« الغبار الأصفر ».. ظاهرة متعددة المخاطر على الإنسان والتنمية «2»
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تتعرض سلطنة عمان كغيرها من دول شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط للعواصف الرملية والترابية وموجات الغبار التي تؤدي أحيانا إلى توقف الحركة في العديد من القطاعات، وتخلّف وراءها حوادث وأضرارا واسعة النطاق، وتحديات صحية، وبيئية، واقتصادية، تدفع الدول للبقاء في حالة تأهب قصوى لاحتواء تأثيراتها الخطيرة على مرافق التنمية والخدمات العامة وصحة المجتمع.
ووفقا للخبراء، فإن التغيّر المناخي يعد عاملا أساسيا في ازدياد العواصف الرملية والترابية، حيث أصبحنا نشهد تلاحقا غير مسبوق لموجات الغبار الشديدة العابرة للحدود، وتسارعا في وتيرة حدوثها، ما يستدعي على نحو خاص توعية المجتمع بالمخاطر الصحية والبيئية والاقتصادية التي قد تنجم عن هذه العواصف وسبل تجنبها، عبر اتخاذ إجراءات استباقية على جميع المستويات. وإسهاما في تحقيق هذه الغاية، تنشر «عمان» ملفًا في عدة حلقات عن العواصف الترابية.. أسباب نشوئها.. ومناطق تأثيرها.. وتداعياتها على الإنسان والتنمية.. وسبل تجنبها.. والمبادرات الوطنية والدولية للتصدي لها والحد من أضرارها.
تأثيرات بيئية واجتماعية
تصل العواصف الرملية إلى سلطنة عمان على شكل عوالق ترابية، كما تحمل الرياح الموسمية كميات كبيرة من الغبار والرمال، ويبدو أثرها واضحا على محافظات جنوب الشرقية والوسطى وظفار.
وقال الباحث البيئي محمد بن مبارك عكعاك، من محافظة ظفار: إن للغبار تأثيرا سلبيا على المحاصيل الزراعية، والأراضي العشبية، وقد يؤدي إلى زحف الجفاف والتصحر، ويأتي الغبار مع العواصف الرملية أو ينتج عن الأنشطة البشرية المتمثلة في المحاجر التي تنثر كميات هائلة من الغبار في الهواء فيؤثر على الكائنات الحية، لذا علينا أن نركز على زراعة أحزمة خضراء من الأشجار المحلية المتنوعة في المناطق المواجهة للعواصف الرملية، وزراعة الكثبان الرملية القريبة بالأشجار سيسهم في تثبيت التربة والتخفيف من زحف الرمال على الطرق والمناطق السكنية، والتخفيف من آثار الغبار الصحية على السكان في المناطق المكشوفة.
زحف الرمال
وقال الدكتور خلفان بن سالم السنيدي، من ولاية جعلان بني بوعلي: تنشط في محافظات شمال وجنوب الشرقية والوسطى وظفار الرياح الموسمية التي تبدأ من شهر أبريل إلى أغسطس من كل عام وهذه الرياح تؤدي إلى زحف الرمال وانتشار العوالق الترابية، وتؤثر كثيرا على مرافق البنية الأساسية وعلى القاطنين في تلك المحافظات، إذ تؤدي إلى تكدس الرمال في الطرق ما يعرّض سالكيها وخاصة في فترة الليل لحوادث مرورية مميتة، والكثبان الرملية يمكن أن تغطي الطرق في ساعات معدودة نتيجة لسرعة الرياح، ويمكن مشاهدة تلك التأثيرات في ولاية جعلان بني بوعلي، حيث اضطر الأهالي إلى هجرة مناطق سكناهم لكثرة تعرّضها للعواصف الرملية وعدم قدرتهم على مواجهتها، كما في قرية المر ومنطقة الجفن بنيابة الأشخرة، حيث دفنت الرمال منازل القرية وأصبحت أثرا بعد عين، ولا يزال العديد من القاطنين في بعض المناطق يتركون قراهم أثناء هبوب الرياح الموسمية. وأضاف السنيدي: إن نشاط العواصف الرملية أدّى إلى تغيير مسارات بعض الأودية نتيجة غمرها بالرمال، وفي الجانب الصحي يتأثر السكان نتيجة استنشاق الغبار والعوالق الترابية في تلك المناطق؛ لذلك أثناء الرياح الموسمية ينتقل السكان في المناطق المكشوفة إلى الحواضر والولايات الداخلية البعيدة عن تأثيرات الرياح، وتؤدي العوالق الترابية إلى إصابة السكان بنوبات الربو وخاصة الأطفال وكبار السن ومن الصعب علاجها رغم أخذ الأدوية إلا بالابتعاد عن المناطق المتأثرة بالعوالق الترابية، مشيرا إلى أن الحد من تأثيرات الرياح على الإنسان والحيوان والبنية الأساسية والمساكن لن يتأتى إلا من خلال توسعة رقعة الغطاء النباتي وزراعة الأشجار على الطرق لصد الكثبان الرملية من دخول مسارات الطرق الرئيسية للحد من الحوادث المرورية بالإضافة إلى زيادة الغطاء النباتي بمحاذاة القرى السكنية، ولا بد من شراكة حكومية ومجتمعية للحد من تأثيرات العواصف الغبارية بتشجيع زراعة الغاف والسمر؛ لمكافحة الكثبان الرملية وتعزيز الصحة المجتمعية.
