سيتم تذكر عام 2023 باعتباره العام الذي ظهر فيه الذكاء الاصطناعي على الساحة، حيث اقتحم سريعا مختلف جوانب حياتنا، فقد سجل هذا العام ظهور العديد من برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وBard وMidjourney وBing CoPilot، والتي جمعت ملايين المستخدمين في غضون أسابيع قليلة وأصبحت أسماء مألوفة نظرا لقدرتها الخارقة على التحدث وتقديم الحلول بطريقة تشبه الإنسان.

 

ومع ذلك، حتى عندما أصبحت حياتنا متشابكة مع التقنية المبتكرة الجديدة، فقد أصبح من الواضح أيضا أن الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يؤثر على حياتنا بشكل أفضل أو أسوأ في بعض الأحيان.

 

خبير: الذكاء الاصطناعي يتسبب في حروب وأضرار مختلفة بسبب الذكاء الاصطناعي.. "نيويورك تايمز" تقاضي شركة OpenAI ومايكروسوفت

 

وباستخدام برنامج الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي ChatGPT، يمكنك أن تطلب منه القيام يالكثير من الأعمال التي قد تستهلك في تنفيذها الكثير من الوقت، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في عدد من المجالات، إذ يستخدمه الفنانون والمحترفون المبدعون لإنشاء رسومات ورسوم توضيحية وحتى صور فوتوغرافية إبداعية.

كما يستخدمه متخصصو المحتوى لإنشاء أنواع مختلفة من النصوص بدءا من الملخصات وحتى التقارير المطولة، وبالإضافة إلى ذلك يستعين به المحترفون لإنشاء تقارير الأعمال والمبرمجون ومهندسو الكمبيوتر لإنشاء التعليمات البرمجية ذات الصلة.

ولكن نظرا لتدخله في العديد من المجالات، فذلك يكشف عن بعض المخاطر المستقبلية للذكاء الاصطناعي، أو بعبارة أخرى، سيكون العالم مكانا غريبا في السنوات القادمة، وبدأ كل هذا مع إطلاق تقنية الذكاء الاصطناعي في عام 2023.

الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدا كبيرا للوظائف

على سبيل المثال، تشمل المخاطر التي قد يسببها الذكاء الاصطناعي، هو تهديده للعديد من الوظائف على وجه التحديد، ففي عام 2023، استمر القلق الرئيسي المتمثل في أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الوظائف البشرية في تشكيل المناقشات، حيث شكل ظهور الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تهديدا كبيرا لمختلف الصناعات، مما أثر بشكل خاص على التصنيع وخدمة العملاء والكتابة والمزيد.

وقد أظهرت حالات التشغيل الآلي، مثل المطاعم في الهند التي تستخدم نوادل روبوتية، ومذيعي الأخبار الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي، ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، الطبيعة المزدوجة للتقدم التكنولوجي، فهي تساعد على تطوير مستقبل العديد من المجالات ولكن في الوقت نفسه تعمل على تعطيل سبل العيش للعديد من البشر.

وبحسب ما ورد أظهرت التطورات الأخيرة في شركات مثل Paytm وجوجل التكامل النشط للأتمتة التي يقودها الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى استبدال بعض الوظائف، خاصة في المناطق المتضررة من عمليات تسريح العمال الأخيرة.

ويقال إن نشر أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة في جوجل أدى إلى أتمتة بعض الأدوار، مما ساهم في فقدان الوظائف، وعلاوة على ذلك، في العام الماضي، شهد بعض الأفراد انخفاضا في رواتبهم حيث زعمت الشركات أنه يمكن التعامل مع المهام بكفاءة من خلال نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT.

وكما أدى وصول أدوات مثل Bard وChatGPT إلى تمكين الأفراد من إنشاء محتوى وإنشاء مواد مكتوبة، في حين أن هذه الأدوات تقدم المساعدة في إنشاء المحتوى، فقد ظهرت مخاوف بشأن النزوح المحتمل للكتاب والصحفيين من البشر.

