مسؤولية الأمن السيبراني
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
محمد بن أحمد اللواتي **
ما زال الأمن السيبراني قضية حيوية تشغل الشركات باختلاف أحجامها. فقد زادت الهجمات الإلكترونية بالعالم في النصف الأول من عام 2023 بنسبة 16% عن النصف الثاني من عام 2022 وفقًا لما نشرته (Netscout)، وإجمالي خسائر الهجمات الإلكترونية في الولايات المتحدة فقط في 2022 بلغت 10.3 مليار دولار (بحسب osc.
وجرى اختراق 36 مليون حساب من حسابات Xfinity في أكتوبر الماضي، وشمل أسماء المستخدمين ومعلومات الاتصال والأجوبة السرية لأسئلة المستخدمين وغيرها كما ذكر "WSJ". ولعل اختراق أنظمة "MGM" في سبتمبر الماضي، أكثر الاختراقات التي أحدثت ضجة كبيرة في تلك الآونة؛ حيث حدث الاختراق بعد أيام قليلة من انتهاء مؤتمر الأمن السيبراني بلاك هات وديفكون في لاس فيجاس بالولايات المتحدة الأمريكية، وبلغت خسائر MGM في الربع الثالث أكثر من 100 مليون دولار. ووصل هذا الاختراق إلى عمق قاعدة البيانات، وتم تعديل رسوم الخدمات. وبعد نحو أربعة أيام فقط، أعلنت قيصر إنترتينمنت، عن تعرضها للاختراق، وذكرت أنها دفعت نصف الفدية البالغة 30 مليون دولار.
ونتيجة لكثرة الاختراقات، فقد وُضِعت إجراءات إدارية للشركات المدرجة بالبورصات الأمريكية في النصف الثاني من عام 2021، ودخلت حيز التنفيذ في الخامس من سبتمبر 2023، ومن هذه الإجراءات تدعو لضرورة وجود عضو في مجلس الإدارة يفهم في الأمن السيبراني.
أما على مستوى الشركات، فقد ربطت تسع شركات من أصل فورتشن 100 في عام 2022، مكافآت قصيرة الأجل للإدارات التنفيذية بمقاييس الأمن السيبراني. لقد أيد أحد أساتذة جامعة كارنيجي ميلون، هذا الإجراء، وذكر أن هناك استراتيجيات معروفة لدى بعض الشركات لتجنب الهجمات الإلكترونية، ولكن لم يكن أحد يطبقها.
أما مسألة تشفير البيانات في قاعدة للبيانات، فهي مسألة معقدة وتتعلق بالثقافة والأمور الفنية. من الناحية الثقافية، أول اختراق غير مقصود حدث في 1989، والتشفير قبل انتشار الإنترنت، كان يتمحور بالأغلب حول كلمات المرور. ولعل بطيء أجهزة الكمبيوترات في تلك الفترة، لم يساعد في توسيع آليات التشفير. فوفقا لتقرير فورتشن في شهر اكتوبر 2023، هناك 43% من المؤسسات المالية تستخدم أنظمة معلوماتية مبنية على لغة برمجية COBOL، وهذه اللغة صممت في عام 1959. الحركة التجارية اليومية على هذه الأنظمة تبلغ نحو ثلاثة تريليون دولار.
من الناحية الفنية، يُراد من الأنظمة المعلوماتية سرعة تنفيذ العمليات، والتشفير يزيد من عدد العمليات. وأيضا، يصعب البحث في البيانات المشفرة، واستخراج التقارير. ولكن، هذه الصعوبة يمكن حلها.
التشفير علمٌ وفن، علمه محدود، وفنه لا حدود له. هناك أربعة مستويات في أي مجال، التعلم والتطبيق والإبداع والابتكار. التحدي يكمن في الابتكار، فليس كل شخص ماهر يستطيع ابتكار شيء جديد. فمثلا، يراد من التشفير تغيير الصورة لأخرى غامضة، حيث يرمز كل حرف أو ما يعبر عنه برقم معين. يضيف البعض أرقاما مختلفة على هذا الرقم، فهل يستطيع أي مبرمج وإن كان متمكنًا من ابتكار معادلة جديدة في توليد الأرقام عشوائيا!
