حسمت مصر موقفها وأعلنت الخطوط الواضحة لمبادرة وقف العدوان في غزة من خلال طرح ثلاث مراحل تنتهى بوقف دائم لإطلاق النار، مع السعى لتوحيد الصف الفلسطينى تمهيدا للذهاب معا الى أى ترتيبات تتعلق بالقضية الفلسطينية.

ومنذ بداية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في السابع من أكتوبر الماضي وتسعى مصر جاهدة وبكل قوة من أجل وقف الحرب على قطاع غزة عبر اتفاق واسع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لتبادل الأسرى والمحتجزين وضرورة وقف إطلاق النار دائم.

المبادرة المصرية لوقف العدوان بغزة

وتنطلق المبادرة المصرية باعتبار القاهرة هى الطرف الأجدر والأكثر إدراكا لتفاصيل ومفاتيح القضية، والأقدر على قراءة الملف، وواقع كل طرف من الأطراف بجانب امتلاك الاتصالات مع الأطراف الفاعلة والأطراف الإقليمية والدولية. 

وجاءت مبادرة مصر لوقف إطلاق النار جاءت بعد تواصل مع جميع الأطراف المعنية، وتتضمن 3 مراحل مرتبطة تبدأ بوقف القتال لمدة قابلة للتمديد، تبادل الإفراج عن المحتجزين من الطرفين، تتبعها مرحلة يتم فيها وقف إطلاق النار بكامل مناطق القطاع، ويُسمح للمواطنين بالتحرك مع تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية، والتفاوض حول المحتجزين من الطرفين تمهيدا لوقف كامل لإطلاق النار، وبالتالى تفضى المراحل الثلاث إلى وقف إطلاق النار وهو الهدف الرئيسى الذى يؤدى إلى حقن دماء الفلسطينيين "ووقف المعاناة الرهيبة فى غزة للمدنيين، خاصة الأطفال والنساء، والحالة الكارثية إنسانيا وصحيا".

وفي هذا الصدد، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية، الاثنين، عن "مبادرة مصرية" اقترحتها القاهرة، وتضمنت 3 مراحل لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وناقشت اللجنة التنفيذية للمنظمة، التي اجتمعت برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله، "ما تم نشره في وسائل إعلامية عن ورقة مبادرة تتحدث عن ثلاث مراحل، بما فيها الحديث عن تشكيل حكومة فلسطينية لإدارة الضفة وغزة بعيداً عن إطار مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد".

وعقب انتهاء مباحثات استمرت 4 أيام في العاصمة المصرية، عاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى العاصمة القطرية الدوحة، للتشاور مع قيادة الحركة بشأن ورقة المبادرة المصرية.

رؤي دولية بشأن وقف الحرب

وتوجه بعدها وفد من حركة الجهاد برئاسة الأمين العام زياد النخالة، إلى القاهرة، لتقديم رؤيته بشأن وقف الحرب.

وقال نائب الأمين العام لحركة الجهاد، محمد الهندي، الاثنين، إن الفصائل ستدرس "المبادرة" لإعلان موقفها، وأعرب عن ترحيبه بـ"أي جهد لوقف العدوان قبل الحديث عن تبادل الأسرى".

وأبدت حركة حماس موافقة على المقترح المصري بشأن تشكيل حكومة "تكنوقراط" بعد انتهاء الحرب على غزة، لتولي إدارة الضفة الغربية والقطاع، إلى جانب مهام إعادة الإعمار والإيواء.

وفي إسرائيل، كانت المبادرة المصرية على طاولة مجلس الحرب في اجتماعه الاثنين، ووصف مسؤول إسرائيلي المبادرة بأنها "أولية"، ولكنه اعتبر أن تقديم مصر للاقتراح "أمر مهم وإيجابي".

وحسب الشرق بلومبرج، قررت منظمة التحرير الفلسطينية تشكيل وفد يتجه إلى القاهرة، مشيرة إلى أن الوفد سيحمل مقترحات بأن ترعى مصر "حواراً وطنياً فلسطينياً" لدمج حركة "حماس" في المنظمة، وتشكيل حكومة "وفاق وطني" فلسطينية في قطاع غزة، وليس حكومة "تكنوقراط"، حسبما اقترحت المبادرة المصرية.

ردود الأفعال الفلسطينية على المبادرة 

وفي هذا الإطار، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة الأشمل لحل الأزمة وتحظى بقبول دولي.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ردود الأفعال الفلسطينية مرحبة بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، وتابع: "مصر هي الداعم الأول في الإقليم والنطاقات الدولية للسلطة الفلسطينية، وأن السلطة هي الممثل للشرعية الفلسطينية، موضحا أن الرؤية المصرية قائمة على الانتقال مرحليا من هدن إنسانية إلى وقف إطلاق نار وتشكيل حكومة ديمقراطية ليست طائفية".