وقال الباحث عصام بن محمد عبدالله زعبنوت المهري، من ولاية المزيونة: إن العواصف الرملية والترابية زادت في السنوات الأخيرة بسبب التصحر وتحريك طبقة التربة في المناطق المفتوحة، ناهيك عن الرعي الجائر والتدهور في الأشجار المحلية والاحتطاب وغيرها من العوامل، إذ يعاني منها القاطنون في المناطق الصحراوية المفتوحة وتتعدد تأثيراتها على الصحة العامة وعلى مستخدمي الطرق؛ حيث تتسبب في انعدام الرؤية ناهيك عن دخولها لمنازل المواطنين والمرافق العامة وهو ما يستدعي القيام بالصيانة المستمرة لا سيما في فترات التحولات الموسمية.
وأشار المهري إلى أهمية قيام مبادرات في سلطنة عمان لا سيما في جنوب الشرقية والوسطى وظفار للتوسع في الزراعة والتشجير، خاصة على الطرق الرئيسية، وأن تساهم الشركات الكبرى في قطاع النفط والغاز وتحت إشراف المحافظات وهيئة البيئة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، حيث يمكن أن تنجح هذه المبادرات في الحد والتخفيف من حركة الأتربة والغبار؛ كون الأشجار تعمل حاجز حماية على جوانب الطرق الرئيسية والمدن.
يمكن أن تسبب العواصف الرملية والترابية وموجات الغبار ضررا كبيرا على صحة الإنسان، خاصة إذا كان من الأطفال أو كبار السن أو من يعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي.
وتشير الأبحاث إلى أن التعرّض لجزيئات الغبار الدقيقة، التي تبقى في الهواء من ساعات إلى أيام، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية والتهابات فيروسية وبكتيرية، وفي حالات أخرى يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، وقالت الدكتورة آمنة بنت عبدالله المنذرية، اختصاصية طب الأسرة: إنه كلما تعرّض الإنسان للغبار لوقت أطول ازدادت الخطورة على صحته، ولكن هناك فئات هي الأكثر عُرضة للخطر من العواصف الرملية والترابية وهي: كبار السن والأطفال، والأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، والأشخاص المصابون بأمراض القلب، ومرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم أو أمراض الأوعية الدموية الدماغية، والأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة والحساسية، وتسبب العواصف الرملية أو الغبارية حكة أو حرقانا في العينين، وتهيّج الحلق، وتهيّج الجلد، والسعال أو العطس، وصعوبة في التنفس، والصداع واضطرابات النوم، مؤكدةً أن هناك أدوية «إسعافية ووقائية» يمكن للمرضى المعرّضين لنوبات الربو أو الحساسية الشديدة استخدامها للوقاية من أية مضاعفات صحية مرتبطة بالتعرّض للغبار.
لكن هل يمكن أن تسبب العواصف الرملية حالات اختناق؟ أجابت الدكتورة آمنة المنذرية: نعم يمكن للعواصف الترابية أن تهدد حياة الإنسان وخاصة الفئات الأكثر عُرضة لخطر مضاعفات الغبار.
