جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-29@09:29:21 GMT

البطلة "مُنى الجحفلي"

تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT

البطلة 'مُنى الجحفلي'

 

 

الطليعة الشحرية

في عالمنا أبطال لا يصرعون الفضائيين والوحوش لإنقاذ كوكب الأرض، ولا يملكون قوى خارقة كالتخفي أو مقذوفة نارية يطلقها بفرقعة أصبع فيردي أعداءه صرعى؛ ليتها كذلك فهي حتمًا أسرع وأسهل.

تسقط همومك ومشاكلك وتتضاءل وتضمحل، عند مقارعتها ما يجابه به غيرك، أفهم أنَّ بعض الأمور في حياتنا ذات جدوى وإن بدت غير ذلك فحتمية السلبيات والإيجابيات في كل شيء لا تقبل الجدلية؛ ولكن ذاك "الألم" الذي يكرهه الجميع، الشعور بأنك تُسحق ذاتياً وتبحث عن مُتكأ في كلمة "الحمد لله"؛ فالحمد لله على المكروه والألم والمرض.

عندما نلمس شيئًا ساخنًا، نسارع إلى وضع اليد تحت ماءٍ بارد لإيقاف الألم، فما هو حال من يرى من يُحب يُعارك المرض. صراعٌ ليس به شيءٌ من العدالة؛ فأنت تجابه المجهول مع كل إبرة ومصل متصل بالأوردة، هناك من يقف بصمت مبتسماً ومتأملاً ويضرع ويناجي ربه أن يخفف وطأة الألم، وهناك أبطال بأجسادهم الصغيرة يحاكون بقوة الصبر والإيمان أبطال من ورق صنعتهم هوليوود.

إنها "منى" الصغيرة " منى" البطلة العظيمة.

العظماء لا يُقاسون بأحجامهم.. منى سالم الجحفلي، الفنانة الصغيرة، وهكذا تعرفت عليها من خلال لوحاتها ورسماتها ذات اللمسة الإبداعية الفنية. أعادت بيّ الذاكرة إلى الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو، ومثل فريدا تستلقِ مُنى الجحفلي على سيريها في عناية الأطفال في مستشفى السلطان قابوس بصلالة تناظر السقف ووجه أبيها معظم الوقت، فهي تعاني من ضمور في العضلات وتحتاج لأجهزة لمواصلة رحلتها في الحياة، شُخصت بالمرض في عُمر الثالثة. تقلص العالم الرحب وحُشر في ثقب إبرة مع ظهور العلامات الأولى للضمور بارتخاء عضلات العنق ثم الظهر.

عندما يصاب المرء بالمرض وهو بالغ فذلك أهون وأخف، حصاد ذكريات الطفولة بشقاوتها قد اُختبرت بكل عفوية، أشبعت مخزون الوجدان للمرء؛ لكن حين تصارع المرض في سن الثالثة وتقلِّب البصر ولا تجد غير صفحة أسمنتية بيضاء؛ قد يثبط ذلك العزم ويثير تساؤلات صغيرة وعميقة، لما لا ألعب كغيري من الأطفال؟ لما ليس ليّ أصدقاء وزملاء صف ودراسة؟

لا أتكئ وحيدة..

لم تتكئ البطلة الصغيرة منى، على ظلال الوحدة ولا غروب شموس الأمل والاستسلام لألم اليأس، فبدعم من أسرتها مُتمثلةً في والدها سالم الجحفلي والطبيب المشرف على حالتها هاشم قطون، بزغت فكرة إلحاق منى بالتعليم. وتبدأ أولى الخطوات بالتواصل مع قسم التربية الخاصة بالمديرية العامة للتربية والتعليم في محافظ ظفار.

اتسعت دائرة الأصدقاء من سقف أبيض وأجهزة نابضة وأبٍ وعائلة داعمة، الى مُعلمة وأخصائيين من قسم التربية الخاصة: صفاء عبد الجليل وعلي جعبوب، وأصبحت لها مدرسة ومقعد، وإن كان لا يُستخدم اليوم، فسيُستخدم غدًا والأمل مقرون بالدعاء.

أبهجت الأقلام والورق والألوان قلب منى، وصارت تطلب أوراقًا لترسم، وأصبح الرسم متنفسَ شغفٍ، تنقل به تجربتها الخاصة وعالمها الخاص. لوحات منى واقعية بها بهجة الطفولة وطموح المستقبل وأملُ الغد.

أصل الحياة ألمٌ..

يقول الدكتور مصطفى السباعي "لولا الألم لكان المرض راحة تُحبب الكسل، ولولا المرض لافترست الصحة أجمل نوازع الرحمة في الإنسان، ولولا الصحة لما قام الإنسان بواجب ولا بادر إلى مكرمة، ولولا الواجبات والمكرمات لما كان لوجود الإنسان في هذه الحياة معنى".

ماذا لو توسعت دائرة أصدقاء منى؟ ماذا لو أُقيم للوحاتها معرض ووضعت رسماتها جنبًا الى جنب مع فنانين تشكيليين آخرين في معرض الخريف؟  وماذا لو ....!