ومع الزلزال الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي التوليدي، هناك تقرير أشار إلى أنه من المحتمل أن ChatGPT ساهم في ارتفاع الهجمات الإلكترونية (بحسب istari)، تحتاج المؤسسات بوضع استراتيجيات في استخدام الأنظمة المعلوماتية وفي حماية المستندات، وعلى أن تكون المبادرة من الإدارات العليا نفسها، فإذا ما حدث اختراق وتم سرقة البيانات، وطالب هاكرز بفدية، فستكون في الواجهة هي الإدارة التنفيذية.
** دكتوراه في التخطيط الاستراتيجي المالي
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"جيميرجي مصر" تكشف تفاصيل نسختها الأولى برعاية وزارة الشباب واتحاد الرياضات الإلكترونية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت "جيميرجي مصر" عن تفاصيل نسختها الأولى خلال مؤتمر صحفي بحضور إعلامي إقليمي ودولي. يقام المهرجان في الفترة من 30 يناير إلى 1 فبراير 2025 برعاية وزارة الشباب والرياضة واتحاد الرياضات الإلكترونية، وباستضافة شركة إمكان مصر في مشروع البروچ - هليوبوليس الجديدة.
يجمع المهرجان بين الرياضات الإلكترونية، الألعاب، والترفيه. ويستعد لاستقبال أكثر من 40,000 زائر ومنافس، مع تقديم 6 تجارب مميزة تتضمن ألعاب الكمبيوتر، الهاتف المحمول، البلاي ستيشن، الواقع الافتراضي، ومحاكيات السباق، بجوائز تتجاوز 2 مليون جنيه.
المهرجان سيشهد مشاركة فرق دولية وبث مباشر على منصة Twitch ومنصات أخرى، مع حضور أبرز صناع المحتوى والمؤثرين المحليين والعالميين، إلى جانب مسابقات Cosplay، حفلات موسيقية، جلسات نقاشية، وعروض تسوق وترفيه.
وفقًا للإحصائيات، تضم مصر حوالي 40 مليون لاعب، بينهم 7 ملايين متنافس في الرياضات الإلكترونية، ما يعزز مكانة البلاد كمركز إقليمي لهذه الصناعة. وتشير التقديرات إلى أن قيمة سوق الألعاب الإلكترونية عالميًا ستصل إلى 221 مليار دولار بحلول 2024، بينما تقدر قيمتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ 7.2 مليار دولار، تشكل مصر 58% منها.
قال أحمد عبد الخالق، مدير عام السياحة والفعاليات الرياضية بوزارة الشباب والرياضة ان الدولة المصرية تدعم بقوة استضافة فعاليات الرياضات الإلكترونية لتعزيز مكانتها العالمية، حيث تسهم في التفاعل المجتمعي، دعم الشباب، وتنويع مصادر النمو الاقتصادي."
وأكد أحمد عارف، الرئيس التنفيذي لشركة إمكان مصر، أن استضافة المهرجان في مشروع البروچ تأتي في إطار رؤية الشركة لتعزيز الابتكار والاستدامة، ما يجعل المشروع مركزًا حيويًا للترفيه والتكنولوجيا.
من جانبه، أشار ماريو بيريز جيريرا، الرئيس التنفيذي لـ MENATech Entertainment، إلى أن المهرجان يمثل منصة ملهمة لمستقبل الرياضات الرقمية، فيما شدد شريف البسيوني، الرئيس التنفيذي لـ eProjects LLC، على أهمية دعم المواهب المصرية لتنافس دوليًا في صناعة الرياضات الإلكترونية.
"جيميرجي" هو مهرجان عالمي يجمع عشاق الرياضات الإلكترونية وألعاب الفيديو من جميع الأعمار، مع تاريخ طويل من النجاح في دول مثل إسبانيا، الأرجنتين، والولايات المتحدة. تستهدف النسخة المصرية خلق بيئة فريدة تمزج بين الواقع والعالم الافتراضي، وتتيح للمشاركين تجارب لا تُنسى.