وأشار فهمي، إلى أن الرؤية المصرية هي الأشمل لوقف الحرب على غزة، وتأتى فى ضوء استقراء القاهرة المشهد بصورة كبيرة، ثم وضع رؤيتها للتعامل تدريجيا بين كل الأطراف لوقف الحرب وإنقاذ الشعب الفلسطيني.

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس ، إن الدولة المصرية تبذل جهودا كبيرة لإنهاء الحرب في غزة، مشيرا إلى أن مصر دائما ما تقف بجوار الفلسطينيين والدفاع عن القضية الفلسطينية عبر تاريخها.

يرتكبون جرائم تطهير عرقي في غزة.. تقرير حقوقي يفضح ممارسات قوات الاحتلال سقوط مدوي لنتنياهو وحكومته.. صمود المقاومة وخسائر الجيش في غزة يشعلان إسرائيل

وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن وقف كامل لإطلاق النار في غزة من الجانبين، وإعادة انتشار قوات الاحتلال بعيد عن محيط التجمعان السكانية والسماح بحرية الحركة، مع التزام حماس بوقف إطلاق النار، وتتمثل المرحلة الثانية في الإفراج عن المجندات الإسرائيليات وتسليمهن مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين، وتسليم الجثامين لدى الجانبين منذ بدء العمليات 7 أكتوبر الماضي.

دور مصر في القضية الفلسطينية

وأشار الرقب، إلى أن هناك أهمية دور مصر في القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية، لافتا إلى أنه العمل الآن يتم من أجل وقف الحرب على قطاع غزة ثم إعادة إعمارها من جديد بعد معاناة كبيرة جراء القصف الوحشي من الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

وفي نفس السياق، أفادت تقارير إعلامية، الجمعة، بأن وفد من حركة حماس الفلسطينية سيتوجه إلى القاهرة لبحث المبادرة المصرية المتعلقة بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، فى وقت أكدت فيه إسرائيل أنها تعمل على إعادة جميع المحتجزين لدى الحركة فى غزة، مشيرة إلى أن مصر وقطر طرحتا مقترحين منفصلين للمضى قدما فى هذه المسألة.

القاهرة وعمان ترفضان تجاوز تل أبيب الخطوط الحمراء.. موقف جديد وهذه بنوده رسالة عاجلة بشأن تحركات إسرائيل.. لهذه الأسباب يزور ملك الأردن القاهرة

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسئول فى حركة «حماس» (لم تسمه) أن وفدًا رفيع المستوى من المكتب السياسى لحماس سيتوجه إلى القاهرة لعقد لقاءات مع المسئولين بمصر، ولإبلاغ رد الفصائل الفلسطينية الذى يتضمن جملة من الملاحظات بشأن المبادرة المصرية المتعلقة بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.

أفادت تقارير إعلامية، الجمعة، بأن وفد من حركة حماس الفلسطينية سيتوجه إلى القاهرة لبحث المبادرة المصرية المتعلقة بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، فى وقت أكدت فيه إسرائيل أنها تعمل على إعادة جميع المحتجزين لدى الحركة فى غزة، مشيرة إلى أن مصر وقطر طرحتا مقترحين منفصلين للمضى قدما فى هذه المسألة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسئول فى حركة «حماس» أن وفدًا رفيع المستوى من المكتب السياسى لحماس سيتوجه إلى القاهرة لعقد لقاءات مع المسئولين بمصر، ولإبلاغ رد الفصائل الفلسطينية الذى يتضمن جملة من الملاحظات بشأن المبادرة المصرية المتعلقة بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة.

وعن جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة، سبق واستضافت مصر مؤتمرا دوليا  قمة القاهرة للسلام ، في يوم السبت الموافق 21 أكتوبر؛ لبحث الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة، مستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى- حينها أهمية أن تسفر القمة عن مخرجات تسهم فى وقف التصعيد الجاري، وللتعامل مع الوضع الإنسانى الآخذ فى التدهور، وإعطاء دفعة قوية لمسار السلام.

وكانت هناك مشاركة واسعة لقمة القاهرة للسلام فى العاصمة الإدارية، استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، المزمع انعقادها أكتوبر الماضي، فى العاصمة الإدارية، بهدف مناقشة خفض التصعيد فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية.

