عززت إيران إنتاجها من اليورانيوم العالي التخصيب بشكل أكبر بثلاث مرات وسط تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، بعد عدة أشهر من تخفيضها الإنتاج.

وذكر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى نقلا عن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" أن المستوى الشهري لإنتاج المنشآت النووية الإيرانية وصل إلى حوالي 9 كيلوغرامات من اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 60٪، بدلا من 3 كيلوغرامات كانت تنتجها سابقا ما يعزز المخاوف المتزايدة حول احتمال نشوب صراع متعدد الجبهات بين إسرائيل وإيران.


 
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمتلك حاليا كميات كافية من اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 60٪ مما يتيح لها إمكانية تخصيب المادة بشكل أكبر باستخدام عملية قصيرة الأمد.
 


يأتي هذا الإنتاج الإضافي الذي يستخرج من مصانع نطنز وفوردو ليعزز مخزون المواد التي يمكن استخدامها في تصنيع الأسلحة النووية.
 
وتنفي إيران بشكل قاطع تسعيرها لامتلاك أسلحة نووية ولكن يظل السؤال حول الغرض الفعلي لهذه الكميات الكبيرة من اليورانيوم العالي التخصيب مفتوحًا.
 
تحول إيراني في تخصيب اليورانيوم
 
تتألف المادة النووية الطبيعية في الغالب من اليورانيوم 238 الذي هو نظير غير انشطاري ولا يصلح لصناعة القنابل الذرية.
 
أما اليورانيوم 235 الذي يمكن استخدامه في صناعة الأسلحة النووية يتواجد بنسبة 0.7٪ فقط من إجمالي اليورانيوم الطبيعي أي 7 ذرات لكل ألف ذرة.
 
يستغرق الأمر شهورًا للمراحل الأولية لإثراء هذه المادة بشكل كافٍ وفي الغالب تكون النسبة المستهدفة 7: 193 حيث يتم إنتاج 3.5٪ من اليورانيوم وهو نوع مناسب لتزويد محطات الطاقة النووية بالوقود.
 



عندما يصل التخصيب إلى نسبة 7: 5 أي 60٪ من اليورانيوم عالي التخصيب يستغرق الأمر حوالي أسبوعين إضافيين لإنتاج اليورانيوم بنسبة 90٪ وهو مستخدم في تصنيع الأسلحة النووية.
 
يبلغ وزن "الكتلة الحرجة" اللازمة لصنع سلاح نووي فعال حوالي 15 كيلوغرامًا من اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 90٪ وهو حجم يعادل حجم الليمون الهندي أو الجريب فروت تقريبًا مع اعتماد ذلك على فعالية تصميم السلاح.
 
هذا وكشفت إيران في شباط/فبراير الماضي عن تخصيب يفوق 80٪ بعد رصد مفتش من "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" تعديلا في أنابيب أجهزة الطرد المركزي لديها.
 
ثم تباطأت مستويات التخصيب ومعدلات الإنتاج في الصيف مما دفع الدبلوماسيين إلى المشاركة في محادثات سرية بين الولايات المتحدة وإيران والتي أسفرت عن إطلاق سراح عدة مواطنين أمريكيين محتجزين مقابل إيرادات إضافية من النفط المجمد.
 
توقف التفتيش
 
قررت إيران في أيلول/سبتمبر الماضي إيقاف منح تأشيرات الدخول لفريق المفتشين الأكثر خبرة من "الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
 
وبعد أسابيع من هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل وما تبعه مكن عدوان إسرائيلي على قطاع غزة لاحظت الوكالة تغيرا في مستويات إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب ما دفع الوكالة إلى القلق والتحقق من الكميات المتزايدة في مصانع نطنز وفوردو.
 
وأثار الجدول الزمني القصير القلق حيال إمكانية إنتاج إيران لمواد قابلة للاستخدام في صنع الأسلحة النووية ومع ذلك لا يعني بالضرورة أنها على وشك تصنيع سلاح نووي فعال بحسب معهد واشنطن.  
 



يتعين على النظام لإنتاج قنبلة ذرية تقليدية صب اليورانيوم العالي التخصيب الغازي بنسبة 90٪ الذي يتم إنتاجه من محطات الطرد المركزي في نصفي كرة معدنيين وإدخالهما في تركيبة معقدة من المواد الانفجارية.
 
تحديات التصميم مثل تحويل هذا الجهاز إلى رأس حربي يمكنه تحمل الضغوط المتعلقة بإطلاق الصواريخ الباليستية والعودة إلى الغلاف الجوي هي كبيرة ومع ذلك يمكن لإيران تجاوز بعض هذه التحديات من خلال تطويرها المستمر لصواريخ الكروز أو الطائرات المسيرة المتقدمة.
 
مخاوف من حرب إقليمية

رغم الجدول الزمني الذي تتبعه طهران نحو "تجاوز العتبة النووية" يتزايد خطر حدوث حرب مع إسرائيل حيث أكد وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت مرة أخرى في 26 كانون الأول/ديسمبر، أن إيران تشكل تهديدا كبيرا.
 
وأضاف في حديثه أمام لجنة برلمانية بأن "إسرائيل" تواجه حربا متعددة الجبهات قائلا: "نحن نتعرض للهجوم من سبع ساحات مختلفة: غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية والعراق واليمن وإيران لقد قمنا بالرد بالفعل على ستة من هذه الجبهات وأقول هنا بأوضح صورة ممكنة: كل من يعمل ضدنا هو هدف محتمل لا حصانة لأحد بحسب تعبيره". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إيران اليورانيوم إسرائيل الأسلحة النووية إيران إسرائيل اليورانيوم أسلحة نووية قنبلة نووية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوکالة الدولیة للطاقة الذریة الأسلحة النوویة

إقرأ أيضاً:

إيران: أي استهداف للمنشآت النووية يعني اشتعال المنطقة بأكملها

19 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: أكد قائد القوة الجوية الفضائية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زاده، أن البرنامج النووي الإيراني علمي بالكامل ولا يمكن القضاء عليه، محذرا من أن أي استهداف للمواقع النووية الإيرانية سيشعل حربا واسعة في المنطقة.

وقال حاجي زاده في مقابلة تلفزيونية: “إن الأعداء لا يسعون للحرب مع إيران، لأن ذلك سيشعل المنطقة بالكامل”، مشيرًا إلى أن عملية “الوعد الصادق” جاءت ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية، لا سيما الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وكشف أن “الوعد الصادق” كانت أكبر “عملية صاروخية في العالم وفق اعتراف الغرب، ورغم وجود أضخم منظومة دفاع جوي في الأراضي المحتلة، وسفن حربية أمريكية ومقاتلات متطورة، فقد أصابت أكثر من 75 بالمئة من الصواريخ الإيرانية أهدافها بدقة”.

كما أشار إلى أن إيران مستمرة في تطوير قدراتها الدفاعية، مؤكدًا أن مدى الصواريخ الإيرانية وصل إلى 2000 كيلومتر، ولا توجد عوائق فنية لزيادته، مشيرًا إلى أن “الوعد الصادق 3” ستنفذ في الوقت المناسب.

واختتم تصريحاته بالقول: “نؤكد للشعب الإيراني أن الحرب لن تحدث، لأن الأعداء يدركون ثمن هذه الحماقة ولن يرتكبوها”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • "روساتوم" الروسية تعلن عن مفاوضات مع إيران حول بناء محطة نووية أخرى
  • روسيا تتفاوض مع إيران لبناء محطة نووية جديدة
  • روبيو: إيران لن تمتلك أسلحة نووية في عهد ترامب
  • إيران ترفض تصريحات رئيس وكالة الطاقة الذرية بشأن ملفها النووي
  • إيران تهاجم مدير الطاقة الذرية: برنامجنا النووي لم يشهد انحرافا
  • غروسي يطالب إيران بإثبات عدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية
  • وكالة الطاقة الذرية: يجب على إيران إثبات أنها لا تسعى للحصول على أسلحة نووية
  • حدث ليلا: حادث طعن بإسرائيل.. وأكبر موجة نزوح للفلسطينيين بالضفة.. وغضب إيراني.. ومخاوف ترامب من حرب نووية.. عاجل
  • هل تستعد إيران للحرب.. منذ 30 عاماً «يرددون أننا على بعد 6 أشهر» من امتلاك «قنبلة نووية»
  • إيران: أي استهداف للمنشآت النووية يعني اشتعال المنطقة بأكملها