إجراءات وقائية
ولفتت إلى أنه ينبغي خلال العواصف الرملية أو الغبارية تجنّب الأنشطة الخارجية وتجنّب الخروج للأماكن المفتوحة؛ بسبب الغبار العالق في الهواء الذي يمكن أن يسبب أضرارا على صحة الإنسان، وإغلاق أبواب ونوافذ المنزل بإحكام خلال موجات الغبار؛ لمنع دخول الغبار والأتربة وتجنّب التعرّض للغبار إلا للضرورة القصوى، وغسل الوجه والأنف والفم بشكل متكرر؛ للتخلص من الغبار والأتربة العالقة وتجنّب وصولها إلى الرئتين، وعدم فرك العينين خاصة بعد التعرّض للغبار لتجنّب خدش العينين وغسلهما بالماء فورا، والحرص على ارتداء النظارات الواقية لحماية العينين من الغبار وارتداء الكمامات الواقية للأنف والأذن مع الحرص على تغييرها باستمرار، ومَن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي والقلب عليهم الالتزام بعلاج الحساسية الموصى به من قبل الطبيب، والتأكد من توفر الأدوية في المنزل. وتشير الدراسات إلى أن جميع الجسيمات التي تحملها العاصفة الترابية بإمكانها الدخول للجهاز التنفسي، وغالبًا الجسيمات الأكبر يمكن أن تترسب في الجهاز التنفسي العلوي فتؤدي للعطاس والسعال، بينما استنشاق جزيئات الغبار الدقيقة المجهرية العالقة في الجو يمكن أن تتراكم في أنسجة الرئة وبذلك قد تؤدي إلى مشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي كـ«الالتهابات» ويمكن أن تلحق الضرر بالدماغ والقلب والأوعية الدموية والمناعة.
الطقس المغبر
من جهتها قالت الدكتورة أسمهان بنت راشد اليعقوبية، استشارية أمراض صدرية بالمستشفى السلطاني: يسبب الطقس المغبر وانتشار الملوثات والأتربة، التي لها القدرة على الدخول إلى جسم الإنسان عن طريق الأنف، أو العين، أو الأذن، الكثير من المشاكل لجسم الإنسان وخصوصا على مستوى الجهاز التنفسي، وهناك بعض الفئات من الناس تكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض في مثل هذه الأجواء مثل كبار السن، والأطفال، ومرضى الجهاز التنفسي، وهؤلاء تكون حساسيتهم للملوثات والأتربة أعلى، وتسبب لهم الكثير من المشاكل، لذا يجب أن تتجنب هذه الفئات الخروج في الأجواء المغبرة، موضحة أنه في حالة الأشخاص الذين يجب أن يخرجوا بسبب ظروف عملهم فيجب عليهم ارتداء كمامة ذات مرشحات هواء عالية الجودة؛ لتجنب استنشاق جزيئات الملوثات الصغيرة، وارتداء نظارة واقية من الأتربة.
الثروة الزراعية
تمتد تأثيرات العواصف الغبارية أو الترابية إلى القطاع الزراعي؛ إذ يقول الدكتور أحمد بن بخيت بن سالم الشنفري، مدير دائرة البحوث الزراعية والحيوانية بمحافظة ظفار: يتمثل التأثير المباشر على القطاع الزراعي في تكوُّن طبقات رملية أو حبيبات على أسطح النباتات، ويؤدي ذلك إلى انسداد المسامات في الأوراق وحجب أشعة الشمس، وبالتالي خفض التمثيل الضوئي للنبات مما ينتج عنه جفاف هذه الأشجار بالإضافة إلى تأثيره على نموها وإنتاجها وربما يؤدي أيضا إلى موت هذه الأشجار، كما تؤدي العواصف الرملية إلى سد بعض قنوات المياه المفتوحة مثل العيون أو الأفلاج وغيرها من طرق الري في المزارع، كالذين يعتمدون على الري المفتوح على أسطح الأرض ولا يستخدمون طرق الري الحديثة، كما تؤدي العواصف الرملية إلى اقتلاع بعض الأشجار المعمّرة مثل بساتين النخيل والحمضيات وأشجار الفاكهة بشكل عام وغيرها من الأشجار المثمرة، بالإضافة إلى ذلك فإن العواصف الرملية من الممكن أن تساعد في نقل بعض الآفات الزراعية من مناطق مصابة إلى أخرى غير مصابة مما يزيد من انحسار القطاع الزراعي في هذه المناطق، كما تؤثر هذه الرياح على صحة المواشي وبعض مناطق الرعي، وكل هذه العوامل في مجملها تزيد من نسبة التصحر وينتج عنها تأثير مباشر على الأمن الغذائي.