والجدير بالذكر، أن مصر تراعي فى مبادراتها الاستماع إلى كل الآراء والاتصال بكل الأطراف، ومنذ بداية العدوان لم تتوقف خطوات الدولة المصرية فى مواجهة الأزمة بكل السبل، وطرح خطاب واضح يضع كل الأطراف الإقليمية والدولية أمام مسؤولياتها، وتمسك الرئيس عبدالفتاح السيسى بموقف مصرى يؤكد رفض تصفية القضية الفلسطينية، والسعى إلى تقديم السلام وضرورة الحل بإقامة الدولة الفلسطينية.

مصر من جهتها تسعى لاستكمال جهود إنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، بما يسهل أى خطوات سياسية، تمهيدا لإعادة الإعمار بعد وقف العدوان. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة القضية الفلسطينية قطاع غزة مبادرة مصر لوقف إطلاق النار الحرب الإسرائيلية حماس وقف إطلاق النار الفصائل الفلسطینیة إطلاق النار فی غزة القضیة الفلسطینیة لوقف إطلاق النار وقف العدوان الحرب على وقف الحرب حرکة حماس إلى أن أن وفد أن مصر

إقرأ أيضاً:

السيسي: السلام بين مصر وإسرائيل نموذج لإنهاء النزاعات

وكالات:

صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، بأن سيناء ظلت على مدار التاريخ عنوانا للصمود والفداء.

وجاءت تصريحات الرئيس السيسي في كلمة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، التي نشرت على الصفحات الرسمية للرئاسة المصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة.

وأكد السيسي أن سيناء كانت هدفا للطامعين، وهي المنطقة التي نقشت في وجدان المصريين حقيقة راسخة لا تقبل المساومة بأنها جزء لا يتجزأ من أرض “الكنانة”.


وجدد الرئيس المصري التأكيد أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية، باعتباره وحده هو الضمان الحقيقي لإنهاء دوائر العنف والانتقام، والتوصل إلى السلام الدائم.

وأوضح في كلمته أن “التاريخ يشهد أن السلام بين مصر وإسرائيل الذي تحقق بوساطة أمريكية هو نموذج يحتذى به لإنهاء الصراعات والنزاعات الانتقامية، وترسيخ السلام والاستقرار”.


في وقت وجّه الرئيس المصري رسالة إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب، قائلا: “اليوم، نقول بصوت واحد إن السلام العادل هو الخيار الذي ينبغي أن يسعى إليه الجميع، ونتطلع في هذا الصدد إلى قيام المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة والرئيس ترامب تحديدًا، بالدور المتوقع منهما في هذا الصدد”.


وشدد على أن مصر تقف كما عهدها التاريخ سدا منيعا أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مجددا التأكيد أن “إعادة إعمار غزة يجب أن تتم وفقا للخطة العربية الإسلامية، دون أي شكل من أشكال التهجير حفاظا على الحقوق المشروعة للفلسطينيين وصونا لأمننا القومي.

واستأنفت إسرائيل قصفها على قطاع غزة، يوم الثلاثاء 18 مارس/ آذار 2025، بعد توقف لنحو شهرين، وتحديدا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس الفلسطينية، في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية منه.
وكان من المفترض أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”، بمجرد تمديد المرحلة الأولى منه، التي انتهت في الأول من مارس الماضي، أو الدخول في مرحلته الثانية، لكن الخلافات بين إسرائيل والحركة، بشأن الخطوات التالية، حالت دون ذلك.

يذكر أن إسرائيل شنت حربا على قطاع غزة، استمرت نحو 15 شهرا متواصلا قبل التوصل لوقف إطلاق النار في القطاع، نتج عنها مقتل وإصابة نحو 150 ألف شخص وتدمير هائل للقطاع، إضافة إلى قطع إمدادات الماء والكهرباء والأدوية.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: إسرائيل تمنع المساعدات عن غزة منذ مارس وسط تصاعد العدوان | تفاصيل
  • حماس: وفدنا بحث في القاهرة جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة
  • صحيفة: وفد من حماس في القاهرة اليوم للاطلاع على مستجدات مقترح وقف إطلاق النار
  • السيسي: السلام بين مصر وإسرائيل نموذج لإنهاء النزاعات
  • صفقة غير متوقعة: اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس يثير تساؤلات
  • مصادر هندية: قمنا بالرد على إطلاق النار من باكستان
  • الأونروا: 420 ألف شخص نزحوا مرة أخرى منذ انهيار وقف إطلاق النار في غزة
  • تفاصيل مسودة اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • توك شو| بكري: الصعيد شهد نهضة غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي.. الأمم المتحدة: نثمن جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار بغزة
  • الأمم المتحدة: نثمن جهود الوساطة المصرية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة