فنانون يشعرون بالخطر من تقنيات الذكاء الإصطناعي ويلجؤون لوسائل حماية مختلفة
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
في ظل استغلال بعض مبتكري برامج الذكاء الاصطناعي البيانات بصورة كبيرة وضخمة لم يتوقع الوصول إليها بكم الزخم المشابه لهذه الأيام، فيعمل عدد من الفنانين بمساعدة باحثين جامعيين على إدخال تغييرات إلى أعمالهم حتى تصبح غير قابلة للإستخدام في الوقت الحالي.
اقرأ ايضاًهل يساهم الذكاء الإصطناعي في حماية المناخ وحل مشاكل الطقس والبيئةبدأت برامج كثيرة للذكاء الاصطناعي التوليدي توفر إمكانية ابتكار صور مستوحاة من أسلوب عمل الرسامة الأميريكية بالوما ماكلين وذلك مع أن الفنانة لم توافق على ذلك ولا تستفيد منه ماليا كما من الممكن أن يضرها هذا التصرف في المستقبل القريب، حيث تقول الرسامة المقيمة في هيوستن، "أنزعج من ذلك"، مضيفة "أنا لست فنانة مشهورة، لكنني انزعجت من فكرة استخدام أعمالي لتدريب" نماذج للذكاء الاصطناعي.
وسعيا من الفنانة إلى الحد من استغلال أعمالها، استعانت ماكلين ببرنامج "غليز" لإضافة عناصر بكسل غير المرئية للعين المجردة إلى أعمالها، بهدف تعطيل عمل الذكاء الاصطناعي، وبعد خطوتها هذه، باتت الصور التي يتم إنشاؤها غير واضحة، ويقول بن تشاو، وهو باحث في جامعة شيكاغو أنشأ فريقه برنامج "غليز"، "نحاول توفير الأدوات التكنولوجية لحماية المبتكرين من إساءة استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية".
ابتكر هذا الأستاذ في علوم الكمبيوتر برنامج "غليز" في أربعة أشهر فقط، مستعينا بأعمال سابقة ترمي إلى تعطيل تقنية التعرف على الوجوه. ويقول بن تشاو "عملنا بأقصى سرعة، لأننا كنا ندرك أن المشكلة خطرة"، مضيفا "كانت نسبة كبيرة من الناس متضررة".
وأبرمت شركات كبرى متخصصة في الذكاء الإصطناعي التوليدي صفقات لضمان الحقوق المرتبطة باستخدام محتوى معين، إلا أن غالبية البيانات والصور والنصوص والأصوات المستخدمة لابتكار النماذج استخدمت من دون الحصول على موافقة صريحة، كما جرى تحميل "غليز" منذ إطلاقه أكثر من 1,6 مليون مرة، بحسب الباحث الذي يستعد فريقه لإطلاق برنامج جديد هو "نايت شايد".
يركز "غليز" على الطلبات التي تكون لغتها بسيطة وعادة ما يستعين بها المستخدم في نماذج الذكاء الإصطناعي التوليدي للحصول على صورة جديدة، كما يهدف إلى تعطيل عمل الخوارزمية التي تقترح فورا احتمالا آخر كابتكار صورة قط بدل صورة كلب.
ثمة مبادرة أخرى في هذا الخصوص خاصة بشركة "سبانينغ" التي ابتكرت برنامج "كودورو" الذي يرصد المحاولات الكبيرة لجمع الصور عبر المنصات المتخصصة، حيث يمكن للفنان إما وقف إتاحة أعماله أو إرسال صورة غير تلك المطلوبة، وهو ما يشكل "تسميما" لنموذج للذكاء الإصطناعي قيد الإبتكار والتأثير على مدى موثوقيته، حسب جوردان ماير، المشارك في تأسيس "سبانينغ". حيث تم دمج أكثر من ألف موقع إلكتروني في شبكة "كودورو".
وابتكرت شركة "سبانينغ" أيضا "هاف آي بِن ترايند" (haveibeentrained.com)، وهو موقع يرصد ما إذا كان نموذج للذكاء الاصطناعي استعان بصور ويمنح مالك هذه الصور القدرة على حمايتها من أي استخدام مستقبلي لا يحظى بموافقته.
اقرأ ايضاًكيف سيشارك الذكاء الإصطناعي في الإنتخابات الأمريكية المقبلة؟وبالإضافة إلى الصور، رطز باحثون من جامعة واشنطن في "سان لويس"، على بيانات صوتية وابتكروا "أنتي فايك".
يضيف هذا البرنامج إلى ملف صوتي أصواتا إضافية غير محسوسة للأذن البشرية، مما يجعل تقليد الصوت البشري أمرا مستحيلا، بحسب ما يوضح تشييوان يو، وهو طالب دكتوراه مسؤول عن فكرة هذا المشروع.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تقنيات الذكاء الاصطناعي الذكاء تقنيات تكنولوجيا ابتكارات التاريخ التشابه الوصف الذکاء الإصطناعی
إقرأ أيضاً:
عمرو طلعت: ميثاق أخلاقي للذكاء الاصطناعي ضرورة للحفاظ على القيم العربية
قال الدكتور عمرو سميح طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،أن الحكومات تواجه تحديات جديدة تتعلق بالمنافسة الجيوسياسية والريادة في الذكاء الاصطناعي، داعيًا الدول العربية إلى التصدي لهذه التحديات برؤية موحدة تعكس تطلعات شعوبها. وأكد على أهمية تبني استراتيجيات مشتركة لبناء وعي جمعي حول التكنولوجيات الناشئة.
جاء ذلك خلال كلمته في فعاليات "دائرة الحوار العربي حول الذكاء الاصطناعي"، بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وقد حضر الافتتاح السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، وعدد من الشخصيات الأكاديمية والسياسية رفيعة المستوى.
أعرب الدكتور طلعت عن فخره بالمشاركة في هذا المحفل المهم، الذي يمثل تجسيدًا لطموحات الدول العربية وإرادتها الموحدة. وأشاد بالدور التاريخي الذي تلعبه جامعة الدول العربية كمنصة للتعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك التكنولوجيا، التي أصبحت جزءًا أساسيًا من القضايا العالمية المعاصرة.
وقال : "يسعدني أن ينعقد هذا الحوار في الذكرى الثمانين لتأسيس جامعة الدول العربية، مما يعكس التزامنا بتعزيز التعاون العربي في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات". وأكد أن التكنولوجيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، لم تعد مجرد وعود مستقبلية، بل أصبحت قوى دافعة تُعيد تشكيل الاقتصادات وتحدث ثورة في مختلف القطاعات.
أطلع الدكتور طلعت الحضور على الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى تحسين الأداء الحكومي وتقديم خدمات فعالة تعتمد على هذه التقنيات. وشدد على ضرورة وضع إطار تنظيمي متوازن يحمي المجتمعات من المخاطر السيبرانية والأخلاقية.
وختامًا، دعا جميع الباحثين والخبراء وصناع السياسات إلى تبادل الرؤى والمقترحات للخروج بنتائج فعالة تسهم في تعزيز مكانة الدول العربية في مجال الذكاء الاصطناعي.
أعرب الدكتور طلعت عن شكره لكل المساهمين في إعداد هذا المؤتمر، متمنيًا أن تكون النقاشات مثمرة وتؤدي إلى نتائج إيجابية تخدم الأهداف الاستراتيجية للعالم العربي.