وأشار إلى أن الحد من تأثيرات العواصف الرملية يكمن في زيادة الأحزمة الخضراء؛ والمقصود بها زيادة نسبة التشجير وزراعة مصدات الرياح في المناطق الزراعية، وكذلك سن القوانين والأنظمة في الدول لمنع التعدي على المناطق الخضراء والعمل على زيادة الرقعة الزراعية خاصة في المناطق المعرّضة لمثل هذه الظواهر.
جهود المكافحة
وأوضح أن سلطنة عمان تقع ضمن حزام المناطق الصحراوية، ومن البديهي تعرّضها للعواصف الرملية في أغلب مناطقها، إلا أنها تعدُّ ربما الأقل عُرضة للعواصف الرملية، ويعود ذلك إلى طوبوغرافية أراضيها، حيث تتمتع بوجود سلاسل جبلية في بعض محافظاتها، موضحا: إن انحسار الغطاء النباتي في بعض مناطق سلطنة عمان يؤدي إلى إثارة الرياح المحمّلة بالرمال والأتربة، وعوامل أخرى ذات أهمية أكبر، وتكمن في زيادة نسبة الملوحة وشح الأمطار ومصادر المياه بالإضافة إلى التمدد العمراني.
وأكد أن ظاهرة العواصف الرملية أكثر ظهورا في المناطق الزراعية المفتوحة، مثل محافظتي جنوب وشمال الشرقية ومنطقة النجد التي تعد من المناطق الواعدة في توفير الغذاء في المستقبل وزيادة الرقعة الزراعية في البلاد.
وأضاف: إن الجهود التي تقوم بها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للحد من ظاهرة العواصف الرملية تتمثل في تعزيز الإرشاد الزراعي والحيواني من خلال توعية المزارع ومربي الحيوانات بمخاطر هذه الظاهرة وكيفية الحد منها، بالإضافة إلى توفير الشتلات الزراعية بالمجان أو بأسعار رمزية، والتركيز على الزراعات الرأسية واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة وطرق الريّ مثل زيادة البيوت المحمية، وكذلك العمل على وضع الاستراتيجيات والخطط للاعتماد على سياسات الاقتصاد الأخضر من خلال زيادة الاستثمار في القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لزيادة أنشطتها في القطاع الزراعي، والاستفادة من الهندسة الوراثية بإنتاج محاصيل ذات مواصفات عالية لتحمّل الجفاف وزيادة الإنتاج مثل القمح وأصناف التمور المقاومة للملوحة والأمراض والآفات الزراعية، وإنشاء السدود والنهوض بالقطاع الزراعي والحيواني بحسب رؤية عمان 2040 بكل مكوناته، والعمل على التقليل من ظاهرة التصحّر، ورفع مستوى الوعي بأهمية زيادة الرقعة الزراعية بمساهمة القطاعين الحكومي والخاص في ذلك.
تهديد حقيقي
وقال الأستاذ الدكتور راشد بن عبدالله اليحيائي، من قسم علوم النبات بكلية العلوم الزراعية والبحرية في جامعة السلطان قابوس: إن العواصف الرملية والعوالق الترابية تمثلان تهديدا حقيقيا للثروة الزراعية والحيوانية، وتشير كثير من الدراسات إلى تزايد حالات العواصف الترابية بشكل مستمر لأسباب كثيرة، منها الاحتباس الحراري والمرتبط بزيادة الغازات الدفيئة والتغيّر المناخي، مما يؤدي إلى آثار تشمل؛ انتقال وانتشار العديد من الآفات الزراعية التي تنتقل محمّلة في هذه العواصف بين المناطق الزراعية أو بين الدول، كما تنشط أنواع من الآفات التي تسبب ضررا للمحاصيل مثل آفة حلم الغبار التي تصيب ثمار النخيل وينتج عنه ضعف في النمو والإنتاج، كما تقلل هذه العوالق الترابية من جودة المحاصيل الزراعية، وتزيد من تكلفة الإنتاج، حيث تصبح المحاصيل الورقية مثلا، رديئة الجودة، وتتعرّض الحيوانات كذلك للآفات التي تنتقل عن طريق العواصف الترابية والرملية، كما أن العوالق تسبب أضرارا لا حصر لها على الأجهزة والمعدات الزراعية، بما فيها نظام فلاتر البيوت المحمية؛ مما يتسبب في زيادة كلفة الإنتاج الزراعي.