لن نُكثر من كلمة "لو"... بل نتمنى المبادرة، فلا معنى للحياة بلا إنسان لا يُحبِّذ فن المكرمات والواجبات.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الحلول المالية المبتكرة بـ"الوطنية للتمويل" تُعزز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة

 

مسقط- الرؤية

تواصل الوطنية للتمويل- شركة التمويل الرائدة في سلطنة عُمان- ترسيخ مكانتها كشريك موثوق في النمو للشركات الصغيرة والمتوسطة عبر تقديم مجموعة من الحلول التمويلية المبتكرة المصممة خصيصاً لتعزيز القدرة التنافسية لهذه الشركات وتحقيق إمكاناتها الكاملة.

وتعكس هذه الاستراتيجية المتنوعة من الحلول التزام الشركة بتعزيز روح ريادة  الأعمال، ودفع الابتكار، وبناء علامات تجارية محلية ناجحة في مختلف الصناعات؛ تتمكن من النمو والتوسع والمنافسة إقليميًا وعالميًا.

وفي ظل التحديات المتعددة التي تواجهها الشركات الصغيرة والمتوسطة في توسيع عملياتها والتكيّف مع بيئة الأعمال المتغيرة، وتلبية احتياجات المستهلكين المتطورة، تُقدم الوطنية للتمويل مجموعة شاملة من حلول التمويل المبتكرة.

وبالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة القائمة التي تسعى إلى التوسع، فتستفيد من مجموعة من الأدوات التي تعزز السيولة قصيرة الأجل وتضمن الاستقرار المالي طويل الأجل، ولتلبية احتياجات الشركات، تقدم الشركة خططاً ميسرة لها وتوفر متطلبات رأس المال العامل أو أي من‌ ‌الاحتياجات التمويلية. بالإضافة إلى ذلك، توفر الوطنية للتمويل عمليات تمويل سريعة ومبسطة للمركبات والآلات، مما يزود الشركات الصغيرة والمتوسطة بالموارد الضرورية لتحسين عملياتها وتعزيز نموها.

وقال طارق بن سليمان الفارسي الرئيس التنفيذي للوطنية للتمويل: "نُدرك الدور المحوري الذي تضطلع به الشركات الصغيرة والمتوسطة في خلق فرص العمل وتمكين المجتمع، وكذلك إمكاناتها الكبيرة في دفع التقدم والتنمية الوطنية، ونفخر بروح المبادرة والمرونة والمواهب الاستثنائية التي يظهرها قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في بلادنا، وتمكينًا لهذا القطاع الواعد، قُمنا بتطوير مجموعة متنوعة من حلول التمويل التي تهدف إلى مساعدة هذه الشركات من تحقيق مسارات مستدامة للنجاح والتميز، ومن خلال هذه الحلول المالية المبتكرة، نواصل سعينا في تمكين الشركات المحلية من الازدهار وقيادة صناعاتها نحو آفاق جديدة من النمو، وبناء مستقبل واعد."

يشار إلى أن جهود الوطنية للتمويل البارزة في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة يمتد إلى ما هو أبعد من تقديم التمويل فقط، ليشمل أيضا خدمات استشارية متخصصة تهدف إلى ضمان التمويل المسؤول؛ مما يعكس التزام الشركة الراسخ بتعزيز نمو الشركات وازدهارها، مما جعلها الشركة الأكثر موثوقية واعتمادًا في طلبات التمويل في سلطنة عُمان.

ويتمتع مديرو العلاقات نظير خبرتهم الطويلة في القطاع بقدرة عالية على تقديم استشارات حصيفة، توّجه أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة لاختيار الحلول الأنسب لاحتياجاتهم المحددة، مع تخصيص الشروط لتتناسب مع الأهداف قصيرة الأجل والخطط طويلة الأجل، مما يضمن نهجاً مخصصاً لتلبية متطلبات كل شركة على حدة.

وتؤمن الوطنية للتمويل بقوة التحول التي يمتلكها قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة والإمكانات الرائعة للشركات التي يقودها الشباب في دفع البلاد نحو مستقبل غني بالفرص والإمكانات، كما يعكس الدعم المخصص الذي تقدمه الشركة للشركات الصغيرة والمتوسطة التزامها الراسخ بصنع أثر إيجابي مُستدام في المجتمعات التي تخدمها، ويؤكِدُ أيضًا اتساق عمليات الشركة مع الأهداف الأوسع لتنويع الاقتصاد الوطني المرسومة في رؤية عُمان 2040.

مقالات مشابهة

  • بنك القاسمي للتمويل الأصغر الإسلامي: ركيزة دعم المشروعات الصغيرة وتمكين الأفراد
  • فيلم وحشتيني.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
  • «فرسان الإمارات» يتطلعون إلى لقب مونديال الخيول الصغيرة للقدرة
  • الحلول المالية المبتكرة بـ"الوطنية للتمويل" تُعزز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة
  • فرسان الإمارات يشاركون في مونديال الخيول الصغيرة للقدرة
  • "إعلام القومي للمرأة": مسلسل "برغم القانون" يرصد العنف المادي والمعنوي ضد النساء
  • عنكبوت ينقذ أم من الموت بالسرطان
  • عمر جابر: التفاصيل الصغيرة ستحسم لقب السوبر الأفريقي
  • تحصين  أكثر من 12 ألف رأس ماشية ببني سويف ضد مرض طاعون المجترات الصغيرة
  • علامات تحذيرية تنذر بنوبة قلبية