وباختصار، يتولى الذكاء الاصطناعي السيطرة على الأمور تدريجيا، ويزعم الخبراء أيضا أن التكنولوجيا المبتكرة من المحتمل أن تستولي على العديد من الوظائف البشرية في المستقبل، وهو أمر ظهر في العديد من الوظائف حول العالم خلال عام 2023، مما يؤكد على ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة IBM، أرفيند كريشنا، في مقابلة مع "بلومبرج": "إن الذكاء الاصطناعي والأتمتة سيحلان بسهولة محل ما يصل إلى 30% من الوظائف خلال السنوات الخمس المقبلة".

وبالإضافة إلى ذلك، يشير ظهور السيارات ذاتية القيادة إلى مستقبل حيث يمكن لهذه التكنولوجيا أن تتغلغل قريبا في مختلف الأسواق.

2023 عام الذكاء الاصطناعي

في عام 2023، ظهر الذكاء الاصطناعي كقوة تحويلية، حاملا معه عددا لا يحصى من المزايا إلى جانب التحديات التي يواجهها، على الرغم من العيوب المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه التكنولوجيا تساعد العديد من الأفراد على إنجاز العديد من المهام بسهولة.

وقد شهد المشهد التكنولوجي لعام 2023 انتشار الآلاف من أدوات الذكاء الاصطناعي، مما أتاح الإنشاء السريع للصور ومقاطع الفيديو القصيرة وبطاقات التهنئة وعروض PowerPoint التقديمية والمزيد.

وفي الوقت نفسه، تبنت العديد من المنصات البارزة مثل Adobe تكامل الذكاء الاصطناعي في برنامج الصور والتصميم Photoshop، مما مكن المستخدمين من جلب أفكارهم الخيالية إلى الحياة دون عناء، حتى أن بعض الأفراد استفادوا من الذكاء الاصطناعي لصياغة أفلام فيديو موجزة ولكنها مؤثرة.

وكما لعبت الأدوات التي المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أيضا دورا محوريا في المساعدة في تصميم التطبيقات وتطويرها، حيث أثبتت منصات مثل ChatGPT فعاليتها في إنشاء التعليمات البرمجية للتطبيقات ومختلف المهام الأخرى، كما ساعد ChatGPT المستخدمين في صياغة نصوص الفيديو والبحث عن وصفات الطبخ وحل المسائل الرياضية والإجابة على الاستفسارات المتنوعة.

وفيما امتد تأثير الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من الإنتاجية الشخصية، كما يتضح من الاستخدام الواسع النطاق لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT في إنشاء المحتوى، حيث استفاد العديد من الأفراد من هذا الاتجاه من خلال إنتاج مقاطع فيديو إعلامية حول كيفية تسخير قدرات مثل هذه النماذج، مما أدى إلى تحقيق مكاسب مالية كبيرة.

مستقبل غامض مع وجود الذكاء الاصطناعي

ومع دخولنا عام 2024، لا بد أن يتكثف تأثير الذكاء الاصطناعي. ومن المرجح أن يستمر السباق لتطوير نماذج أكثر تطورا، كما أدى دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات إلى فتح إمكانيات لا مثيل لها، مما أحدث ثورة في الطريقة التي نعمل بها ونبتكر ونتواصل.

ومن بين أتمتة المهام العادية إلى تعزيز الابتكارات الخارقة، أصبح الذكاء الاصطناعي قوة لا غنى عنها، ومع ذلك، فإن هذا التأثير المنتشر يجلب معه أيضا عددا لا يحصى من المخاطر التي تتطلب دراسة متأنية وتخطيطا استراتيجيا للتقنية الجديدة.

وسيكون التخفيف من مخاطر ألغاء بعض الوظائف، وضمان تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول، ومكافحة المعلومات المضللة الناجمة عن التزييف العميق، من المهام الحاسمة لصناع السياسات، وشركات التكنولوجيا، والمجتمع ككل، لإبقاء مستقبل الذكاء الاطصناعي غير محفوفا بالمخاطر التي قد تؤثر على حياة الملايين سلبا، لقد أظهر لنا عام 2023 أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مفهوم مستقبلي بعد الآن، بل إنه يشكل حاضرنا وسيحدد مستقبلنا، لذلك ستطلب هذه النقلة القائمة على الذكاء الاصطناعي توازنا بين النهج الحذر والتخطيط الاستباقي والتركيز على استخدام هذه التكنولوجيا القوية لتحقيق الصالح العام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تقنية الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي 2023 عام الذكاء الاصطناعي حصاد 2023 مستقبل الذكاء الاصطناعي على الذکاء الاصطناعی من الوظائف العدید من عام 2023