وأشار إلى أن الظواهر الجغرافية السلبية مرتبطة ببعضها؛ فزيادة معدلات التصحر وتعرية التربة وانعدام الغذاء النباتي كلها عوامل تسهم في زيادة العواصف الترابية والرملية وخصوصا تلك التي تتوافق مع فصل الصيف وازدياد درجات الحرارة.
وأوضح أن كلية العلوم الزراعية والبحرية في جامعة السلطان قابوس تقوم بدور محوري في دراسة كل ما من شأنه التأثير على القطاعات الزراعية والحيوانية والبحرية والمائية والبيئية بما فيها التصحّر وتملّح التربة والجفاف والتغيّر المناخي والتي تكون حالات العواصف الترابية والرملية أحد أبرز ظواهرها التي تزايدت في الفترات الأخيرة، والتي صاحبتها تقلبات واضطرابات مناخية، وأقيمت العديد من الندوات والمؤتمرات الدولية في رحاب الجامعة لتدارس وتوفير الحلول التي تسهم في التقليل من آثار مثل هذه الظواهر على القطاعات الإنتاجية بما فيها الثروات الزراعية والسمكية والمياه في سلطنة عمان، وتعكس خطة العمل الوطنية لمكافحة التصحّر أهمية حماية البيئة والحفاظ على المراعي الطبيعية ومساحات الأراضي الصالحة للزراعة والمزروعة والعناية بترشيد استخدام موارد المياه المحدودة، كما تقوم الكلية بتدريس عدد من المقررات التي تتضمن مثل هذه الظواهر، ويقوم الطلبة الجامعيون وطلبة الدراسات العليا بدراسة الآثار البيئية والاقتصادية للغبار على القطاع الزراعي وأفضل الأساليب المتبعة للحد منها.
مصدات الرياح
وقال الدكتور أحمد الحضري، رئيس الجمعية الزراعية العمانية بمحافظة ظفار: إن آثار الرياح المحمّلة بالغبار والعوالق الترابية لم يتم التطرق إليها من خلال الدراسات العلمية والبحثية في سلطنة عمان بشكل كاف.
وأشار إلى أن الرياح القوية التي تهب على منطقة النجد الواعدة زراعيا -والتي توجد بها العديد من مزارع النخيل والفواكه والخضروات والثروة الحيوانية- تأتي من الجنوب وتبدأ مع بداية الخريف في محافظة ظفار مع بداية شهر يوليو إلى بداية سبتمبر من كل عام محمّلة بالغبار والأتربة والعوالق، وتكون درجات الحرارة مرتفعة في الصحراء وتصل في منطقة النجد إلى 48 درجة مئوية ظهرا و35 درجة مئوية ليلا، كما أن سرعة الرياح تصل إلى 30 - 35 عقدة في الساعة محمّلة بالغبار والأتربة والعوالق، وتؤثر على العاملين في منطقة النجد وسكانها بشكل كبير جدًا بالإضافة إلى تأثير الرياح على حركة القاطنين، وكذلك لها تأثير على الثروة الحيوانية وضعف الإنتاج في ظل عدم مقدرة العاملين على التوجه للعمل، وتؤدي إلى تكسر الأشجار وجفاف الأوراق، وعدم المقدرة على زراعة المحاصيل خلال هذه الفترة من العام نتيجة للرياح القوية، وتتأثر ولايات ثمريت ومقشن والمزيونة ونيابات قتبيت والشصر وحنفوت؛ حيث تصاب بتأثيرات مباشرة جراء هذه العواصف الرملية، وهنا تأتي أهمية التوسع في الغطاء النباتي سواء بالمحاصيل الاقتصادية أو مصدات الرياح التي كلما اتّسعت تسهم في تقليل تأثيرات الرياح والعوالق الترابية، ودائمًا ننصح المزارعين بضرورة زراعة مصدات الرياح حول مزارعهم وخاصة أشجار النخيل كونها من الأشجار القوية، والنية تتجه لاستحداث أراض زراعية لتوزيعها على المزارعين وأصحاب المشاريع، ومن المتوقع زيادة الغطاء النباتي في المستقبل، بالإضافة إلى أن أمطار الأنواء المناخية أصبحت الآن تصل إلى الصحراء ما أدّى إلى ترطيب التربة وانخفاض درجات الحرارة، وأتوقع أن يؤدي ذلك إلى تراجع حدة تأثيرات الرياح والعوالق الترابية، موضحا: إن محافظة