حصاد 2023.. الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا واعدة ومخاطر جسيمة
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
سيتم تذكر عام 2023 باعتباره العام الذي ظهر فيه الذكاء الاصطناعي على الساحة، حيث اقتحم سريعا مختلف جوانب حياتنا، فقد سجل هذا العام ظهور العديد من برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وBard وMidjourney وBing CoPilot، والتي جمعت ملايين المستخدمين في غضون أسابيع قليلة وأصبحت أسماء مألوفة نظرا لقدرتها الخارقة على التحدث وتقديم الحلول بطريقة تشبه الإنسان.
ومع ذلك، حتى عندما أصبحت حياتنا متشابكة مع التقنية المبتكرة الجديدة، فقد أصبح من الواضح أيضا أن الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يؤثر على حياتنا بشكل أفضل أو أسوأ في بعض الأحيان.
خبير: الذكاء الاصطناعي يتسبب في حروب وأضرار مختلفة بسبب الذكاء الاصطناعي.. "نيويورك تايمز" تقاضي شركة OpenAI ومايكروسوفت
وباستخدام برنامج الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي ChatGPT، يمكنك أن تطلب منه القيام يالكثير من الأعمال التي قد تستهلك في تنفيذها الكثير من الوقت، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في عدد من المجالات، إذ يستخدمه الفنانون والمحترفون المبدعون لإنشاء رسومات ورسوم توضيحية وحتى صور فوتوغرافية إبداعية.
كما يستخدمه متخصصو المحتوى لإنشاء أنواع مختلفة من النصوص بدءا من الملخصات وحتى التقارير المطولة، وبالإضافة إلى ذلك يستعين به المحترفون لإنشاء تقارير الأعمال والمبرمجون ومهندسو الكمبيوتر لإنشاء التعليمات البرمجية ذات الصلة.
ولكن نظرا لتدخله في العديد من المجالات، فذلك يكشف عن بعض المخاطر المستقبلية للذكاء الاصطناعي، أو بعبارة أخرى، سيكون العالم مكانا غريبا في السنوات القادمة، وبدأ كل هذا مع إطلاق تقنية الذكاء الاصطناعي في عام 2023.
الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدا كبيرا للوظائفعلى سبيل المثال، تشمل المخاطر التي قد يسببها الذكاء الاصطناعي، هو تهديده للعديد من الوظائف على وجه التحديد، ففي عام 2023، استمر القلق الرئيسي المتمثل في أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الوظائف البشرية في تشكيل المناقشات، حيث شكل ظهور الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تهديدا كبيرا لمختلف الصناعات، مما أثر بشكل خاص على التصنيع وخدمة العملاء والكتابة والمزيد.
وقد أظهرت حالات التشغيل الآلي، مثل المطاعم في الهند التي تستخدم نوادل روبوتية، ومذيعي الأخبار الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي، ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، الطبيعة المزدوجة للتقدم التكنولوجي، فهي تساعد على تطوير مستقبل العديد من المجالات ولكن في الوقت نفسه تعمل على تعطيل سبل العيش للعديد من البشر.
وبحسب ما ورد أظهرت التطورات الأخيرة في شركات مثل Paytm وجوجل التكامل النشط للأتمتة التي يقودها الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى استبدال بعض الوظائف، خاصة في المناطق المتضررة من عمليات تسريح العمال الأخيرة.
ويقال إن نشر أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة في جوجل أدى إلى أتمتة بعض الأدوار، مما ساهم في فقدان الوظائف، وعلاوة على ذلك، في العام الماضي، شهد بعض الأفراد انخفاضا في رواتبهم حيث زعمت الشركات أنه يمكن التعامل مع المهام بكفاءة من خلال نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT.
وكما أدى وصول أدوات مثل Bard وChatGPT إلى تمكين الأفراد من إنشاء محتوى وإنشاء مواد مكتوبة، في حين أن هذه الأدوات تقدم المساعدة في إنشاء المحتوى، فقد ظهرت مخاوف بشأن النزوح المحتمل للكتاب والصحفيين من البشر.
وباختصار، يتولى الذكاء الاصطناعي السيطرة على الأمور تدريجيا، ويزعم الخبراء أيضا أن التكنولوجيا المبتكرة من المحتمل أن تستولي على العديد من الوظائف البشرية في المستقبل، وهو أمر ظهر في العديد من الوظائف حول العالم خلال عام 2023، مما يؤكد على ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة IBM، أرفيند كريشنا، في مقابلة مع "بلومبرج": "إن الذكاء الاصطناعي والأتمتة سيحلان بسهولة محل ما يصل إلى 30% من الوظائف خلال السنوات الخمس المقبلة".
وبالإضافة إلى ذلك، يشير ظهور السيارات ذاتية القيادة إلى مستقبل حيث يمكن لهذه التكنولوجيا أن تتغلغل قريبا في مختلف الأسواق.
2023 عام الذكاء الاصطناعيفي عام 2023، ظهر الذكاء الاصطناعي كقوة تحويلية، حاملا معه عددا لا يحصى من المزايا إلى جانب التحديات التي يواجهها، على الرغم من العيوب المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إلا أن هذه التكنولوجيا تساعد العديد من الأفراد على إنجاز العديد من المهام بسهولة.
وقد شهد المشهد التكنولوجي لعام 2023 انتشار الآلاف من أدوات الذكاء الاصطناعي، مما أتاح الإنشاء السريع للصور ومقاطع الفيديو القصيرة وبطاقات التهنئة وعروض PowerPoint التقديمية والمزيد.
وفي الوقت نفسه، تبنت العديد من المنصات البارزة مثل Adobe تكامل الذكاء الاصطناعي في برنامج الصور والتصميم Photoshop، مما مكن المستخدمين من جلب أفكارهم الخيالية إلى الحياة دون عناء، حتى أن بعض الأفراد استفادوا من الذكاء الاصطناعي لصياغة أفلام فيديو موجزة ولكنها مؤثرة.
وكما لعبت الأدوات التي المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أيضا دورا محوريا في المساعدة في تصميم التطبيقات وتطويرها، حيث أثبتت منصات مثل ChatGPT فعاليتها في إنشاء التعليمات البرمجية للتطبيقات ومختلف المهام الأخرى، كما ساعد ChatGPT المستخدمين في صياغة نصوص الفيديو والبحث عن وصفات الطبخ وحل المسائل الرياضية والإجابة على الاستفسارات المتنوعة.
وفيما امتد تأثير الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من الإنتاجية الشخصية، كما يتضح من الاستخدام الواسع النطاق لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT في إنشاء المحتوى، حيث استفاد العديد من الأفراد من هذا الاتجاه من خلال إنتاج مقاطع فيديو إعلامية حول كيفية تسخير قدرات مثل هذه النماذج، مما أدى إلى تحقيق مكاسب مالية كبيرة.
مستقبل غامض مع وجود الذكاء الاصطناعيومع دخولنا عام 2024، لا بد أن يتكثف تأثير الذكاء الاصطناعي. ومن المرجح أن يستمر السباق لتطوير نماذج أكثر تطورا، كما أدى دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات إلى فتح إمكانيات لا مثيل لها، مما أحدث ثورة في الطريقة التي نعمل بها ونبتكر ونتواصل.
ومن بين أتمتة المهام العادية إلى تعزيز الابتكارات الخارقة، أصبح الذكاء الاصطناعي قوة لا غنى عنها، ومع ذلك، فإن هذا التأثير المنتشر يجلب معه أيضا عددا لا يحصى من المخاطر التي تتطلب دراسة متأنية وتخطيطا استراتيجيا للتقنية الجديدة.
وسيكون التخفيف من مخاطر ألغاء بعض الوظائف، وضمان تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول، ومكافحة المعلومات المضللة الناجمة عن التزييف العميق، من المهام الحاسمة لصناع السياسات، وشركات التكنولوجيا، والمجتمع ككل، لإبقاء مستقبل الذكاء الاطصناعي غير محفوفا بالمخاطر التي قد تؤثر على حياة الملايين سلبا، لقد أظهر لنا عام 2023 أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مفهوم مستقبلي بعد الآن، بل إنه يشكل حاضرنا وسيحدد مستقبلنا، لذلك ستطلب هذه النقلة القائمة على الذكاء الاصطناعي توازنا بين النهج الحذر والتخطيط الاستباقي والتركيز على استخدام هذه التكنولوجيا القوية لتحقيق الصالح العام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تقنية الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي 2023 عام الذكاء الاصطناعي حصاد 2023 مستقبل الذكاء الاصطناعي على الذکاء الاصطناعی من الوظائف العدید من عام 2023
إقرأ أيضاً:
تحديات تواجه اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.. قراءة
نظمت لجنة المكتبات بالنقابة العامة للمهندسين، برئاسة الدكتور المهندس أحمد فؤاد، احتفالا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، استضافت فيه الدكتور نسيم عبد العظيم، أستاذ اللغة والنقد بكلية الآداب جامعة المنوفية، والدكتور المهندس أشرف كحلة، أستاذ تكنولوجيا الغزل والنسيج والخطوط العربية بالجامعة الأمريكية سابقًا، والدكتور المهندس عبد العاطي موسى، ولفيف من الأدباء والشعراء المهندسين.
حضر الاحتفالية وأدارها الدكتور المهندس مجدي محمد عبد الله، مقرر لجنة المكتبات، والمهندس ناصر الجزار، عضو اللجنة ومنسق الاحتفالية، وأعضاء اللجنة، وأعضاء اللجنة الثقافية والفنية بالنقابة.
وأعرب المهندس محمود عرفات عن سعادته لوجود زخم في الحضور المتنوع بين الشباب وكبار السن من المهندسين، ما يعكس مدى اهتمامهم باللغة العربية، مؤكدًا أن المهندسين متفوقون في جميع العلوم، معقبا: "لا شك أن اللغة العربية أثَّرت فينا جميعًا".
كما أشار "عرفات" إلى التحديات التي تواجهها اللغة العربية بسبب تزايد اعتماد الأجيال الجديدة على اللغات الأجنبية في أحاديثهم اليومية، ما قد يلقي بأثر سلبي ويؤدي إلى طمس الهوية الثقافية، لا سيما أن اللغة العربية حملت بين طياتها إرثًا ثقافيًا ودينيًا وحضاريًا يُثري الإنسانية عبر العصور، داعياً لاستغلال التقنيات والتكنولوجيا الحديثة لتطويرها وتعزيز سبل تعلمها عبر تحديث المناهج وتطوير أساليب التدريس الذي يمكن أن يجعل تعلم اللغة أكثر جذبًا خصوصا أن "العربية" تعرف بجمالها البلاغي وتنوع أساليبها الأدبية.
من جانبه، قال الدكتور المهندس أحمد فؤاد، إن اللغة العربية حفظها القرآن كتراث، معبرًا عن سعادته بحضور الاحتفالية كوكبة من الشعراء والأدباء والفنانين من المهندسين، موضحًا أن اختيار يوم الثامن عشر من ديسمبر بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية، يأتي كونه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973، قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.
فيما وجه الدكتور المهندس مجدي محمد عبد الله، الشكر للمهندس محمود عرفات، لدعمه المستمر للجنة المكتبات، والذي كان له الدور الأعظم في تنظيم العديد من فعاليات وأنشطة اللجنة، خاصة في جولاتها الخارجية.
واستعرض "عبد الله"، خلال محاضرته التي حملت عنوان "آفاق اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي"، الفرص والتحديات التي تواجه اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي، مطالبًا بإطلاق مبادرات وطنية لدعم اللغة العربية رقميًّا، وإدخال مناهج الذكاء الاصطناعي في التعليم.
بدوره، أكد الدكتور المهندس أشرف كحلة، أن اللغة العربية اللغة الشاملة والجامعة، وكانت صعبة، إلا أن نزول القرآن جعلها سهلة، مشيرًا إلى أن اللغة العربية ليست 28 حرفًا فقط، بل 364، لأن القرآن جعل لكل حرف 13 حركة من فتح وضم وكسر وشد وسكون... إلخ، فكل حركة تعطي معنى مختلفًا، موضحًا أن ما ساهم في سهولة اللغة العربية بشكل أكبر التشابه في الشكل بين الحروف، مثل (ب – ت – ث) و ( ج – ح – خ).
وقال "كحلة" إن هناك بعض القضايا التي أضرت باللغة العربية، منها الاستعمار الأجنبي للدول العربية، وما خلفه من التعليم الخاطئ لنطق بعض الحروف، مثل تبديل نطق حرف (ق) إلى (ج) وحرف (ض) إلى (ظ)، مختتمًا كلمته بالتأكيد على سهولة اللغة العربية، رغم تراثها وعظمتها.
فيما أوضح الدكتور نسيم عبد العظيم، أن “اللغة العربية لغة دينية لحوالي 2 مليار نسمة، ولا يليق بنا أن نحتفل باللغة العربية يومًا واحدًا في العام، ثم نهملها باقي العام”، قائلًا: "كل أمة تعتز بلغتها وتكتب بها العلوم من هندسة وطب وفلك وغيرها إلا نحن، على الرغم من أن لغتنا كانت لغة العلم لفترة من الفترات عندما استوعبت العلوم المختلفة في عصر الترجمة في العصر العباسي، واستوعبت جميع العلوم الموجودة في الحضارات المختلفة وترجمتها ونقلتها".
وأضاف “عبد العظيم”: “إننا لا ينقصنا معاجم، لكن ينقصنا ممارسة اللغة العربية، ويتأتى ذلك من خلال حفظ القرآن الكريم”، مستنكرًا الحديث باللهجة العامية في جميع أنشطتنا، وهو ما لا يليق، فلن نبدع إلا إذا كانت لغتنا هي اللغة العربية الفصحى.
وتضمنت فعاليات الاحتفالية إقامة معرض الخط العربي لفناني النقابة تحت إشراف المهندس عبد الرحمن لاشين.
وجرى خلال الاحتفالية حوار ونقاش فكري حول سبل تعزيز المحافظة على اللغة العربية، وتبارى الحضور في إلقاء القصائد الشعرية، كانت البداية مع الدكتور المهندس عبد العاطي موسى، والذي ألقى قصيدة شعرية في حب اللغة العربية.
على هامش الاحتفال، افتتح أمين عام النقابة، معرض اللوحات الفنية والمخطوطات العربية التي تناولت عددًا من ألوان فنون الخط المختلفة.