولايات المتحدة فهمت رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما أطلقت موسكو صاروخاً على أوكرانيا، قادراً على حمل رأس نووية.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين، غداة الضربة الصاروخية،: "نحن على ثقة بأن الإدارة الحالية في واشنطن كان لها فرصة إدراك الإعلان وفهمه"، مشدداً على أن الرسالة "كانت شاملة وواضحة ومنطقية".
الكرملين: الصاروخ الروسي "رسالة بوتين" إلى واشنطن - موقع 24قال الكرملين، اليوم الجمعة، إنه على ثقة من أن الولايات المتحدة فهمت رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما أطلقت موسكو صاروخاً على أوكرانيا، قادراً على حمل رأس نووية.

وذكر بيسكوف أن الضربة التي وجهت لأوكرانيا باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي، تم تطويره حديثاً، تهدف إلى تحذير الغرب من أن موسكو سترد على سماح الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف بضرب روسيا بصواريخهما.

وأشار بيسكوف إلى أن روسيا لم تكن ملزمة بتحذير الولايات المتحدة بشأن الضربة، ومع ذلك أبلغتها قبل 30 دقيقة من الإطلاق.
وأضاف  بيسكوف  أن بوتين "ما يزال منفتحاً على الحوار".

مقالات مشابهة

  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
  • ‏مصدر عسكري أوكراني: أوكرانيا فقدت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية
  • بعد الرسالة الروسية.. هل تتجه الحرب في أوكرانيا إلى التصعيد؟
  • باحث سياسي: أوكرانيا ليس لها أي دور في استهداف الأراضي الروسية
  • أوكرانيا تكشف معلومات جديدة حول صاروخ روسيا "النووي"
  • المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا: روسيا تدين بشدة الغارات الإسرائيلية على مدينة تدمر وهي انتهاك صارخ للسيادة السورية والقواعد الأساسية للقانون الدولي
  • لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن حملها على صواريخ مثل MIRV التي ضربت أوكرانيا
  • بوتين يحذر الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح ضد روسيا
  • «الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى