مجلس حكماء المسلمين خلال 2023.. جهود استثنائية لتمكين الشباب
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
حرص مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال 2023 على بذل جهود استثنائيَّة لتمكين الشَّباب وتعزيز قدراتهم في مواجهة التَّحديات العالمية وحمل شعلة الأمل والسَّلام في العالم، وذلك انطلاقًا من رؤيته ورسالته الهادفة إلى غرسِ وترسيخِ القيم الإنسانيَّة والتَّعايش السلمي والتَّسامح لدى الشباب بوصفهم قادة المستقبل.
ومن أبرز مبادرات مجلس حكماء المسلمين الموجهة إلى الشباب خلال عام 2023؛ منتدى شباب صنَّاع السلام، الذي انعقدت النسخة الثانية منه في يوليو هذا العام بمدينة جنيف في سويسرا، بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي، ومؤسسة روز كاسيل، وشكَّل المنتدى منصةً عالميةً لالتقاء الشباب على اختلاف ثقافاتهم ودياناتهم، الذي شارك فيه 50 شابًا من 24 دولة من مختلف أنحاء العالم؛ للعمل على تطوير حلول وتوصيات مبتكرة ومستدامة لتحقيق السلام في المجتمعات، وإطلاق المبادرات والمشروعات الوطنيَّة والإقليميَّة المتعلقة بصناعة السلام، ونشر قيم التسامح والأخوة الإنسانية ومبادئها.
ورسَّخ منتدى صنَّاع السلام من خلال المناقشات المثمرة لنهج رائدٍ بين الشباب، للتفاعل البنَّاء مع أبرز القضايا والتَّحديات العالمية ومن بينها قضية التغير المناخي؛ إذ غرس المشاركون شجرة الزيتون لتمثل دعوة لصنَّاع السلام البيئي لحماية الحياة على سطح كوكب الأرض، كما بعثوا برسالة أمل إلى رئاسة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريَّة بشأن تغير المناخ COP28، مفادها الحاجة الملحَّة إلى العمل المشترك والجاد لمواجهة أزمة تغير المناخ، وضرورة إشراك مختلف فئات المجتمع في العمل المناخي، بما في ذلك الشباب والشعوب الأصلية وقادة الأديان.
وكان دور الشباب حاضرًا بقوة خلال الجلسات الحوارية التي استضافها جناح الأديان في COP28 وهو الأوَّل من نوعه في تاريخ مؤتمرات الأطراف، ونظَّمه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، ووزارة التَّسامح والتَّعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وذلك من خلال إلقاء الضَّوء على جهودهم ومبادراتهم المثمرة في مواجهة هذا التَّهديد الوجودي.
تعزيز روح الابتكار وتحفيز الشبابوسعيًا من مجلس حكماء المسلمين إلى دعم المبادرات الشبابيَّة الواعدة، أطلق منتدى صنَّاع السلام، مسابقة عالمية بهدف تعزيز روح الابتكار وتحفيز الشباب على تطوير حلولٍ فاعلة وتحويلها إلى مشروعات مستدامة تعالج الأزمة المناخيَّة في مجتمعاتهم، وتضمنت المسابقة عدة مجالات أبرزها؛ تغير المناخ والعدالة المناخية، وبناء القدرات المتعلق بالتَّعليم والتدريب في مجال المناخ، ودور الأديان في مواجهة التغيرات المناخية، وفازت فيها 4 مشروعات من بين 50 مشروعًا مشاركًا من 11 دولة حول العالم.
وفي إطار جهود مجلس حكماء المسلمين لنشر وتعزيز قيم الأخوة الإنسانيَّة والتسامح والتعايش بين الشباب، أطلقَ المجلس بالتَّعاون مع جامعة جورجتاون برنامج الحوارات الطلابية العالمية حول الأخوة الإنسانيَّة، الذي يهدف إلى تعريف طلاب الجامعات بقيم الأخوة الإنسانيَّة، وتكوين شبكة ومنصةٍ دوليتين للطلَّاب حول العالم؛ للمشاركة بأفكار إبداعية للنهوض بالتضامن بين الأديان والثقافات في المجتمعات.
وانطلاقًا من وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية عام 2019، تمثل الحوارات الطلابية العالمية فرصة لطلاب الجامعات والكليات المختلفة لمناقشة العديد من القضايا والقيم الإنسانية المهمة، وحَظِيَ هذا البرنامج بترحيب وتفاعل كبيرين بين الشباب من مختلف أنحاء العالم.
وضمن التزامه بدعم الشباب على مختلف الأصعدة، حرص مجلس حكماء المسلمين على المشاركة الفعَّالة في العديد من الفعاليات والمبادرات الشبابية المختلفة، ومنها فعاليات مخيم سفراء السلام الذي عقدَه مركز الشباب العربي في أبوظبي؛ حيث أكَّدَ على ضرورة تأهيل جيلٍ من الشباب العربي يستطيع حمل رسالة التسامح والتَّعايش وبناء مستقبل أفضل للإنسانيَّة، كما أطلق المجلس برنامجًا رمضانيًّا خلال شهر رمضان 2023 للتَّعريف بجهود الشباب في صناعة السلام وإلقاء الضوء على عددٍ من النماذج الإيجابيَّة حول العالم، التي أسهمت في صناعة السلام في مجتمعاتها.
ويواصل مجلس حكماء المسلمين خلال 2024 جهوده لدعم الشباب وتمكينهم، وتوفير الإرشاد لهم لتعزيز التواصل الثقافي والديني وتشجيع تبادل الأفكار الملهمة التي تعزز التعايش السلمي، وبناء أجيال واعدة تتسلح بالوعي والمعرفة، وقادرة على المشاركة الفعَّالة في نشر قيم الحوار والتسامح والتَّعايش الإنساني.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجلس حكماء المسلمين الإمام الأكبر أحمد الطيب الأزهر الشباب مجلس حکماء المسلمین
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر وقرينة الرئيس الكولومبي يطالبان بموقف جاد تجاه الحد من صناعة الأسلحة
أكد فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تقديره موقف رئيس جمهورية كولومبيا في تأكيده ضرورة احترام قرار المحكمة الجنائية الدولية بتنفيذ مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بشأن مجرمي حرب الكيان المحتل، ومطالبته المستمرة لوقف الإبادة الجماعية والمجازر التي ترتكب في غزة.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم الأحد، بمشيخة الأزهر، السيدة فيرونيكا ألكوسير جارسيا، قرينة رئيس جمهورية كولومبيا.
نشر رسالة الإسلام
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن الأزهر يقوم على نشر رسالة الإسلام الممثلة في نشر السلام بين الجميع؛ حيث جعل الإسلام التعارف والتلاقي والتراحم أساسًا للعلاقات الإنسانية بين البشر على اختلاف عقائدهم وأجناسهم وألوانهم.
مبينًا أن الله جلَّ وعلا لو أراد لجعل الناس جميعًا متشابهين، ولكنه أراد أن يجعل الاختلاف سنة كونية، وجعل روابط الأخوة الإنسانية هي الحاكمة في العلاقات بين المؤمنين وبعضهم البعض، وبين المؤمنين وغير المؤمنين، وجعل لهذه الأخوة واجباتها وفرائضها التي تعلي من قيمة الإنسان حتى في حالة الحرب.
موضحًا أن الحرب في الإسلام لم تشرع إلا لرد العدوان، وأنَّ ما نراه من حروب عرفت تاريخيًّا بالحروب الدينية لم تكن بدوافع دينية بقدر كونها مدفوعة بأيديولوجيات سياسية حاولت اختطاف الدين واستغلاله، كما يحدث الآن في غزة من قتل وإبادة وممارسة أبشع الجرائم تحت غطاء نصوص دينية توراتية يتم تفسيرها بشكل مشوَّه وخاطئ لتبرير أهداف سياسية لاغتصاب الأرض واستيلاء على حقوق الفلسطينيين.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن الأزهر اتخذ خطوات جادة لنشر ثقافة السلام والأخوة داخل مصر وخارجها؛ حيث بادر الأزهر بإنشاء بيت العائلة المصرية مع الكنائس المصرية، لتعزيز روابط الأخوة والتعايش بين المصريين؛ مسلمين ومسيحيين، وانطلق من هذه المبادرة إلى الانفتاح على المؤسسات الدينية والثقافية حول العالم، وبذلنا جهودًا كبيرة في بناء جسور التواصل مع المؤسسات في الغرب، وتُوِّجت هذه الجهود بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية في أبوظبي مع أخي العزيز البابا فرنسيس، التي استغرق العمل عليها عامًا كاملًا قبل توقيعها، كما اعتمدت الأمم المتحدة ذكرى توقيعها في الرابع من فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية.
وأكَّد شيخ الأزهر أنَّ السبب الرئيسي فيما يعانيه إنسان اليوم، هو سياسة الجسد المعزول تمامًا عن الروح والوجدان، وهذا التوجه العالمي الذي يحاول إقصاء الدين وتغييبه وتسييسه لتحقيق رغبات مادية، وفي مقدمتها تبرير صناعة الأسلحة والمتفجرات رغم ما تسببت فيما نراه من حروب وصراعات.
من جهتها، أعربت السيدة فيرونيكا عن امتنانها للقاء شيخ الأزهر، ومتابعتها لجهود فضيلته في إقرار السلام العالمي، مؤكدة ثقتها في قدرة القادة الدينيين على إحلال السلام ونشره من خلال الحوار والتقارب، كما أشارت إلى اتفاقها مع رؤية فضيلته حول خطورة صناعة الأسلحة، وأنها السبب الرئيسي في المأساة التي تحدث في العالم.
مشيرة إلى أمنيتها بوقف هذه الصناعة من أجل القضاء على الفقر والصراع والكراهية والحروب،
أكدت السيدة فيرونيكا أنه علينا أن ننظر إلى العالم برؤية مختلفة عن السياسيين لاستبدال الكراهية بالمحبة والحروب بالسلام، وعبَّرت عن أهمية الوثيقة التاريخية للأخوة الإنسانية وحاجة العالم إلى هذا الأنموذج في التعاون بين رموز الأديان.