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والعولمة ضمن نقاشات ثقافة الفيوم

أقام فرع ثقافة الفيوم، عددًا من اللقاءات التثقيفية والفنية، ضمن برامج الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

 

يأتي هذا في إطار برامج وزارة الثقافة، التي يتم تنفيذها تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية.

 

خلال ذلك عقدت مكتبة الطفل والشباب بسنورس محاضرة بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل العولمة "، تحدث فيها الدكتور هادي حسان عن تعريف الذكاء الاصطناعي والذي يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات الذهنية البشرية مثل؛ التعلم والتفكير وحل المشكلات وإتخاذ القرارات، وعن تأثير الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالعولمة، حيث انه يسهل التواصل والتعاون بين الدول والشركات، ويفتح أفاقًا جديدة للتجارة والاستثمار، كما يساهم في تسريع وتيرة التغيير والتطور في مختلف المجالات، وهو أيضا يعمل كمحفز لتبادل المعلومات والبيانات والمعرفة على نطاق عالمي، مما يؤدي إلى تغييرات جذرية في الطريقة التي نعيش ونعمل بها.

 

وشهدت المكتبة أولى الورش التدريبية لتحسين الخط العربي، تدريب الخطاط عزت البشيهي، وتستمر يومي الأحد والثلاثاء في تمام الساعة الرابعة عصرا يوميا بالمجان خلال إجازة نصف العام.

 

جاءت الفعاليات ضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، وينفذها الفرع بإدارة سماح دياب مدير عام الفرع.

 ضمن مسرح الطفل.. ثقافة الفيوم تعرض "قصر الأحلام"

 

يقدم فرع ثقافة الفيوم مساء اليوم الاثنين، العرض المسرحي "قصر الأحلام" بمكتبة الطفل والشباب بسنورس، ضمن عروض نوادي مسرح الطفل التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، في إطار برامج وزارة الثقافة.

 

العرض تأليف عاطف عبد الرحمن، سينوغرافيا وإخراج إميل الفنس، ويناقش أهمية تضافر القوى الوطنية والحفاظ على مقدرات الوطن، وحماية أمنه.

 

"قصر الأحلام" إنتاج الإدارة العامة لثقافة الطفل برئاسة الدكتورة چيهان حسن، ويقدم بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة الدكتورة حنان موسى، وبالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، برئاسة لميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم، برئاسة سماح كامل، ويستمر عرضه حتى 30 يناير الحالي، على أن يقدم اليوم الختامي على مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية.

 

ويأتي العرض ضمن الموسم الجديد من تجربة نوادي مسرح الطفل التي تقدمها هيئة قصور الثقافة، ووقع الاختيار هذا العام على 43 عرضا مسرحيا من بين 50 عرضا تم التقدم بهم هذا الموسم، مع مراعاة اختيار النصوص الجيدة التي تعتمد على بناء درامي يناسب عقلية الطفل، وتناقش قضاياه بطريقة مستحدثة. 

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلق على إطلاق الذكاء الاصطناعي الصيني «DeepSeek»
  • الذكاء الاصطناعي يميز بين أمراض الرئة بدقة عالية
  • "الذكاء الاصطناعي تحدٍ جديد" في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • معوقات تطوير الذكاء الاصطناعي في الصين
  • الذكاء الاصطناعي والعولمة ضمن نقاشات ثقافة الفيوم
  • صدمة عالمية.. "ديب سيك" الصيني يتربع على عرش تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي ينجح في استنساخ نفسه ويثير قلق العلماء
  • خبير تكنولوجيا: الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في المهام اليومية عبر الإنترنت
  • الذكاء الاصطناعي ينجح في تشخيص أمراض الرئة بأستراليا
  • من هم المجندات الإسرائيليات الأربع التي أفرجت عنها حماس في صفقة تبادل الأسرى؟