الوسطى لا تتمتع بغطاء نباتي، لذلك تتأثر بالرياح القوية المثيرة للعوالق الترابية فيتأثر الإنتاج الزراعي، كما تصاب الحيوانات بالعمى والربو، فلا ترى في الصحراء إلا الإبل القادرة على التحمّل، لذا نقترح توسعة المحميات النباتية بأشجار الغاف والسدر والسمر للتقليل من حدة الرياح والغبار، وننصح بتوسعة الغطاء النباتي في المناطق المأهولة أو المخطط لها زراعيا في المستقبل، وأكد أن أثر الرياح والعوالق الترابية ليست مقتصرا على المناطق الصحراوية، بل تتأثر المزارع المأهولة في سهل صلالة، إذ مع فصل الشتاء تأتي الرياح الجافة من الشمال محمّلة بالغبار وتؤثر على محاصيل هذه المزارع مما يؤدي إلى سقوط بعض الأشجار وفساد المحاصيل، ويجب تعزيز زراعة الأشجار أينما كان سواء في المدن أو الجبال أو الصحاري لزيادة الغطاء النباتي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العواصف الرملیة والترابیة العواصف الترابیة الغبار والأتربة الغطاء النباتی الجهاز التنفسی القطاع الزراعی بالإضافة إلى على القطاع سلطنة عمان فی المناطق من الغبار العدید من تؤدی إلى یؤدی إلى فی زیادة من خلال یمکن أن مثل هذه للحد من الحد من إلى أن
إقرأ أيضاً:
آخر تحديث لـ سعر الذهب.. ما هي أسباب عدم استقراره المعدن الأصفر؟
سعر الذهب.. ينخفض سعر الذهب ويرتفع بشكل مستمر ومتتالي، حتى أنه بين اللحظة والثانية ربما يرتفع فجأة بشكل كبير، فلماذا تستمر حالة انعدام الثبات في أسعار الذهب؟ الكثير من المواطنين يطرحون هذه الأسئلة لرغبتهم في التعرف على آخر تحديث لـ سعر الذهب.
وفي هذا السياق، يقول هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب، في تصريحات تلفزيونية: إن سعر الذهب يشهد حالة من عدم الاستقرار نتيجة للتغيرات الجيوسياسية التي تحدث بالعالم، وكثرة الحروب، إضافة إلى التهديد بالحرب النووية.
سعر الذهبأما بالنسبة لآخر تحديث لـ سعر الذهب في مصر الآن، فتعرضها لكم «الأسبوع» في السطور التالية:
سعر الذهب عيار 24هبط سعر الذهب عيار 24 خلال التعاملات المسائية ليسجل نحو 4308.5 جنيه للبيع، 4285.75 جنيه للشراء.
سعر الذهب عيار 22وصل سعر الذهب عيار 22 خلال التعاملات المسائية إلى مستوى 3949.5 جنيه للبيع، 3928.5 جنيه للشراء.
سعر الذهب الآن لحظة بلحظة سعر الذهب عيار 21انخفض سعر الذهب عيار 21 خلال التعاملات المسائية ليسجل نحو 3770 جنيها للبيع، 3750 جنيها للشراء.
سعر الذهب عيار 18تراجع سعر الذهب عيار 18 في محلات الصاغة المصرية خلال التعاملات المسائية إلى مستوى 3231.5 جنيه للبيع، 3214.25 جنيه للشراء.
سعر الذهب عيار 14سجل سعر الذهب عيار 14 خلال التعاملات المسائية نحو 2513.25 جنيه للبيع، 2500 جنيه للشراء.
سعر الذهب عيار 12بلغ سعر الذهب عيار 12 في سوق الصاغة المصرية نحو 2154.25 جنيه للبيع، 2142.75 جنيه للشراء.
سعر الذهب في مصر سعر الذهب عيار 9سجل سعر الذهب عيار 9 اليوم السبت خلال التعاملات المسائية نحو 1615.75 جنيه للبيع، 1607.25 جنيه للشراء.
سعر الجنيه الذهبوسجل سعر الجنيه الذهب خلال التعاملات المسائية نحو 30160 جنيها للبيع، 30000 جنيه للشراء.
اقرأ أيضاًارتفاع سعر الذهب بالدولار بختام تعاملات اليوم السبت 21 ديسمبر 2024
عيار 21 الآن.. مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم السبت 21 ديسمبر 2024
إلى أين يصل سعر الذهب عام 2025؟.. خبيريكشف مستقبل «الأصفر» في العام الجديد